العتيق يصدر ديواناً شعرياً يحمل تجليات الوجد
http://www.alriyadh.com/2009/07/28/img/241451149912.jpg
حائل – خالد العميم:
صدر في حائل ديوان شعري جديد للشاعر والأديب سليمان عبد العزيز العتيق حمل اسم "تجليات الوجد والمطر".. حيث يقع الديوان في 170 صفحة من القطع المتوسط.
ويعتبر هذا الديوان هو الأول للشاعر العتيق ويحتوي على مجموعة كبيرة من قصائد الشعر الفصيح منها الشعر العامودي والبعض الآخر وهو الغالب على قصائد الديوان من شعر التفعيلة. ومن ابرز عناوين القصائد.. الحنين وهل تذكرين وتوهجات بغدادية وبوح وحبات المطر وموسى عليه السلام ورحلة والمدينة الخاطئة وقيود الذات والخراب والباقيات والغريب وهذه الشمس قالت.
وفي تعليق أكد الشاعر والأديب سليمان العتيق أن هذا الديوان يعتبر هو الأول في كتابته للشعر.. مبينا أن كافة النصوص والقصائد هي نتاج مسيرة طويلة في الحياة رأيت من الواجب أن أدونها وأقوم في عملها في طرح هذا الديوان متمنيا بان أكون قد أضفت قيمة جديدة في إصداره..
المصدر
في إصدار حمل عنوان " سر تحرير الذات "
«غاي فينلي» يناقش قضايا القلق والحصر النفسي ويكتب وصفة مبتكرة للتعامل معها
http://www.alriyadh.com/2009/08/01/img/922675259851.jpg
قراءة - عماد العباد
هل تعاني من قلق, احباط , تعاسة , يأس .. ؟ هل تشعر بخوف غير مبرر , هل تشعر بأنك مشوش أحيانا او بأن الحياة ماعادت هي الحياة وانك تحن الى تلك الذكريات القديمة , الى سنين العمر الاولى وتفاصيلها البسيطة ؟
لست وحدك .. إذ تشير الاحصاءات والدراسات الى ان العالم بات اكثر توترا وقلقا ، حيث يدفع ضريبة التطور وتعقيدات الحياة المدنية ، فكلما زادت مادية الحياة وتعقيداتها التكنولوجية كان ذلك على حساب الراحة الروحية وبالتالي زيادة انتاج في الحصر النفسي والقلق والأرق والكآبه .
انسان هذا العصر مشتت تائه ، يستيقظ على هموم اقتصادية وينام على تعقيدات السياسة ويحلم بكوابيس مرعبة حول ذاته المعذبة واسئلته الكبرى حول الحياة ، انسان لايشعر بالامان إلا مع ذاته ، وعندما يمس ذاته المقدسة اية عارض يدخل في دوامة من القلق لايعرف كيف يخرج منها .
ذلك القلق الروحي جعل العالم يرفع رايته البيضاء ، جعله يفتح اوراقه الصفراء المعتقة ويلتفت الى الوراء ، نحو الفلسفات القديمة والمعلمين الروحيين . وازدهرت سوق الكتب التي تتحدث عن تطوير الذات وعن علاج الحصر النفسي والتوتر وافضل السبل لتحرير الذات والسيطرة على الافكار السلبية وخرائط للعقل البشري وخلطات كثيرة لتعليم التفكير الايجابي .
الغث هو الغالب من تلك الكتب التي تتاجر احيانا بمشاعر الناس ، اما السمين فنادرا ماتقع يدك على مثله!
من بين ضجيج تلك الكتب يطل كتاب غاي فينلي الذي ينتمي الى كتب تطوير الذات الا أنه بالفعل من تلك الكتب البالغة الجودة في تحديد مواضع الألم النفسي وتشخيصها وعلاجها ، فهو ضليع الى حد كبير في مراقبة السلوك البشري وتقييمه ، عنوان الكتاب هو : the secret of letting go بطبيعة الحال ، الكتاب تمت ترجمته الى العربية ، ورغم ان الترجمة كأغلب الترجمات التي تقدمها المكتبات التجارية ، جافة وتفتقر الى روح الحرف الذي كتب به المؤلف كتابه الا انها افضل من لا شيء .
