قصة قصيرة : حكاية القرد الذي لعب بصاحبه
خرج رجل ضخم ذات يوم في زينته وزهو 00خرج يتمطى يدق الأرض دقا 00أحس بأنه قد يهدم الأرض تحت قدميه وقد بلغ الجبال طولا 00ومن خلفه القزم يضرب من حوله من الأطفال والكبار والشيوخ والنساء 00والأطفال صراعي ويدوسهم بأقدامه وهو ينظر إلى أعلى 00كما لو كان لا يبالي 00يضحك 00 وهناك مصرع شاب 00وهنا عجوز يتضرع وهناك ثكلا تنوح 00 وهنا يصرع طفل صغير 00يدوسه بقدمه 00يذداد الصراخ 00يرفع قدمه 00ثم يعيدها 00ويظل هكذا يرفع قدمه ثم ينزلها على عنق المصروع ليتلذذ بصراخه ولا سيما طفل تحت قدميه 00
اغتاظ منهما المارة ومن حولهما 00اغتاظوا من الرجل الضخم 00تحلقوا حوله 00يتوسلوا بأن يسكت هذا القزم من ضرب أهاليهم 00دارت بينهم أحاديث 00
قال أحدهم : لو سمحت يا كابتن أن تُسكت ابنك من زوينا 00
وقال الأخر : إن أبنائنا لم يفعلوا شيء بابنك 00
وقال أخر : إنهم يلعبون في حدود أرضهم 00يلعبون أمام بيوتنا 00
وقال أخر : إننا وأبنائنا في حالنا 00لم نفعل له مكروه00
فرد الرجل الضخم : يا سادة 00إن هذا ليس بابني 00
فقال أحدهم : إن نراه يتبعك 00!
فرد الرجل الضخم : إنه فقط أراد أن يحتمي بي فحميته 00جارني فأجرته 00لاز بي فلذته 00هذا كما أنه ليس بطفل 00
فنظر الجميع لبعضهم البعض ثم نظروا إلى القزم وسؤال واحد خرج من الجميع وفي أصوات متفرقة : إذن ماذا يكون ؟!00
ثم تواترت الأصوات : ليس بطفل 00!
فقال الرجل الضخم : إنه رجل 00رجل مثلكم 00في سِنكم أو أقل منكم بقليل 00
ثم سادت الهوجاء من جديد 00لا تستطيع أن تخرج منها بجملة واحدة مفيدة فلا تسمع إلا : كيف00 كيف 00كيف 00راح00 جاء 00يصرخ00 مين00 طفل00رجل00راح00 جاء00كيف00
فرد رجل من الجمع : يا قوم 00يا قوم 00وحدوا أصواتكم 00لِما هذه الغوغاء حتى يستطيع الرجل الطيب أن يسمعنا ويحقق مطلبنا 00يجب أن يتحدث إليه واحد منا بصوت الجماعة 00بصوت عالي ومسموع 00
فرد الرجل الضخم وهو يبتسم : لا00 لا 00دعهم 00 دعهم 00
وهنا نظر القزم في خوف إلى الجمع مرة وإلى صاحبه مرة 00خاف من الهوجاء والذعر في عيونهم 00وسادت همجية السوق في الجمع على من يترأس الجمع 00ونادى فيهم الرجل الضخم : يا قوم 00يا قوم00 سوف أنظر في هذا الموضوع 00ولا يهم أن تتحدوا 00إنني سوف أتحدث مع كل واحد منكم 00فكل واحد منكم له مطلبه الخاص به 00لأن اتحادكم سوف يضعف مطلبكم 00لأن من يتكلم عنكم فإنه سوف يتحدث عما يخصه فقط ولا يذكر حاجة الآخرين 00إنني سوف أسمعكم جميعاً 00
فرد أحد الجمع : إنني قادم لك غداً 00
فرد أخر : لا00لا00 أنا ذاهب إليه غداً 00وأنت بعد غد 00
ورد أخر : لا00لا00 لا أنت ولا هو 00أنا قادم لك غداً وأنتم بعد ذلك 00
وسادت الهوجاء 00وهو يبتسم : إنني في انتظاركم فمن يأتي فأنا في انتظاره 00وتركهم إلى حاله بينما تبطأ القزم عنه00
وبدأ القزم يفكر في هذا الموضوع : ماذا سيحدث له 00ما في جعبة صاحبه 00هل سيأخذ بهؤلاء الرعاع 00هل سيتفقون علي 000لا00 هذا أمر غير وارد 00 يبدوا كذلك
ولكن ماذا سيكون رد فعل صاحبه حال شكوى هؤلاء له 00ودار في رأسه ألف هل ولماذا 00وكيف 00وأين 00ومتى ؟؟؟؟
ونظر الرجل الضخم خلفه فوجد صاحبه القزم يتأخر عنه 00فتركه ظاناً منه بأنه تأخر لكي يحضر له كيس النقود 00
بينما توقف القزم 00وأخذ يفكر 00عاد إلى الجمع 00عاد يبتسم إليهم : ما بكم يا إخوان ؟ 00هل تغضبون مني ؟ 00إنني ألعب مع أولادكم وهم يحتقرونني 00يضحكون على إني فزم 00يا إخوان 00يا إخوان إنني بينكم كما ترون 00ضعيف وهين 00ولا حول ولا قوة 00وها قد جئت إليكم أحتمي بكم 00فما رأيكم ؟00
وهنا فقد عادت الغوغاء من جديد 00 نحن نرحب بك 00لا 00لانرحب بك 00اقتلوه00لا فقد لاذ بكم 00نعم 00لا00لا00نعم00
تقطعت الجمل وتبعثرت 00ولم يُفهم منهم شئ 00لم يُعرف ماذا تم 00القبول أم الرفض 00
فرد القزم : يا إخوان 00يا إخوان 00 لا تغضبوا 00لا تغضبوا 00 فإني بكم ولكم ومعكم حتى وإن لفظتموني 00 فإني أجار بكم فأجيروني 00أجيروني خيرٌ من أن أُجار بغيركم 00ألم تعلموا أن أن ذاك الرجل الضخم هو الذي يحتمي بي !00
فرد الجمع وبأصوات متفرقة : كيف00 كيف 00 كيف 00كيف00
فرد القزم : سوف أقول لكم كيف ؟00
إنه يحتمي بأموالي 00نعم بأموالي 00
فرد الجمع المتفرق مبهوراً وهم ينظرون إلى بعضهم البعض : بأموالك ! 00
فرد القزم نعم يا إخوان بأموالي 00
وهنا تحلقوا حوله من رفضه من قبل ومن قبله 00
فقال القزم : وهل يمكن يا إخوان أن أسكن بجواركم ؟00
وهنا قام القوم في هوجاء وزُعر فتعددت الأصوات 00وتناثرت الكلمات 00وجالت الأيدي في الهواء : لا00 0لا يسكن بيننا غريب 00
فأوجس القزم في نفسه خيفة منهم 00ولزم الصمت 00
وفجأة عاد الرجل الضخم ليبحث عن صاحبه القزم 00وليأخذ منه إتاوته 00فلزم القوم الصمت 00وذهب القزم إليه يتنطط 00
فقال الرجل الضخم : ما لهم 00وما بك ؟00
فقال : إنهم لا يريدون أن أسكن بينهم 00
فاحمرت الرجل الضخم عيناه وصاح فيهم 00كيف ؟ 00إنه من حقه أن يعيش في أي مكان 00في أي بقعة على الأرض 00إنها ليست أرضكم 00
فهب جماعة : كيف ؟00إنها أرضنا 00وأرض آبائنا 00جأنا إلى الدنيا فوجدنا عليها آبائنا 00
فرد الرجل الضخم : إلى الجحيم أنتم وآبائكم 00
فنظر إلى صاحبه وقال : اهتدي إلى أي قطعة تريد أن تبني عليها ؟00
فأشار القزم إلى منطقة تتوسط بيوتهم 00
فقال الرجل الضخم : قم إليها وابني فيها بيتك 00وسوف أرى من ذا الذي يتجرأ ويعترضك 00!
