Post a reply to the thread: ديوان الشاعر محمود محمد كلزي
Click here to log in
Please enter the six letters or digits that appear in the image opposite.
You may choose an icon for your message from this list
Will turn www.example.com into [URL]http://www.example.com[/URL].
رد : ديوان الشاعر محمود محمد كلزي فاتحة الحجر باسم الله الرحمن ويبتدئ الحجر المتثاقل للأرضِ سمواً في كف الفتيانْ تتفتت صخرة بيت المقدسِ تغدو شهباً.. تغدو لهباً دون دخانْ يخرج من بين ركام الأحزانْ طفلٌ في عينيه السوداوين رؤىً عن وطنٍ.. ضاع وراء الأسلاكِ وراء الفرقة والخذلانْ يمتشق حسامَ فتى فتيان بني هاشمْ بذراع بن الخطاب.. وتقوى عثمانْ ويعانق في الأرض مواسمْ ويوسّد في الصدر سراجَ القرآنْ وتناديه القدس.. اللدُّ.. وغزة والضفة والطورُ.. النقبُ.. الأردنّ ألا تثأرْ؟.. إنا أعطيناك الغضب المضريَّ وأعطيناك الحجر الأسمرْ فاصدع للحق بما تؤمرْ وارسم خارطة الأوطانْ كتبت في الانتفاضة الأولى ونشرت في عدة صحف جاء الحق وزهق الباطل جاء الحق وزهق الباطل لا.. لن يحيا في أرضي باطلْ وعليها أبطال تحيا.. وبواسلْ وبنادق يحملها الأطفالْ والنسوة.. والرجل العاملْ وخنادق يحفرها الأبطالْ قبراً للعدوان للظلم.. لأعداء الحريهْ للأحلام السوداء.. لجلادي البشريهْ والثوارْ في وطني.. شعلة نارْ ورفوش.. في يدهم تهوي.. ومعاولْ وزنود تعصف كالإعصارْ ويضجُّ بقبضتها إصرارْ وبعينيها ثقة.. إيمان جبّارْ وعلى الهامات.. أكاليل الغارْ والموكب في إثر الموكبْ وهتاف صخّاب مرعبْ يدّوي.. ويضيق به الأفقُ زهق الباطل.. جاء الحقُّ *** الحقّ.. إذا جاء الحقُّ فرقاب الباطل تندقُّ ويثور بأوطاني بركانْ بالسخط المرّ على العدوانْ إنْ دمدم شعبٌ أو عربدْ باللعنة.. بالحقد الأسودْ ويلٌ للباطل.. للطغيانْ ويل للباطل.. للطغيانْ من ثورة شعب مسلوب الحريهْ معصوب العينين من نارٍ تحت رمادِ من ثورة شعب موّار بالأحقادِ تنصبّ على هامات طواغيت عبدانْ ويعربد في شفة الأزمانْ صوت كالصاعقة المجنونهْ ليفتّح أذن الباطلْ وعيونهْ لتشاهد في الدرب قوافلْ للحقّ تجلجل.. وتناضلْ جاء الحقّ وزهق الباطلْ *** بالأمس.. لقد مرَّ الحقُّ كشعاع مبتسم.. جذلانْ والباطل كان يغني أغنية الشيطانْ فتحطمت الأوثانْ وهوت تركلها الأقدامُ فانهار الباطل في وهرانْ ومضتْ من جفن الحالم أحلامُ فانداس.. تكفّنه اللعناتْ وتدثره بتراب الذلِ وبالويلاتْ وغداً.. سيمرُّ بأرض الجولانْ في حطّينَ.. وفي بيسانْ للحقِّ شعاعٌ بسّامُ سيزيل دياجيرَ الأهوالْ وسينهي أحلام الأطفالْ لتشاهدَ في الدرب قوافلْ راجعة للبلد المسلوبِ للقدس.. لحيفا.. للكرملْ للشاطئ.. للرمل المنكوبِ للكرم.. وللحقل الثاكلْ تنهلُّ عليه كالمطر الوابلْ وتردد في أذُن الأيّامْ صوتاً كالسيل دفوقا جاء الحقّ وزهق الباطلُ إنَّ الباطل كان زهوقا منشورة في جريدة النذير والتربية السوريتين عام 1958
رد : ديوان الشاعر محمود محمد كلزي