غاي فينلي هو فيلسوف ومعلم روحي امريكي ولد عام 1949 وله عدد كبير من الكتب والمحاضرات وورش التدريب الشخصي ، كما انه من المتعمقين في الذات البشرية واسرارها وله عدد من المقاطع والحوارات والمحاضرات على موقع اليوتيوب .
كتابه هذا ، من أبرز الكتب التي تناقش الخوف والشد النفسي والصراع المؤلم مع الذات ، قام بتأليفه في مطلع التسعينيات الميلادية وهو بالفعل من الكتب العميقة في هذا المجال ، من تلك النوعية التي لاتكاد تقرأ بضعة اسطر حتى تهز رأسك بالموافقة التامة على مايقول وذلك لتشابه طرحه بما يعتمل من صراع غير مفهوم في دواخلنا !
يقوم الكتاب على طرح فكرة الذات الزائفة ، وكيف انها هي السبب وراء العديد من احباطاتنا ،, كما يتحدث فينلي عن الذات الزائفة كجزء منفصل من شخصية الإنسان لا تلبث عبر آلاعيب نفسية ان تتوحد معه وتقنعه بأنها هي ذاته الحقيقية بينما هي لاتعدو أن تكون كيس رمل ثقيلاً يحمله الانسان ويثقل رحلته عبر الحياة .
الذات الزائفة كما يحددها فينلي هي عبارة عن ذلك الصوت السلبي الذي يصور للإنسان مخاوفه واحباطاته اضعاف حجمها الحقيقي . هي عبارة عن صوت مزيف يكبر وأخذ حيزا متضخما كلما صدقه الانسان واصغى السمع اليه , يقول فينلي : " هذه الذات الزائفة المؤقتة تبدو حقيقية لأنها تنشط وتتحفز من خلال استجابات وردود افعال الانسان بينما يبحث عن ذاته وحقيقة أن هذه الطبيعة الدنيا نشطة متحركة لايعني أنها حية . فالجرافة تتحرك ايضا لكن لاتفهم ولا ترى لماذا تهشم الاشياء وتحطمها. انها آلة شبيهة بالذات الزائفة وقود هذه الذات الزائفة هو الاستجابات الانفعالية السلبية التي يثيرها ويدعمها التفكير المعتاد الذي يفتقر الى الصواب . ولأن هذه الافكار والانفعالات المرهقة هي مجرد حركات تلقائية لطبيعتنا الدنيا فإنها مؤقتة وزائلة وهذا يعني انه لايكون امامها اي اختيار إلا ان تتلاشى مع الاحداث التي افرزتها في المقام الاول . وبينما تفتقد هذه المشاعر السلبية قوتها بالتدريج كذلك تبدأ الحياة الزائفة للذات الزائفة التي حركتها تلك المشاعر في فقد قوتها بدورها".
غاي يطرح ايضا من خلال كتابه طريقة للتحرر من الخوف والقلق والانزعاج ، يذكر فينلي بأن ذلك يتم من خلال ثلاث مراحل ، قف ، انظر، اسمتع.. تتلخص هذه الطريقة في انه كلما شعر الشخص بالانزعاج عليه ان يقف عن التفكير ، وينظر في الاتجاه الذي جاء من خلاله هذا الصوت الذي يحرضه على الخوف او القلق او الاحباط ، ثم بعد ذلك عليه الانصات لكي يستطيع التمييز بأن هذا الصوت المحبط ليس مرتبطا به وانما هو صوت الذات الزائفة التي تملأ حياته قلقا واحباطا . عندما يميز الشخص هذا الصوت ويعرف عدم ارتباطه به يكون قد بدأ رحلة التمييز بين ذاته الحقيقية وذاته الزائفة المضللة التي تزرع في داخله الخوف اللامبرر.
غاي فينلي من خلال كتابه يطرح بأسلوب حواري رائع وقصص مبتكرة ، اسئلة لم نناقشها مع ذواتنا من قبل ، استبصار وتنوير داخلي لم نعهده من قبل. الكتاب ضم عدد من الفصول كما يلي : حرر ذاتك واسعد بحياتك ، طبيعتك الحقيقية تتميز بالسمو ، كيف تهزم مايهزمك ، ارتق بذاتك الى عالم جديد ، تحرير الذات والاندفاع مع تيار القوة ، انطلق نحو ذات جديدة تماما ، حرر ذاتك ودع قوى الحياة الاعلى تحقق لك النجاح، حرر ذاتك وعش بالطريقة التي تحبها ، كن على اتصال بالذات السرية .
