رد: أدب الرحـــــــلة ...
رد: أدب الرحـــــــلة ...
رد: أدب الرحـــــــلة ...
رد: أدب الرحـــــــلة ...
رد: أدب الرحـــــــلة ...
http://group.eqla3.com/01/44444.gif
رحلة العبدري
أبي عبد الله محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن سعود العبدري
تحقيق: علي إبراهيم كردي
http://members.lycos.co.uk/fatona2007/ar/fawasel.gif
http://www.neelwafurat.com/images/lb...116/116754.gif
عدد الأجزاء: 1
سنة النشر: 2002
الطبعة رقم: 1
الناشر: دار سعد الدين
تاريخ النشر: 01/01/1999 ميلادية
عدد الصفحات: 728
تشغل الرحلة مكاناً مميزاً في الثقافة العربية، فقد تضافرت دواع وأسباب مختلفة حضّت الناس على الرحلة، ويسّرت أمرها، فكثرت الرحلات وتنوعت بتنوع حوافزها ومقاصدها العلمية والدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وراج أدب الرحلات الذي استهوى قراءه وأمتهم بما كان يعرض من المشاهد والآثار المجهولة، والعجائب المشوقة يصفها وصف معاينة، وبما كان يصور من عادات الناس وأخلاقهم ومشاعرهم تصويراً يبث الحياة والحركة، وحفلت المكتبة العربية بمختلف أنواع الرحلات، فرحلة تصف الأقاليم والبلاد وما حوت من الغرائب، ورحلة يهفو صاحبها إلى زيارة البيت العتيق، ورحلة مطلبها الأول لقاء العلماء ومذاكرتهم والأخذ عنهم، ورابعة للسفارة وربط أواصر الصداقة، وخامسة ترتاد المجهول من البقاع حباً للمعرفة، أو سعياً وراء التجارة والربح، أو تطلعاً إلى نشر الدين، أو بسط السلطان، وتمور صفحات هذه الرحلات، على تعدد أغراضها، بالجليل من الفوائد التي ترسم جوانب هامة من حياة الشعوب وطباعها وعاداتها، وتقدم وثائق وشواهد حية لما كانت عليه الحضارة العربية في مختلف عصورها.
والمشهور من الرحلات بين الناس رحلة ابن بطوطة المتوفي سنة (779هـ/1377م) ورحلة ابن جبير المتوفي سنة (614هـ/1217م)، ويبدو أن السبب في شهرتهما لا يعود إلى مضمون هاتين الرحلتين فحسب، وإنما يعود إلى ظهورهما بين الناس منذ مدة طويلة، وعناية الباحثين - مستشرقين وعرباً - بهما، ومن هنا ذاع صيت الرحلتين بين الناس.
ورحلة العبدري لا تقل أهمية عن الرحلتين السابقتين، إن لم تكن تفوقهما في بعض الجوانب، ولا سيما في جانبها الأدبي، لأن العبدري صاحب الرحلة كان أديباً عالماً من علماء المغرب في القرن السابع الهجري، صرف جل اهتمامه في رحلته إلى الناحية العلمية في البلاد التي قطعها براً من المغرب الأقصى إلى البلاد الحجازية، والقدس، والخليل، فضمن رحلته تراجم للعلماء الذين إلتقاهم في رحلته، وذكر كثيراً من طبائعهم، وعاداتهم، وأخبارهم، وأشعارهم.
كما وضمن رحلته معلومات جغرافية وتاريخية وأدبية واجتماعية إضافة إلى المعلومات الفقهية، أما المشاهدة فقد ظهر أثرها واضحاً في المعلومات الجغرافية عن المناطق والبلاد التي مرّ بها، وخصائصها العمرانية، وتضاريسها، وكان وصلة لها وصف شاهد عيان.
وقد حملت هذه الرحلة طائفة من المعلومات والقضايا العلمية التي أخذها المؤلف من صدور العلماء مشافهة، وقيدها في رحلته، وحوت كثيراً من المعلومات التي لا نجدها في غير هذه الرحلة. ومن ها هنا تزداد قيمة الكتاب العلمية، ويسمو درجة نحو الجودة والفائدة.
ومما يزيد في أهمية الرحلة أنها تعد وثيقة مهمة عن الحياة الثقافية في أواخر القرن السابع الهجري في البلاد التي مر بها العبدري، والتقى علماءها فقد أعطانا صاحب الرحلة فكرة موسعة عن المستوى الثقافي في هذه البلاد، وعرّفنا بأعلام العلماء، وما كان يهتم به من العلوم المختلفة، كما دلنا على الكتب التي كانت رائجة آنذاك، وطرائق التدريس المتبعة عصرئذ.
وترجم العبدري لمجموعة من العلماء الذين لا نكاد نعثر لهم على صورة واضحة في المصادر المختلفة، فأضاء جوانب من شخصياتهم، وعرفنا بهم وبطبائعهم، وكانت أوصافه وأحكامه تتصف بالدقة لأنها صادرة عن شاهد عيان.
كذلك فإن هذه الرحلة تفيد علماء الجغرافية والتاريخ في دراسة الظواهر التي كانت سائدة آنذاك، كما تفيد مؤرخي الأدب في التاريخ الأدبي للأقطار التي مرّ بها العبدري، فهي تضم نصوصاً أدبية - شعرية ونثرية ونقدية - مهمة تتفرد الرحلة في بعضها، بما يزيد في أهمية الرحلة ويضعها في مكانها الصحيح بين كتب الرحلات المختلفة.
وعلى الرغم من أهمية هذه الرحلة إلا أنها مع ذلك لم تنل مكانتها بين الرحلات، وأول من تنبه إلى شأنها علماء الاستشراق، الذين انكبوا عليها دراسة وترجمة، وكان "أول من اشتغل بها المستشرق الفرنسي "مانسان" في مقال نشره بالجريدة الآسيوية، ثم نشر المستشرق "شربونو" بالجريدة الآسيوية كذلك سنة 1854م مقالاً عنها، أبتعه بترجمة بعض فصولها".
ومما يدلّ على أهمية هذه الرحلة انتشار نسخها المخطوطة في كثير من مكتبات العالم، واحتفال المؤرخين بها، إذ نقل كثير منهم عنها كالتنبكتي صاحب "نيل الابتهاج"، الذي أفاد منها أيّما إفادة ونقل كثيراً من التراجم عنها، وعدّها مصدراً من مصادر كتابه.
وبقي العلماء والباحثون حتى العصر الحاضر يهتمون برحلة العبدري ويقدرونها، والكتاب الذي بين يدينا يدخل ضمن الكتب التي اهتمت بتحقيق متن هذه الرحلة حيث اهتم المحقق بنسخ النص المخطوط الذي بين يديه وضبط مشكلة، ثم ضبط الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة، والشعر والأمثال، ضبطاً كاملاً مستعيناً بما تيسر له من المصادر التي تعينه على ذلك.
وعمد إلى تدقيق النص بالرجوع إلى المصادر التي عاد إليها المؤلف، ثم بالرجوع إلى المصادر التي كانت تتحدث عمّا أشار إليه العبدري.
كذلك فقد شرح الغريب من الكلمات بالرجوع إلى لسان العرب والقاموس المحيط، وخرج الأحاديث والشعر والأمثال من مظانها ما وسعه ذلك. ووضح عناوين لفقرات الرحلة ضمن معقوفين لتسهيل الرجوع إليها.