رد : ديوان الشاعر محمود محمد كلزي فجرنا الذي انبثق أمس انبثقْ من عالمٍ ملّون بالأغنيات والشفقْ وكان حلماً باسماً يكحّل الجفونْ ويفعم العيون نوراً.. وحنينْ وكان ما كان.. وما سوف يكونْ أغنية للشعب تملأ القلوبْ وتنشر الطيوبْ في خافق النساء والأطفال والرجال تهزّ أوتار القلوبْ بالبشر.. بالغناء.. بالآمال تفجّر الشباب أغنيات وثورة بنّاءة تضجّ بالحياة وتنثر النجوم واللآلي عل الدروب الضاحكات للجمال كيما تمرّ فوقها العروس عروسنا الجميلة الحسناء *** أمس انبثقْ من العيون والجباه والشفاه قد انطلقْ مثل الشهاب.. في السماء يشقّ صدر الدجية السوداء من أفُق النصر الموشّى بالدماء من أرض بور سعيدْ من معقل الإباء.. من مرابع الخلودْ ومن دمشقَ.. من حلبْ من غابة تموج بالسواعد القويهْ وبالزنودْ تلك التي تغرس في صدر البطولات الأبيه وفوق مرتع السها بنودْ فضجّت الأكوان بالطربْ وراحت الدنيا توزع الكؤوسْ وتهرق الطيوبْ على الدروبْ كيما تمرّ فوقها العروسْ عروسنا الجميلة الكعوبْ *** أمس انبثقْ من فوهة البركان.. واللهيبْ فعانق البعيدَ.. والقريبْ كما يعانق الحبيبة الحبيبْ فزغرد الرصاص في الجزائرْ من ألفِ.. ألفِ ثائرْ وهلَّل الأردنُّ للبشائرْ وصفق العراقْ وحطّم الأغلالَ والوثاقْ وداس كلّ مجرمٍ بنعله الخفاقْ وسار لبنان الحبيب للعناقْ في لهفة المشتاقْ يمزّق الظلامَ.. ينفض الوسنْ يمدّ كفه الخضيب بالدماء يصافح العروسْ يبارك الأفراحَ حيثما تجوسْ *** أمس انبثقْ ونوّر الدنيا.. وخضّب الأفقْ يا موطن المجد التليد يا فلسطين الحبيبه بشراكِ.. حان الموعدُ موعدنا مع الروابي الخضر والأرض الخصيبه موعدنا في المقدس المحزون في كنيسة القيامه هناك.. حيث يستحلّ المسجدُ هناك.. سوف تهدل الحمامه وتشرق ابتسامه بشراك.. جئنا زيّني الدروبْ بالزهر والورود.. وارشقي العطور والطيوبْ كيما تمرّ فوقها العروسْ عروسنا التي تزفّ للحبيبِ من دفقة الفجر الذي انبثقْ بالأمس.. من غلائل الغسقْ من دفقة الفجر الطروبْ كيما تزفّ "الوحدة" العروسْ عروسنا الجميلة الكعوبْ * كتبت بمناسبة الوحدة بين سوريا ومصر. منشورة في مجلة الرقيب السورية العدد 441 –25 تشرين الأول 1958 وفي نشرة البراعم الصادرة في آذار 1960 في القامشلي. ستظل جزائرنا خضراء خضراء.. جزائرنا الخصبه خضراء.. يوشّيها العندمْ بالدمْ وترفرف فوق وروابيها رايات المعركة الغرّاء ويغنّيها... ويزغردها.. في الجوّ رصاص من فوهة بركان ثائرْ من دم مليون شهيدٍ.. مبتسم الثغرِ مخضوبٍ من دمه الطاهرْ قد كحّل عينيه.. بسنا الفجْرِ والتفَّ.. برايته البيضاء ووميض.. يلمع في الظلمات من خلف الأسوار من أعين آلاف الثوارِ من أعين آلاف النجمات حلفتْ.. أن لن ترقدْ ما دام استعمار أسودْ ما دام عساكر "هولاكو" والطاعون الفتّاكُ!.. وعهود.. يقطعها الأحرارْ.. أن لن يحيا الأشرارْ ما دام هنالك ألف "جميلة بوحيردْ" ما دام هناك ألوفٌ من "عقبه" يفدي شعبه بالروحِ.. وينتظر الموعدْ *** ستظلّ جزائرنا.. خضراء خضراء كغصن الزيتون كمروج بلادي.. في نيسان خضراء.. ستنبت حريه رغم القضبان الدمويه وتفتّق أزهاراً حمراء كجراح ضحايانا الغرّاء كشقائق نعمان.. فتّحها نوّار لتوشّي أرض جزائرنا الخضراء بالغار... وبالأزهار *كتبت في انتصار الثورة الجزائرية . منشورة في مجلة الآداب اللبنانية العدد الرابع نيسان 1960 –السنة الثامنة.
