تعلم كيف تشق صفوف المسلمين ***دورة مجانية

دورة مجانية.....تعلم كيف تشق صفوف المسلمين في أسبوع



الدرس الأول

كي تشق صفوف المسلمين فعليك أولا أن تتحلى بقراءة سطحية لمفاهيم ديننا الحنيف وأن تتمسك برأيك و كأنك حجر صوان وتلغي كل من يعترض طريقك وتعتبر نفسك الناطق الرسمي بأمور الدين والشريعة وأن الآخرين لا يفقهون شيئا بل لم تتعدى قرأتهم الأربعين النووية وجزء عمه وكتاب التربية الإسلامية للصف الابتدائي



سنذكر هنا قصة كمثال مساعد
في أحد الأيام كنا نجلس في مجلس عام فقام أحد الذين يحسبون أنفسهم من المصلحين ونصح أخا لنا بأن لا يفشي أسرار أخ لنا أخر وكان حاضرا معنا
وبدأ يستشهد بأحاديث مع الإسناد

وبعد أن أتم كلامه كنت أرى نار الحقد قد اشتعلت في القلوب وبدأ القوم بالصياح والشتم
وقد كادا يتضاربان لولا تدخلنا
وبقيا لحد ذكر هذا الموضوع لا يسلم أحدهما على الأخر
فأخذت ذلك المتحذلق وقلت له أنت بكلامك هذا قد أشعلت نار الحقد والكراهية بين أخوين من المسلمين
فصاح في وجهي وقال إنما الأعمال بالنيات

واني سوف أبقى أقول الحق ولن يأخذني بالله الغرور
ونسي صديقي بل قد جهل أنه لا يحل لمسلم هجر أخاه فوق ثلاثة أيام
وجهل أن الله سبحانه وتعالى يؤجل دعاء المتخاصمين حتى يصطلحا وان لم يصطلحا فلا إجابة لدعائهما

ونسي بل قد جهل أن دعاء المتخاصم لا يرفع فوق رأسه أكثر من شبر
وجهل أنه قد فتت بجهله البنيان المرصوص الذي تسعى كل قيم الإسلام إلى تدعيمه ناهيك عما حرض الآخرين عن لوك خبر هذا وذالك وتفشي الغيبة والنميمة بين من حضر ذاك المجلس وكان الأمر بدأ بمتوالية عددية وانتهى بمتوالية حسابية متضاعفة النتائج
وتبعات أخرى تبدأ ولا تنتهي منها عدم اجتماعنا مرة أخرى جميعنا وسد أبواب الخير إذ كنا نستفيد من كلاهما في رأي أو حكمة تجربة و و و و و

وجهل أخانا أنه من آداب النصح أن لا تنصح أخيك في العلن وجهل أنه هو بذاته قد أفشى سرا لأخيه الأول
بل قد أفشى سر أخينا الثاني أمام العلن , فدرى به الجميع

إذا تتبعنا سلسة المغالطات التي قام بها أخينا المسلم المذكور أعلاه
المحتسب عمله والذي لم يرجع لصوابه وحتى بعد أن أخبرناه بعظيم ما صنع


نستطيع أن نقول انه القدوة إذا أردت أن تشق صفوف المسلمين بأسلوب رائع
والنتائج ستدركها فورا أما الحساب فانه يوم الحساب عند شديد العقاب

خيوط دقيقية

فكر و جرأة

شكرا لك أخي الكريم

طارق شفيق حقي
أنتظر البقية

من الأهمية بمكان

جزيت

خيرا كثير

حادثه مشابهه اضيفها الي درسك يا اخي الكريم
لعلها تكون مثالا تطبيقيا جيدا
ذات مره كان احد ائمه المساجد في قريه صغيره علي ذلك الطراز الذي لا يخفي فيه خبر وقف في المسجد في خطبه الجمعه يتحدث بالتلميح عن احدي المشكلات الزوجيه و التي اتي احد شباب القريه يشتكي له منها كل من كان جالسا استطاع ان يتعرف علي صاحب المشكله فالقريه اشبه بقدر الماء الشفاف الذي يظهر كل ما فيه
عندها وقف الشاب المسكين و غادر المسجد بعد ان احسن ان كرامته قد استبيحت و ان سيرته صارت كقدر ماء تلوك فيه الكلاب بعد ان نسيه صاحبه
غادر المسجد واتجه صوب بيت نسيبه وطلق الفتاه قبل ان يهجر القريه

( واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )

الدرس الثاني


كي تعلم فان شق صفوف المسلمين ليس بالأمر الهين
لأن المسلم الحقيقي له مرجعيته في الكتاب والسنة وعليك الدخول من ثغرات هذا الجدار
الثغرات الواضحة التي عليك الدخول منها العاطفة لأن شعبنا الشرقي بشكل عام هو شعب عاطفي
وهذا العاطفي يفور ويموج وتتأجج النار في قلبه ويندفع لأخذ موقف سريع ويرد ردا انفعلي بشكل أسرع
وكي تأجج هذه النيران فعليك أن تكون فظا غليظ القلب وسترى كيف ينفض الأصحاب من حولك دليلا على ذلك
وعليك أن تتناسى خلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وتتناسى مئات القصص التي تذكر حلمه في نشر الدعوة وخلقه الرفيع بينما كان يجرد الحاضرون الحسام لقطع رأس من تجرأ على التمادي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد أن تهدأ النفوس يرى المتبصرون عظيم أدب وأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم
وحقت له مرتبة العبودية أعلى مرتبة عند الله
(سبحان الذي أسرى بعبده)
هذا هو خلق محمد الخلق العظيم
هذا هو خلق المسلمين
أما أنت فعليك أن تكون كما قلنا فظا غليظ القلب
وأن تتسلح برشاش كش وكفر
وتطلق عيارات التكفير يمينا وشمالا
بمجرد أن ترى مخالفة لشرع الله

متاسيا أن من كفر مسلما فقد كفر
ولا تنسى مظهرك فعليك أن تنظر شزرا وتتشنج من أعلى راسك إلى أخمص قدميك وتصيح يا خيل الله يا خيل الله

المثال التطبيقي إليك هذه القصة

في شارع ضيق من شوارع تلك المدينة الواسعة
وبالقرب من معمل صغير يدوي لصنع الحلوى كانت أسرة فقيرة بسيطة تحاول البحث عن مصدر رزق ولو كان يسيرا
فالعيال كثر والجوع كافر وحاولت بمعرفتي لصاحب المعمل أن أدبر عملا إضافيا لهذه الأسرة
وهو تغليف الحلوى وعلى كل علبة تغلف فلهم مبلغ من المال صحيح انه كان مبلغا بسيطا لكن كم يقال حصاة صغيرة تسند جرة
وبعد أن تجمع شباب هذه الأسرة وبعض الأصدقاء حول هذا العمل المسلي
الطويل تبدأ الأحاديث ويبدأ كل فنان في ذكر طريق أسرع لتغليف قطع الحلوى
اصطحبت معي صديقا يعتقد نفسه يفقه في الدين أكثر من غيره بعد أن أثنى علي وذهبنا لزيارة صديقي رب هذه الأسرة وإذ كانوا يعملون فلم نقطعهم عن عملهم
وسلمنا من بعيد وجلسنا نراقب هذا العمل .كأس الشاي كانت أمامنا بعد قليل وكان رب الأسرة ينظر إلي ويبتسم ويخلل أغلب أحاديثه الفكاهة وأن كنت ألمح في نفسه شيئا من الحرج لأن هذا العمل قد يسبب له شيئا من الحرج لكن اذا كان يعرف أن العمل ليس بعيب فأنه قبل عله يؤمن
رزق أطفاله
وبعد قليل من الوقت نظر الأب إلى تململ أطفاله وقال هيا يا شباب ما رأيكم أن تسبحون الله عند كل قطعة من الحلوى
صاح أحد أطفاله الصغار ماذا نقول وكأنه رأى الأمر صعبا قال والده
قل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
وبدأ يعدد عددا من التسابيح و أضاف جاره مؤيد ا للفكرة وقال
ما رأيكم أيضا في الصلاة على النبي
وبدأ الجمع بنتفيذ الفكرة
وفجأة سمعت صوتا صديقي الذي اصطحبته
يقول ماذا تقولون هذا لا يجوز هذا لا يجوز
قلنا لماذا قال لأنك تبتدعون ما ليس في الدين
فقال له رب الأسرة وهل التسبيح ليس من الدين
قال إنكم تجعلون هذا المجلس مجلسا للتسابيح فهي عبادة إذا وهذا لم يرد عن محمد وأصحابه
أنهم كانوا يسبحون بقطع الحلوى
استغفروا ربكم
فقال له رب الأسرة وكان رجلا عاطفيا لا يملك دراية واسعة بأمور الحوار
يا أخي صلي على النبي نحن نريد أن نضرب عصفورين بحجر
فتمسك صديقي برأيه متناسيا غزاتي له و إشاراتي إنكم قوم جهلاء غير متفقهون بأمور دينكم وعملكم اقرب إلى عمل أهل التكايا والزوايا والدراويش من أراد التسبيح فعليه أن يسبح بيده أو بالحصى وليس بالحلوى وما ابتدعه المحدثون من السبحة أو السبحة الالكترونية
واندفعت الدماء إلى وجهه وأخذ ينظر شزرا في رب البيت وعلا صوته أكثر فأكثر
فما كان من رب الأسرة أن قام وبدأ يدوس الحلوى بقدميه وضرب أطفاله طرد جيرانه
وخرجت بعد أن باءت محاولاتي بالفشل في تهدئة الأمور
أجر ورائي خيبة أملي وصاحبي أصلحه الله
الذي غاب عني بعد أن تمسك برأيه شاتما هذا القوم الجاهل
والنتائج كانت أن قطع رزق هذه الأسرة بل وتكبد رب الأسرة مبلغا إضافيا لصاحب المعمل حق الحلوى
ولكم أن تتصورا حجم الخير الكثير الذي قطع
وأهمه العاطفة التي سادت أجواء العمل
وأقسم
أني كنت اشعر أن ملائكة الرحمن كانت ترفرف
بأجنحتها فوق هذه الأسرة الفقيرة
حسبنا الله ونعم الوكيل



