لقـــاء حواري مع الأخ الكريم .. عبد الرزاق المساوي ...
رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريم .. عبد الرزاق المساوي ...
رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريم .. عبد الرزاق المساوي ...
والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين
أتمنى من الإخوة الكرام مشرفين وزوارا أن لا نستعجل الإجابات جملة واحدة حتى نتمكن من إثراء النقاش عن طريق تناسل الأسئلة من الأجوبة نفسها، فرب إجابة أفرزت إشكالا فرض بحثا وحلا قد يقصر وقد يصبح طويلا، لكن المهم هو أن تحصل الفائدة وتكون علينا بالنفع عائدة، والله من وراء القصد ...
عبد الرزاق المساوي
ما الذي يعنيه الأدب الإسلامي بالنسبة إليك؟ وما الذي يدل عليه في رأيك؟
أبو شامة المغربي
ألفنا أن نسمع أنه لا يوجد تعريف جامع مانع للمصطلحات، ومع ذلك فإننا نمارس أنواعا كثيرة من الضغط على أنفسنا كي نتمكن من إعطاء تعريف يقرب إلى المقصود أو على الأقل يقارب المفهوم ...
و"الأدب الإسلامي" من المصطلحات التي كثر حولها اللغط وتعددت لها التحديدات وتنوعت التعريفات ... وعلى الرغم من كثرة ما قيل عما يعنيه ويدل عليه هذا المصطلح ذو التركيبة العجيبة والغريبة إلا أن هذه الكثرة تحمل في طياتها قواسم مشتركة ودلالات متقاربة، لا أرى داعيا للوقوف في مثل هذه العجالة عندها ...
لكن يبدو لي، في تقديري، أن "الأدب الإسلامي" يدل على كل إبداع أدبي يتشكل في أجناس مختلفة وأنواع متعددة تحمل سماتها الجمالية المميزة لطبيعتها ومقوماتها الأدبية والإبداعية المشكلة لكينونتها، ويستطيع أن يعقد كسلوك إنساني من خلال سننه وخصائصه ومكوناته ومقوماته نوعا من التواصل الهادف والبناء مع المتلقي المفترض والمرتقب، وذلك انطلاقا من تفاعله الحيوي بما أنه إبداع أدبي مع بنية التصور الإسلامي ككل، سواء كان هذا التفاعل من داخل تلك البنية أو بالتماس معها ...
عبد الرزاق المساوي
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريم .. عبد الرزاق المساوي ...
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
هل "الأدب الإسلامي" ظاهرة ثقافية عابرة؟ أم أن هذا اللون من الأدب ذو أصل ثابت، وذو جذورعتيقة؟
أبو شامة المغربي
إن "الأدب الإسلامي" – في رأيي - جزء لا يتجزأ من بنية الثقافة الإسلامية الشاملة والعريقة والتي تتدافع مع غيرها من الثقافات الأخرى الموجودة في الزمان والمكان الممتدين على خريطة الوجود البشري.. وذلك في إطار الحراك الإنساني المستمر ولو فقط لدرء الفساد، على قاعدة قوله تعالى: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض"..
هذا أولا وثانيا فإن "الأدب الإسلامي" في تقديري أثبت وجوده على أرض الواقع منذ أن كان للإسلام وجود –وإن لم يكن يحمل المصطلح عنوانا له- على الرغم من الركام الذي كان يكفره بين الفينة والأخرى.. وعلى الرغم من تنكر بعضهم لهذه الظاهرة الأدبية المتميزة..
إن "الأدب الإسلامي" شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها بين الحين والحين بإذن ربها، وتتأثر كباقي الموجودات بأجواء التقلبات الفصلية والدورات الزمانية والتغيرات البشرية، "وتلك الأيام نداولها بين الناس".. فمرة يزهر ويورق، ومرة يذبل وتسقط وريقاته، ومرة بين بين، ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نفتقده كلية، وللأسف مشروع تاريخ الأدب الإسلامي يحتاج إلى جهود متضافرة كبيرة جدا.. وقد أشرت إلى هذا في بعض الدراسات مثل:"الناقد الإسلامي وتاريخ الأدب" و"الناقد الإسلامي وتحقيب تاريخ الأدب".