خاتمة الكتاب تضمنت رسالة خاصة من فيرنون هاورد تضمنت ايضا بعضا من التقنيات التي تمكننا من التغلب على احباطات الحياة .. يقول هاورد :" في كل مرة تشعر فيها بشيء من الالم او الحزن الداخلي ستقوم بشيء مختلف بدلا من التفكير في الالم الذي تسببه لنفسك وبدلا من توجيه تركيزك وانتباهك نحو الحزن والاحباط سوف تفكر في شيء آخر سوف يكون تفكيرك دائما على نحو " لا أفهم الألم" فكر فقط " هنالك ظلمة تعذبني وتؤلمني " لكنك لن تحصل على متعة زائفة من الألم سوف تقوم بمسؤوليتك الملائمة وتقول " أنا لا أفهم الألم " هذا كل مافي الامر
لن تضطر بعدها لأن تفكر في فكرة اخرى بشأن حالة الحزن بشأن حالة الحزن التي تمر بها لقد انتهيت من مهمتك وفعلت الجانب المنوط بك . هذا هو المخرج .
لكتاب يقع في 215 صفحة من القطع المتوسط .
المصدر
رد: من أخبار المكتبة...( 2009 م )
محمد العباس يعبر إلى «الذات النسوية الكويتية» من بوابة القصة القصيرة
الدمام – قراءة: علي سعيد
يتفقد محمد العباس، الحساسية الأنثوية للقصة القصيرة في الكويت؛ الناقد المعروف بقراءته لمجمل الموجة الروائية السعودية الأخيرة في كتابيه (نهاية التاريخ الشفوي) و (مدْينة الحياة- 2009)؛ يعود إلى نقد النص السردي ولكن من بوابة القصة النسوية الكويتية في كتاب: (نص العبور إلى الذات: القصة القصيرة الكويتية في الألفية الثالثة) والصادر حديثا عن دار نينوى الدمشقية؛ في تزامن دال مع مرحلة تفوق المرأة المثقفة في الكويت، ديمقراطيا، بعد دخولها قبة مجلس الأمة إثر فوزها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
بداية، يعثر العباس أثناء تفتيشه بين النصوص القصصية على "ثيمة" تؤكد هاجس إثبات الذات في القصة النسوية الكويتية وهي كثرة سرد القصص الكويتية بضمير السارد العليم، معتقدا أن في هذا النوع من تقنيات السرد، انتفاضةُ مقاومةٍ نسوية لحس التهميش والانتقاص من جهة وتعزيز لرغبة الذات الأنثوية المتعاظمة للبروز كقوة فاعلة ومتحكمة في السرد، لإبدال موقعها من خانة المفعول به إلى صدارة الفاعل، للبرهنة على وجود حياتي يوازي من حيث الرؤية والفعل ما يتنصص داخل القصص. وهنا نلاحظ كيف أن صاحب (سادنات القمر) لم ينجر وراء الاتجاه النقدي والروائي السائد في أوروبا منذ (موجة الرواية الجديدة في الخمسينيات) والذي يرى في كتابة الرواية بأسلوب السارد العليم ضربا ميتفيزيقيا متخلفا من الكتابة يقوم على الاعتقاد الزائف بأن الكاتب يعرف كل شي؛ وإنما "يُطرق" العباس عدته النقدية نازلا إلى سيكولوجيا أعماق الأنثى على حد تبعير بيير داكو ليقلب أوراق الحالة النسوية في الكويت ويرى في الكتابة بضمير العليم انتصارا على الرجل.
ويسوغ العباس انخراطه في نقد النسوية النصية الكويتية في أن منجز القصة هناك هو أكثر الأشكال الإبداعية ارتباطاً وتعبيراً عن التحول الاجتماعي، بالنظر إلى كون فن القص على درجة من التلازم البنيوي مع مستوجبات اللحظة الديمقراطية.
وقبل أن يقدم نماذج مختارة من القصص الكويتية يتوقف العباس مع كل قاصة على حدة من اجل العبور إلى ذواتهن القصصية المسكونة بهم وجودي نسوي. فالقص مزاج شخصي عند ليلى العثمان، في مجموعتها (ليلة القهر) التي هي بمثابة مختبر تستعرض فيه العثمان شريحة نسائية مفعمة بالحياة ولكنها مقهورة بمرارة الواقع المحتل بالرجال الذي تسعى إلى تحرير الجسد من تلك المستعمرة.
أما فاطمة يوسف العلي؛ فيجد العباس في سردها مرافعة لغوية ضد الرجال-الأحذية وخاصة قصة (انتخبوني) عندما تلتقط العلي مهبات اللحظة الديمقراطية وتطور الحوافز الموجبة لتشكيل فضاءات وأداوات إبداعية معبرة عن واقعية الشرط الاجتماعي وممكناته.
في حين يجد العباس في باسمة العنزي ومجموعتها (حياة صغيرة خالية من الأحداث) نصوصا مسرودة بنبرة رمادية خفيضة، منبثة من ذات تعبر فاصلاً مربكاً من حياتها البائسة على إيقاع دراما الصمت .غير ان العباس لا يكف في نقده عن الانحياز إلى التحليل النفسي على حساب النقد الفني. فنحن في الكتاب (وكتابات العباس الأخيرة) نلاحظ حضورا كثيف الاستعمال لمعجم التحليل الفرويدي حتى نكاد نجزم ان العباس يمارس نقدا سيكولوجيا (ضمن مضمار النقد السسيوثقافي) فيما يبدو ظاهريا على أنه تملص من أحكام القيمة التي تُقَوِِمُ العمل الفني؛ (وفي ذلك حكمة!) وفق ما يختم قاسم حداد إحدى أجمل قصائده. إلا أن العباس لا ينهي كتابه الجديد دون توجيه حكمه الجلي حول النصوص الكويتية بصورة كلية. وهو إذ يتعفف عن الخوض والانزلاق جدلا في هذا النص أو ذاك. فإنه –العباس- يشتبك بحدة في مقالة (جرح الأنوثة النرجسي منصّصاً) مع تجربة القصة النسوية، بعد أن اعترف بعمق التجربة القصصية عندهن على مستوى الاتصال مع سؤال الإبداع الكتابي والحقوقي؛ حيث انتقلت هذه التجربة في فتراتها الأولى من مرحلة التخفي والموادعة إلى صراحة الانكشاف والمجابهة ثم تصعيد نبرة الاحتجاج وبسط الذات في المشهد الحياتي والإبداعي. ليتحول صاحب (حداثة مؤجلة) إلى تشريح النصوص فنيا حد التوبيخ، من خلال القراءة الكلية للظاهرة القصصية النسوية. متحدثا عن استسلام لا وعي القاصات والذي أدخل أغلب القصص في سمة التوثيق وتوسيع سجل الحيف الذكوري، ولم يتقدم بالمنجز في لقطته المتأخرة إلى مهمة الكشف عن قانون التطور داخل سياقات المجتمع؛ بمعنى أن القاصات لا يستولدن إلا بطلات موؤودات أو خائبات على أقل تقدير، مهما أبدين من قوة مظهرية، ومن عبارات غضب طائشة تواري هشاشة الذات المأزومة، وهو أمر يُضعف البناء الفني للقصص، ويغلق أفق توقعها، كما يقلل من فرص تلقيها كمنتجات إبداعية، بل يصيب الموقف الإنساني بشيء من العطالة، فالقصة من حيث كونها مادة لغوية لا ينبغي لها أن تحاكي الواقع المادي بل تفارقه. وهو المكمن الذي يفترض بالقاصة أن تتقاطع معه، أي بأدوات ووعي مغاير يعكس مطامحها الحياتية واستحقاقها للمكانة اللائقة في تشكيل الظاهرة الأدبية. وينتقد العباس في التجربة القصصية النسائية الكويتية، سمة التكثّر في الإصدارات حد استسهال الكتابة وتفشي منتجات تحاول "الاستنساب" للأدب، وكأن مصطلح الإبداع النسائي يعادل الرغبة في التنفيس الاجتماعي، كما يتبين في استهلال بعض المجموعات القصصية بمقدمات عن معنى الكتابة، تتعمد توجيه القارئ لا التعاقد معه على ميثاق القراءة الحرة.
المصدر