رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
المملكة العربية السعودية
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
كلية الدعوة وأصول الدين
الاستشراق الفرنسي وموقفه من تاريخ عهد النبوة
رسالة ماجستير
إعداد الطالب
مصطفى الحاج مالك بوكاري
إشراف الدكتور:
أكرم ضياء العمري
عام 1412هـ ـ 1992م
مقدمة البحث
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم ومسلمون }([1]).
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً} ([2]).
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً} ([3]).
أما بعد:
فمن المسلم به أن علم التاريخ من أعظم العلوم قدراً وأجلها مكانة، لأنه سجل حافل بتجارب البشرية على مدار التاريخ، والعلم بهذا السجل وإدراك أبعاده يكسب صاحبه خبرة وفهماً لأحداث الشعوب والمجتمعات والأمم، فيكون بمثابة عالم مشهود له، تجمعت لديه عقول البشرية، فهو يستشيرها ويأخذ بأحسنها سداداً وأصوبها رأياً وحكماً.
هذا فإن أهمية الموضوع الذين بين أيدينا واضحة للغاية وجلية، وتظهر من أول وهلة لكل مسلم لاسيما إذا علم أنه يتعلق بتاريخ النبي محمد صلى ا الله عليه وسلم، ويزيد الموضوع أهمية إذا كان يتعلق بالاستشراق، فمن معرفة أعداء الإسلام وحدود معرفتهم لهذا الدين ووجهات نظرتهم فيه وفي رسوله وكتابه، وفي تعرية إضافاتهم الفاسدة إليه للضوء، وفي إزالة حجبهم لحقائقه، يستمد الموضوع أهميته بكل وضوح وتأكيد، وضرورة العناية به.
وإن الوقوف على مثل هذا الموضوع يعتبر أمراً ضرورياً لكل مسلم، وخاصة للطالب في الجامعة الإسلامية وهو يعد ليكون داعياً وموجهاً وعضواً نافعاً في المجتمع الإسلامي وحامل الرسالة التي تقوم على أساس تقويض بنيان الوثنية بجميع صورها، وكافة أشكالها ـ وثنية الأصنام والأحجار، وثنية التماثيل والأوثان، ووثنية الحيوان والأشجار، ووثنية الشموس والنجوم والأقمار، ووثنية الرهبان والأحبار، ووثنية الملوك والأباطرة، ووثنية الزعامات والرياسة ووثنية الاستبداد في الحكم، ووثنية المشيخات وتقديس الأشخاص، ووثنية التقليد والوراثة، ووثنية المال والثراء والكفر، ووثنية الترف والإنحلال، من كل ما صرف القلب والعقل عن معرفة جلال الله، ويظلم الروح فلا ترى نور الله ـ لتبدلهم بكل ذلك عقيدة التوحيد الخالص لله تعالى، فلا يعبد سواه {ألا لله الدين الخالص}([4])، وكان لا بد لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم من أن تقف حاجزاً قوياً يحول بين كافة الناس في أرجاء الأرض وبين رذائل الأخلاق المنتشرة في مجتمعاتهم لتحويل هذه الرذائل إلى فضائل إنسانية، يحيون بها، ويعيشون في ظلالها … ولا بد لها أن تخرجهم من ظلمات الجهالة الفكرية ، وخرافات الأساطير، وفراغ الحياة العقلية إلى نور العلم والمعرفة([5]).
ومن المعروف أن في أواخر القرن الأول الهجري حمل المجاهدون في سبيل الله أهداف الرسالة الخاتمة إلى أوربا، ونشأت الحروب المسلحة بين أهل هذه القارة وبين المسلمين، وخاصة بين فرنسا والفاتحين المسلمين حين حاولت صدهم عن تبليغ الرسالة، ولكن الإسلام مع ذلك دخل إلى فرنسا واستقر فيها.
ومن هنا بدأت فرنسا تهتم بهذا الدين وثقافته لا حباً فيهما بل لتعرف موطن قوة وضعف عدوها الإسلام والمسلمين، ولا تزال فرنسا ماضية في هذا الاهتمام بالدين الإسلامي، وخاصة تاريخ عهد النبوة من الوحي والرسالة والقرآن وشخصية النبي صلى الله عليه وسلم، فكان لا بد من أن أشير إلى ضرورة الوقوف على هذا الاهتمام الفرنسي بالدين الإسلامي والكتابة فيه.