إنه أدب متأصلة جذوره في التاريخ، تبدو أو تزهو معالمه – وإن لم يحفظه لنا الدهر - عند كل محطة يظهر فيها نبي أو رسول أو مصلح .. إلى أن استقام جذعه وأصبح سويا مورقا مع البعثة المحمدية المباركة .. حينها أخذ ما يكفيه وزيادة من الاهتمام في إطار النظرية الشرعية المتكاملة ..
ولقد حاول بعض سلف هذه الأمة أن يؤصل لهذا الأمر فرجع به إلى غابر الأزمان، وذلك عن طريق البحث أو إثبات نصوص شعرية موغلة في القدم تنسب لبعض الأنبياء والرسل ..
فهذا الهاجس موجود من زمان ولكن علينا أن لا ننساق وراء كل صيحة .. فكما أننا نكره أن نضيع أو نفرط في وجود عراقة وأصالة وجذور راسيات لهذا الأدب، فإننا نكره كذلك الوقوع في شرك الإفراط في هذا الأمر وادعاء ما ليس حقا أو حقيقة تأريخية ..
إذن إن "الأدب الإسلامي" ذو أصل ثابت يأخذ تمظهراته المميزة له في الوجود والتاريخ .. وله جذور عتيقة تبرزه في أشكال مختلفة .. وما كان له أن يكون ظاهرة ثقافية عابرة حتى في أحلك تواريخه، فالظاهرة العابرة تطوي الحديث عنها مقابر النسيان ولا تذكر إلا للتاريخ والعبر .. لكن الأدب الإسلامي لا زال متفاعلا مع كل مظاهر الحياة وما خبت جذوته أبدا على مر الأيام وإن طالها أحيانا النكران ..
عبد الرزاق المساوي
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريم .. عبد الرزاق المساوي ...
رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريم .. عبد الرزاق المساوي ...
رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريم .. عبد الرزاق المساوي ...
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
سؤالي الثالث
كيف ترى صفة الأديب الذي يكتب الأدب الإسلامي، هل هو أديب مسلم أم أديب إسلامي؟
أبو شامة المغربي
إنه لمن القضايا الهامة في الفكر والأدب والثقافة على العموم أن يقف المرسل والمتلقي على حدود الألفاظ والمصطلحات، التي تروج بينهما، لأن هذا الأمر يلعب دورا كبيرا في مدى استمرارية التفاعل القائم بينهما أو توقفه ..
ولذلك فلا غرابة أن يقال بأن هناك مجموعة من الألفاظ أو المصطلحات لعبت أدوارا سلبية على أنواع التعاقد، التي يمكن أن تكون بين المرسل والمتلقي، وذلك لما تحمله من دلالات قد تكون ملتبسة، وقد تكون غير واضحة، وقد تكون خاطئة وحتى مغلوطة .. كما يمكن أن تكون حمالة أوجه أو مختلف في فهمها بين الأول والثاني .. لذلك شاع بين بعض الفلاسفة ما مضمونه:"لا حوار إلا بعد أن نحدد مصطلحاتنا"..
إلا أن هذه القضية أخذت في بعض الأحيان أبعادا أخرجتها عن طبيعتها الحقيقية ومراميها الرئيسة، فبدأنا نلحظ ترويجا لبعض المصطلحات بشكل غريب، وشحنها بمجموعة من الدلالات وأحيانا ما يمارس عليها نوع من الانزياح لخدمة أمر ما في نفس مستعمليها، فتغدو المفاهيم مائعة ومضللة ..
ومن ثمة فنحن بدل أن نناقش قضايا المسميات نتيه خلف حوارات ومناقشات لا طائل تحتها، ولا تخدم قضايانا الأساس، وذلك بالخوض في أسمائها التي اختيرت لها والمصطلحات الدالة عليها عوض طرح ومناقشة وضبط مضامينها وأهدافها وحمولاتها الفكرية والثقافية ومكوناتها ..