إذا أخي إذا أردت شق صفوف المسلمين فعليك أن تتخذ من
صاحبنا قدوة لك والحساب يوم الحساب عند شديد العقاب



الدرس الثالث

الدرس الرابع

نعود لدرسنا الذي تأخر بسبب مشاغل الحياة وكسل التلاميذ قليلا
ليكن بعلمك أيها المتصفح
أن عليك بعد أن تتصفح أن تقرأ
وبعد أن تقرأ
عليك أن تفهم
وبعد الفهم
التدبر وبعد كل ذلك العمل وهو الأهم.
لأمور الحياة المعقدة ملابسات قد لا نجيدها أحيانا ونوكلها لخبير يشرح اللبس وبيين لنا ما استعصى علينا
ولحلال الله ولحرامه شريعة علينا إن نعود إليها كي ندرك هذه الفواصل الدقيقة بين الحلال والحرام
وبين ما هو لوجه الله وبين ما هو لغيره
وان كنت تريد شق صفوف المسلمين فعليك أن تقتحم غمار التحليل والتحريم بمعيارك الخاص مستندا للظن مكتفيا بنيتك الطيبة

المثال التطبيقي

صديقي وأه من صديقي أفضل من يحمل قلبا صافيا لكن ......
مرة وبعد مجاهدة مني لإقناع رجل بالصلاة لما للصلاة من أهمية في الدين فهي عماده وهي التي بيننا وبينهم
فقد أتيته بأسلوب عقلي مبسطا الأمور محذرا العواقب مقوي عزيمته معلي شأنه طاردا وساوسه
منوعا لأسلوبي جامع لطيب الحديث

قنع الرجل وبدأ يصلي وما زال يعودني يسألني وفي كل مرة أنصحه بأمر جديد
وفي إحدى المرات حين كان عندي
وإذ بصديق لنا يدخل وبعد أن تبادر لذهنه بعض الجمل عن فضائل الصلاة دخل معي غمار النصح بدأت لمزه بعد أن أثقل على جديد العهد فسكت
وبعدها قام صاحبنا جديد العهد للصلاة وتوضأ وكلماتنا تلحق به افعل كذا وكذا
وحين وقف بين يدي الله يريد الصلاة صاح صاحبي
توقف قلنا لماذا دع الرجل يكمل قال لا تكمل صلاتك لا تجوز
قلت لما ما الأمر
قال ألا ترى أنه يلبس خاتما من ذهب اذهب صلاتك لا تجوز حتى تخلعه
رد جديد العهد متهاونا بأمر خاتم الذهب
ثم تململ وقال وهل كل الأيام التي صليتها ما تقول بها قالها متعجبا
أردف صاحبنا صلا تك باطلة لبس الذهب للرجال محرم
وبدأ صاحبي يثقل عليه وذاك المتململ يعجب ويرى خسارة في عمله فارتفع صوت الاثنان ذاك يمنع وهذا يريد الصلاة


فحلف جديد العهد بعدم العودة للصلاة وهجرنا
أنا كنت أوشك على ضرب رأسي بالجدار
قلت له من قال أن صلاته باطلة قال أتنكر أن لبس الذهب حرام
قلت كيف أنكر لكن هذه أمر وذاك أمر
الصلاة جائزة لأن لبس الذهب ليس من مبطلات الصلاة
كما أن لبس الذهب حرام بحد ذاته والأمر قد التبس عليك وقد استعجلت فأفسدت ما بنيته وولى الرجل دون رجعة حسبي الله فيك ونعم الوكيل

أخي انظر هذه المسألة الدقيقة وقس على ذلك( واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)

وعلى جانب هذا مثال صغير مثلا
ملامسة المراة في المذهب الشافعي تفسد الوضوء و في المذهب الحنبلي لمس المرآة لا يفسد الوضوء
وفي الحنفي فيه كلام يعود لطبيعة الملامسة بشهوة... متقصدة غير متقصدة

فيأتي فهيم ويقول إذا مصافحة النساء جائزة لأنها لا تفسد الوضوء على المذهب الحنبلي
كيف استنبط بفكره ما يحلو له

والأمر قد يلتبس على من لا دراية له
فمصافحة النساء حرام لا نقاش في ذلك
وإذا صافحتها فقد أثمت لكن وضوئك لا يفسد على المذهب الحنبلي

إذا أخي إذا أردت شق صفوف المسلمين فعليك أن تتخذ من
صاحبنا قدوة لك والحساب يوم
الحساب عند شديد العقاب

الدرس الخامس


للأخذ بالعلم مرة أخرى أخي المسلم فهذه الدروس هي ما يحصل بين المسلم و أخيه المسلم
نمر على قصص واقعية نستخلص منها العبر لنعرف كيف نقوم نحن أحيانا ببعض الانتهاكات الصارخة لتعاليم ديننا الحنيف متمسكين بتمسك المسلم بظاهر الأمور وتركه النتائج السلبية التي يخلفها مندفعا بتبرير حسن النية غير منتبه لأمر عظيم وهو التالي:

كثير من المسلمين لا ينتبهون لأمر عظيم وهو مجال الدعوة فيأتمنون لجانب الشيطان الرجيم ظنا منهم أنهم بمنأى عنه هنا.
غافلين عن أساليب الشيطان الرجيم الذي يوسوس ويعترض طريق المسلم الناصح الداعي المتقرب لله بأعماله
يقول الشيطان الرجيم لله تعالى : " لأقعدن لهم صراطك المستقيم "
أين سيقعد .... في الصراط المستقيم طريق المسلم في التقرب والسير لله
لأن مرتكب الفواحش والموبقات ليس بحاجة للشيطان كي يوسوس له ويزين له عمله
فالشيطان لا يتواجد في الخمارات والأماكن المحرمة لأن أصحاب هذه الأماكن ليسوا بحاجة لغواية
بل المسلمين في المساجد وفي الصراط المستقيم هم الذين يترصدهم الشيطان وان كنت تريد الدعوى فعليك أن نتنبه لمداخل الشيطان المبتكرة دائما فأكثر ما يأتيك بهيئة حكيم ناصح فاحذر من الحكيم بداخلك أكثر من غيره لأنك تأمن جانبه ولا تخاف أن يأتيك الشر فهو الحكيم
وقد كتبت عدة قصص في هذا المجال وهناك قصة لا زالت تنضج وهي بعنوان الشيطان الفيلسوف قد يتسنى لي يوما أن أقدمه لكم إنشاء الله أن بقينا من الطيبين هنا



المثال التطبيقي




حسن الأسلوب في التعامل مع الشباب وحديثي العهد بالالتزام هو قلب الأمور أحيانا وتغير أدوات المسلم واجب عليه وليس أمرا ثانويا
كمن يكتب قصيدة بدون وزن ولا فنيات ولا أسلوب وبيان ويكتفي بحسن المعنى فهذا هو الخطل بعينه
بعد أن عدنا أنا وصاحبي للتحاور بأمر ذالك الذي نفره من الصلاة وبعد أن سألنا أهل الذكر واقتنع بكلامهم قلت له ما رأيك أن نسلم على دريد زميلنا فبيته في هذا الشارع قال لا بأس دخلنا منزله وهو ما زال يرحب بنا معتذرا عن التأخر لأنهم كانوا يلعبون الورق هو وصحبه سحبت ريقي وقلت في نفسي الله يستر
دخلنا كانت الغرفة مقلوبة الحال سلمنا عليه أن ترحيبه باردا طبعا لأنه مشغولون كي لا يسرق هذا ورقة أو لا يرى ذاك ورق الأخر
جلست وصاحبي الذي مسك نفسه هذه المرة وبعد مدة من الزمن حين أمنت لصاحبي قلت دريد أراك مدمنا لعب الورق أنت والأصحاب ابتسم الشباب وكأن الإثم حاك في قلوبهم وتململ بعضهم وبرر أخر و خلط أحدهم الجد بالهزل كان هذا الذي سمعته منهم تربة خصبة كي نستفيد منه ونحثهم على التبصر بأمرهم وما إن بدأت الحديث
حتى قاطعني صاحبنا وقال لعب الورق حرام يا أخوة عليكم ترك هذا الأمر ممتثلين لأوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم
فانبرى في وجهه أحدهم وقال كل شيء محرم أنا لا أجد ضيرا بها نحن نتسلى أليس أفضل مما لو ارتكبنا أمرا أعظم
تحلى صاحبي بالصبر هذه المرة وقال طبعا أفضل لكن من الأفضل أن تقوم لفعل أمر ينفعك بدل أن تضيع وقتك
فانبرى في وجهه كلا الفريقان فما كان منه أن احتد هو أيضا وقال أنكم ضالون . النار أولى بكم فقام الصحب جميعا والصراخ يرتفع أكثر .. يهمون بترك منزل دريد زميلنا فقمت سريعا وأخذت صاحبي و خرجت معه
وبعد أن تركني كالعادة عدت للشباب ممازحا معتذرا مقبل الرؤوس شعر الشباب بالحرج فبادلوني الاعتذار بأفضل منه وتركوا الورق وبدأنا نتحادث والكل يحاول إصلاح الموقف
بدأت بعده بشرح الأمر لهم قلت يا شباب قد يكون الأمر يظهر للجميع على أنه ورق يوزع وتسلية ثم فوز وخسارة
وأسائلكم هل دريتم بما تقومون به من أمور أخرى غير اللعب كلها منبثقة من هذه الوريقات التي توزع قالوا لا ما هي
قلت أولا إن فاز أحد الفريقين فسيسخر من الفريق الأخر وهذه مخالفة
والفريق الأخر سيحاول التبرير بل سيأتي بنقائص الطرف المقابل ليحتج بها ثم سيسخر أكثر من الأخر لأنه يعتبر نفسه قد خسر فعلا وما الذي خسره لعبة ورق
أمر أخر لتفاهة الموضوع وما قد يظنه البعض فانه يتجاوز الكثير من الخلائل التي ستصبح عادة لصاحبها
فسيحاول سرق ورقة من هنا أو هنالك وهذه سرقة
ثم سيحاول التبرير كاذبا إن أحس الفريق الأخر
ثم سيغضب الفريق الثاني .
إذا ضياع وقت و سرقة وكذب وغيبة ونميمة وحسد وبغض وتناحر وشتم وسباب وقد تتجاوز الأمور هذا إلى ما أعظم منه
كله بسبب لعبة ورق


ناهيك أن الأمر في الربح ما هو إلا اقتصاص نجاح شخصي نفسي من خسارة الأخر والأمر قائم على الحظ دون جهد أو موضوعية في الربح
كالسباق أو كرة القدم أو أي لعبة رياضية مثلا مثلا لأنك تفوز بجهدك
ولسوف تحس بزيف هذا النصر الذي يخدرك أنيا ويصرفك عن نيل الرضا الحقيقي من أمور تنفعك و إذا بك تستهل الأمر هنا بلعبة الورق

فما كان من الشباب إلا وسكتوا وبدؤوا يفكرون في الأمر و أظهر بعضهم صحة لقولي مؤكدا أن فلان فعل كذا وأنا فعلت كذا عندما فعل كذا
تركتهم بعد أن طال الحوار متأملا أن يتبصروا بأمرهم والله المستعان





فإذا أردت عزيزي أن تشق صفوف المسلمين فعليك اتخاذ صاحبنا قدوة لك
والحساب يوم الحساب عند شديد العقاب

الدرس السادس

اقتربت الدورة من النهاية

ومن ما قد نشير إليه إشارة واضحة أن أيدي غربية قد تكون صهيونية تستغل عوامل إشعال الفتنة في الأمة الإسلامية وبذكر أن الغرب يقوم بدراسة تفكير شعوبنا و أداته وتقاليده وسبل التأثير به ونذكر أن علماء المثيولوجيا يقدمون دراسات وافية عن التفكير الجمعي العام للشعوب حيث أن هناك معاهد منها معهد غرناطة و كروفورد والكثير من المعاهد الغربية التي توظف عددا من الباحثين والأدباء العرب
والأخطر توظيف عدد من العلماء
ونحن نقسم هؤلاء المجندين قسمين : إما عميلا عارفا ما يعمل
أو غبيا مغرر به لا يدري من يدعم أو من يرشده
والنوع الثاني هو الأكثر والأحب لتلك المعاهد
وقد ورد الكلام مفصلا عن هذه المعاهد في بحث للدكتور

علي عقلة عرسان الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب

ونذكر أن هؤلاء يعملون بذكاء شديد مستخدمين علماء النفس والتاريخ والأدب واللغة والاجتماع
وغياب ا لوعي وتفشي الجهل أو العلم الناقص هو جل ما يريدونه
ويغيب عن الإنسان البسيط وعامة الناس الزي أو الوجه الجيد الذي يقدمه هؤلاء والذي يخفي وجه الشيطان

فعليك أخي المسلم الحذر من هؤلاء أكثر من حذرك ممن قد أظهر ما خفي في صدره من حقد للمسلمين

مثلا قناة الجزيرة مفرقة الصفوف باثة السم الفكرية ومؤججة النزاعات و المتتبع يرى هذه القناة تبث ما يريد الشعب أن يقوله من مواجع وانتقادات للغرب والحكومات لكن ضمن هذا الدسم نلمح السم
فهي تضع السم في الدسم
ولا يخفا للبعض أن كثيرون من الذين يتصلون ويحملون أسماء عربية مسلمة
ما هم إلا يهود بقيت أسمائهم عربية وأفعالهم صهيونية
وهذا ما قامت به المؤسسة الصهيونية في روسيا إذ جعلتهم يعتنقون المسيحية لضمان تغلغلهم في الصفوف و الآن يعتقون الإسلام للغاية ذاتها وقد نورد عن بعض مخططاته في فرصة أخرى (دورة متقدمة)

فان أردت عزيزي المسلم شق صفوف المسلمين فلا تحذر هؤلاء وأمن لجانبهم وكن أداة بيده بنقص وعيك
والحساب يوم الحساب عند شديد العقاب

الدرس الأخير

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
مازلنا نمتح من مشكاة ديننا الحنيف وما زلنا نحاول توضيح بعض الالتباسات التي تفتت صف المسلمين.
رسخ الدين الإسلامي عوامل شد أزر المسلمين وهي كثيرة لا تحصى
والنواة التي تجمع المسلمين بداية هي إشعاع التوحيد الذي ينبثق من ثنايا الكون لمن أراد التفكر
ألا ترى المسلمين يتوجهون لقبلة واحدة ويجتمعون في صف واحد فيقول لهم الإمام :
لا تختلفوا فتختلف قلوبكم

