لقد تحولنا من أمة الشعراء الى أمة الفلاسفة والمفكرين وفعلا يجب علينا أن نفتخر بالملايين الذين يحملون أحرفا أمام أسمائهم , هناك من يضاف له حرف .. د .. وهناك من له .. أ . د .. وهناك من نظيف له كلمة مفكر ... الخ والفضل يرجع الى الثورة المعلوماتية التي يقودها أهل الغرب منذ صعوده على الساحة العالمية .
كل وسائل الإعلام العربية سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية ونقول كلها وهي كذلك من إنتاج العقل الغربي , نجحت فعلا في مهمتها ووصلت الى مستوى لم يصله أهل الغرب الذين طوروا الإعلام .
وسائل الإعلام العربية التي فتحت أبوابها للمفكرين والفلاسفة العظماء الجدد حولتنا من نصف عبيد نحاول أن نقطع السلاسل الى عبيد نربط أيادينا طواعية بسلاسل من حديد صلب
لأدخل مباشرة في الموضوع وأعتذر سيدتي , سيدي عن هذه المقدمة الطويلة وهذياني .
يلقب حكيم قرطاج ترتول الخونة الذين تعاملوا مع الرومان * حراس بيت الدعارة * ويقول في كتابه scorpiaceأي المتعقربون وهنا يعني الخونة الذين ينشرون الفوضى والأكاذيب لتهميش الشعوب : ( ترجمة حرة للعربية ) الأرض تنجب العقارب , رغم حجم العقرب الصغير فهو حيوان فضيع , مفزع وشنيع , هناك أنواع كثيرة من العقارب وسمومهم كثيرة , ولهم عدة ألوان , ويلحقون الكثير من الأذى والألم , ... الخ
أما حكيم بلاد الشام لوقيان كتب كتابا كاملا : كيف تنال شهرة عند عدو بلدك وأخذ هيرودوتوس كمثال ولعنهم وسخر منهم واحتقرهم
بعد سقوط المعسكر الاشتراكي أو الإتحاد السوفياتي الذي ساهم العرب مساهمة كبيرة في تحطيمه ظهر الفلاسفة الجدد بالمشرق , سخروا من كل ما هو ثقافة وحضارة إسلامية وعبثوا بالتاريخ ورقصوا مثلما يحلو لهم بمساعدة أنظمة إقطاعية تعيش في عصر ما قبل الملحمات والبعض من هذه الأنظمة لم تصل بعد الى مستوى دولة حامورابي منذ حوالي 4000 سنة
والآن أتى دور التاريخ القديم ليتم تغييره وطمس كل ما هو مشرقي .
مؤسسات حكومية عربية عالمية تنشر في الأكاذيب وتريد تحطيم هوية المشرق من جذورها , وهدفها واضح !!!!!
عدد العرب المهتمين بالتاريخ القديم يعد على الأصابع وأكثرهم مقلدين وينقلون ما يقوله لهم أسيادهم الغربيين ليخدمون العولمة ويحققون أحلامهم لتكوين إمبراطوريتهم العنصرية . ولننظر الى بعض أكاذيبهم
تدعي هذه المؤسسات أن فيلسوف قرطاج ( تونس ) عزربعل بأن والده إغريقي , لا أعرف من أين أتوا لنا بهذه المعلومة , لأن أهل الغرب لن يتجرؤوا أن يقولوا هذا وهناك مرجع وحيد ونكرر مرجع واحد فقط عن قصة حياته وهو ما قاله ديوجين لا أرس , الرجل لم يكتب كلمة واحدة باللغة الإغريقية والأربع مئة كتاب الذين تركهم كلهم كتبهم باللغة الفينيقية رغم أنه كان رئيس الأكاديمية بأثينا وحتى روسال المتعصب للغرب في كتابه * الفلسفة الغربية ص 213 * يذكر ذلك , وزد على ذلك رسالته في رثاء قرطاج وبكائه ونواحه عندما حرقها الرومان معروفة جدا
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب والأديان
هذا المجمع وهذيانه لا يقبله أي عقل
إدعاء هذا المجمع بأن عزربعل هو الذي اختار اسم كليتوماخوس أراه مجرد ثرثرة وكلام لا بستحق التعليق لأن هذا المجمع يجهل حتى اسمه الحقيقي وهو عزربعل وليس حاسدروبال , والغرب منذ القدم أعطى لأهل المشرق أسماء nomen gentile
الفينيقيين ودورهم في الفكر الإنساني :
ان بقي لسكان المشرق شيء يرتبطون به فهم الفينيقيون وحكمتهم , سواء كانوا من بلاد الشام مثل زينون الذي رفض الى يوم موته أن يحمل الجنسية الإغريقية أو تلميذه بويت من صيدا أو من قرطاج مثل عزربعل وهيريل أو من الجبل الأخضر بليبيا مثل عريستيب وغيره أو من الخليج مثل ديوجين ... الخ
أينما نظرنا نجد أنهم نالوا احترام حتى أعدائهم , سواء كان اسمه سيسيرو أو سيناك أو أغسطين كلهم تكلموا عنهم باحترام وتتلمذوا عنهم والآن نرى مجموعة من المرتزقة والذيول مثلما يقول عنهم حكيم قرطاج ترتول يعبثون بفكرهم وتاريخهم لينالوا رضاء وبعض دولارات من الإمبراطورية
لن نقبل أن تفرض علينا الأنظمة الإقطاعية ومؤسساتها التي قبلت الإستعمار العنصري الغربي المباشر أن تعبث بحضارتنا وجذورنا للحفاظ على الكرسي .
وان وجدت متسعا من الوقت سأكتب الكثير عن تلك الفترة وأقطع أساطير المرتزقة إربا
البقاء للأقوى