أسباب اختيار الموضوع
وأما أسباب اختيار الموضوع ليكون بحثي في هذه الرسالة يرجع إلى:
1) اعتقاد أن الاستشراق الفرنسي كان أعمق تأثيراً من غيره في تكوين موقف الغرب من الإسلام.
2) أنني لم أجد من سبقني من الباحثين بإفراد الموضوع كرسالة جامعية فيما أعلم ، فالدراسات السابقة تناولت الاستشراق بصفة عامة ولم تكن على المنهج الذي سأسير عليه في هذا البحث، ومن هذه الدراسات كتاب "السيرة النبوية وأوهام المستشرقين" تأليف عبد المتعال محمد الجبري، وكتاب "الرسول صلى ا الله عليه وسلم في كتابات المستشرقين" تأليف نذير حمدان، وكتاب "رؤية إسلامية للاستشراق" تأليف الدكتور أحمد عبد الحميد غراب.
3) حرصي على تبصير المسلمين وعامتهم بما يقول أعداؤهم عنهم وعن دينهم ورسولهم، لأن ذلك من النصيحة التي حث عليها النبي صلى ا الله عليه وسلم فقال: (الدين النصيحة، قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) ([6]).
4) رغبتي في الإسهام في معركة الحق ضد الباطل، ثم طمعي في نوال ثواب الله بهذا الإسهام والذود عن السيرة النبوية الشريفة، فإنه من بعض حقوق الله على عبده رد الطاعنين على كتابه ورسوله ودينه ومجاهدتهم بالحجة والبيان، والسيف والسنان، والقلب والجنان، وليس وراء ذلك حبة خردل من الإيمان ([7]).
5) حرصي على خدمة الإسلام بمعرفتي وإتقاني للغة الفرنسية، ولا يفوتني هنا بالذات أن أنوه بفضل الأستاذ الدكتور/ أكرم ضياء العمري المشرف على هذه الرسالة، لأن له اليد الطولى في سبب اختياري لهذا الموضوع، فأدركت أهميته بعد الاطلاع المبدئي على بعض كتابات الفرنسيين عن الإسلام. وحرصت أن أكتب فيه موضوع رسالتي لنيل درجة العالمية الماجستير.
منهجي في البحث
أما المنهج الذي سرت عليه بصفة عامة في هذا البحث فقد حاولت قدر استطاعتي أن أقيم الأدلة والشواهد على ما أقول. وقسمت الموضوع إلى قسمين من حيث الزمن: عصر الكتابات الجدلية وعصر ظهور المؤلفات الاستشراقية النقدية للسيرة، وكان لكل عصر منهجه المتبع الخاص به.
ففي عصر الكتابات الجدلية، لم أفرد للموقف الجدلي باباً مستقلاً بل ذكرته في الباب الخاص بتاريخ الاستشراق الفرنسي تجنباً للتكرار، لأن الجدل هو الهدف الرئيسي لاهتمام الفرنسيين بالإسلام في معظم مراحل حركة الاستشراق الفرنسي أي من بعد الغرة الصليبية الأولى 490 – 493هـ (1096م – 1099م) حتى صدر العصر الحديث، ولم أحاول مناقشة هذا الموقف الجدلي لما في ذلك من الضياع للوقت.
وأما عصر ظهور المؤلفات الاستشراقية النقدية للسيرة وهو العصر الحديث فقد أفرد له باباً مستقلاً، وكان حديثي عن كل مسألة من مسائل كل فصل من هذا الباب مصدراً بذكر آراء أبرز المستشرقين ثم أعقب عليها ببيان وجه الحق فيها.
كما حاولت سرد هذه الآراء وفق ترتيب هؤلاء المستشرقين التاريخي بعد أن أرجع إلى النصوص الأصلية باللغة الفرنسية وأترجمها، وإذا وجدت كتباً فرنسية نقلت إلى اللغة العربية فلا أعتمد عليها دون التحقق من صحتها والقيام بمقارنتها بالنص الأصلي إن وجد، ثم إشير إلى عدم الدقة في الترجمة إن وجدت وأصححها لتكون موافقة لفكر المؤلف، وكذلك أقوم بذكر الرأي الذي نقلته إلى اللغة العربية ثم أردفه بالنص الأصلي الفرنسي تسهيلاً لمن أراد التحقق من صحة هذا النقل، وإذا كان هذا النص طويلاً لاأذكره ويجد المهتم به بعضه في الملحق الخاص بالنصوص الفرنسية في آخر البحث، وكذلك قمت بإرجاع كل نقل إلى أصله مع تخريج الآيات والأحاديث.