فتعلق القزم بصاحبة وهو يتودود له بأنه سوف يتركه الآن لكي يحضر أبناءه 00فأماء الرجل الضخم له وقال : وأن تأتي لي بالكيس 00كيس النقود 00
فابتسم القزم ثم تركه 00
وألتزم الجميع الصمت خشية بطش ذاك الضخم 00
وبدأ الرجل الضخم يتحدث إلى القوم في وعظ وهدوء وتودد : يا قوم 00يا قوم إنه رجل ضعيف يجب أن تساندوه 00 ألم تعلموا أن معه أولاد صغار يريد أن يؤويهم كما تأوون أنتم أولادكم 00!
فنظر الجميع إلى بعضهم البعض وقالوا : هل هذا معه أولاد ؟00
نعم إن معه تسعه أولاد 00
هذا القزم 00!
نعم هذا القزم 00
وفجأة جاء القزم وحوله أقزامه ودس في يد الرجل الضخم كيس النقود وكان مع أولاده التسعة المعاول 00وبدأوا في البناء دون أن ينبث أحد القوم بكلمة والرجل يقف ليراعي حركة البناء وبعض من أبناء القوم بدأ يتسرب والبعض الأخر ينظر ليشاهد الأقزام حتى غطى غبار البناء عيونهم وتلبدت حتى غادروا المكان وهم يتخبطون في بعضهم البعض من عدم الرؤيا 00
00000000000000000000000000000000000000000000000000
ومرت الأيام والجمع في حلقات ثم تتبدد الحلقات إلى أفراد 00ثم تعود الأفراد إلى حلقات 00تجتمع ثم تتبدد 00 وعاد القزم إلى هوايته 00وكل يوم يجدون أطفال مبعثرة منهم من هو مقتول ومنهم من هو غير قادر على الحراك ومنهم من تسيل دمائه 00وعند سؤالهم من الجاني 00فيشيرون إلى القزم 00فيخمدوا فاه 00لا يرغبون في أن يصدقوه 00فيسكتوه 00 كيف يصدقوا على من أسكتهم بجبروت نقوده 00!
وذات يوم ذهب القزم إلى إحدى الحلقات الراغبة فيه والراضية عنه 00وسوس لهم بأن ذاك الرجل الضخم يرغب في التخلص مني لأنه كثيراً ما رآني بينكم 00ولا أستطيع إلا بعون منكم 00كما وسوس لهم بأنه عندما علم بأنني معكم معظم الوقت فأصبح يغار 00كما أحس بأنني أجزل لكم العطاء دونه 00 وأنه الآن يريد أن يتخلص منكم 00 وإنني أبلغكم حتى تنتبهوا 00
فهبوا واقفين : وماذا تريد منا أن نفعل ؟00
فرد القزم : عفواً 00أجلسوا 00تفضلوا00تفضلوا 00
ثم قال :يمكن أن تفعلوا الكثير 00
فقالوا : كيف 00؟ ولكن هذا يتطلب الإنفاق الكثير 00
فرد : لا تخشوا شئ 00فإن كل ما أملك تحت أمركم وتصرفكم 00 والآن ازحفوا إلىَ ازحفوا 00وها هذه أموالي لكم 00
وبدأ يعطي كل زاحف إليه حِفنة نقود 00فيأخذها ويجري 00
وبعد أن انتهى 00أخذ يعظهم ويقوي عندهم الهمم 00ثم تركهم متوجهاً إلى صاحبه 00وعندما دخل عليه لم يجده ووجد أبنائه 00
فقال : أين السيد أبيكم ؟00
فردوا في ضيق وملل : لا نعلم 00
ما بكم لم يعجبني حالكم ؟00ومالي أراكم تائهين ؟00
فقال أحدهم : لقد أصبح أبانا لا يهتم بنا 00لم نجده 00لم نعلم عنه شئ 00يعيش مع نفسه 00فخور بذاته 00لا يعنيه غير ذاته 00يتركنا هكذا 00ولا يعلم الآخرين حالنا 00حيث ينظرون إلينا فينبهرون بنا ولا يعلمون ما بداخلنا 00 الناس يحسدوننا 00ولست أدري على ماذا ! 00 إنهم ينظرون لمظهرنا ولم يعلموا شئ عن جوهرنا 00
فقال القزم : ومال جوهركم ؟00
إن جوهرنا جريح 00ينذف ويقطر دما 00لم يعلموا بأن حقوقنا مسلوبة 00وهذا كما ترى إخوتنا هناك منعمين 00منترفين 00انظر 00
ولماذا ؟00
لأن أمهم غير أمنا 00
وأين أمكم ؟00
ماتت00 ماتت من شدة بأسه وبطشه عليها 00وها هو يكمل مسلسل بأسه علينا 00
ولكني أراه يحسن التعامل معكم ؟00
فقط أمام الآخرين 00
فقال كما لو كان مندهش : عفواً 00 ألم يعطكم الهدايا التي أعطيته له بالأمس ليقدمها لكم ؟00
فرد أحدهم : لا00
كيف ؟ وأنا كل يوم أقدم له الهدايا ليقدمها لكم 0كيف ؟00
إنه لم يحدث 00ربما كان يقدمها لأبنائه الآخرين فإننا كنا نراهم وهو يقدم لهم بعض الأشياء وكنا لا نجرأ أن نقترب أو أن نعرف ما بأيديهم 00
فقال القزم : كيف ؟00
نعم 00إن هذا ما يحدث 00
فقال القزم : إنه يسهر معي كل ليلة وفي أخر الليل أعطيه الهدايا لكم 00
فهب الثلاثة من أبناءه السبعة واقفين 00يتوعدون أباهم بالويل بينما الباقين صامتين 00
فقال القزم : لا عليكم 00لا عليكم 00 هلموا إلىَ 00هلموا 00 وخذوا مني هداياكم 00
ولكنه أجزل العطاء للثلاثة الذين توعدوا أبيهم بالانتقام وهو يوسوس إليهم : بعد أن تفعلوا ما تفعلون 00تعالوا إلىَ لأجزيكم وسوف يكون الجزاء بقدر العمل 00 ثم أعطى الباقين منهم 00
وفجأة نجد الأخوة الأربعة يأتون إلى إخوتهم الثلاثة ويحضنون بعضهم البعض وهم يعتزون لهم من أفعال أبيهم وأنهم غير راضين بما يفعله 00
وهنا تركهم القزم وهو يبتسم 00
00000000000000000000000000000000000000000000000000
وبعد فترة التقيا القزم بصاحبه 00وبدأ الرجل الضخم يحث القزم وأولاده على أن يستقر في مكانه بين هؤلاء الأقوام ورويداً رويدا أن يجعل أبناءه أن تستقر حوله 00ولا يخشوا شئ 00فإنه معهم 00وعندما قام الرجل الضخم ليهم بالرحيل 00دخل القزم إلى إحدى الغرف وأتى بكيس النقود ودسها في يد الرجل 00فأخذها ونظر إليها ثم قال : غداَ 00يجب أن ترسل لي مثل هذا الكيس 00إنكم تعيشون هنا بي 00
فرد القزم : وبنقودي 00
فضحك الاثنان 00وهم الضخم بالرحيل 00