ولذلك لا أريد الدخول في طرح قضية الفرق بين المسلم والإسلامي حتى لا أجر إلى جدل أراه عقيما الآن، حاولت فرضه علينا بتقنيات حديثة شرذمة من العلمانيين، وانساق وراءهم بعض المسلمين .."أو الإسلاميين أو الإسلامويين .. كما يحلو لهم القول .."، ولكنني أفضل الحديث عن الموصوف من خلال مدى استحقاقه لتلك الصفات، التي تعود في آخر المطاف إلى الجذر الدلالي الأصلي لها، والذي هو الإسلام الذي يقول عنه تعالى "اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا"
هل يستطيع هذا الموصوف - سواء كان الإبداع أو المبدع - أن تتحقق فيه صفات كمال الدين وتمام النعمة كي نرتضيه لأنفسنا، وينسب إلى ديننا، ويحسب من إسلامنا؟؟؟
الأدب/الأديب الملتزم بالإسلام أو الأدب/الأديب المسلم أو الأدب/الأديب الإسلامي .. صفات كلها تجتمع في إطار مفاهيمي واحد يعود إلى الأصل "الإسلام"، ثم قد تفترق في بعض الأمور حسب رؤية صاحبها .. لكن الواجب أن نعمل بجد واجتهاد في ما تم عليه الاتفاق، وهو كثير ونسوِّقَ في ما بيننا لما وقع فيه الاختلاف، وهو قليل، ونبني شراكة تعتمد على الأصول ومبدإ الأخوة والحوار الجاد، وأيضا على أساس التمسك بما نراه الأصوب (على رأي الإمام الشافعي رحمه الله: رأيي صواب ويحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب)، واعتباره من الضروريات، وجعل غيره من الآراء من الكماليات، وبذلك يزدان بيتي بما هو ضروري وبما هو كمالي .. وإذا زارني (أجنبي عني) كنت بالنسبة له كصاحب المسك، كما جاء في الحديث الشريف، لا بد أن يستفيد مني، ولو فقط من تكاملي .. هذا والله أعلم ..
عبد الرزاق المساوي
سؤالي الرابع
أثمة من صلة مميزة بين الأدب العربي والأدب الإسلامي؟
أبو شامة المغربي
على الرغم من المناورات والمناوشات، ومحاولات قطع صلات الرحم بين الأدبين العربي والإسلامي، فلا أحد يستطيع أن يحجب الشمس بالغربال ..
بطبيعة الحال هناك "صلة (إطلاق المفرد وإرادة الجمع) مميزة" بين الأدب العربي والأدب الإسلامي .. وهنا أنا لا أتحدث عن العام والخاص كما يحلو لبعضهم .. لا أناقش قضية من الذي يحتوي الآخر .. أو الذي هو جزء من الآخر ..
فهذا طرح مغلوط من أساسه، إذ لا يمكن القول: إن الأدب العربي جزء من الأدب الإسلامي كما لا يمكن قول العكس، لذلك فقد أخطأ من اعتبر هذا من هذا أو هذا من ذاك على الإجمال.
لهذا نقول: إن الأدب العربي يحتوي على جزء مهم من الأدب الإسلامي على اعتبار أن هذا الجزء ترعرع في كنف اللغة العربية، وتربى في أحضانها، وتقلب بين رجالاتها ونسائها .. وهذه أولى الصلات المميزة .. وأن الأدب الإسلامي يتبنى جزءا لا بأس به من الأدب العربي على اعتبار اشتغال هذا الأخير في دائرة التصور الإسلامي وهذه ثانيها، ويتفرع عن الأولى والثانية صلات مميزة أخرى كثيرة يمكن لتاريخ الأدب الإسلامي على الخصوص أن يرصدها ويثقفها..
عبد الرزاق المساوي
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريم .. عبد الرزاق المساوي ...
رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريم .. عبد الرزاق المساوي ...
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
سؤالي الخامس
حسب اعتقادك هل يجسد الأدب الإسلامي جسرا ممتدا بين الأدب والإسلام؟ ثم ما جوهر العلاقة القائمة بينهما؟
أبو شامة المغربي
يمكن أن أبدأ الإجابة من حيث انتهى السؤال، ثم أعود بعد ذلك إلى مبتدئه..
إن جوهر العلاقة بين الأدب والإسلام تتجلى، حسب تقديري، والله أعلم في كون الأول يعتبر سلوكا إنسانيا فطريا وممارسة آدمية هادفة .. يحمل قيما محددة في إطار العلاقات البشرية قد تختلف هذه القيم وقد تتقاطع في ما بينها .. ويعمد إلى اللغات في مفهومها التواصلي العام، لينسج من مكوناتها ما يناسب الجنس أو النوع، الذي يختاره للحمته وسداه ..