خطة البحث
أما عن الخطة التي سرت عليها في كتابة هذا البحث المتواضع فقد قسمتها إلى مقدمة وبابين وخاتمة وملحق.
أما المقدمة فقد ذكرت فيها أهمية الموضوع والسبب الذي حملني على اختياره ومنهجي في هذا البحث والخطة، وبعض الصعوبات التي لاقيتها أثناء البحث.
أما الباب الأول: فقد خصصته للحديث عن تاريخ الاستشراق الفرنسي، الأهداف والموقف الجدلي، وقسمته إلى تمهيد وفصلين:
التمهيد: عن مقدمة تاريخية عن العلاقات بين فرنسا والمسلمين، وهي متنوعة؛ سياسية، ثقافية، حربية، تجارية.
الفصل الأول: عن اهتمام فرنسا بالإسلام والدراسات المتعلقة به منذ وصول الفتوحات الإسلامية الأولى إليها إلى أواخر القرون الوسطى الأوروبية وفيه مبحثان.
المبحث الأول: اهتمام فرنسا بالثقافة الإسلامية من بداية الفتوحات الإسلامية فيها إلى بداية الحروب الصليبية في القرون الوسطى.
المبحث الثاني: من فترة الحروب الصليبية إلى أواخر القرون الوسطى الأوروبية.
الفصل الثاني: عن اهتمام فرنسا الإسلام والدراسات المتعلقة به من فترة عصر النهضة الأوروبية إلى العصر الحديث، وفيه مبحثان:
المبحث الأول: من فترة عصر النهضة حتى الحملة الفرنسية.
المبحث الثاني: العصر الحديث.
أما الباب الثاني: فقد خصصته للحديث عن دراسات مستشرقي العصر الحديث من الفرنسيين في السيرة النبوية ـ الموقف النقدي، وقسمته إلى توطئة وفصلين وخاتمة.
التوطئة: عن معنى المنهج العلمي أو النقد التاريخي بالنسبة للدراسات الإسلامية عند المستشرقين.
الفصل الأول: عن دراساتهم في الرسالة والوحي والقرآن.
الفصل الثاني: عن دراستهم في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، وغزواته ومعاملته لليهود، وتعدده للزوجات.
أما الخاتمة تناولت فيها ما أمكنني التوصل من النتائج في هذا البحث، ويأتي بعد ذلك الملحق والمراجع.
الصعوبات التي واجهتها في البحث
إن كل عمل يقوم به الإنسان لا بد أن يواجه فيه شيئاً من الصعوبات وأن يجد فيه بعض العقبات، وتختلف درجة هذه الصعوبات والعقبات من أمر لآخر تبعاً لطبيعة الموضوع وأهميته، وكون موضوعي من مواضيع الاستشراق وعلاقته بالدراسات الإسلامية فقد واجهتني صعوبات كثيرة ولكن الله تعالى وحده قد أعانني على تجاوزها، وفيما يلي أهم هذه الصعوبات.
أولاً: غياب الكتب الفرنسية المتعلقة ببحثي في المحل؛ فبفضل الله تعالى ثم بفضل القائمين على إدارة الجامعة الإسلامية تذللت هذه العقبة حيث قمت بالرحلة العلمية إلى باريس في فرنسا من 25 ربيع الأول 1410هـ إلى 24 ربيع الثاني 1410هـ (24 أكتوبر ـ 22 نوفمبر 1989م)، وحصلت على عدد من الكتب الهامة في الاستشراق الفرنسي.
وقد زرت خلال هذه الرحلة مكتبة باريس الوطنية ومكتبة المدرسة الوطنية للغات والحضارات (مدرسة اللغات الشرقية الحية)، ومكتبة معهد العالم العربي، ومكتبة المدرسة العلمية للدراسات العليا، ومكتبة معهد الدراسات الإسلامية بجامعة السوربون، ومكتبة معهد فرنسا، وجمعت من هذه المكتبات معلومات كثيرة، كما صورت كل ما أستطيع، وزرت كذلك في باريس دور النشر الاستشراقية وأشهرها دار ميزونيف وهي من أكبر دور النشر الاستشراقية في فرنسا وأوروبا، ودار بول جتنر، والمكتبة الشرقية سامييليان، واشتريت عدداً لا بأس به من الكتب من هذه الدور وغيرها من المكتبات التجارية في باريس.