وهنا قبض القزم على يديه وصك بأسنانه غيظاَ منه00 ثم جلس وأمر أولاده بالجلوس وقال لهم في غيظ : يجب أن نتخلص منه 0ألم تروا إنه يعيش علينا 00ألم نكن نحن أحق بأموالنا 00إنه يجوس خلال الديار والناس تهاب منه 00تهاب جسمه وقوته وجبروته00 إن الناس قد تهابه 00ألم تعلم الناس أنه يعيش بمقدراتنا 00إن هناك الكثير في مثل جسمه وقوته ولم نسمع عنهم 00حيث لم يكن لديهم ما يجعلهم أن يعلوا بأصواتهم 00
فقال أحد أبناءه : و ما الذي جعل صاحبك أن يعلوا صوته ؟00
فقال : أن الصوت لا يعلوا إلا بنفوذ النقود 00النقود هي التي يسلبها منا 00
فقال أخر : وماذا تريد منا ؟00
فقال : أريد أن أسكته 00
فقال أخر : كيف ؟00
فقال : الطرق كثيرة 00ودون أن يحس أو أن نقطع منه أتاواته 00وأن نظهر معه دائماً بصداقته 00وإننا معه دائماً 00ودون أن يحس بشيء نحونا 00وأن لا يصدق عنا شئ 00
00000000000000000000000000000000000000000000000000
وذات مساء خرج الجميع على صوت عويل وصرخ قادم من بعيد 00خرجت الناس تبحث عن مكان وأسباب هذا العويل 00 وصلوا إلى القرب من مسكن الرجل الضخم 00وجدوه في حاله اهتياج وغضب شديدة 00يدور دورة الدائخ والدماء تسيل من رجله اليمنى 00 فقد بُترت 00وجدوه يصيح ويتوعد بهؤلاء الأقوام 00حوله أولاده 00 منهم من كان في حالة غضب على أبيه ومنهم من تبدوا عليه حالة الانبساط 00كما لو كانت بهذا تُشفى غليلهم وما في صدورهم من غِل 00وكل واحد منهم ينظر إلى الأخر ويتمنى أن يعرف من ذا الذي فعل هذا لكي يحتضنه فرحاً00
كما بدأ الرجال ينظرون إلى بعضهم البعض 00الكل يشك فيما بينهم 00حين سمعوا الرجل الضخم يتوعد بالويل وهو يكيل بأنواع العزاب لمن فعل هذا به 00ترجعوا 00تراجعوا في صمت 00توجسوا خيفةً وخفية 00 اخشوا من الغد 00وماذا هذا فاعلٌ بهم ؟!00
ثم جاء القزم بأولاده وهو يقول : من ذا الذي فعل هذا بكبيرنا 00إننا معك يا كبيرنا 00إننا معك 00وأولاده ينظرون إلى بعضهم البعض 00وتقول نظراتهم من الذي فعل هذا ونال الشرف 00وأسرع في تحقيق أمنية أبيه 00
ولكن الفاعل بين الجمع هناك 00والجريح يقف هنا يقطر دما00
00000000000000000000000000000000000000000000000000
ومرت الأيام والليالي السود على الجميع وخاصة على هؤلاء الأقوام 00وكلما اجتمعوا 00 اختلفوا 00 تفرقوا 00 وعند اختلافهم تظهر الضغائن والفتن والأحقاد 00 وتصبح الأرض خِصبة للقزم وأولاده لأن يفعلوا ما يشاءون 00 فيجتمع القوم فتظهر علامات القوة والاتحاد ولكن تحسبهم جميعاً ولكن قلوبهم شتى 00 فتضعف قوتهم 00ويرتكن كل واحد على حِده 00فلا يخرج منهم صوت 00خشية أن يعلمه القزم فيبلغه إلى الرجل الضخم فيوكزه بعكازه التي أصبحت أقوى من ركلات أرجله 00 ولذا فقد ضاع صوت الجميع 00
وخرج الرجل الضخم من بيته فوجد أولاده الثلاث الذين يبغضهم فأخذهم بعكازه يميناً وشمالاً ويقول : من الذي فعل هذا بي ؟ 00يبدوا أنكم أنتم وأخذوا يجرون منه ومن ضرباته فنهم من يقع على الأرض ويتعرقل ويقوم حتى خلوا له الطريق 00 حتى وصل بعكازه تحت يسراه إلى ؤلائك الأقوام وأخذ يوكز به كل من يصادفه من كبار وصغار وشيوخ وشباب 00ومن يقع يدوسه بعكازه ويتهم كل من يجده أمامه بأنه هو وراء ما حدث له ويقول لكل من يقابله : يبدوا إنك أنت الذي فعلت هذا 00فيقسم الرجل بأنه ليس هو 00فينهال عليه ضرباً ويقول : قل لي إذن من هو 00يبدوا إنك تعرفه 00 وهناك أخر يرد عليه وهو يتحاشى ضرباته : إنني أشك في صاحبك القزم 00
فيقول له هو ينهال عليه ضرباً : ولماذا تشك 00إذن تعرف شئ 00
فيرد الرجل المسكين في وهن ولم يستطع صد ضرباته :لا00 لا00 لا أعر000(فمات الرجل قبل أن يكمل الكلمة ) 00
فما ترك أحد لم يزق ضرب عكازه 00 باتت الناس تبيت لياليهم بآلامهم وآهاتهم يتوجعون 00ومنهم من يبكي على زويه الذي مات ولم يتحمل ضربات العكاز 00ومر على دار صاحبه القزم والذي كان يجلس على الأريكة أمام داره وحوله أولاده وهم يترقبون ما يجري لهؤلاء الأقوام 00حتى وصل إليهم 00فهب القزم واقفاً وهبوا من حوله أولاده كأنهم لم يروه إلا تواً00
فوكزه بعكازه حتى أصبح كالبهلوان يتشقلب على الأرض هو وأولاده وأخذ ينهال عليهم ويقول : يبدوا أنكم أنتم الذين فعلتم هذا 00
فأقسم القزم بأنه ليس هو وأنه لا يجرأ لا هو ولا أولاده 00إننا لا نستطيع أن نفعل مثل هذا 00ولما لا يكون رعاع تلك الأقوام 00!وهم يتعلقون بتلابيبهم ويقبلونه من قدمه حتى رأسه 00ويتوسلون 00ويتسلقون بعضهم البعض لكي يصلوا إلى رأسه 00حتى العكاز نال من تلك القبلات 00وهدأوا من روعه وأجلسوه بجوارهم 00 ثم قام القزم ودخل داره وعاد ومعه ثلاث أكياس من النقود وقدمها له 00
وبدأت لحظات الصفا بينهما 00وبدأ الحديث يتواتر بينهما 00
ثم سأله القزم :وكيف حدث هذا لك ؟00
فقال : إنني في تلك الليلة قد كنت معك كما تعلم كي اطمئن عليك 00وإن كانت تلك الأقوام قد تحرشت بك 00أو فعلت بك مكروة00 وعندما تركتك متوجهاً إلى البيت 00
فقطع القزم كلامه : فوقعت في الحفرة أمام بيتك 00
فنظر إليه وقال : إن هذا ما حدث بالضبط 00وهل رأيتني ؟00
فانتفض القزم وقال : لا00 لا00 ولكن أُخمن هكذا 00
فقال الرجل : نعم 00بالضبط 00ثم انتبه وقال على فكرة لم تكن أمام بيتي حفرة من قبل وهذه هي طريقي الوحيدة وأنا أعرفها جيداً 00هل رأيت أحداً يحفر هذه الحفرة ؟00
فرد القزم : أبداً 00لا00 ولكن أطن أن هناك حفرة 00
فقال الرجل الضخم : ربما تقصد الحفرة التي في الشارع المواجه لنا 00في بعيدة ولم أسير فيها دائماً 00
فانبسطت أساير القزم وقال : نعم00 نعم تبدوا هذه تخاريف تأثير عكازك لي 00
فضحك القزم وضحك معه الرجل الضخم 00
ثم قال القزم : ثم ماذا حدث ؟00
فقال : إن ما حدث 00وبدون أن أدري 00وحيث إنني أعلم بأنه لم تكن هناك حفرة 00فوقعت حيث كانت الحفرة مغطاة 00
وقطع القزم حديث الرجل مرة أخرى : ويبدوا أن هناك بالحفرة سيخ ممدد مسن على طول الحفرة 00
فانتصب الرجل برقبته وقال : إنه كذلك 00بالضبط 00فما أعلمك ؟00
فارتبك القزم وضحك ضحكه بلهاء وقال : إن ما حدث لك شئ خطير ولا ينجم إلا عن هذا 00وهذا هو نتيجة ذاك 00وذاك هو محصله هذا 00وهذا وذاك من هذا في ذاك على تلك 00
وأنت سعادتك أخذت النقود 00وهل أنا أحضرت لك النقود 00
وفي ذهول من كلام القزم الغير منطقي والغير منظم 00حيث أحس فيه بأنه كلام غير واضح
( هذا وذاك وتلك ومحصله والنتيجة000000) حيث لم يفهم منه شئ 00
فقال: نعم 00 نعم إنهم ثلاث أكياس 00ولكن لماذا هذه المرة ثلاث أكياس 00والمعتاد هو كيس واحد في كل مرة 00
فقال القزم : لأنك مريض الآن 00وأريد أن تسترد عافيتك 00وربنا يعطيك الصحة 00 وعلى فكرة إن هذه الفعلة لا تخرج من هؤلاء الأقوام الرعاع 00
فقال : إنني سوف أنكل بهم تنكيلا 00
فقال القزم : عليك بهم 00
فقال : سوف ترى 00
وستأذن الرجل 00 وبعد أن تركه تنفس الصعداء وهو يسبه ويلعنه ويكيل عليه اللعان 00
ومع مرور الأيام ويرى الجمع أن الرجل الضخم دائماً بين القزم وأولاده 00حتى أصبح يقول الواحد لنفسه 00لماذا هذا التجمع في كل ليلة 00فأصبح يشك بأن هناك مؤامرة تُدبر لهم 00فأوجسوا في نفسهم وأصبحوا يخشوا أن يمروا في طريقهم 00فأصبح الطريق خاوي لهم ولا يسلكوه 00تركوا لهم الطريق 00تركوا لهم حقوقهم خشيه على أنفسهم حتى أصبحوا لا يخشوا لا على أرض ولا على عِرض 00لقد أضاعوا حكمة أجداهم بأن الأرض عِرض 00
وقام شاب من شباب القوم ينادي فيهم ويخطب ويحث ويشير إلى ما يفعله القزم والرجل الضخم منذ قدوم القزم هو وأولاده بهم00 وأخذ يشير إليهم : انظروا 00إنه في كل ليلة تجدوا الرجل الضخم يسهر معهم 00أصحوا يا قوم 00إن هناك شئ يُدبر لكم 00أفيقوا يا قوم 00أصحوا من غفلتكم 00يجب أن لا نخشى شئ إلا الله 00شدوا الوثاق وأن ننتقم ممن يبغي علينا 00وأن يكون ردنا أعنف 00وأن لا نكون نحن البادئين 000فابادي أظلم 00
ووقف الرجال وصدورهم تعلوا وتهبط 00
وهكذا أخذ يخطب فيهم حتى مطلع الفجر وأصبحوا في نشوة عارمة 00في حالة انصياع تام لما يُأمرون 00وأذن مؤذن لصلاة الفجر 00فاجتمعوا للصلاة 00وتفرقوا بعد الصلاة وبعض من الشباب مروا إلى بيوتهم أمام منزل القزم 00فوجدوا الرجل الضخم لتوه يغادر مجلس صاحبه 00ودون أن يدري أو يحس القزم بمرور هؤلاء الشباب أمامه وهو يصيح ويتوعد ويحث أولاده على الانتقام منه 00ويجب أن يكون الانتقام في أقرب فرصة ممكنة 00كما ترون أنه يتوعد هؤلاء الأقوام على الانتقام قريباً 00يجب أن نستغل هذه الفرصة السانحة 00
ومر الشباب في ذهول مما يسمعون 00وأخذوا ينظرون إلى بعضهم البعض 00ومضوا في طريقهم 00 وبينما هم في طريقهم يتناقشون في همس لِما سمعوه 00وفجأة وجدوا في طريقهم وراء صخرة على ناصية الطريق أولاد الرجل الضخم 00
فقال أحدهم في همس : انظروا 00
فقال الأخر : إنهم أولاد الرجل الضخم 00
فقالوا : نعم 00نعم هم 00
فقال أحدهم : يبدوا أنهم يتربصون بأبيهم 00
فقال أحدهم : يبدوا كذلك 00
وقال أخر : على فكرة يبدوا أنهم قد سمعوا تهديد ووعيد هذا القزم 00
فقال أخر : نعم لقد سمعوه 00فإن الصوت في تلك الفترة من الليل قد يسري ويُسمع منه أقل همس 00
وقال أحدهم وهو يهز رأسه 00يبدوا كذلك 00
ثم تفرق الشباب كلاٌ عند باب داره 00وعند طلوع الشمس 00خرج من خرج كلاٌ منهم إلى عمله00
وعند انتصاف النهار 00سمعوا عويل وصراخ حتى وقف كل واحد في مكانه 00وهرول بعض من رجالات القوم نحو الصوت 00وسأل أحدهم عن باقي أفراد الشباب 00
فقال الأخر : لقد رأيت بعض منهم قد خرجوا مبكراً حيث رأيتهم يهرولون مسرعين 00 00وخرج القزم وبعض من أولاده وهم يتخبطون في الأرض 00فمنهم من ينزلق في حفرة وأخر يتعثر في حجر أمامه 00وسأل القزم عن باقي أولاده 00
فرد أحد أبناءه : إنهم خرجوا مبكراً بعد حديثنا 00
فقال القزم وهو ينهرهم : اسكت 00اسكت 00
وعندما وصل الجميع إلى مكان الصوت 00فقد كان الصوت للرجل الضخم 00وجدوه وحوله بعض من أولاده مبعثرون حوله 00منهم من يبالي ومنهم من لا يبالي 00وجدوه وقد بُترت رجله اليسرى 00
فقال القزم : يبدو إنها من نفس الحفرة 00!
فقال : نعم من نفس الحفرة 00
ثم نظر الرجل إلى أولاده وهو يعوي وقال : أين باقي إخوتكم ؟00
فقال أحدهم : لست أدري 00
وقال الأخر : إنهم لم يأتوا منذ أمس 00
إنه لا يستطيع القيام 00فقد ضاع وأصبح حبيس الدار 00وإن استطاع القيام مرة على أكتاف الآخرين وساعدوه 00فهل يساعدوه في كل مرة 000!
وظلت تنزف رجله اليسرى كما بدأت تقطر اليمنى بالدم أيضاً 00وبدأت عيناه بالدمع والتي تجول هنا وهناك 00تثير القلق والعطف معاً مشيراً بالوجدان إلى كبرياءه الذي جُرح 00 ثن بدأ ينظر إلى القزم يريد أن يقول شئ ولكن لا يستطيع 00يريد أن يقول أنت 00
تمت
Re: قصة قصيرة : حكاية القرد الذي لعب بصاحبه
Quote:
Originally Posted by عربي جعفر
خرج رجل ضخم ذات يوم في زينته وزهو 00خرج يتمطى يدق الأرض دقا 00أحس بأنه قد يهدم الأرض تحت قدميه وقد بلغ الجبال طولا 00ومن خلفه القزم يضرب من حوله من الأطفال والكبار والشيوخ والنساء 00والأطفال صراعي ويدوسهم بأقدامه وهو ينظر إلى أعلى 00كما لو كان لا يبالي 00يضحك 00 وهناك مصرع شاب 00وهنا عجوز يتضرع وهناك ثكلا تنوح 00 وهنا يصرع طفل صغير 00يدوسه بقدمه 00يذداد الصراخ 00يرفع قدمه 00ثم يعيدها 00ويظل هكذا يرفع قدمه ثم ينزلها على عنق المصروع ليتلذذ بصراخه ولا سيما طفل تحت قدميه 00
اغتاظ منهما المارة ومن حولهما 00اغتاظوا من الرجل الضخم 00تحلقوا حوله 00يتوسلوا بأن يسكت هذا القزم من ضرب أهاليهم 00دارت بينهم أحاديث 00
قال أحدهم : لو سمحت يا كابتن أن تُسكت ابنك من زوينا 00
وقال الأخر : إن أبنائنا لم يفعلوا شيء بابنك 00
وقال أخر : إنهم يلعبون في حدود أرضهم 00يلعبون أمام بيوتنا 00
وقال أخر : إننا وأبنائنا في حالنا 00لم نفعل له مكروه00
فرد الرجل الضخم : يا سادة 00إن هذا ليس بابني 00
فقال أحدهم : إن نراه يتبعك 00!
فرد الرجل الضخم : إنه فقط أراد أن يحتمي بي فحميته 00جارني فأجرته 00لاز بي فلذته 00هذا كما أنه ليس بطفل 00
فنظر الجميع لبعضهم البعض ثم نظروا إلى القزم وسؤال واحد خرج من الجميع وفي أصوات متفرقة : إذن ماذا يكون ؟!00
ثم تواترت الأصوات : ليس بطفل 00!
فقال الرجل الضخم : إنه رجل 00رجل مثلكم 00في سِنكم أو أقل منكم بقليل 00
ثم سادت الهوجاء من جديد 00لا تستطيع أن تخرج منها بجملة واحدة مفيدة فلا تسمع إلا : كيف00 كيف 00كيف 00راح00 جاء 00يصرخ00 مين00 طفل00رجل00راح00 جاء00كيف00
فرد رجل من الجمع : يا قوم 00يا قوم 00وحدوا أصواتكم 00لِما هذه الغوغاء حتى يستطيع الرجل الطيب أن يسمعنا ويحقق مطلبنا 00يجب أن يتحدث إليه واحد منا بصوت الجماعة 00بصوت عالي ومسموع 00
فرد الرجل الضخم وهو يبتسم : لا00 لا 00دعهم 00 دعهم 00
وهنا نظر القزم في خوف إلى الجمع مرة وإلى صاحبه مرة 00خاف من الهوجاء والذعر في عيونهم 00وسادت همجية السوق في الجمع على من يترأس الجمع 00ونادى فيهم الرجل الضخم : يا قوم 00يا قوم00 سوف أنظر في هذا الموضوع 00ولا يهم أن تتحدوا 00إنني سوف أتحدث مع كل واحد منكم 00فكل واحد منكم له مطلبه الخاص به 00لأن اتحادكم سوف يضعف مطلبكم 00لأن من يتكلم عنكم فإنه سوف يتحدث عما يخصه فقط ولا يذكر حاجة الآخرين 00إنني سوف أسمعكم جميعاً 00
فرد أحد الجمع : إنني قادم لك غداً 00
فرد أخر : لا00لا00 أنا ذاهب إليه غداً 00وأنت بعد غد 00
ورد أخر : لا00لا00 لا أنت ولا هو 00أنا قادم لك غداً وأنتم بعد ذلك 00
وسادت الهوجاء 00وهو يبتسم : إنني في انتظاركم فمن يأتي فأنا في انتظاره 00وتركهم إلى حاله بينما تبطأ القزم عنه00
وبدأ القزم يفكر في هذا الموضوع : ماذا سيحدث له 00ما في جعبة صاحبه 00هل سيأخذ بهؤلاء الرعاع 00هل سيتفقون علي 000لا00 هذا أمر غير وارد 00 يبدوا كذلك
ولكن ماذا سيكون رد فعل صاحبه حال شكوى هؤلاء له 00ودار في رأسه ألف هل ولماذا 00وكيف 00وأين 00ومتى ؟؟؟؟
ونظر الرجل الضخم خلفه فوجد صاحبه القزم يتأخر عنه 00فتركه ظاناً منه بأنه تأخر لكي يحضر له كيس النقود 00
بينما توقف القزم 00وأخذ يفكر 00عاد إلى الجمع 00عاد يبتسم إليهم : ما بكم يا إخوان ؟ 00هل تغضبون مني ؟ 00إنني ألعب مع أولادكم وهم يحتقرونني 00يضحكون على إني فزم 00يا إخوان 00يا إخوان إنني بينكم كما ترون 00ضعيف وهين 00ولا حول ولا قوة 00وها قد جئت إليكم أحتمي بكم 00فما رأيكم ؟00
وهنا فقد عادت الغوغاء من جديد 00 نحن نرحب بك 00لا 00لانرحب بك 00اقتلوه00لا فقد لاذ بكم 00نعم 00لا00لا00نعم00
تقطعت الجمل وتبعثرت 00ولم يُفهم منهم شئ 00لم يُعرف ماذا تم 00القبول أم الرفض 00
فرد القزم : يا إخوان 00يا إخوان 00 لا تغضبوا 00لا تغضبوا 00 فإني بكم ولكم ومعكم حتى وإن لفظتموني 00 فإني أجار بكم فأجيروني 00أجيروني خيرٌ من أن أُجار بغيركم 00ألم تعلموا أن أن ذاك الرجل الضخم هو الذي يحتمي بي !00
فرد الجمع وبأصوات متفرقة : كيف00 كيف 00 كيف 00كيف00
فرد القزم : سوف أقول لكم كيف ؟00
إنه يحتمي بأموالي 00نعم بأموالي 00
فرد الجمع المتفرق مبهوراً وهم ينظرون إلى بعضهم البعض : بأموالك ! 00
فرد القزم نعم يا إخوان بأموالي 00
وهنا تحلقوا حوله من رفضه من قبل ومن قبله 00
فقال القزم : وهل يمكن يا إخوان أن أسكن بجواركم ؟00
وهنا قام القوم في هوجاء وزُعر فتعددت الأصوات 00وتناثرت الكلمات 00وجالت الأيدي في الهواء : لا00 0لا يسكن بيننا غريب 00
فأوجس القزم في نفسه خيفة منهم 00ولزم الصمت 00
وفجأة عاد الرجل الضخم ليبحث عن صاحبه القزم 00وليأخذ منه إتاوته 00فلزم القوم الصمت 00وذهب القزم إليه يتنطط 00
فقال الرجل الضخم : ما لهم 00وما بك ؟00
فقال : إنهم لا يريدون أن أسكن بينهم 00
فاحمرت الرجل الضخم عيناه وصاح فيهم 00كيف ؟ 00إنه من حقه أن يعيش في أي مكان 00في أي بقعة على الأرض 00إنها ليست أرضكم 00
فهب جماعة : كيف ؟00إنها أرضنا 00وأرض آبائنا 00جأنا إلى الدنيا فوجدنا عليها آبائنا 00
فرد الرجل الضخم : إلى الجحيم أنتم وآبائكم 00
فنظر إلى صاحبه وقال : اهتدي إلى أي قطعة تريد أن تبني عليها ؟00
فأشار القزم إلى منطقة تتوسط بيوتهم 00
فقال الرجل الضخم : قم إليها وابني فيها بيتك 00وسوف أرى من ذا الذي يتجرأ ويعترضك 00!