والإسلام دين إلهي ومنهج رباني يرسم الخطوط العريضة لكل السلوكات الإنسانية والممارسات الآدمية والعلاقات البشرية ويسن لها قيما وشرائع ومنهاجا .. ويوجهها إلى الفطرة السليمة، ويرشدها أثناء تجليها في أي شكل من الأشكال إلى ما يصلح حالها ومآلها ..
وهكذا يمكننا القول بأن بين الأدب والإسلام علاقة تفاعلية، يأخذ فيها الإسلام بزمام المبادرة، وينسج فيها الأدب خيوط تكوينه دون إفراط أو تفريط .. وهكذا يُنْجب الأدب الإسلامي أول الأمر، ثم بعد ذلك يبدأ عملية البحث والتنقيب عن الأسس المتوافقة بينهما، ليؤسس فعلا ذلك الجسر الممتد بين حقلين شاسعين، أو بين شارعين كبيرين تجمعهما روابط عديدة أو أزقة كثيرة ..
إن هذا الجسر الممتد ليس ثابتا غير متحرك، وليس ناقلا غير مبدع، بله إنه متصرف من طبيعة تكوينه ومزايا مكتسباته، بشكل لا يخرق القواعد الأدبية ولا أدبية القواعد .. ولا يتجاوز الأسس الدينية، ولا يفرط في دينية الأسس .. إنه جسر يربط بعلم ومعرفة متحركتين على الدوام، لارتباط الموضوع بالاجتهاد بين ما مصدره الفعل الإلهي وما مصدره الفعل الإنساني ..
عبد الرزاق المساوي
سؤالي السادس
ما الذي تراه في شأن رسالة الأديب المسلم؟
أبو شامة المغربي
الحق والحق أقول: إن رسالة الأديب المسلم/الإسلامي بارزة المعالم، متعددة الأوجه، مختلفة القراءات، متكاملة الخصائص، متضافرة المقومات، متناغمة الركائز، متنامية الأهداف .. هكذا أراها في سموها، أو هكذا يجب أن تكون ..
وإذا تطرقنا إليها مفصلة، ففقط للتعريف بها، وإلا فإنها تعتبر جسدا واحدا، إذا اشتكى منه مكون، تداعت له سائر المكونات بالضعف، وربما الانهيار ..
إن رسالة الأدب الإسلامي في رأيي يجب أن تتحقق فيها القضايا العظيمة، التي أشارت إليها الآية القرآنية الكريمة، التي يقول فيها المولى عز وجل: "وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا"، وهي آية تحمل أمورا عديدة، وتتحدث عن قضايا كثيرة منها:
الملقي/المرسل، وهو الذي صيغ في الآية على شكل متلق مخاطب مضمر في فعل القول: "وقل"، الذي جاء على صيغة الأمر الصريح من رب العالمين ..
من هنا فهي رسالة تنطلق من متلق ملق/مرسل يعمل على تصريف أمر الله بمفهومه الشامل والمتكامل ..
المتلقي/المرسل إليه، ويتجلى من خلال الضمير "هم" المتصل بحرف الجر اللام "لهم"، وأيضا المتصل بالاسم المجرور بفي "أنفســهم"، والذي يدل على العموم، وهو ما يدعى بـ"المتلقي المفترض"..
ومن ثمة، فإن الرسالة تلك تحمل كل ما يحتاجه المتلقي الإنسان المتكامل، سواء كان ينهل من المشكاة نفسها، التي يصدر عنها الملقي أو كان بعيدا عنها ..
الخطاب/الرسالة، وهي ما عبرت عنه الآية بـالمصدر الذي جاء في الجملة عبارة عن مفعول مطلق يؤكد معنى فعل الأمر "قل" وهو "قولا"..
وهكذا تكون الرسالة هادفة تتغيا إنسانية الإنسان في سمو روحه، وعلو نفسيته، ورجاحة عقله، وبعد نظره، وسلامة بدنه، وحسن تواصله، وكمال اجتماعه ..
ثم يأتي بعد الملقي والمتلقي والرسالة الإطار العام، الذي يمكن أن تتم فيه هذه العملية التواصلية على أحسن الوجوه وأفضل الأشكال، حتى تتمكن من تحقيق نوع كامل وفاعل من التواصل بين الملقي والمتلقي، وهو الإبلاغ والتبليغ والبلوغ والبلاغة ...
