رد: أدب الرحـــــــلة ...
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
نوري الجراح وسلسلة منشورات
"ارتياد الآفاق"
ما الذي يميز الغرب عن العالم العربي؟
http://www.qantara.de/uploads/590/32..._Al_Jarrah.jpg
منذ خمس سنوات يدير الشاعر السوري نوري الجراح من أبو ظبي مركزا للبحوث في أدب الرحلة "المركز العربي للأدب الجغرافي"، وقد انطلق بمعية مجموعة من زملائه ومن الباحثين الأكاديميين في التنقيب داخل مكتبات العالم عن نصوص رحلات عربية قديمة والعمل على نشرها.
جوليا غرلاخ أجرت الحوار التالي مع الشاعر نوري الجراح.
"ارتياد الآفاق" هو الإسم الذي تحمله هذه السلسلة من المنشورات التي تعد الآن خمسين عنوانا من يوميات وقصص مغامرات ودراسات وبحوث، من خلال هذه السلسلة يريد الجراح أن يثبت بأن العرب كانوا منذ القدم منشغلين بمغامرة ارتياد الآفاق.
كما يطمح إلى إعطاء دفع إضافي إلى الجدالات الإصلاحية الحالية عن طريق هذه الإصدارات الجديدة لكتب الرحلات القديمة.
أستاذ الجراح، ما هو الهدف الذي تسعون إليه من وراء هذا المشروع؟
نوري الجراح: بطبيعة الحال نحن نأمل في شيء من التنوير لمجتمعنا، إنه أمر ذو أهمية ملحة حاليا، ذلك أن الرحالة - والكثيرون منهم قد زاروا أوروبا - قد طرحوا آنذاك أسئلة ما تزال محافظة على صلاحيتها إلى اليوم.
ما الذي يميز الغرب عن العالم العربي؟ ما الذي ينبغي علينا القيام به من أجل تدارك تخلفنا؟ ماذا نريد أن نأخذ من الغرب وماذا نترك؟ كما تكشف لنا هذه النصوص أن أغلب العرب، وإلى حد قريب كانوا معجبين بالغرب ويرون إليه بعين الرضا، ولم تتغير نظرتهم الإيجابية هذه إلا ابتداء من القرن العشرين.
هل ينتظر أن يدرك القراء: إلى أي مدى قد مضينا في ما مضى؟
الجراح: نعم، لكن الأهم هو أننا نضع الفرد في مركز الاهتمام. فنحن نعيد نشر نصوص ذات طابع ذاتي واضح. هناك شخص يقدم من خلال ما رأى بعينيه رؤيته الخاصة للأشياء التي يصفها.
هذا النوع من المعاينة قد فقد الكثير من شعبيته خلال العشريات الأخيرة داخل البلاد العربية، حيث غدت مؤسسات الأمة والشعب والعائلة هي التي تحتل موقع الصدارة. ولم يعد للفرد من دور يذكر.
أصدرتم أخيرا كتابا لعالم عربي قد سافر إلى ألمانيا في نهاية القرن التاسع عشر. كيف وجد هذا الرحالة بلادنا؟
الجراح: لقد سافر حسن توفيق علي العِدل سنة 1889 من برلين، مرورا بمقاطعة ويستفاليا وكولونيا وفرانكفورت، إلى سويسرا، ومنها عاد إلى برلين مرورا بلايبزغ، ووصف بدقة كل ما عاشه أثناء رحلته، كانت ألمانيا بالنسبة لرحالة ذلك الزمن عبارة عن بلاد غرائبية.
الكثير من الرحالة كانت وجهتهم باريس ولندن، فهاتان المدينتان كانتا تمثلان بالنسبة إليهم عاصمتين للتقدم، والكثير من الرحالة الذين اتجهوا إلى أوروبا خلال القرن التاسع عشر- أي بعد حالة الذعر التي أثارتها حملة نابليون على مصر- قد ذهبوا إلى هناك بدافع الرغبة في معرفة ما الذي جعل أوروبا تبلغ ذلك التقدم. أما ألمانيا فكانوا في أحسن الأحوال يعرجون عليها في زيارة سريعة لا غير.