ثانياً: الترجمة ـ ومع أني أتقن اللغة الفرنسية فقد أدركت من خلال ترجمة النصوص الفرنسية إلى اللغة العربية أن نقل نص معين من لغة إلى أخرى ليس مهمة يسيرة، وكان هذا الأمر يحتاج مني إلى التأني والدقة في النقل حتى تكون الترجمة صورة صادقة وموافقة لفكر المستشرقين، وقد استعنت في هذه المهمة بعدة قواميس كالمنهل وهو قاموس فرنسي ـ عربي تأليف الدكتور حبور عبد النور، والدكتور سهيل إدريس، والمورد وهو قاموس إنجليزي ـ عربي تأليف منير البعلبكي، وقاموس الجيب عربي ـ فرنسي لمتري إلياس.
ولا أغالي إذا قلت إني أنفقت نصف الوقت في الترجمة أو التحقق من صحة النصوص المترجمة من المؤلفات المترجمة إلى اللغة العربية والقيام بمقارنتها بالنصوص الأصلية الفرنسية.
ولقد كان لهذا العمل الصعب حسنات، إذ ظهرت لي من خلال رجوعي إلى النصوص الأصلية ومقابلتها بالنصوص المترجمة من الكتب المترجمة ترجمات غير أمينة، وعلى سبيل المثال لا الحصر ترجم عادل زعيتر قول درمنغم ـ حين أراد هذا المستشرق التشكيك في صحة الرسالة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم من عند ربه تعالى:
khadidja Admirait Aveuglement Son Mari Avait Foi En Lui /8
أي "وكانت خديجة تعجب بزوجها بغباوة (بلا تبصر) وتؤمن به" ([9]).
ترجم زعيتر هذا القول وقال: "وحقاً كانت خديجة تعجب بزوجها إعجاباً مطلقاً مؤمنة به" ([10]).
ثالثاً: سعة الموضوع وكثرة مسائله ؛ الاستشراق الفرنسي مجاله واسع حيث يشمل عشرة قرون أي من العصور الوسطى الأوربية إلى اليوم، ثم اتساع وتعدد القضايا الخاصة بعصر النبوة، وهي كلها مسائل تحتاج إلى دراسات شاقة ومطولة. ولقد سجلت الموضوع في البداية بعنوان "الاستشراق الفرنسي وموقفه من تاريخ عهد النبوة والخلفاء الراشدين"، وبعد سنتين من المضي فيه نظرت إلى نفسي، فوجدتني رغم الجهد المتواصل لم أبلغ درجة من الاطمئنان على أنني قادر على إنجاز العمل على أكمل وجه وبأفضل صورة، وقدمت طلباً إلى مجلس الدراسات العليا في 20 ذي الحجة 1411هـ ، لاختصار الموضوع على عهد النبوة فقط، فتمت بتوفيق الله الموافقة على هذا الطلب في 21 ذي الحجة 1411هـ، فصار الموضوع كما يلي: "الاستشراق الفرنسي وموقفه من تاريخ عهد النبوة"، وهو البحث الذي بين أيدينا.
رابعاً: عدم امتلاكي النظرة التخصصية إلى حركة الاستشراق، ولتدارك هذه القضية كنت أتردد وأزور المعهد العالي للدعوة بالمدينة المنورة ـ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، (وهو الآن كلية الدعوة)، وألتقي بمنسوبيها من الأساتذة وعلى رأسهم الدكتور إسماعيل عمايرة رئيس قسم الاستشراق سابقاً والذي شجعني على المضي في العمل، وفتح لي باب محاضراته، فجزاه الله عني خير الجزاء.
تلك كانت أهم الصعوبات التي واجهتها في كتابة هذا البحث،
وبهذا الجهد المتواضع لا أدعي أني قد وفيت الموضوع حقه، واستكملته من جميع جوانبه ، ولكن حسبي أنني لم أدخر في سبيل ذلك وسعاً.
وإني لأرجو أن أسهم بهذا البحث في توضيح حقيقة موقف الاستشراق الفرنسي من الإسلام، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمني ومن الشيطان لأن الإنسان ضعيف لا يسلم من الخطأ إلا من عصمه الله بتوفيقه، وإني لأرجو كذلك من الله تعالى أن يجعل هذه المساهمة المتواضعة فاتحة خير لأمثال هذه الدراسات والله تعالى هو الموفق والهادي إلى سواء السبيل، وإنه نعم المولى ونعم النصير.