فتعلق القزم بصاحبة وهو يتودود له بأنه سوف يتركه الآن لكي يحضر أبناءه 00فأماء الرجل الضخم له وقال : وأن تأتي لي بالكيس 00كيس النقود 00
فابتسم القزم ثم تركه 00
وألتزم الجميع الصمت خشية بطش ذاك الضخم 00
وبدأ الرجل الضخم يتحدث إلى القوم في وعظ وهدوء وتودد : يا قوم 00يا قوم إنه رجل ضعيف يجب أن تساندوه 00 ألم تعلموا أن معه أولاد صغار يريد أن يؤويهم كما تأوون أنتم أولادكم 00!
فنظر الجميع إلى بعضهم البعض وقالوا : هل هذا معه أولاد ؟00
نعم إن معه تسعه أولاد 00
هذا القزم 00!
نعم هذا القزم 00
وفجأة جاء القزم وحوله أقزامه ودس في يد الرجل الضخم كيس النقود وكان مع أولاده التسعة المعاول 00وبدأوا في البناء دون أن ينبث أحد القوم بكلمة والرجل يقف ليراعي حركة البناء وبعض من أبناء القوم بدأ يتسرب والبعض الأخر ينظر ليشاهد الأقزام حتى غطى غبار البناء عيونهم وتلبدت حتى غادروا المكان وهم يتخبطون في بعضهم البعض من عدم الرؤيا 00
00000000000000000000000000000000000000000000000000
ومرت الأيام والجمع في حلقات ثم تتبدد الحلقات إلى أفراد 00ثم تعود الأفراد إلى حلقات 00تجتمع ثم تتبدد 00 وعاد القزم إلى هوايته 00وكل يوم يجدون أطفال مبعثرة منهم من هو مقتول ومنهم من هو غير قادر على الحراك ومنهم من تسيل دمائه 00وعند سؤالهم من الجاني 00فيشيرون إلى القزم 00فيخمدوا فاه 00لا يرغبون في أن يصدقوه 00فيسكتوه 00 كيف يصدقوا على من أسكتهم بجبروت نقوده 00!
وذات يوم ذهب القزم إلى إحدى الحلقات الراغبة فيه والراضية عنه 00وسوس لهم بأن ذاك الرجل الضخم يرغب في التخلص مني لأنه كثيراً ما رآني بينكم 00ولا أستطيع إلا بعون منكم 00كما وسوس لهم بأنه عندما علم بأنني معكم معظم الوقت فأصبح يغار 00كما أحس بأنني أجزل لكم العطاء دونه 00 وأنه الآن يريد أن يتخلص منكم 00 وإنني أبلغكم حتى تنتبهوا 00
فهبوا واقفين : وماذا تريد منا أن نفعل ؟00
فرد القزم : عفواً 00أجلسوا 00تفضلوا00تفضلوا 00
ثم قال :يمكن أن تفعلوا الكثير 00
فقالوا : كيف 00؟ ولكن هذا يتطلب الإنفاق الكثير 00
فرد : لا تخشوا شئ 00فإن كل ما أملك تحت أمركم وتصرفكم 00 والآن ازحفوا إلىَ ازحفوا 00وها هذه أموالي لكم 00
وبدأ يعطي كل زاحف إليه حِفنة نقود 00فيأخذها ويجري 00
وبعد أن انتهى 00أخذ يعظهم ويقوي عندهم الهمم 00ثم تركهم متوجهاً إلى صاحبه 00وعندما دخل عليه لم يجده ووجد أبنائه 00
فقال : أين السيد أبيكم ؟00
فردوا في ضيق وملل : لا نعلم 00
ما بكم لم يعجبني حالكم ؟00ومالي أراكم تائهين ؟00
فقال أحدهم : لقد أصبح أبانا لا يهتم بنا 00لم نجده 00لم نعلم عنه شئ 00يعيش مع نفسه 00فخور بذاته 00لا يعنيه غير ذاته 00يتركنا هكذا 00ولا يعلم الآخرين حالنا 00حيث ينظرون إلينا فينبهرون بنا ولا يعلمون ما بداخلنا 00 الناس يحسدوننا 00ولست أدري على ماذا ! 00 إنهم ينظرون لمظهرنا ولم يعلموا شئ عن جوهرنا 00
فقال القزم : ومال جوهركم ؟00
إن جوهرنا جريح 00ينذف ويقطر دما 00لم يعلموا بأن حقوقنا مسلوبة 00وهذا كما ترى إخوتنا هناك منعمين 00منترفين 00انظر 00
ولماذا ؟00
لأن أمهم غير أمنا 00
وأين أمكم ؟00
ماتت00 ماتت من شدة بأسه وبطشه عليها 00وها هو يكمل مسلسل بأسه علينا 00
ولكني أراه يحسن التعامل معكم ؟00
فقط أمام الآخرين 00
فقال كما لو كان مندهش : عفواً 00 ألم يعطكم الهدايا التي أعطيته له بالأمس ليقدمها لكم ؟00
فرد أحدهم : لا00
كيف ؟ وأنا كل يوم أقدم له الهدايا ليقدمها لكم 0كيف ؟00
إنه لم يحدث 00ربما كان يقدمها لأبنائه الآخرين فإننا كنا نراهم وهو يقدم لهم بعض الأشياء وكنا لا نجرأ أن نقترب أو أن نعرف ما بأيديهم 00
فقال القزم : كيف ؟00
نعم 00إن هذا ما يحدث 00
فقال القزم : إنه يسهر معي كل ليلة وفي أخر الليل أعطيه الهدايا لكم 00
فهب الثلاثة من أبناءه السبعة واقفين 00يتوعدون أباهم بالويل بينما الباقين صامتين 00
فقال القزم : لا عليكم 00لا عليكم 00 هلموا إلىَ 00هلموا 00 وخذوا مني هداياكم 00
ولكنه أجزل العطاء للثلاثة الذين توعدوا أبيهم بالانتقام وهو يوسوس إليهم : بعد أن تفعلوا ما تفعلون 00تعالوا إلىَ لأجزيكم وسوف يكون الجزاء بقدر العمل 00 ثم أعطى الباقين منهم 00
وفجأة نجد الأخوة الأربعة يأتون إلى إخوتهم الثلاثة ويحضنون بعضهم البعض وهم يعتزون لهم من أفعال أبيهم وأنهم غير راضين بما يفعله 00
وهنا تركهم القزم وهو يبتسم 00
00000000000000000000000000000000000000000000000000
وبعد فترة التقيا القزم بصاحبه 00وبدأ الرجل الضخم يحث القزم وأولاده على أن يستقر في مكانه بين هؤلاء الأقوام ورويداً رويدا أن يجعل أبناءه أن تستقر حوله 00ولا يخشوا شئ 00فإنه معهم 00وعندما قام الرجل الضخم ليهم بالرحيل 00دخل القزم إلى إحدى الغرف وأتى بكيس النقود ودسها في يد الرجل 00فأخذها ونظر إليها ثم قال : غداَ 00يجب أن ترسل لي مثل هذا الكيس 00إنكم تعيشون هنا بي 00
فرد القزم : وبنقودي 00
فضحك الاثنان 00وهم الضخم بالرحيل 00