هذا الإطار العام هو الذي يجمع بين ما هو زمني وما هو مكاني .. وما هو موضوعي وما هو شكلي .. هذا الإطار يستشف من قوله تعالى:"... قولا بليغا".. والقناة التي ستسلكه لتمرير الخطاب/القيل تتمثل في قوله تعالى: (..... في أنفسهم) .. هذا هو المرمى، ولذلك على المرسل أن يكون على معرفة بهذه النفس، وعلى دراية بمكوناتها، وعلى علم بخريطتها وعلاقاتها، وإلا فإن حرف الجر "في" لا قيمة له في الآية من حيث الدلالة، وهذا محال .. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فلا يوجد حرف في القرآن الكريم زائدا زيادة بدون معنى أو بدون هدف دلالي ..
ولا أظن أن القول البليغ لا يحتاج، لكي يكون بليغا فعلا، لمثل هذه الأمور اختيار الزمان والمكان المناسبين، وإلا فكيف سيبلغ في غير ذلك؟؟ ثم أن يكون نافذا في النفس، وهذا يتطلب معرفة بها .. وأن يكون ذا مضمون معقول ومفهوم بيّن .. وكذلك في شكل لغوي فصيح وجمالي بديع ..
فكل المقومات تتضافر جميعها، وتتفاعل بإيجابية، كي تكون الرسالة في المستوى المطلوب، وتحقق الغاية المنشودة ..
عبد الرزاق المساوي
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريم .. عبد الرزاق المساوي ...
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
سؤالي السابع
كيف تنظر اليوم إلى حال الأدب الإسلامي مقارنة بحاله في الماضي؟
أبو شامة المغربي
في الحقيقة إذا رغبنا في مقارنة ما عليه الأدب الإسلامي اليوم وما كان عليه بالأمس سواء البعيد أو القريب سنجد صعوبات كثيرة جدا.. لكن الذي يمكن رصده وقوله، هو أن الأدب الإسلامي المعاصر يعيش مخاضين اثنين:مخاض التأسيس على التأصيل ومخاض التجريب .. وهذان مخاضان، إذا أحسن تطويعهما وتيسيرهما، كفيلان بولادة أدب إسلامي - وقد بدت بوادره والحمد لله - يرقى إلى المستوى الإنساني الذي ينشده الأصل الذي يعتمده وهو الإسلام .. وهذه هي الميزة الأولى التي يمتاز بها أدبنا اليوم عما مضى بشكل عام أي أنه أصبح واعيا بأهدافه وما يبتغيه ويرصد الخطوات بكل ثقة وتأن ليحقق ما يهفو إليه على الرغم من التعثرات التي تنتابه بين الحين والحين إلا أنها طبيعة الطريق التي يسلكها على قاعدة "حفت الجنة بالمكاره"...
عبد الرزاق المساوي
سؤالي الثامن
ما هو في رأيك الجنس الأدبي الذي ينفرد بالحظ الأكبر منالأدب الإسلامي المعاصر؟
أبو شامة المغربي
على كل حال الإجابة الدقيقة عن هذا السؤال تحتاج إلى عملية مسح شامل لخريطة تضاريس الأدب الإسلامي .. إلا أن الملحظ الأساس الذي لا يخفى على المتتبعين، هو أن الجنس الأدبي الذي يحظى، ولا أقول ينفرد، بالحظ الأوفر من الأدب الإسلامي هو ذلك الجنس الذي يسيطر على الألباب، ويستولي على العقول، ويذهب بالأفئدة إلى الدرجة التي جعلت منه الحكمة "إن من الشعر حكمة".. وجعلت تأثيره كتأثير السحر "إن من البيان لسحرا"..
هذا في تقديري هو الجنس الأدبي الذي استطاع ويستطيع أن يحافظ على المكانة الأولى في عالم الإبداع الأدبي .. وإن أصبحت هناك أجناس كثيرة أخرى تنافسه، بله وتقارعه إلا أن قصب السبق يبقى حليف الأشكال والأنواع التي تنعت حقا بالشعر ...
عبد الرزاق المساوي
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريم .. عبد الرزاق المساوي ...
رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريم .. عبد الرزاق المساوي ...