رد : مختصر مغني اللبيب
الباب الرابع
في أحكام يكثر دورها
الأول : مايعرف به المبتدأ من الخبر"[1]"، يجب الحكم بالابتدائية على المتقدم من الاسمين في ثلاث مسائل :
الأولى : إذا كانا معرفتين تساوت رتبتهما أو اختلفت ، وقيل يجوز تقدير الأول خبراً ، وقيل المشتق خبر إن تقدم ، والتحقيق أن المبتدأ ما كان أعرف.
الثانية : إذا كانا نكرتين يصلح كل منهما للابتداء ، مثل : أفضل منك ، أفضل مني .
الثالثة : إذا اختلفا تعريفاً وتنكيراً وكان الأول المعرفة ، مثل : زيدٌ قائمٌ ، وإن كان الأول النكرة فإن لم يكن له مسوغ فهو خبر اتفاقاً ، مثل : خزٌّ ثوبُك ، وإن كان له مسوغ فكذلك عند الجمهور ، وسيبويه يجعله المبتدأ"[2]" مثل : كم مالك ؟ ويتجه عندي جواز الوجهين .
[الثاني]"[3]": تقول :‘‘أمكن المسافرَ السفر’’ بنصب المسافر لاغير ، لأنك تقول : أمكنني السفرَ ولا تقول : أمكنت السفرَ .
[الثالث]"[4]": الفروق بين عطف البيان والبدل ثمانية ، منها :
الأول : أن عطف البيان لايكون ضميراً ولا تابعاً للضمير .
الثاني : أن عطف البيان لايخالف متبوعه في التعريف والتنكير بخلاف البدل.
الثالث والرابع : أن عطف البيان لايكون جملة ولاتابعاً لجملة .
الخامس : أنه لايكون فعلاً تابعاً لفعل .
السادس : أنه ليس في نية إحلاله محل الأول ، ولذا يمتنع البدل ويتعين البيان في نحو : يازيد الحارثُ ، وياسعيد كرزٌ .
السابع : أنه ليس في التقدير من جملة أخرى .
[الرابع]"[5]": خبر اسم الشرط إذا وقع مبتدأً فيه ثلاثة أقوال :
أحدها : أن الخبر فعل الشرط وهو الصحيح .
الثاني : جواب الشرط .
الثالث : مجموعهما .
[الخامس]"[6]": مسوغات الابتداء بالنكرة ذكرَ أنها تنحصر في عشرة أشياء وعدَّها .
[السادس]"[7]": العطف ثلاثة أقسام ؛
[الأول] : عطف على اللفظ وهو الأصل ، مثل : ليس زيدُ بقائم ولا قاعد.
الثاني : عطف على المحل ، نحو : ليس زيدٌ بقائمٍ ولا قاعداً - بالنصب - .
الثالث : على التوهم ، نحو : ليس زيد قائماً ولا قاعدٍ ، بجر (قاعد) على توهم دخول الباء في الخبر ، ولكل قسم من هذه الأقسام شروط ذكرها مفصلة .
[السابع]"[8]": عطف الخبر على الإنشاء وبالعكس فيه قولان .
[الثامن]"[9]": عطف الجملة الاسمية على الفعلية وبالعكس فيه ثلاثة أقوال؛ الجواز والمنع ، والثالث ؛ الجواز بالواو فقط .
[التاسع]"[10]": المواضع التي يعود الضمير فيها على متأخر لفظاً ورتبة سبعة وعدّها.
ضمير الفصل"[11]"
يشترط لهذا الضمير ستة شروط ؛
الأول : أن يكون ما قبله مبتدأً ولو منسوخاً .
الثاني : أن يكون معرفة ، وقيل يجوز ‘‘ماظننت أحداً هو القائم’’ .
الثالث : أن يكون مابعده خبراً ولو منسوخاً .
الرابع : أن يكون معرفة أو كالمعرفة في أنه لا يقبل (أل) ، كقوله : {إن ترنِ أنا أقلَّ منك مالاً}"[12]" .
الخامس : أن يكون بصيغة المرفوع ، فيمتنع ‘‘زيدٌ إياه الفاضل’’ .
السادس : أن يطابق ما قبله ، فيمتنع ‘‘ كنت هو الفاضل’’ .
وله ثلاث فوائد :
الأولى :بيان أن مابعده خبر لاتابع .
الثانية : التوكيد .
الثالثة : الاختصاص ، أي الحصر .
وأما محله من الإعراب"[13]"، فزعم البصريون أنه لامحل له وهو حرف عند أكثرهم ، وقال الكوفيون : له محل ما بعده ، وقيل محله ما قبله فمثل : {كانوا هم الغالبين }"[14]" محله النصب عند الكوفيين والرفع على القول الثاني .
روابط الجملة عشرة"[15]"، وذكرها .
الأشياء التي تحتاج إلى رابط أحدعشر"[16]"، وذكرها .