وأخيرا:
فبعد حمد الله سبحانه وتعالى على توفيقه لإكمال هذا البحث، أرى أن الواجب يدعوني إلى الإعراب عن شكري الجزيل وتقديري العميق لكل من كانت لديه المساعدة من حيث التوجيه والنصح، سائلاً المولى عز وجل أن يجزيهم عني خير الجزاء وأن يوفقنا وإياهم إلى ما يحبه ويرضاه.
وأخص بالشكر معالي الأستاذ الدكتور/ أكرم ضياء العمري، الذي كان لي شرف التتلمذ علي يديه فكان المشرف على الرسالة وصاحب اليد الطولى في سبب اختياري لهذا الموضوع، وقد منحني الكثير من وقته وجهده وتوجيهاته في ساعات الإشراف وفي بيته الذي فتحه دائماً لجميع الطلاب من أمثالي، فكان أباً يجود بوقته دون حساب، فجزاه الله عني خير الجزاء وأجزل له الأجر والمثوبة، كما أتوجه بالشكر الخالص إلى أصحاب الفضيلة أساتذة القسم الذين كان لي شرف التتلمذ على أيديهم على رأسهم الدكتور مصطفى محمد رمضان الذي بدأت معه العمل ورافقني مرافقة المرشد الحليم وحال انتهاء مدة عقده بيني وبين المواصلة معه، والدكتور/ محمد ضيف الله بطاينة الذي لم يأل جهداً في تقديم الإرشاد والتوجيه، والدكتور عبد الله المسند الذي كان سمحاً بالفائدة، ولطيف المعشر في معاملته لتلاميذه، وكان لي شرف التتلمذ على يديه منذ السنة الرابعة من المرحلة الجامعية، أسأل الله لهم جميعاً التوفيق والسداد وأن يجزل لهم الأجر والثواب.
ولا يفوتني هنا أن أتقدم بالشكر الخالص إلى جميع القائمين على إدارة الجامعة الإسلامية وأخص منهم فضيلة رئيس الجامعة، وفضيلة رئيس مجلس الدراسات العليا وفضيلة عميد كلية الدعوة وفضيلة وكيل كلية الدعوة ورئيس قسم السيرة النبوية والتاريخ لما يولون الطلبة من العناية والاهتمام.
كما لا يفوتني أن أقدم خالص شكري وعاطر ثنائي لحكومة المملكة العربية السعودية لتفضلها بالإنفاق عليّ وكفالتي منذ التحاقي بهذه الجامعة في هذه البقة المقدسة، وأدعو الله أن يجزيهم جزاء حسناً ويوفقهم لما يحبه ويرضاه.
وأشكر أيضاً القائمين على مكتبات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ومكتبة قسم الاستشراق بالمعهد العالي للدعوة سابقاً (وهو الآن كلية الدعوة) بالمدينة المنورة، ومكتبة جامعة أم القرى بمكة المكرمة، ومكتبة جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، لما وجدت منهم من أخلاق عالية وخدمة جليلة، وأشكر أيضاً الإخوة الكرام ممن كان له الفضل في المساعدة مادياً ومعنوياً، وأرجو الله المولى أن يكلأ الجميع بعين رعايته وجميل عنايته، وأن يتولى جزاءهم عني بما هم أهله إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
*
- الحواشي:
([1]) سورة آل عمران آية (102).
([2]) سورة النساء آية (1).
([3]) سورة الأحزاب الآيتان (70 ـ 71).
([4]) سورة الزمر من الآية (3).
([5]) محمد الصادق إبراهيم عرجون ، محمد رسول الله، 1/301.
([6]) انظر صحيح مسلم بشرح النووي، باب بيان أن الدين النصيحة حديث رقم 95 ـ (55) من كتاب الإيمان، 2/396 ـ 397
([7]) ابن قيم الجوزية، هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصار، تقديم وتحقيق وتعليق الدكتور أحمد حجازي السقا، ص38.
([8]) Emile Dermenghem, La Vie De Mahomet, P.72
([9]) تجد ترجمة الباحث لهذا المقطع أيضاً في ص 259 من هذا البحث.
([10]) راجع أميل درمنغم، حياة محمد، ترجمة عادل زعيتر، ص83.
المصدر
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com
رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة