يا أيها الجاهلون ....
يا أيها الجاهلون
يا من جعـــــلتم مقامي بينكم سأما
فقــــد لقــــيت بكم من جهلكم ألـما
وما ظننت بأن العـــمــــر يسرقـني
حتى أعـــــود كما قد جئت منهزما
فلا اللــــــيالي أفاضت من نوافحها
ولا الحـياة رمــت فـي رقــة عـــدما
ولا لقــيت مــن الأيـــــــام عـــزتـها
ولا عــرفت ســوى التبريح منصرما
ولّى شـــبابي وعـمــر مــن فــــتوتنا
وصرت فى ضعف من يغدو بكم هرما
وما رعـــيتم لــــنا وداً وتضحـــــية
ولا حفـظتم لــــنا مـن عـــزة لـمـمـا
لو عاد بي من شباب كــنت أحــبره
لما رضيت بكم فى العيش ما رغُما
هو المشــيب الذى قــد بات يقهـرني
حتى غـدوت أعـاني جهـلكم برما
وما عـــرفــت مــن الأيـــام متعـــتها
وقـد يلازم فكـري بينكـم سقما
وكل عــــيد مضى كـم كان يحــزننـي
فالقلب منكسر بالهـم قـد زُحما
وصرت من جهلكم فى جهل من سرقوا
مـني المعارف والتاريـــخ والذمـما
وصرت لا عـــلـــم إلا بعـض قافـــــية
وقد نسيت من الأشعـار ما سلما
قـــد جـئتكم وســـواد الشــعـر طاقــيتي
والناس تسمع ذاك العالم العلما
وقـد تركـــت ثقـافــاتي ومعــــرفــــتي
حـيـنا أسـأيـر للأفــاك محــترما
من عـاشـر القـوم شهرا صار مــثلـهم
ومـن يعاشـر عـاما عـاشـه ورما
والجهل عـدوى تصـيب الناس قاطــبة
في غفلة العمر إذ يُبقي لهـم رمما
أمـــثالـــــكــم ما استحق الذم إنهم
موتى وإن عاشروا فى مضجع خدما
والشــعــر يحلــم عـــن أفعال زعـــنفة
فالشعر قاوم فى التاريخ من عظُما
ومــن يُحــس به فـهــمـا ومـعـــرفـــة
ويرفع القدر من يهجو لمن شبما
اســتغــفــر الله ممــا قــلـت مادحـــكم
فربما نالـني مـدح لـكـم جـرما
يا رب ســـامح لمـــضطرٍ ومنكـســف
مما قصدت به من حيلتي وهما