هل كانت ألمانيا تبدو لهم مملة ومتخلفة؟
الجراح: لا أعتقد أن المسألة على هذا النحو. كان الناس معجبين بفرنسا وإنكلترا بسبب تقدمهما، لكن قد لحق هذا الإعجاب منذ منتصف القرن التاسع عشر شعور بالاحتقار تجاه المستعمرين. وعلى العكس من ذلك كان لدى الناس تعاطف مع ألمانيا، ولا ينبغي أن ننسى مدى الأهمية التي كان يمثلها التاريخ المعرفي الألماني بالنسبة للعالم العربي؛ ديوان غوته على سبيل المثال. ولقد كانت قراءة كارل بروكلمان، وإلى حد قريب تعد ضرورية لكل من يود فهم التاريخ العربي.
وبالمقابل كان الناس ينظرون إلى الاستشراق الفرنسي والبريطاني نظرة الريبة والحذر، فقد كان هؤلاء يتناولون المشرق بالدراسة بهدف السيطرة عليه، بينما كان الناس ينظرون إلى المستشرقين الألمان بثقة في ما يحدوهم من اهتمامات علمية نزيهة. وبالمناسبة فإن رحالتنا حسن توفيق العدلي قد مارس لمدة من الزمن تدريس اللغة العربية ببرلين، كان يدرّس المستشرقين.
لكنه لم يكن أول من زار ألمانيا من الرحالة العرب، فقد كان هناك أيضا كتاب ابن يعقوب وبطبيعة الحال ابن فضلان...
الجراح: هذه كتب رحالة من القدماء الذين انطلقوا في سفراتهم خلال القرون الأولى للإسلام، كان العلم العربي آنذاك في عصر ازدهاره بينما أوروبا- لنقل ذلك بوضوح- لم تكن قد عرفت من التقدم شيئا ذا بال.
ونحن بصدد نشر كتب هذه الرحلات القديمة أيضا. لكن لدي شخصيا اهتمام أكثر بما عاينه وعايشه رحالة العصور الحديثة. هناك ما يقارب الثلاثمائة كتابا لرحالة عرب قد سافروا في رحلات استطلاعية عبر العالم. الكثير منهم قد اتجهوا إلى أوروبا. وكان هؤلاء من العلماء الذين أرسلتهم حكومات بلدانهم، لكن كان هناك أيضا رجال أعمال وسياح أوائل.
لكن ألا يجد المرء لدى هؤلاء الرحالة الكثير من الكليشيهات أيضا؟ فالشيخ الطهطاوي الذي سافر إلى باريس سنة 1832 قد ركز اهتمامه على تناول نفس المواضيع: القيم، والأخلاق، والنظافة، وصورة المرأة، ففي هذه النصوص المبكرة للرحالة يجد المرء بالفعل كثيرا من الكليشيهات حول الغرب ما تزال عالقة بأذهان الناس إلى اليوم، مثلا أن المرأة الغربية سهلة المنال.
الجراح: لا، إنني على غير هذا الرأي. فمن من الناس يعرف كتب هؤلاء الرحالة القدامى؟ يمكن أن نقول أن ابن بطوطة قد غدا إسما معروفا لدى العرب من ذوي التكوين التعليمي العادي. لكن رفعة الطهطاوي، هنا تنتهي معرفة الناس بأدب الرحلة. ونحن نحاول من خلال مشروعنا أن نعيد إحياء هذه الكتابات داخل وعي الناس.
إنها جزء من تاريخنا، جزء ذو أهمية خاصة. فهذه الكتابات تكشف بأنه قد مر علينا زمن طرحنا فيه أسئلة مشابهة لهذه التي نطرحها اليوم وكنا نبحث خلاله عن إجابات فيما نحن نسافر عبر العالم. هذه هي نقطة الوصل التي نسعى إلى إيجادها. لكنني لا أستطيع أن أصدق بأن الكليشيهات خول أوروبا قد انتشرت عن طريق كتابات الرحالة.
وفي رأيي: إن نجوما من نوع بريتني سبيرز تساهم بأكثر قسط وبأكثر قوة من كل كتابات الرحلة مجتمعة في جعل الناس في البلاد العربية يعتقدون بأن النساء الغربيات سهلات المنال. إن الكثير من الرحالة قد سافروا إلى أوروبا لأنهم كانوا يسعون إلى اكتشاف السر الذي يكمن وراء تقدم أوروبا، بل إن البعض منهم قد جعلوا من الوضع المغاير للمرأة هناك سببا في هذا.
كيف نشأ مشروع "ارتياد الآفاق"؟ ومن يموله؟
الجراح: لقد كان لدي على الدوام ولع بأدب الرحلات، وقد وافق هذا ولعا مماثلا لدى صاحب مبادرة هذا المشروع، الشاعر والمثقف الإماراتي محمد أحمد السويدي (أمين عام المجمع الثقافي في أبو ظبي)، ثم إنه سألني إن كانت لدي رغبة في تأسيس هذا المركز. كان ذلك قبل خمس سنوات، وقد بلغ عدد إصداراتنا 50 كتابا إلى حد الآن.
ومن أين تأتيكم هذه المخطوطات؟
الجراح: زرنا مكتبات في كامل المنطقة من طهران إلى القاهرة وكذلك في لندن، وقد ذهبت إلى بغداد قبيل الحرب، من حسن الحظ، ذلك أن المكتبات قد دمّرت في الأثناء.
كما زرت مكتبات في ألمانيا أيضا، نقوم بتحقيق المخطوطات وإضافة هوامش توضيحية. وإلى جانب ذلك ننظم ندوات دورية، وفي الفترة الأخيرة شرعنا أيضا في تنظيم سفرات لكتاب عرب معاصرين. وها هو الشاعر العماني محمد الحارثي يعود مؤخرا من الهند. فهناك أيضا بلدان مثيرة للاهتمام خارج أوروبا يمكننا أن نتعلم منها الكثير.
هل هناك خلاصات توصلتم إليها من خلال دراستكم لنصوص الرحلات الكثيرة ؟
الجراح: لكل نص خصوصياته ومقاربته الخاصة، لكن بإمكاننا أن نقول بصفة عامة بأن الرحالة العرب كانوا يقفون موقفا إيجابيا جدا من الغرب. كانوا يشعرون بأنفسهم مرتبطين ارتباطا وثيقا بأوروبا، ولم يبدأ شعورهم بالنفور منها إلا بسبب الازدواجية الأخلاقية وسياسة الهيمنة التي يمارسها الغرب.
وبالمناسبة فإن هذه المواقف الإيجابية هي ما يميز الرحالة العرب عن نظرائهم من الأوروبيين. ذلك أنه، وبالرغم من كل مظاهر الانبهار بالمشرق، فإن الرحالة الأوروبيين غالبا ما يقدمون صورة سلبية، وغارقة في الكليشيهات في كل الأحوال عن العالم العربي. فكتاب فلوبير عن رحلته المصرية يعج فعلا بالكليشيهات والمعلومات الخاطئة.
هل هناك إذن، في مقابل هذا الاستشراق حركة استغراب؟ فهناك حاليا كلام كثير في أوروبا عن: صورة أوروبا من وجهة نظر أعدائها.
الجراح: إن هذا الكلام لغو حقا، الاستشراق منظومة فكرية، ومفهوم موجه بغاية السيطرة على المشرق، قد تكون هناك تصورات تطغى عليها الكليشيهات لدى العرب حول الغرب، ولدى الرحالة القدماء أيضا بكل تأكيد، لكن هؤلاء كانوا لا يستندون إلى نظرية وإلى نظام هيمنة كيما يتحول إلى نظرية استغرابية.
أجرت الحوا
ر جوليا غرلاخ
ترجمة
علي مصباح
حقوق الطبع قنطرة 2005
جوليا غرلاخ صحفية ألمانية مقيمة في برلين، مختصة بقضايا الشرق الأوسط.
حسن توفيق العِدل: "رسائل البشرى في السياحة بألمانيا وسويسرا- رحلة عربي من برلين إلى برلين(1889)". دار السويدي للنشر - أبو ظبي 2005.
المصدر
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050...21b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com
رد: أدب الرحـــــــلة ...
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
حوار مع الشاعر نوري الجراح حول الرحلات الأدبية الحديثة منها والقديمة
التاريخ: الأربعاء 2005/03/02
المحاور: أحمد الحيدري
http://www.qantara.de/uploads/590/32..._Al_Jarrah.jpg
الشاعر نوري الجراح الشاعر السوري الذي ولد في دمشق عام 1956 وانتقل الى بيروت وعمل في الصحافة الادبية منذ مطلع الثمانينات وادار تحرير مجلة الفكر وساهم وشارك في تأسيس عدة مجلات ادبية ومن اهم نشاطاته تأسيس اول جائزة عربية للرواية التي تكتبها المرأة تحت اسم الكاتبة للرواية، صدرت له تسع اعمال شعرية اضافة الى كتابه " الفردوس الدامي" ،"ثلاثة عشر يوماً في الجزائر" وكتابه الحواري "بيت بين النهر والبحر" الذي حاور فيه كبار الشخصيات السياسية والادبية على الساحة الفلسطينية.