وهنا قبض القزم على يديه وصك بأسنانه غيظاَ منه00 ثم جلس وأمر أولاده بالجلوس وقال لهم في غيظ : يجب أن نتخلص منه 0ألم تروا إنه يعيش علينا 00ألم نكن نحن أحق بأموالنا 00إنه يجوس خلال الديار والناس تهاب منه 00تهاب جسمه وقوته وجبروته00 إن الناس قد تهابه 00ألم تعلم الناس أنه يعيش بمقدراتنا 00إن هناك الكثير في مثل جسمه وقوته ولم نسمع عنهم 00حيث لم يكن لديهم ما يجعلهم أن يعلوا بأصواتهم 00
فقال أحد أبناءه : و ما الذي جعل صاحبك أن يعلوا صوته ؟00
فقال : أن الصوت لا يعلوا إلا بنفوذ النقود 00النقود هي التي يسلبها منا 00
فقال أخر : وماذا تريد منا ؟00
فقال : أريد أن أسكته 00
فقال أخر : كيف ؟00
فقال : الطرق كثيرة 00ودون أن يحس أو أن نقطع منه أتاواته 00وأن نظهر معه دائماً بصداقته 00وإننا معه دائماً 00ودون أن يحس بشيء نحونا 00وأن لا يصدق عنا شئ 00
00000000000000000000000000000000000000000000000000
وذات مساء خرج الجميع على صوت عويل وصرخ قادم من بعيد 00خرجت الناس تبحث عن مكان وأسباب هذا العويل 00 وصلوا إلى القرب من مسكن الرجل الضخم 00وجدوه في حاله اهتياج وغضب شديدة 00يدور دورة الدائخ والدماء تسيل من رجله اليمنى 00 فقد بُترت 00وجدوه يصيح ويتوعد بهؤلاء الأقوام 00حوله أولاده 00 منهم من كان في حالة غضب على أبيه ومنهم من تبدوا عليه حالة الانبساط 00كما لو كانت بهذا تُشفى غليلهم وما في صدورهم من غِل 00وكل واحد منهم ينظر إلى الأخر ويتمنى أن يعرف من ذا الذي فعل هذا لكي يحتضنه فرحاً00
كما بدأ الرجال ينظرون إلى بعضهم البعض 00الكل يشك فيما بينهم 00حين سمعوا الرجل الضخم يتوعد بالويل وهو يكيل بأنواع العزاب لمن فعل هذا به 00ترجعوا 00تراجعوا في صمت 00توجسوا خيفةً وخفية 00 اخشوا من الغد 00وماذا هذا فاعلٌ بهم ؟!00
ثم جاء القزم بأولاده وهو يقول : من ذا الذي فعل هذا بكبيرنا 00إننا معك يا كبيرنا 00إننا معك 00وأولاده ينظرون إلى بعضهم البعض 00وتقول نظراتهم من الذي فعل هذا ونال الشرف 00وأسرع في تحقيق أمنية أبيه 00
ولكن الفاعل بين الجمع هناك 00والجريح يقف هنا يقطر دما00
00000000000000000000000000000000000000000000000000
ومرت الأيام والليالي السود على الجميع وخاصة على هؤلاء الأقوام 00وكلما اجتمعوا 00 اختلفوا 00 تفرقوا 00 وعند اختلافهم تظهر الضغائن والفتن والأحقاد 00 وتصبح الأرض خِصبة للقزم وأولاده لأن يفعلوا ما يشاءون 00 فيجتمع القوم فتظهر علامات القوة والاتحاد ولكن تحسبهم جميعاً ولكن قلوبهم شتى 00 فتضعف قوتهم 00ويرتكن كل واحد على حِده 00فلا يخرج منهم صوت 00خشية أن يعلمه القزم فيبلغه إلى الرجل الضخم فيوكزه بعكازه التي أصبحت أقوى من ركلات أرجله 00 ولذا فقد ضاع صوت الجميع 00
وخرج الرجل الضخم من بيته فوجد أولاده الثلاث الذين يبغضهم فأخذهم بعكازه يميناً وشمالاً ويقول : من الذي فعل هذا بي ؟ 00يبدوا أنكم أنتم وأخذوا يجرون منه ومن ضرباته فنهم من يقع على الأرض ويتعرقل ويقوم حتى خلوا له الطريق 00 حتى وصل بعكازه تحت يسراه إلى ؤلائك الأقوام وأخذ يوكز به كل من يصادفه من كبار وصغار وشيوخ وشباب 00ومن يقع يدوسه بعكازه ويتهم كل من يجده أمامه بأنه هو وراء ما حدث له ويقول لكل من يقابله : يبدوا إنك أنت الذي فعلت هذا 00فيقسم الرجل بأنه ليس هو 00فينهال عليه ضرباً ويقول : قل لي إذن من هو 00يبدوا إنك تعرفه 00 وهناك أخر يرد عليه وهو يتحاشى ضرباته : إنني أشك في صاحبك القزم 00
فيقول له هو ينهال عليه ضرباً : ولماذا تشك 00إذن تعرف شئ 00
فيرد الرجل المسكين في وهن ولم يستطع صد ضرباته :لا00 لا00 لا أعر000(فمات الرجل قبل أن يكمل الكلمة ) 00
فما ترك أحد لم يزق ضرب عكازه 00 باتت الناس تبيت لياليهم بآلامهم وآهاتهم يتوجعون 00ومنهم من يبكي على زويه الذي مات ولم يتحمل ضربات العكاز 00ومر على دار صاحبه القزم والذي كان يجلس على الأريكة أمام داره وحوله أولاده وهم يترقبون ما يجري لهؤلاء الأقوام 00حتى وصل إليهم 00فهب القزم واقفاً وهبوا من حوله أولاده كأنهم لم يروه إلا تواً00
فوكزه بعكازه حتى أصبح كالبهلوان يتشقلب على الأرض هو وأولاده وأخذ ينهال عليهم ويقول : يبدوا أنكم أنتم الذين فعلتم هذا 00
فأقسم القزم بأنه ليس هو وأنه لا يجرأ لا هو ولا أولاده 00إننا لا نستطيع أن نفعل مثل هذا 00ولما لا يكون رعاع تلك الأقوام 00!وهم يتعلقون بتلابيبهم ويقبلونه من قدمه حتى رأسه 00ويتوسلون 00ويتسلقون بعضهم البعض لكي يصلوا إلى رأسه 00حتى العكاز نال من تلك القبلات 00وهدأوا من روعه وأجلسوه بجوارهم 00 ثم قام القزم ودخل داره وعاد ومعه ثلاث أكياس من النقود وقدمها له 00
وبدأت لحظات الصفا بينهما 00وبدأ الحديث يتواتر بينهما 00
ثم سأله القزم :وكيف حدث هذا لك ؟00
فقال : إنني في تلك الليلة قد كنت معك كما تعلم كي اطمئن عليك 00وإن كانت تلك الأقوام قد تحرشت بك 00أو فعلت بك مكروة00 وعندما تركتك متوجهاً إلى البيت 00
فقطع القزم كلامه : فوقعت في الحفرة أمام بيتك 00
فنظر إليه وقال : إن هذا ما حدث بالضبط 00وهل رأيتني ؟00
فانتفض القزم وقال : لا00 لا00 ولكن أُخمن هكذا 00
فقال الرجل : نعم 00بالضبط 00ثم انتبه وقال على فكرة لم تكن أمام بيتي حفرة من قبل وهذه هي طريقي الوحيدة وأنا أعرفها جيداً 00هل رأيت أحداً يحفر هذه الحفرة ؟00
فرد القزم : أبداً 00لا00 ولكن أطن أن هناك حفرة 00