رد : ديوان الشاعر محمود محمد كلزي أقاصيد: قارئة الجريدة رأيتها تغوص في مقعدها.. وحيده كما تغوص في أعمدة الجريده ساءلت نفسي.. ما لهذا الحسن ينأى في متاهة السياسة البليده لما دنوت.. وانتظرت أن أرى العينين تغرقان في عوالم من عالم.. يتيه في مستنقع البروده ضحكت إذ رأيتها سابحة غارقة في أبحر القصيده *** حب جديد أحبها.. أحبها لأنها أنيقة جميله تتيه في الحقول كالفراشة الجذوله تطير من غصن.. إلى غصن.. فطار خلفها يلمّ من عيونها.. سنابل العشق وأسرار الفضيله لما رآها كل يوم ترتمي في حضن من يرمقها بنظرة قتيله فعافها.. وراح يعشق الملاعب التي تتيه فيها الكرة الذليله *** الأول قد جاء يزهو أنه الأول في كتابه الجديدْ وأنّه أتي بما لم يأتهِ الأحفاد والجدودْ ضحكت من هرائه ثم أحلته إلى "العقد الفريد" *** عروس البحر خرجتْ عروس البحر للشط الجميلْ.. صحباً تمشط شعرها الذهبيَّ تحت أشعة الشمس التي نهضتْ تودّع ليلها الساجي الطويل.. وحين فأجاها الغمام بأول القطرات.. جرّت ذيل خيبها.. وعادت في ذهولْ.. *** القرط قال لها الشاعر: إني كم وددتُ أن أطوّق الجيدَ بعقد الياسمينْ وأن أبوح الوجد والنجوى قصائداً بأذْنيك وأن أصوغ الغزل الحلوَ بهاتيك العيونْ فشيّعتهُ بالتفاتة.. وولّتْ وهي تلمس القرط الثمينْ *** عروس كالتي راودها في الحلم أو أغرقه الحلم بها في لجّة السحر الحلال وصفتها الأمّ بالشقراء والشعر الحريريّ وبحر أزرقٌ يغمر عينيها بآيات الجمال .. قامة فارعة كالخيزران باقة الوردِ يضمّ الخضرُ يا بدر الزمان بعد يومين رآها كالتي قد رسمتها الأمّ والأخت.. وكما يهوى الخيال بعد أيام أفاق الزوج فانهار الجمال كلّ شيءٍ كان زيفاً وخداعاً صار للمرأة وجهان وطولان كما يهوى الرجالْ عرس إنتهى الطبّال.. والزمّار.. والحشد الكبير بعد ليل مفعم بالرقص.. والشرب. وما لذَّ وطاب إنّه عرس الوجيه التاجر.. الفذّ.. الأمير صالة كبرى... وجمهور غفير ملأ الصالة بالأنغام والرقص وباقات الزهور . وانتهى العرس.. وولّى الناس كلٌّ في طريق فإذا بالعرس أضحى مضغة السهرات والسمّار... لكنْ بفتور كلُّ ما في العرس ولّى في مهبّ الريح لم يبقَ سوى أنَّ العريس الفذّ قد كان "قصير"!.. الخريف أتيتُ إلى الروض.. طيراً يغني الربيع ويقطف من زهره ما يشاء فلمّا أتاه الخريف ولملم أوراقه الخضرَ والأمنيات.. وزهر الغناء رجعت بخفّي حنينٍ لأقطفها زهرةً من بكاء الشهيد حملوه على النعش فوق الأكفّ وفوق الرؤوس على وجهه بقع من دمٍ صاخبٍ وعلى المنكبين لواء فلسطين يزهو وراحوا جموعاً.. لمقبرة الشهداءِ يزفون هذا العريس وزغردة من نساء فلسطين تسمو إلى سدرة المنتهى وصلّوا عليه.. ومن قبل أن يدفنوهُ رأوا كفَّه مزّقتْ كفَنَهْ وأعلنتِ النصرَ... بالأصبعينِ وشعّتْ على شفتيه ابتسامَهْ وحيّا الجموع... ونامَ العريس *" أقصودة" إطلاع أطلقه بعض الشعراءعلى نوع من الكتابة تجمع بين الأقصوصة والقصيدة وجمعه "أقاصيد" ¡¡