ويشرف الآن نوري الجراح على مشروع ارتياد الافاق، وهو المشروع الذي يهتم ويرمي الى بعث واحد من أعرق أنواع الكتابة في ثقافتنا وسيدور هذا الحوار حول ادب الرحلة.
المحاور: سؤالنا الاول سيكون بالطبع عن مشروع الرحلات الادبية، لو تحدثنا قليلاً عن كيفية بداية الفكرة؟
الضيف: اول شئ المشروع اسمه مشروع ارتياد الافاق وهو مشروع جغرافي عربي ينطلق من الامارات ليلم بمجمل النتاج الذي كتبه وسجله العرب عبر عشرة قرون واعني به ادب الرحلة العربي قبل القرن العاشر الميلادي وحتى مطلع او النصف الاول من القرن العشرين، المشروع يرعاه وبطبيعة الحال مؤسسه الشاعر الاماراتي المتنور الاستاذ محمد السويدي، وهو يصدر عن دار السويدي في ابو ظبي بالتعاون مع المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت.
المشروع في أساسه وفي مرماه غير ربحي وهو عملية مشروع غير تجاري يهدف الى رصد الرحالة العرب والمسلمين وبناء مكتبة عربية من هذه الاعمال المتناثرة في المخطوطات والطبعات المبكرة غير المحققة تحقيقاً جيداً او الطبعات الحجرية التي هي عبارة عن اخراج كتب اكثر منه كتب.
وما دمنا نتحدث عن ادب الرحلة نتحدث عن ادب وضعه العرب والمسلمون ثمرة لتجوالهم ورحلاتهم وبحثهم في ديار الاخر وبحثهم في عالمهم وعوامل الاخرين التي تنتمي اليها ثقافات اخرى، بهذا المعنى المشروع يهدف رصد نظرة تحولات، نظرة العربي والمسلم الى ذاته من خلال الاخر والى الاخر من خلال وعيه بطبيعة اختلاف هذا الاخر واختلاف هذا الاخر واختلاف صياغته لحياته ورؤيته لوجوده على الارض.
بدأ المشروع عملياً تحت اسم ارتياد الافاق في سلسلة خططنا لها لتكون مئة رحلة وكان الاعلان عن هذه السلسلة مدهشة للقضاء العرب لكونهم في اكثريتهم لا يعرفون ادب الرحلة ما هو اكثر من رحلة ابن بطوطة وابن جبير وبالتالي اقول كان مدهشاً عندما عرفوا ان ابن خلدون له رحلة، ان الغرناطي له رحلة _الغرناطي المدفون في دمشق _ كثير من العلماء العرب والمسلمين لهم رحلات، لهم مخطوطات اولاً ومن ثم تحقيقها وبحثها ودراستها وتعليق هوامشها ومن ثم تقديمها تقديماً عصرياً هو بطبيعة الحال هو عمل مضني ولكن هذا العمل يقوم به فريق من المحققين وفريق من الاكادمين العرب موجودين في المشرق والمغرب العربي وبعضهم ممن يقيم في اوربا ايضاً.
بدأنا كما قلت بالاعلان عن اصدار مئه رحلة اصدرنا منها اكثر من خمسة وعشرين رحلة، ووجدنا ايضاً ان من المفيد والضروري تأسيس جائزة لادب الرحلة تحت اسم " جائزة ابن بطوطة " لادب الجغرافية وهذه الجائزة ليست مجرد جائزة احتفائية او جائزة اعلانية واعلامية وانما جائزة محرضة على الفعل اي محرضة على الكشف من المزيد من هذا الادب المغمور وفيه كنوز ولئالئ من المعرفة والاخبار والوثائق والمواد.
المحاور: طبعاً تحتوي على اشياء كثيرة منها الجغرافية والسياسة وطبيعة المجتمع الثقافي كيف تكون كل هذا يرى في ادب الرحلات.
الضيف: نعم ادب الرحلة غني كما تفضلت واشرت اليه، على ان الرحالة متنوعين خلفيات ومتنوعين المصادر التي صدروا عنها وهم ايضاً بين عالم وتاجر وباحث عن المعرفة وسائح في الارض وبين مفكر يريد أن يمتحن فكره في مكان آخر أو باحث في بيوغرافيا يريدان يجمع اخبار من يهتم باخبارهم من الاعلام في هذا البلد أو ذاك.
كانت بطبيعة الحال الديار الاسلامية متسعة تبدأ من مكة والمدينة ولا تنتهي عند مشارف الصين فقط، فكان العلماء والتجار على طرق التجارة القديمة يتنقلون براً وبحراً، طريق الحرير، طريق التوابل وطرق اخرى، طريق الذهب ومختلف الطرق الاخرى ليحملوا معهم استعدادهم البحث عن ما هو موجود في الديار التي يحلون فيها وبطبيعة الحال كان الرحالة العرب يتجولون في الديار الاسلامية ويتجولون في الديار غير الاسلامية كأبن فضلان مثلاً واذا ما اردنا ان نفحص هذه الرؤية من خلال قراءتها نجد ونكشف طبيعة هذه النظرة ونجد ان الثقافة العربية والاسلامية انتجت في عصور معينة منها، انتجت رؤية تعترف بالاخر تقر الاختلاف لا تستعلي على الاخر وانما رؤية ذات بعد انساني جمالي وفكري وفيه شئ من الرحمة، تقدير اوضاع او اختلاف وحتى ضعف الحالة الانسانية في مكان ما او تخلفها، كما هو الحال بالنسبة لابن فضلان عندما وصف الصقالبة وتخلفهم ووضعهم الضلال، لكنه لا يصفهم من استعلاء كما فعل لاحقاً الرحالة الاوربيين الذين وصلوا الى الشرق لم ينقلوا صورة امينة كما نقلها قبلهم قبل الف سنة او اكثر ابن فضلان، ابتكروا صوراً للشرق ارادوا ان يروا الشرق على حال يريدون ان يرونها، كانت نظرتهم الى احد.
المحاور: نظرة مسبقة الى ان تكتمل هذه النظرة وارادوا ان يطبقوها كتابياً.
الضيف: ان يجدوها.
المحاور: نعم ان يجدوها.
الضيف: يعني هم اختلفوا الشرق وفي بعض الحالات الرسامين الذين رافقوا الرحالة الاوربيين الى الشرق رسموا الشرق خالياً من الناس الى من حضور فلكلوري من الناس، رسموا معابد مثل بعلبك مثلاً رسموها خالية فقط حجارة ضخمة كمن يريدان يقول تعالوا للغربيين تعالوا وخذوا هذه البلاد فارغة فهي لكم كما لو كانوا يقولون فانا احالول ان اؤول هذه الصورة، فاذن ارادت مخيلة فلوبير المريضة او مخيلته الابتكارية، اراد ان يرى صوراً برنو غرافية يحولها الى الغرب ليقول هذا شرق الف ليلة وليلة.
المحاور: هذا هو اكتشاف بلاد العجائب.
الضيف: ان يحولك الى أعجوبة يمكن التفرج عليها والتفكه بها، هذا لم يفعله المسلمون، المسلمون كانوا، اي واحد منهم ابن خلدون، ابن فضلان، ابو دلف المسعري الذي انطلق من البحر الاحمر وعبر بلاد فارس الى ارمينيا لم يدون شيءاً من هذا القبيل ولم تخلق مخيلته الصور، رسم الصور ودون الصور التي رأى ودون الحكايات التي سمع حتى عندما كان عجائبيه نحن نعرف العصور الوسطى، نفترض القرن التاسع او العاشر الميلادي والذي هو الثالث والرابع والخامس الهجري قرون كانت الاسطورة وكان العجيب والغريب موجود كنزوع جمالي عند القارئ في تطريف وتطرية الكناية نفسها الجغرافية او غيرها، وبالتالي عند المؤلف وكان هذا.