الأمور التي يكتسبها الاسم بالإضافة عشرة"[17]"، وذكرها ، ومن ذلك أنه يكتسب البناء في ثلاثة أبواب ؛
الأول : أن يكون المضاف مبهماً كغير ومثل ودون وبين ، كقوله تعالى : {لقد تقطع بينَكم}"[18]" بناءً على أن (بين) فاعل مبني على الفتح .
الباب الثاني : أن يكون المضاف زماناً مبهماً والمضاف إليه (إذْ) ، كقوله : {ومن خزي يومئذٍ}"[19]" قرئ بفتح (يوم) وكسرها"[20]".
الثالث : أن يكون المضاف زماناً مبهماً والمضاف إليه فعل مبني بناءً أصلياً أو عارضاً كقوله :
عَلَى حِينَ عَاتَبْتُ المَشِيبِ عَلَى الصِّبَا
[وَقُلْتُ : أَلمَّا أَصْحُ وَالشَّيبُ وَازِعُ؟]"[21]"
وقوله :
74- [لأَجْتَذِبَنْ مِنْهُنَّ قَلْبي تَحَلُّماً] عَلَى حِينَ يَسْتَصْبِينَ كُلَّ حَلِيمِ"[22]"
فإن كان المضاف فعلاً معرباً أو جملة اسمية فأوجب البصريون الإعراب والصحيح جواز البناء .
الأمور التي لايكون الفعل معها إلا قاصرًا"[23]"
هي عشرون :
الأول : أن يكون على (فَعُلَ) لأنه لأفعال السجايا وما أشبهها ، ولذلك يحول المتعدي قاصراً إذا حول للمبالغة والتعجب نحو : ضَرُب الرجل وفَهُم بمعنى : ما أضربه وما أفهمه.
الثاني والثالث : أن يكون على (فَعِـَـل) ووصفهما على (فعيل) مثل : ذلَّ وقوي .
الرابع : (أفْعَل) بمعنى صار كذا ، مثل : أحصد الزرع أي صار حصاداً .
الخامس والسادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر : على وزن (افعلَلَّ) كاقشعرَّ ، أو (افوَعَلَّ) كاكْوَهَدَّ الفرخ ، أو (افعنلل) أصلي اللامين كاحرنجم أو زائد أحدهما كاقعنسس ، أو (افعنلى) كاحربنى ، أو (استفعل) دالاً على التحول كاستحجر الطين ، أو (انفعل) كانطلق .
الثاني عشر : أن يطاوع المتعدي لواحد مثل : ضاعفت الحسنات فتضاعفت .
الثالث عشر : أن يكون رباعياً مزيداً فيه،مثل : تدحرج .
الرابع عشر: أن يضمن معنى فعل قاصر نحو : {ولا تعد عيناك عنهم}"[24]".
الخامس عشر إلى العشرين : أن يدل على سجيةٍ كلَؤمَ ، أو عرَض كفَرِحَ ، أو نظافة كطَهُرَ ، أو دنس كنَجِسَ ، أو لون كابيَضَّ ، أو حليةٍ كشَابَ .
الأمور التي يتعدى بها الفعل القاصر"[25]"
هي سبعة أو ثمانية وعدها .
[1] - انظر : المغني ص588.
[2] - انظر : الكتاب 2/128 .
[3] - انظر : المغني ص592.
[4] - انظر : المغني ص593.
[5] - انظر : المغني ص608.
[6] - انظر : المغني ص608.
[7] - انظر : المغني ص615.
[8] - انظر : المغني ص627.
[9] - انظر : المغني ص630.
[10] - انظر : المغني ص635.
[11] - انظر : المغني ص641.
[12] - سورة الكهف . الآية : 39 .
[13] - انظر : الإنصاف 2/706 .
[14] - سورة الصافات . الآية :116 .
[15] - انظر : المغني ص647.
[16] - انظر : المغني 653.
[17] - انظر : المغني ص663.
[18] - سورة الأنعام . الآية :94 .
[19] - سورة هود . الآية :66 .
[20] - بفتحها قراءة نافع والكسائي ، وقرأ الباقون بكسرها ، انظر : الدر المصون 6/349 .
[21] - هذا بيت من الطويل ، للنابغة الذبياني ، من قصيدة مطلعها :
عفا ذو حسا من فرتنى فالفوارع * فجنبا أريك فالتلاع الدوافع
انظر : الديوان ص96 ، والكتاب 2/330 ، والإنصاف 1/292 ، وشرح الشذور ص93 ، والدرر 3/144 . الشاهد فيه : (على حينَ عاتبت) فإن المضاف زمان مبهم والمضاف إليه فعل مبني بناء أصلياً وهو (عاتبَ) .
[22] - هذا بيت من الطويل ، انظر : التصريح 2/42 ، والهمع 1/218 ، والدرر 3/145 ، ومعجم شواهد العربية 1/367 . الشاهد فيه : (على حينَ يستصبين) فإن المضاف زمان مبهم وهو(حين) والمضاف إليه فعل مبني بناءً عارضاً وهو (يتصبين) لأنه فعل مضارع اقترنت به نون النسوة .
[23] - انظر : المغني 674.
[24] - سورة الكهف . الآية : 28 .
[25] اتظر : المغني ص678.