رد : ديوان الشاعر محمود محمد كلزي رمضان.. الزمن الهارب رمضان إذا جاءَ يجيء الزمن الهاربُ منّا ينظر في الأوجه.. في الحدقاتِ فينكرُ هذي السحناتِ الشوهاءَ يضمَد كل جراحاتِ الروحِ وينكأ كل جراحات الجسدِ الغارقِ بالحمأ المسنونِ أو الساجد للأوثانْ *** رمضان إذا جاءَ يجيء ويحمل في عينيه.. قنديلين: قنديلاً للراكض خلف صهيل الرغبة أو خلف جنون الشهوة والتائه بين شعاب الأوهامِ وقنديلاً ينير "النجديْنِ" أمام السارينَ ويمسح عن عينيّ الليلِ الحزنَ ويهديه الفجر الضاحكَ للأيامِ فيهمي العبق الناضح من نهر الإيمانْ *** رمضان إذا جاءَ يدقّ بقبضته كلّ الأبوابِ ويحمل في جبهتهِ سورَ القرآن يقول: "اقرأ" وتهجّدْ في الليلِ لعلّك تدرك قرآن الفجر المشهودِ وتسجد في محراب العتقِ من النارِ ومن كيد الشيطانْ *** رمضان إذا جاء.. يفتّش في الظلماتِ عن الأهل.. عن الصحبِ.. عن الفرسانِ فليس يرى غيرَ تماثيلَ من الشمعِ أو الثلج تذوب أمام أبابيل النيرانْ *** رمضان إذا جاءَ.. ليدخل بيت المقدسِ فوق براق العزّة والنخوةِ يبحث عن خبز يقتاتُ.. يرى من يأكل لحمَ أخيهِ ميْتاً ويرى الطاعونَ.. يخيّم فوق جدارِ الصمتِ وموتى يختالونَ بلا موت ويرى الألوان.. بلا ألوانْ *** رمضان إذا جاء يرى ويرى.. ويرى.. ويرى يتساقط من عينيه الدمعُ ولكنْ يضحكُ.. حين يرى الحجرَ الشامخ في كفّ الفتيانْ منشورة في مجلة المنتدى الإماراتية العدد 197 ديسمبر 1999م. صلاة فوق تابوت القضية سأصلي فوق تابوتك.. يا عار المواتِ يا رموز القحط والحزن.. وتاريخ الرفاتِ يا قضيه بيتنا الريح.. ومأوانا العفونه وعلى السفّود يشوى عظمنا المسلوخُ إلا من فتات وبقيّه صرتُ في مملكة السلطان نخّاساً وبيتي في المزادِ وعلى عوسج بستاني يجوسُ المماليك الخفافيش وأرجال الجراد ويهوذا.. عاد للسوق وفي شدقيه من لحمي غنيمهْ وصليب لي جديدْ ومسامير لكفيَّ.. وتابوت.. وشيء من ترابٍ كي يهال اليوم فوق العظم من جسم القضيه *** يا صلاة القحط.. والحزن.. وتاريخ السقوطْ ينخر الوهن عظامي.. وبأشداقي نداءات.. جراحات.. ونزف وقنوطْ عادت اللعبة.. واللعنة.. يا جيفة عمر من ركوع حجر الشطرنج في أيدي الصعاليكِ وبكفّ السادة التجّار نردٌ خاسرٌ يهوي إلى قاع السكوتْ وبعينيَّ المطر الواهن يهمي وبأضلاعي من الطلِّ رذاذٌ لا يموتْ رعشة الشوق نداء في فم الحسون في روضي وفي غصن الربيع صوَّح الورد.. وعاث العنكبوتْ عارنا يمسخنا.. شوَّه حتى البسمة الصفراء في الوجه المقَنَّعْ ومضى العمر وما زلنا على الحلبة نصرعْ ثمَّ نغدو ذلك البوق المدوّي ثمّ نغدو ذلك الكفّ المدمّى بالشموع ويهوذا.. عاد في كفيه قربانٌ.. وأيقونة تلمودٍ وسفر من دموع وتراتيل لتتلى وصلاة فوق تابوت القضيّه *** يا قضيّه قد تلاشتْ نقطة الضوء فأصبحت قصيّهْ
رد : ديوان الشاعر محمود محمد كلزي دمشق المآذن الشمس راحت خلف أفقها البعيدْ تلمُّ ما يبعثر الصباح من أشعة ونورْ ولوَّحتْ بهدبها المغزول من نضارْ من خلف أُفقٍ حالمٍ بالحبِّ والسلامْ خجلان مما خلَّف النهارْ وفي السماء يمرح الخطّافْ والدور.. والسطوح.. والقباب.. والسكينهْ وقاسيونُ.. والمآذن الحزينه يلفها الضبابْ يصمُّ أذنَها الضجيجُ والصراخُ والسبابْ تريد أنْ تنام.. أن تحلمَ.. أن تعودْ كما يريدها "صلاح الدين" أن تكونْ جيشٌ من الأبطال يحميها يردُّ عن حياضها الظلامْ وتنسج التاريخ من جديدْ بالخزِّ والديباج والفسيفساءْ وفوق قاسيون ترقص اللآلئ المنثوره يمرُّ في خياله الماضي.. كما تمرُّ فوقه السحابْ والمغرب الحزين.. يدعو الناسَ للمساجد المهجوره ويذكر اللهَ.. بألف مئذنه ويصعد الصوت إلى السماءْ في كبرياءْ لكنَّ.. لا أذنَ تصيخ.. لا عيونَ.. لا شعورْ يضيع في الفضاء هذا الصوت كالدخانْ ترسله في الأمسيات مدخنه ويصرخ المؤذّن العنيد: "لا إله إلا الله" لكنَّ في مدينتي.. الف إلهٍ وإلهْ يعبده الناس.. يمرّغون فوق ترْبه الجباهْ عيونهم.. مصلوبة على الجدارْ تلتهم المكارم الجريحة الملقاة باستهتارْ والكلمات الصامتات في دعاية من النيونْ تمضغها.. تبصقها.. والناس سائرونْ تشدّهم واجهة فيها ضروب من مباهجٍ وضوءْ وألف لا شيءٍ.. وشيءْ وينظرون.. ينظرون.. ينظرونْ عيونهم تسمّلتْ.. تحجّرت.. كأنهم بلا عيونْ ويصرخ المؤذّن المسكين في علاه: "حيَّ على الصلاه" والناس.. سائرون.. سائرونْ أقدامهم تجرّهم.. بلا انتباهْ وأذْنهم صمَّاء.. إلا عن نداءات العفونه وعن نداء الأقبيه يصوغه الشيطان.. للعبيد أغنيه *** دمشق لن تنامْ عيونها مشدودة للحبّ والسلامْ وقاسيونُ.. لن يمرّغ الجبينَ بالرغامْ وسوف تبقى في مدينتي المآذنُ السامقة العلاءْ تمدُّ رأسها إلى السماءْ تمدُّ كفها لعلَّ الله يستجيب للدعاءْ *** مدينتي تبعثر النجومْ تريد أن تمزّق الضبابَ والمساءْ منشورة في مجلة "آمال" الجزائرية – العدد 280 لعام 1975 أعزاز قليل إذا جئت ألثم وجهك هذا قليلْ.. قليل إذا أنا مرّغت خدي على حمأ من ترابك هذا قليلْ.. وأشعلت روحي على الدرب قنديل حبٍ.. وأغمضت عينيَّ كان فؤادي إليك الدليلْ *** لقد جئت أقرع بابك هل تفتحينَ لأدخل.. إني تغربت عنك ورحت أسافر بين الجنوب وبين الشمال.. تغربت شرقاً وغرباً وما كنت أعلم أني أعود إليك.. وذاكرتي في شتاتٍ وعاطفتي في ذهولْ أتيت أخبّئ بين الجفونِ وبين الضلوعِ حكايا الطفولة والأمنيات التي بعثرتني على شرفات الربيع وجئت ألملمها في ارتعاش الخريف وأجمع عقداً من الأبجدية قد ضاع مني فمن ذا يعيد إليَّ صبايَ الجميلْ ؟.. لقد مزّقتني السنون وأبحرت في لجة العمر هدّ كياني الرحيلْ وقد وهن العظم مني وشابت على مفرقيَّ الليالي وما عاد يسبي فؤاديَ خَدٌّ أسيلٌ وطرف كحيلْ *** على سندسٍ من بساط الربيع دخلتُ وقد أنكرتني الفراشاتُ.. والحقلُ والكرمُ.. والروضُ.. والأقحوانُ وناديت أعزازُ.. أعزازُ هذا فتاك الذي ضيّعته الدروب فهل تذكرين مغانيَه في العشيّات في شرفة من نجوم تطرّز ذاك المساء النديَّ وقد ضرّجته دماء الأصيل وقد أسكرته الصبا حين يغدو وحين يروحُ وما عاد يدري أفي كأسها شمْألٌ.. أم شمولْ *** لقد جئت أعلن أني عصيٌّ على الدمع والذاريات وما كنت يوماً أميل مع الريح حيث تميل وما عدت أسمع غير نعيق الغراب على دوحة السبي والنفي والغانيات وقرع الكؤوس على جيفة للسلام المعفَّر تنهشها بالمخالب غرثى الصقور لقد شاخ كل رجال القبيلة ما عدت تسمع منها الصهيلْ وما عدت تسمع منها الصليلْ وما عدت تسمع غير العويل *** قليل إذا جئت أجثو على قبر أمّي أقبّل موطئ أقدامها وأشمّ أديماً يضمّ رفات أبي وأرضاً ذلولاً سعى في مناكبها فاستحالت كروماً تدلّت عناقيدها في الربى وقطوفاً دنتْ في الخميلْ *** قليل إذا جئت أسفح شعري على كلّ ذرّة رملٍ بأعزازَ هذا قليلٌ قليلٌ قليلْ أعزاز مدينة الشاعر وقد ألقيت في المركز الثقافي فيها عام 1999
رد : ديوان الشاعر محمود محمد كلزي الرسالة الخضراء وصلت رسالتك الحبيبة.. يا حبيبه وأشعة الصبح النديّة.. تغمر الدنيا الكئيبه سكبت على قلبي الغريب شذاً.. وطلاً وارتياحْ وربيع قلبٍ طيب الأزهار.. مبتسم الأقاحْ في كلّ حرفٍ رحلة نشوى.. وألحانٌ طروبه في كلّ فاصلةٍ.. يضجّ الشوقُ.. يشرق في ثناياها الرطيبه ورقاتها الزرقاء.. قصّتْ من سماء بلادنا وحروفها الخضراء.. قد قطفت من المرج المنمنم في الربيع وسطورها حقل.. يضم سنابل الحب النديّ وزنابق الأمل الملفع بالربيع السرمدي غمرت جوانحيَ المشوّقة بالندى بالعطر.. بالأضواء . بالأزهار.. بالفجر الجديد. *** يا أنت.. يا أحلى الحروفْ يا أنت.. يا حبي الوحيد يا خير كل رسائلي يا كل.. كل رسائلي الخضراء.. يا حسيّ الرهيفْ عيناي ضاعت في معانيها.. رسالتك التي تسمو على كل المعاني تمتد خلف معابر الإحساس.. فوق مشارف الأبعاد فوق حقارة الترب المهانِ وتعلقت شفتاي ترشف قطرة من كل كلمهْ تمتص كل رحيقها المعسول.. كل رضاب أزهار الخميله *** أي الشفاه.. وأي نجمهْ همست تقولُ: متى سترجع لي وتسمعني قصائدك الجميلهْ ومتى سنمرج في الحقولِ مع الفراشات الجذولهْ؟.. ونجوس عبر حدائق الورد الذي وشّى مواطننا النديهْ كفراشتين.. نطير من غصن إلى غصن .. ونجني من رحيق الحب كاسات شذيهْ في كل حرف.. من رسالتك الحبيبةيا حبيبة قصّة الشوق الدفين شوق السنين الظامئات.. إلى الربيع.. إلى الورود فرشفته.. وغصصت بالكلمات.. حين قرأت خاتمة الوداع يخطها الدمع الهتون وسمعت صوتك عبر أسطرها الأخيرة حاملاً لحن الوداع: "إلى اللقاءِ" أحسّ في قلبي الصداعْ وأحس أني هاهنا وحدي يمزقني الضياع. منشورة في مجلة المعارف اللبنانية العدد الخامس 1962 و"المجلة العربية" السعودية العدد 207 ربيع الآخر 1415
رد : ديوان الشاعر محمود محمد كلزي ألف بلا باء حبّى ندى يجتاح بيدائي وهجيرَ أيامي ومناهلٌ للخصب.. للماءِ ومشارفٌ للنور ترفعني لمواطنٍ.. نشوى بآلاءِ ويشيلني من نجمةٍ سكرى لأضواءِ لمطارحٍ غرقى بلألاءِ مزروعة بجمان أشذاءِ *** حبي شراعٌ سابحٌ.. مرحُ في نهر أحلام من ضفةٍ خضراء ينقلني لشواطئٍ تصحو.. وتنفسحُ مخضلة الحصباء زرقاءِ *** حبي إذا ما الحرف عذبني وأطارَ لي وسني في ليلةٍ بالهمّ.. ليلاءِ ينداح عبر حدائق القلبِ في مرتعِ خصبِ في أيكِ أفياءِ *** حبي إذا ما الحرف أرَّقني وأناخ فوق وسادة الوسنِ سيكون لي حرفي حرفي الوحيد تخطه كفي برشاقة النسمهْ مغموسة بجوانح الغيمهْ حرفي الوحيد يشيد لي مدني في عالمٍ ناءِ ألفٌ بلا باءِ يجتاح أيّامي وهجير بيدائي منشورة في مجلة "الخفجي" السعودية ـ العدد الحادي عشر للسنة الحادية والعشرين ـ أيار 1992 فراشتان طيري معي.. فراشتين في الربيعْ نلملم الرحيق من مراشف الورود ونجمع البنفسج الوديعْ والسوسن الغرقان بالدموعْ نلمّ باقات السنا من شمس نوّار التي نحوك من خيوطها أحلامنا *** طيري معي.. فراشتين في الربيع نعيش من أكمام فلّه نمتصّ من رحيقها المعسول نهله نطفئ غلَّه فراشتين نملأ الربا رفيفا ونرتمي.. على ضفاف النهر أحلاماً.. طيوفا نحدث الأزهار.. نروي قلبنا اللهيفا نعيش في أحضان نخله نطير من غصن إلى غصن كما تطير نحله لنجتني من النجوم سلّه نضمها بخصلةٍ من شعرك البديع قلائداً تزين نحرك الوديع روحي معي نَضيعْ في غابة بعيدة.. بعيده عن ضجة الأنامْ نعيش في أحضانها حياتنا السعيده حياتنا المسروقة الأيامْ من لون عينيكِ ومن ندى الربيع طيري معي.. نعيش للغرام للطهر.. للأنغام نقطف من مراشف الورودْ وعداً من الوعودْ حتى نعودْ..
رد : ديوان الشاعر محمود محمد كلزي عذراء الشرفة الشرفة غرقى بالضوءِ وستارتها الهفهافة تحمل عطرْ وعيوني سابحة باللاشيءِ تسبح فيها دنيا من أحلام الفجرْ خرجت للشرفة فوحة عطرْ تحمل في عينيها باقة شعرْ تحملُ في الكفّين ربيع العمرْ باقة زهرْ ضمّت فيها خمسةَ عشرْ زهراتٍ فيها النرجس والفلُّ زهراتٍ كللها الطلُّ تخبّئ في الصدر حكاية حبِّ تتفتّح في القلبِ وتطير.. تطير مع الريحِ للنسمة.. للأحلام.. لأشواقٍ فوق البوحِ تفضحها البسمة ترتاح على الثغرِ كلآلئ في أعماق البحرِ وتطير.. حمامات بيضاءُ بالصدر.. وتخفق أشواقٌ عذراءُ وأنا في الشرفة يرعشني شيء يخفق بين ضلوع الذكرى شيء أكتمه قسراً!.. *** عذراءَ الشرفة.. أيقظتِ الشوق الخابي في صدري الراقد خلف الأبوابِ فتَّحتِ شبابيك الماضي النشوان فجَّرتِ ينابيع حنانْ وأنا في الشرفة تسحقني حسرهْ لا... ليس لنا غير الخيط الواهي.. غير النظره ما عادت تأسرني بسمه ما عادت تحملني للحبّ ولا نسمه ما عدتُ أحبُّ سوى عينيْ زوجِتي الحلوه فأنا يأسرني الخاتم في إصبعيَ اليسرى ما عدتُ كما كنتُ أنا حبٌّ ينسجه الصمتُ ... وتغازله النشوه في قلبي شرفة حبٍّ غارقة بالضوءِ تفتحها.. تستقبل أيامي المحرومة من كلِّ حنانْ كلَّ صباحِ... لخيوط الشمس بسمتها المسروقة من فجر الأمس عنياها قنديلان يضيئان دروبي ما عدت أضيع بعينين.. برحلة حبٍّ مشبوبِ عذراء الشرفة.. ما عدت أضيعْ خلف الأوهام.. وخلف اللاشيء فدنانا غارقة بالضوءِ!... منشورة في مجلة الأديب اللبنانية العدد 12 ديسمبر 1971 السنة 30 من مذكرات غريب على طريق المدرسة شاهدتهم... على الطريق يمرحونْ ويلعبون يجرّرون بعضهم.. كأنهم قطارْ في يدهم.. حقائبٌ صغارْ وفي محيّاهم.. يغرّد الصباحْ وفي قلوبهم يعشّشُ انشراحْ حكاية.. مزروعة على مدى الطريق تحكي مسرّات الحياة لو أنهم يدرون.. ما معنى الحياة لمزّقوا ابتسامة الصباحْ لكنّما الأطفال يحلمون بالشروق ويصنعون من حياتهم دمىً ملاحْ ويغزلون من ضياء الشمس للدنيا وشاحْ يا ليتهم.. يدرون ما يعيش في فؤاديَ الحزينْ حين أمرُّ في طريق المدرسه وألمحُ السؤال في وجوههم يقولْ: "ما أتعسه"؟!.. وددتُ لو أعود طفلاً من جديد أضمُّ في قلبي مسرات الحياة أحيا مع الأطفال حين يعشقون الثلج والأمطارْ وددت لو أضمَّ في قلبي الكئيبْ جيشاً من الأطفال والصغارْ يجررّون.. بعضهم كأنهم قطارْ عيناك والأطفال أنت معي.. في الشارع المحفوف بالأشجار تلك التي تمدُّ ظلاً عنبرياً فوقنا نمشي.. على وقع خطانا يزحف النهارْ أنا.. وأنتِ.. وحدنا.. عيناكِ في عينيَّ.. ترسمان لي ألفَ سؤالْ وشعرك المحتدّ من ريح الشمالْ ينصبّ شلالاً من النضارْ أنا وأنت وحدنا ندوس في