المحاور: منتشر ومستخدم في كتاباتهم
الضيف: على هامش العلم لا العلم نفسه وبالتالي لا اريد ان استطرد واتشعب كثيراً اقول ان المشروع مشروع فكري عربي ايضاً وليس مشروعاً ادبياً وحسب، مشروع يريد ان يقدم لابناء الشرق ولابناء العربية المادة الجغرافية ومادة ادب الرحلة لتعرفواهم اولاً عليها وليراقبوا وليتفحصوا تطور نظرة اجدادهم الى الاخر ومن ثم قد يجدوا فيها ما ينير رؤيتهم الى تراثهم والى حتى حاضرهم، نحن نعرف ان هناك اشكالية اليوم بين العرب والمسلمين والعالم العربي وهذه الاشكالية في نظري مصدرها او احد مصادرها سوء الفهم المبني على الجهل بالاخر والجهل على الاخر مبني على سياسة مقصودة وهي اني اريد ان اجهلك لأظل كما اريد، انك اخر ليس لاخذ به وانما لاجعله اخر ليس مختلفاً ومقبولاً اختلافه ثم اخر متخلفاً لان فيه من الحضارة ولا استقبله في رحاب الحضارة الا من خلال نظرتي اليها ومن خلال هيمنتي على الحضارة، هذا ما يفعله الغرب في ازدواجيته وفي الخلل اللا اخلاقي الكامل في انسانيتهم اعني الغرب المهيمن وليس كل الغرب كما نعرف هناك باستمرار اصدقاء للانسانية في كل مكان وبالتالي هناك اصدقاء للعرب والمسلمين في الغرب.
اما نتكلم عن تيارعريض عندما نتحدث عن سموئل هنتنتن وما اثارت مقالته المرعبة وتقول عن صراع الحضارات.
المحاور: او حوار الحضارات
الضيف: حوار الحضارات بدلاً من تنامز وتناقر الحضارات التي اقترحه هو، وهو لفيف من المفكرين الامريكين المتصهينين وشبه المتصهينين واليمينين وشبه اليمينيين بعضهم للاسف اساتذه كبار في العلوم الاسلامية كبرنرلويس هو عارف تماماً في التكوين الاسلامي وهو منتمي ايدوليجياً الى فكرة مضادة للاسلام والمسلمين هذا الثراء الادبي الموجود الذي يكشف عن همة العربي واستعداده للسفر الى الاخر والاخذ عنه متبعاً خبط تلك الحكمة العظيمة " اطلبوا العلم ولو في الصين" او الامر والواجب المعرفي اطلبوا العلم ولو في الصين مثل هذه المكتبة في حال تقديمها للعرب والمسلمين على الاقل تعطيهم شئ من الثقة على انهم ابناء حوار وليسوا ابناء حضارة انقطاع او تناكر او تنافي أو فبركة.
اذن الاخر هو انا بطريقة اخرى والمسلمون قالوا بها الاخر هو انا بطريقة اخرى وله الحق على ان يكون بطريقته في الاخذ بطريقته او اهمال هذه الطريقة، الرحالة العرب والمسلمون مرة اخرى هم يشكلون مكتبة ضخمة ايضاً تعريف الغرب فيها مهم جداً يجب ان لا يركل الدور الكثير من المستشرقين عندما نذم الاستشراق وتفتح قوسين ونقول ان عدداً مهماً من المستشرقين المان خصوصاً والروس كانوا اكثر فعالية واكثر حرصاً بالمعنى العلمي على الثراء الادبي الذي هو موجود في المكتبة الجغرافية العربية، للاسف ولحسن الحظ ربما اول من قدم الارث الجغرافي للقراء عندما حققوه ونشروه تحقيقاً علمياً ونشروه في برلين وفرانكفورت وفي ليدل وفي هولندا وفي سويسرا حتى وفي بطرس بورك وكانت هناك حركة مهمة وفي موسكو، وطبعاً نحكي عن باريس ونحكي عن اماكن اخرى.
اذن هناك حركة تريد أن تستكشفنا، هناك رحالة أجانب جاءوا الى عالمنا الى المكتبة العربية والذهن العربي والاهتمام العربي انصرف اليهم، وهذا طبيعي ان تعرف عليه الغريب لكن اهملنا نظرتنا الى الآخر والى انفسنا، ونحن نعرف ان الذي يصف يمتلك العالم لانه يصف لانه يحدد لانه يقيم السؤال، طوال الوقت كان يجري وصفنا كنا نصف من الاخر، هذا المشروع يصف الاخر اذن انت فاعل وليس مفعولاً بك من خلال هذا المشروع هو مشروع تنويري احيائ عربي يريد ان يكون مشروعاً فعالاً من خلال ما يمكن ان يقدمه من اثار تراكم عليها الغبار او اهملها الذهن العربي والتفكير العربي خصوصاً في القرن العشرين حيث يرى حركة احياء الثقافة لكن للاسف كان الاهتمام كما يبدو وتعرف منصباً على الايدلوجيا على الافكار وعلى الصراع الفكري والسياسي والايديولوجي ولم يجر الانتباه الى هذا الحقل الخطير الذي هو حقل الجغرافية، الذي هو حقل ملموس يمكن ان يمسك باليد ناهيك عن ان هذا الحقل يقدم لك كتاباً من وجهة نظر شخص واحد وليس من وجهة نظر مرجعية ثقافية او بيان لجماعة هو يوميات شخص واحد يتجول في العالم ويعقد المقارنة بين عالمه وبين العالم الذي حل فيه، من هنا ايضاً انه مشروع يكشف عن الذوات المنفردة في رؤية هذا العالم هذا جانب ايضاً مهم من جوانب المشروع. انجزنا حتى الان خمسة وعشرين الى ثلاثين رحلة وفتحنا الباب تحت اسم سندباد الجديد للرحالة الحادثين الان.
المحاور: سأتي الان على هذا السؤال، طبعاً اخذنا رؤية موسعة حول الاطروحات والرحلات الادبية، هناك سؤال الرحلات الادبية، هل توقف الادباء عن كتابة مثل هذه الاعمال اقصد الرحلات الادبية ام انها مازالت تكتب زلكن لا نراها ولا تظهر مثل هذه الرحلات.
الضيف: انا برأيي ان ادب الرحلة رغم انه تعرض الى ضربة قوية عندما ظهرت الطائرة وجرى استعمالها فقصرت المسافات وباتت الرحلة يعني عبر الطائرة كأنما ليست رحلة، الرحلة تقوم على مشاق السفر على التجول على الارض على سماع الاصوات على اللقاء المباشر. في نظري ليست المال وليست المدينة التي نصل اليها ولا المدينة التي ننطلق منها، الرحلة هي مسافة الطريق مسافة الطريق هي الرحلة، الطائرة الغت مسافة الطريق من غير معقول ان تصف جلوسك في الطائرة الا ان كنت تريد ان تستدعي الماضي وتكتب قصيدة وشاعر يكتب قصيدة، مع ذلك هذه الخضة التي حصلت مع ظهور الطائرة يصورة عامه بلورت ايضاً طريقة جديده في النظر الى العالم وولدت سياقات جديدة لادب الرحلة نفسه فاصبح وصف المدن في ذاتها ووصف الاماكن والتجول في الاماكن القريبة من المدن الحضارية هو الغاية وبالتالي ثمت طريق وان لم تكن الطريق التي عبرها ابن بطوطة وابن خلدون وعبرها ابن فضلان وابو دلف وناصر خسرو الذي جاء من فارس الى البلاد العربية، هناك طرق جديدة لا هناك ادب رحلة بناءاً على سؤالك عربي وهناك ادب رحلة في العالم يكتب لكنه ينشر في البلاد العربية متناثراً وليس هناك نسق وليس هناك سلسلة تنبه الى حجمه الى اتجاهاته الى الاسماء التي تكتبه الى الجغرافيات التي يرتادها الرحالة مثل هذه السلسلة اسسناها بأسم السندباد الجديد لتستقطب اليها نصوصاً وكتابات الادباء والمسافرين العرب في العالم وفي الحقيقة اصدرنا لحد الان ستة كتب لستة مؤلفين كل مؤلف من بلد عربي من مصر والسودان وسورية والعراق والخ بلدان عربية عديدة وفي خطتنا اصدار اثنى عشر كتاباً اخر ستة منها تصدر هذا العام وستة تصدر العام المقبل ولتشجيع ادب الرحلة قلت اسسنا جائزة ابن بطوطة لتعطي لكتاب لادب الرحلة الحديث وتعطى لثلاثة كتب او ثلاث مخطوطات لم يسبق تحقيقها للمحققين الذين يحققون وهذه الجائزة كانت دورتها العام الماضي وقدمت للمكتبة العربية ثلاث مخطوطات جديدة لم يسبق نشرها وليس هناك معرفة بها منها رحلة المكناسي في القرن الثامن عشر من المغرب الى اسطنبول ومن اسطنبول الى بلاد الشام ومن بلاد الشام الى مكة والمدينة ومن ثم في طريق العودة الى المغرب وهذه الرحلة تكشف عن التاريخ وعن مساحة مهمة من التاريخ العثماني في القرن الثامن عشر من ظلال المعاينة والمتابعة من خلال استعراض الاسماء التي سادت في الكتاب والادباء والنخبة المثقفة والنخبة العلمية وحاضر الاستانة وحاضر بلاد الشام ومكة والمدينة يعني قدم معرفة مهمة جداً هذا الكتاب، وكتابان اخران، قبل ان اتي الى طهران بأيام قلائل اقفلنا باب قبول الطلبات لهذه الجائزة والعدد تضاعف عن العام الماضي، المحققين اجتهدوا وحرضتهم الجائزة على النظر في هذا الحقل وهذا الميدان لتحقيق المخطوطات، بل تعدى هذا الامر الى ان اتصلت بنا مراجع علمية ومحققين في لغات اخرى يسألوننا هل نستطيع ان نشارك بجائزة ابن بطوطة في الادب الجغرافي باعمال نحققها في لغاتنا ام الجائزة مقصورة على اللغة العربية؟ الحقيقة اننا بدأنا اللغة العربية والسؤال الذي تعرضنا له طرح علينا جعلنا نطرح على انفسنا سؤالاً ما اذا كان بوسعنا فعلاً تحويل جائزة ابن بطوطة الى جائزة عالمية لادب الرحله.