قد لا ينتبه كثير من المسلمون أن اندفاعهم دون تعقل يأتي بنتائج عكسية
فكثرة الخير شر كما قيل
و إذا أنت أغرقت النبات بالماء حتما ستقضي عليها
ومن المعروف أن معالجين مدمني المخدرات لا يقومون بمنعه فورا عن المخدرات لأنه حتما سيقضون عليهم

فالتدرج والتراكمية هي صلب الدين الإسلامي وانظر وتأمل في المعاني وتدبر لرسالة الرسول الكريم
ألا ترى أن للدعوة قد امتدت على عدة سنوات بل ألا ترى أن تطبيق الأحكام جاء متدرجا و أمر الناسخ والمنسوخ معروف

و ما ينشر الآن من فكر بعض الدعاة لا يعدو كونه رومانسية دينية

فالحلول الجذرية التي ينشدها البعض ما هي إلا حلم لن يتحقق بهذا الإطار

لأن الرسول علمنا برسالته الصبر والتخطيط و والحلم وتقديم الأوليات على الثانويات أو التي تأخذ أدنى السلم في برنامج الداعية
لأن الطبيب صحيح الفكر لا يداوي بثورا ويترك الأمراض الصعبة كتصلب الشرايين والشلل النصفي وربما الكلي فالخطة سمة المفكر والمدبر الناجح
وكما أسلفنا


فأيها المسلم اعلم أنك بصدق نيتك واندفاعك العاطفي لن تحقق شيئا غير تفريق الصفوف
لأن للمسلم عتادا فكريا يبدع في الأسلوب المتقن ويحقق أجمل النتائج بالصبر

أخي المسلم احذر أن تنال من أخيك المسلم وتنتقص قدره
رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره)
وكما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
يلقي أحدكم الكلمة لا يدري لها بالا تهويه في جهنم سبعين خريفا

فتكفير المسلم كبيرة عند الخالق وإخراج الناس بسهولة من مذهب السنة والجماعة تمس وتخدش مصداقية الأخر وتحزنه
فاحذر يا أخي أن ترمي كلماتك جزافا ولا تنصب نفسك ناطقا رسميا بأمور الدين أو قاضيا تقتص من الآخرين
منفرا القوم من حولك ( لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)

واعلم أن للأخر من يعود إليهم متمثلة بعلماء الشرع كما لك

وأن أردت توضيح فكرة فاسمح للأخر أن يوضح ذلك

واثر ذلك بعد أن وضحت ووضح وحين لم يقتنع كل برأي الأخر حري بك ترك الخلاف والمراء

لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربض الجنَّة لمن ترك المِرَاء وإن كان مُحِقّا " رواه أبو داود بسندٍ حسن .

فاعلم أنك قد نلت أجرك كاملا محتسبا نيتك ولم تأثم لكنك أن اختلف وأشعت الفرقة تكون قد أثمت وحولت الخير إلى شر
و كم أعجبني مقالة الرعد في وقوفا على جسر جهنم وكأنه سبقني في ما تقدمت به هنا
يقول ((
أخيراً .. إنَّ المسلمين يجب أن يكونوا دُعاةً لا قُضاة ، فالواجب عليهم - الذي يثابون إذا فعلوه ويأثمون إذا لم يفعلوه - هو توصيل دعوة الله تعالى للناس بفهمٍ صحيح ، وهذا الذي يفيدهم ويفيد المجتمع حولهم حين يسعدون بتطبيق الإسلام في كلِّ شؤون حياتهم ، ولكن ما الفائدة التي تعود عليهم أو على الداعي أو على المجتمع كلِّه حين يُنَصِّب الداعي نفسه قاضياً عليهم ، يحكم على هذا بالكفر وعلى ذاك بالإلحاد .. ؟)) !! .

منقول عن عام 2004

واليوم تشق صفوف المسلمون وينحرون من الوريد للوريد