قرون الاستشعار تعود بقوة .
بداية ، أستسمج أستاذي وأخي المشرف على دورة "عبد الحميد بن باديس " للعروض و موسيقى الشعر و التذوق دكتور الدكاترة " ناصر لوحيشي " على هذا الموضوع الجريء و الحساس إذ فليس المقصود به أستاذي و مشرفي على أطروحتي في "الدكتوراه" البتة لكنني تعودت أن أقول للمحسن أحسنت و للمسيء أسأت دون حواجز ولا خلفيات ... ولن أصمت مهما كانت مدى – بضم الميم – الجزارين على عنقي وهكذا عرفني طلبتي
و المقربون مني .
" و تقاسم المنتهزون الوصوليون الدولار ثم اغتنموا ... تقاسموا بينهم بلا حمد ولا منن ".أربعة أشهر كانت كافية لتكون ضوءا كاشفا على خبايا أناس يعبدون المال و يسبحون بحمده و إن تحتم عليهم إقصاء القدرات والطاقات الخلاقة من الميدان ....
أربعة أشهر كلها تعب وعرق نازف من جبين الأستاذ " ناصر لوحيشي " كان فيها نملة كادة "لا تمل من البذل و العطاء دون مقابل ساعدته فيها بكتابة تقرير شبه مفصل عن ماهية هذه الدورة... كنت أحضر دروسها " كتلميذة" وأنا " أستاذة مادة العروض منذ سنوات التسعينات " وقد كنت بجامعة عنابة .
النمل يكد و الصراصير معتصمة بجذور العشيقات سرا و جهرا، حوالف داريات : يروحون ويغدون داهنين يتكحلون مربين بعشيقاتهم يشاورونهن في أمورهم كيف يفعلون .
أقصيت مرارا من هذه الدورة و حاشا للدكتور "ناصر لوحيشي "أن يفعل هذا .... بادئ ذي بدء و في الافتتاح أطلق أحد المنافقين الأفاكين على الله نكتة جعلته أضحوكة عصره و نكتة زمانه مفادها " أن الأمن العسكري يطاردني " و لخوف هذا اللكع علي نصحني بأن أكف عن "زيارة الجامعة الإسلامية " و عن الانقطاع عن الدورة أصلا ... ضحك الجميع لهذه الدناءة إلى حد اٍهراق الدموع و تبادر إلى ذهني نكتة عن "جحا" كنا نرددها و نحن صغار ...كان "جحا " ينام كثيرا و يكاد لا يستيقظ ...فصبيحة دخوله المدرسة ... نهض مبكرا وذهب ليدق على غرفة أمه قائلا : " ماما ! ماما ! انهضي من فضلك و انهضي أبي كي ينهضني كي أنهض للذهاب إلى المدرسة " .!
إذا كان جحا طفلا صغيرا على الأقل فان صاحب نكتة " الأمن العسكري " الذي كان يطاردني عن طريقه وفي ذهنه المريض ممن يذكرنا بقول أمهاتنا: " جعلنا الله نكبر في طاعته ". شيخ طاعن في السن أحنى الدهر ظهره تقريبا و غزا الشيب رأسه ،فرحت فرحا شديدا و قلت في نفسي : لعلي شخصية كبيرة وخطيرة . ومن هنا ، إذن أنا ذات أهمية كبيرة ...فلأرفع كتفي و أعلهما جيدا طالما " الأمن العسكري " غبي إلى درجة أن يطاردني "بعنعنات"مزورة لأحاديث " البخاري و مسلم" ،شقشقت بها حنجرة" " إمام مزعوم" ، فقأ "عين عبيد " بخطبه الجوفاء . ثم أردفت التفكير : لعلي أن أسوق المخدرات و أكدسها في بيت ذلك الإمام الذي يفتري على الله في أخلاق إمام "نوال السعداوي" . وأنا كثيرة الأسفار والتنقلات ، لم يوقفني أحد ، فكيف يخطر ببال العاقل هذه النكت الجوفاء ؟أليس "الأمن " يقصد "المشبوه" مباشرة ؟ أنا أسكن داخل "منطقة عسكرية" قرب الناحية العسكرية 4+1 ولا من دق بيتي ليلا ولا نهارا ، فما ذنبي ، إذا كان لهذا الإمام "أوراق محترقة وسوابق عدلية مع الشرطة" وأنا مسلمة ''بتشديد اللام '' ، بيضاء لاشية في ؟ وهل من الذكاء بمكان أن "الأمن " يهدد وهو قد وجد بهدف أن يحمي ؟ ألا،" كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ".
فبئس "الشهرة "التي تريدها يا إمام وألبسك الله بها ثوب النار وأنت تحاول تخويف أمة لا حول لها بألاعيب "دراكولا" ! إلا الحماقة ، أعيت من يداويها .
كان يوم افتتاح الدورة معرضا لأجساد البنات المشاركات "من بنات الأستاذات" إذ لم يتورع أحدهم أمام جمع غفير وهو من لجنة التنظيم التي أسقط اسمي منها حقدا ... قلت :لم يتورع هذا "المريض"عن أن يقول لطفلة مراهقة: "***** كي نراك " ! مما يدل على تدني مستوى المنظمين ، وأن الشهادات العليا الراقية التي يحوزونها لا معنى لها دون أخلاق وإلا ما أدراني أن "الدكتوراه" التي يحوزونها ليست مزورة ؟ فلطا لما زور إمامهم وهو أستاذ معيد بشهادة "الليسانس فقط" أن أقول : لطالما زور هذا الإمام "أمنا عسكريا " وأقاويل قمة في الغباوة نسبها زورا لهذا "الأمن الوهمي " من عند يته ، دون أن يستحي من الله وهو يسمعه ويراه .
يدخل المسابقة نيف ومائة طالب وطالبة ، لتكون أعلى علامة في الامتحان الكتابي 40من40 كانت من نصيب أحد الطلبة المنظمين، والجميع يعلم معي أن المنظمين لا يجوز لهم دخول المسابقة ، مهما كان نوع التنظيم الذي يمارسونه. هذا من جهة. من جهة أخرى ،يعلم الجميع كما أعلم أنه "ليس هناك مصداقية في الأدب " ولو بأسلوب "طه حسين ". ومن ثم ، فعلامة 40 من 40،ليست حقا مشروعا"للطالب المنظم"وأمام الله وعباده ، أطعن في نزاهة لجنة التحكيم وأقول لها وللطالب: "من أين لك هذا، يا هذا" ؟ وتواصل لجنة التحكيم تضليلاتها المموهة للمتلقي البسيط لتفاجئه بنجاح"أبناء النخبة"،وهم أبناء الأساتذة من ذويهم .
و النكتة الشبيهة بنكتة الأمن :أن ينجح طفلان في الطور المتوسط ،وهم أبنا أستاذة وضابط أمن عسكري ومن بين أسئلة المسابقة أبيات " لشعراء الجاهلية"، وسؤال حول بردة "كعب بن زهير"، المعنونة : "بانت سعاد". فهل من المعقول أن ينجح طفل من أطفال هذا العصر في فك اسر أسئلة من هدا النوع ،تستعصي على طلبتنا بالجامعة ؟ بل أين ضمائركم المهنية يا أعضاء لجنة التحكيم ؟ .فقد كنت رئيسة لجنة التحكيم في مسابقة"الإبداع الأدبي"،وقد كانت في إطار ملتقى بمدينة " الجلفة " ،فحكمت على قصيدة بالإعدام ولم أرشحها للفوز: على الرغم من جمالها وصورها الفنية الرائعة،لا لشيء ،سوى لاحتوائها على ثلاثة أخطاء نحوية،لم ينتبه إليها زملائي ،ربما سهوا وربما لكثرة التعب والسهر ...لم أشأ أن أغش الله والمتلقي و الفائز .لم أشأ أن أغش نفسي وان أخون ثقة من نصبوني مثالا للنزاهة والصدق ...لكن المؤسف :أن يجور عليك الدهر وأنت النزيه الطاهر، فيحكم عليك السارق والزاني ومساعد الغش في الامتحان: يصعد المنصة بتأتأة الأعاجم،فتراه يهرطق حينا ويهرس أحيانا،رافعا المنصوب ،جارا المرفوع من شعر رأسه، يوزع الابتسامات بالمجان، ساخرا في أعماقه ممن نصبه رئيسا عليه وهو يسير نحو الرداءة بأربعة أرجل و عكاز مكسور ولتقومي يا دعائم بلادي ،على قصبة مهترئة .
ويأتي "حفل اختتام" الدورة لتظهر كل قرون الاستشعار التي كانت مختبئة طوال كد وعرق الدكتور "ناصر لوحيشي "بكل تفان وإخلاص ومحبة "للخليل بن أحمد الفراهيذي"رحمه الله :تبرز قرون الاستشعار التي "كانت تشجع رقص فزاعات القوافي ،في صدور علوج الثقافة أثناء الملتقيات الأدبية. "فمهددي "بالأمن العسكري"أثناء الافتتاح ،أدلى في الاختتام مستعرضا عضلاته ،لتنتفخ أوداجه بمعلومات خاطئة تطري على "عبد العزيز سعود البابطين"في وجهه، فما كان من"البابطين"إلا أن صحح لهذا"الإمام المزعوم "معلوماته على مسمع من الجميع.راح هذا "الإمام الغاوي "يتباكى كربات الحجال :متمدحا ،متمسحا وهو يقرا قصيدتين من قصائد"عبد العزيز سعود البابطين"،في شقشقة متكلفة وتصنع لافت للانتباه ،حتى خال الحضور أنه سلعقق حذاء "سعود البابطين"،قائلا له: "أعطني !أعطني "! في حين أن الدكتور " ناصر لوحيشي" ،أسهب في غير إرعاد ولا تخويف في ذكر مناقب العلماء الأجلاء ،دون ابتغائه جزاء ولا شكورا ،كالعلامة "عبد الحميد بن باديس ".
رحمه الله وقد ذكرتني قراءة قصيدتين "للبابطين"،تشبتا "بدولاراته "بموقف لا يقل دناءة ولا خزيا عن هذا : ففي سنة 2005م، طلب أحد رموز الأكاديمية الجامعية الكلمة عنوة ليقول"للبابطين"في وجهه وأمام جمع غفير من الحضور :"أنا أمدحك ببيتين من الشعر ،على أن تعطيني ألفي دولار" !حدثت هذه "الوقاحة "بقصر الثقافة "مفدي زكرياء"،بالجزائر العاصمة،بمناسبة تخرج الدفعة الأولى لطلبة دورة العروض في ماي 2005:قال هذا دون عفة تذكر ،أمام جمع غفير من الحضور ولكم أن تسألوا "البابطين" نفسه ،سيخبركم بمرارة صدق ما أرويه لكم دون زيادة ولا نقصان .
واسألوا أهل اتحاد الكتاب –بفرع عنابة –يقل لكم :اٍنه سنة 2004،في 06 فيفري بالضبط عرض علي أن أمدح رئيس الجمهورية "عبد العزيز بو تفليقة "،فرفضت أن أبيع حروفي عفة و حياء،فلو كنت مادحة لمدحت أمي :لأنها أولى الناس بمدحي،ولو كنت ماسحة أحذية،لكان حذاء أبي،لأنه أولى بالمسح ..
فمتى نتخلق بأخلاق "عفة الجاهليين"، الذين يغشون الوغى ويعفون عند المغنم؟ وأين نواطيرنا "من عفة الشنفرى"- رائد الصعاليك - الذي يباطيء خطاه ولا يكون أعجل القوم كلما مدت الأيدي إلى الزاد ،خشية أن يوصف بالجشع ؟ واٍذ أرفع هالات الاحترام و التقدير ورد الاعتبار لجهود الدكتور"ناصر لوحيشي"،يحق لي أن أتساءل بتعجب:ما الهدف من تغييب جهودي كلية على الرغم من كونها جهودا جبارة يعلمها الجميع دون مبالغة ؟ و أقصد بتغييب جهودي،اختفاء اسمي فجأة من لجنة التنظيم،مع أنني رأيته مدرجا بأم عيني أرانيه دكتور الدكاترة "ناصر لوحيشي" ؟ ثم فجأة لم يذكر :لا في الافتتاح ولا في الاختتام ؟ ومن قام بسلوك الغاب: فيه البقاء لذي المخالب والقرون؟ .
أذكر- فقط – قرائي الكرام، أن الدكتور " ناصر لوحيشي "، مشرف عام على الدورة و لم يكن له أي دخل يذكر : لا من قريب ولا من بعيد في مسابقة الدورة ، و من ثم، أنا لا أقصد أن أطعن في شخصه الكريم ، و الله من وراء القصد ، مع العلم، أنني دخلت و أنا في لجنة التنظيم قاعة الامتحان الشفوي ، فأخرجت منها بحجج واهية ، و أنا "الأستاذة الأكاديمية "
و من لجنة التنظيم ، لأفاجأ باسمي يشطب و لم يذكر : لا في الافتتاح و لا في الاختتام و لا ضمن جنود الخفاء ، فأحسست بالمرارة من بخسي لأشيائي ، و بخس الناس أشياءهم يعد كبيرة من الكبائر و لا يغفرها الله ؟ فماذا نتوقع من "غابة حيوانات" :يدخل فيها ملقب نفسه "بالدكتور" على زميلته قاعة الأساتذة ،مبادرا بالسب و الشتم فكان أن رفع يده عليها مهددا بالضرب و البصق على الوجه ، لا لشيء سوى لاجتنابها الحديث معه لعربدته و سوء تربيته و لم يجد سوى التصفيق و التشجيع في مجتمع الرجال، أجل رجال .... ولكن رجال...و لكن بالتنا نير .