المصدر
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050...21b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com
رد: أدب الرحـــــــلة ...
رد: أدب الرحـــــــلة ...
رد: أدب الرحـــــــلة ...
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
http://www.salaam.co.uk/themeofthemo...mages/asad.jpg
هذه الصورة لليوبولد فايس، وهو يهودي نمساوي الأصل، وقد سمي محمد أسد بعد إسلامه.
http://www.fonsvitae.com/roadtomeccasmall.jpg
المؤلف: محمد أسد
ترجمة: عفيف البعلبكي
الناشر: مكتبة العبيكان
عدد الصفحات: 313 صفحة
الفهرس
1- مقدمة
2- حكاية قصة
3- ظمأ
4- بداية الطريق
5- رياح
6- أصوات
7- روح وجسد
8- أحلام
9- منتصف الطريق
10- جن
11- دجال
12- جهاد
13- نهاية الطريق
الكتاب رائع بمعنى الكلمة، فهو يصف قصة اهتدائه إلى الإسلام، في خلال تنقله عبر الصحراء العربيبة للحج - بعد اسلامه - مع رفيقه زيد والذي هو عربي من قبيلة شمر، وذلك من طفولته في النمسا ونشأته لوالدين يهوديين ودراسته للكتب اليهودية، مرورا براسته العليا وامتهانه مهنة الصحافة، والتي جعلها سببا لرحلته الى المنطقة العربية، الرحلة التي لمس خلالها اختلاف الروح العربية عن الروح الأوروبية اختلافا جذريا في الكرم والمعاملة وأسلوب الحياة كاملا، الأمر الذي جعله يفكر مليا في دين العرب.
الجميل في الكتاب، أنه يحكي فترة من الزمن بين 1919، 1935: والأكيد أنه في تلك الفترة لم تكن جزيرة العرب شيئا سوى مملكة حديثة، فهو يتحدث في رحلته عبر الصحراء مع زيد - والتي كانت على الجمال طبعا - عن التقائه بالبدو في الصحراء وكرمهم معه، وكذلك كيف أنه تاه في الصحراء لمدة أربعة أيام وشارف على الهلاك، لولا أن زيد بفطرته البدوية استطاع أن يجده في وسط تلك الكثبان الرملية، كذلك يتحدث في الكتاب عن مروره بمدن حايل، والرياض، المدينة، جدة ومكة، ومدن أخرى في العالم الاسلامي كالقدس ودمشق والقاهرة ومدن إيران وأفغانستان فتشعر من خلال حديثه وكأنك في قصص من ألف ليلة وليلة.
من مزايا الكتاب أيضا، أن محمد أسد قد التقى بالعديد من الشخصيات المهمة في عصره، مثل الملك عبد العزيز والملك فيصل (الذي لم يزل أميرا في ذلك الحين)، عمر المختار، وشخصيات أخرى عديدة.
أعتقد أنه بعد هذا كله ربما تشدكم الحماسة لاقتناء الكتاب وقراءته، بل والتهامه، فهو أشبه بقصص ألف ليلة وليلة لولا أنه قصة حقيقية.
الجدير بالذكر أنه ترجم إلى لغات عديدة منها العربية (النسخة العربية منه اسمها الطريق إلى الإسلام)، والألمانية، واليونانية
ملاحظة: الكتاب له أكثر من اسم "الطريق إلى مكة" و"الطريق إلى الإسلام"
المصدر
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050...21b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com