فقال الرجل الضخم : ربما تقصد الحفرة التي في الشارع المواجه لنا 00في بعيدة ولم أسير فيها دائماً 00
فانبسطت أساير القزم وقال : نعم00 نعم تبدوا هذه تخاريف تأثير عكازك لي 00
فضحك القزم وضحك معه الرجل الضخم 00
ثم قال القزم : ثم ماذا حدث ؟00
فقال : إن ما حدث 00وبدون أن أدري 00وحيث إنني أعلم بأنه لم تكن هناك حفرة 00فوقعت حيث كانت الحفرة مغطاة 00
وقطع القزم حديث الرجل مرة أخرى : ويبدوا أن هناك بالحفرة سيخ ممدد مسن على طول الحفرة 00
فانتصب الرجل برقبته وقال : إنه كذلك 00بالضبط 00فما أعلمك ؟00
فارتبك القزم وضحك ضحكه بلهاء وقال : إن ما حدث لك شئ خطير ولا ينجم إلا عن هذا 00وهذا هو نتيجة ذاك 00وذاك هو محصله هذا 00وهذا وذاك من هذا في ذاك على تلك 00
وأنت سعادتك أخذت النقود 00وهل أنا أحضرت لك النقود 00
وفي ذهول من كلام القزم الغير منطقي والغير منظم 00حيث أحس فيه بأنه كلام غير واضح
( هذا وذاك وتلك ومحصله والنتيجة000000) حيث لم يفهم منه شئ 00
فقال: نعم 00 نعم إنهم ثلاث أكياس 00ولكن لماذا هذه المرة ثلاث أكياس 00والمعتاد هو كيس واحد في كل مرة 00
فقال القزم : لأنك مريض الآن 00وأريد أن تسترد عافيتك 00وربنا يعطيك الصحة 00 وعلى فكرة إن هذه الفعلة لا تخرج من هؤلاء الأقوام الرعاع 00
فقال : إنني سوف أنكل بهم تنكيلا 00
فقال القزم : عليك بهم 00
فقال : سوف ترى 00
وستأذن الرجل 00 وبعد أن تركه تنفس الصعداء وهو يسبه ويلعنه ويكيل عليه اللعان 00
ومع مرور الأيام ويرى الجمع أن الرجل الضخم دائماً بين القزم وأولاده 00حتى أصبح يقول الواحد لنفسه 00لماذا هذا التجمع في كل ليلة 00فأصبح يشك بأن هناك مؤامرة تُدبر لهم 00فأوجسوا في نفسهم وأصبحوا يخشوا أن يمروا في طريقهم 00فأصبح الطريق خاوي لهم ولا يسلكوه 00تركوا لهم الطريق 00تركوا لهم حقوقهم خشيه على أنفسهم حتى أصبحوا لا يخشوا لا على أرض ولا على عِرض 00لقد أضاعوا حكمة أجداهم بأن الأرض عِرض 00
وقام شاب من شباب القوم ينادي فيهم ويخطب ويحث ويشير إلى ما يفعله القزم والرجل الضخم منذ قدوم القزم هو وأولاده بهم00 وأخذ يشير إليهم : انظروا 00إنه في كل ليلة تجدوا الرجل الضخم يسهر معهم 00أصحوا يا قوم 00إن هناك شئ يُدبر لكم 00أفيقوا يا قوم 00أصحوا من غفلتكم 00يجب أن لا نخشى شئ إلا الله 00شدوا الوثاق وأن ننتقم ممن يبغي علينا 00وأن يكون ردنا أعنف 00وأن لا نكون نحن البادئين 000فابادي أظلم 00
ووقف الرجال وصدورهم تعلوا وتهبط 00
وهكذا أخذ يخطب فيهم حتى مطلع الفجر وأصبحوا في نشوة عارمة 00في حالة انصياع تام لما يُأمرون 00وأذن مؤذن لصلاة الفجر 00فاجتمعوا للصلاة 00وتفرقوا بعد الصلاة وبعض من الشباب مروا إلى بيوتهم أمام منزل القزم 00فوجدوا الرجل الضخم لتوه يغادر مجلس صاحبه 00ودون أن يدري أو يحس القزم بمرور هؤلاء الشباب أمامه وهو يصيح ويتوعد ويحث أولاده على الانتقام منه 00ويجب أن يكون الانتقام في أقرب فرصة ممكنة 00كما ترون أنه يتوعد هؤلاء الأقوام على الانتقام قريباً 00يجب أن نستغل هذه الفرصة السانحة 00
ومر الشباب في ذهول مما يسمعون 00وأخذوا ينظرون إلى بعضهم البعض 00ومضوا في طريقهم 00 وبينما هم في طريقهم يتناقشون في همس لِما سمعوه 00وفجأة وجدوا في طريقهم وراء صخرة على ناصية الطريق أولاد الرجل الضخم 00
فقال أحدهم في همس : انظروا 00
فقال الأخر : إنهم أولاد الرجل الضخم 00
فقالوا : نعم 00نعم هم 00
فقال أحدهم : يبدوا أنهم يتربصون بأبيهم 00
فقال أحدهم : يبدوا كذلك 00
وقال أخر : على فكرة يبدوا أنهم قد سمعوا تهديد ووعيد هذا القزم 00
فقال أخر : نعم لقد سمعوه 00فإن الصوت في تلك الفترة من الليل قد يسري ويُسمع منه أقل همس 00
وقال أحدهم وهو يهز رأسه 00يبدوا كذلك 00
ثم تفرق الشباب كلاٌ عند باب داره 00وعند طلوع الشمس 00خرج من خرج كلاٌ منهم إلى عمله00
وعند انتصاف النهار 00سمعوا عويل وصراخ حتى وقف كل واحد في مكانه 00وهرول بعض من رجالات القوم نحو الصوت 00وسأل أحدهم عن باقي أفراد الشباب 00
فقال الأخر : لقد رأيت بعض منهم قد خرجوا مبكراً حيث رأيتهم يهرولون مسرعين 00 00وخرج القزم وبعض من أولاده وهم يتخبطون في الأرض 00فمنهم من ينزلق في حفرة وأخر يتعثر في حجر أمامه 00وسأل القزم عن باقي أولاده 00
فرد أحد أبناءه : إنهم خرجوا مبكراً بعد حديثنا 00
فقال القزم وهو ينهرهم : اسكت 00اسكت 00
وعندما وصل الجميع إلى مكان الصوت 00فقد كان الصوت للرجل الضخم 00وجدوه وحوله بعض من أولاده مبعثرون حوله 00منهم من يبالي ومنهم من لا يبالي 00وجدوه وقد بُترت رجله اليسرى 00
فقال القزم : يبدو إنها من نفس الحفرة 00!
فقال : نعم من نفس الحفرة 00
ثم نظر الرجل إلى أولاده وهو يعوي وقال : أين باقي إخوتكم ؟00
فقال أحدهم : لست أدري 00
وقال الأخر : إنهم لم يأتوا منذ أمس 00
إنه لا يستطيع القيام 00فقد ضاع وأصبح حبيس الدار 00وإن استطاع القيام مرة على أكتاف الآخرين وساعدوه 00فهل يساعدوه في كل مرة 000!
وظلت تنزف رجله اليسرى كما بدأت تقطر اليمنى بالدم أيضاً 00وبدأت عيناه بالدمع والتي تجول هنا وهناك 00تثير القلق والعطف معاً مشيراً بالوجدان إلى كبرياءه الذي جُرح 00 ثن بدأ ينظر إلى القزم يريد أن يقول شئ ولكن لا يستطيع 00يريد أن يقول أنت 00
تمت