طريقنا.. زنابقاً وسوسنا ولا نحسُّ كيف يرحل النهارْ وكيف تمضي الشمس من دون انتظارْ لمَّا يزلْ في خاطري سؤال ينسلُّ من مبسمك النديّ في دلالْ: "لو جاءنا.. طفلٌ وطفلة كما نشاءْ ماذا تريد أن يكون اسمهما الحبيبْ؟." فتبسمين حينما أجيب: "لكمْ أحبّ أن أنادي الطفلَ يا وفاءْ والطفلة الحسناء يا هناءْ" شيئان.. ضاعا من حياتي.. من وجودي من عالمي القفر الجليديّ البليدِ مازلت وحدي هاهنا في الشارع المحفوف بالأشجارْ وحدي.. على صدى خطايَ يزحف النهارْ ويدخل الليل الكئيب في فؤاديَ الكئيبْ وحدي.. هنا غريبْ في موكب الربيع في نسمة هفهافة توزع الطيوبْ وفي شراع غيمةٍ.. شاردة ممراحْ وفي جناح طائرٍ طروبْ وموكبٍ من السنونوات فوق جدولٍ ينداحْ جاءَ.. بلا وعدٍ مع الصباحْ يحمل في كفيّه.. زهراً مشرق الألوانْ وفي عيونه.. شعاعٌ من سنا نيسانْ نيروز.. جاء حطَّ في البطاحْ وراح ينشر النجوم واللآلي والأقاحْ في كلّ مرجٍ مسَّه الصقيعْ ويمسح الدموعْ من العيون والقلوب والجوانح الكئيبه لكنَّ قلبي يرتمي في حسرة بلا ندى.. بلا شذى.. بلا شموعْ يلفّه الضبابُ.. والجفافُ.. والصقيعْ ينتظر الربيعْ منشورة في مجلة "المعارف" اللبنانية العدد الثالث في آذار 1961 وفي مجلة "الشهر" المصرية العدد 33 في آب 1961
رد : ديوان الشاعر محمود محمد كلزي بطحاء مكة ترمي الجمار يطلُّ علينا بوجه الشروقْ توشّحه سحبٌ وبروقْ ومن كلّ فجٍّ عميق. تنادى الحجيج تجللهم زهرةٌ.. وانعتاقٌ من الطين.. للحجر الأسودِ وشوقٌ إلى سعفاتٍ تفيَّأ في ظلها الأنبياء وألقى عباءته واستراح نبيٌّ.. تدفَّق من تحت أقدامهِ جدولٌ من ضياء فكان الحنين إليه انتماءْ *** يطلُّ علينا نطلُّ عليهِ جموعاً.. جموعاً ظماءْ نكبّر ربَّاً دعانا إليهِ وأغْرَقَنَا من شآبيب رحمتهِ فرفعنا إليهِ أكفَّ الضراعةِ نلتمس العفوَ والمغفره نلبّي النداءات مزدلفين إلى عرفات وغار حراءْ *** يطلَّ علينا بوجه الأضاحي وتلويحةٍ من أكفِّ الصغارِ بوجه الرياح ليطلع من شجر الدمع رمحٌ وينمو على جبهة الوطن المستباح يطلُّ علينا نطلَّ عليهِ وبطحاء مكة ترمي الجمار فهزّي إليك بجزع النخيلِ تساقطْ عليك ثمار الجليلِ بأحمالها صخرة القدس ناءتْ وضجَّت من الصمتِ أيقونة الانتظارْ *** يجيء إلينا بتفَّاحة من حجرْ ويلقي إلينا أزاهيره.. كالشررْ فنقرأ في الوجه فاتحة الانتصارِ وخاتمة القهر.. والاصطبارِ إذا جاء نصرٌ من اللهِ تسمو الحجارة فوق النضارِ ويهمي على السادرين المطرْ منشورة في "المجلة العربية" السعودية العدد 191 في ذي الحجة 1413 إعترافات إلى زوجة غائبة رحلتِ؟.. وكنتُ إذا غبت عني أضيعْ إذا رحتِ في غيبة من ثوان أعد الهنيهات حتى أحس بأني رضيعْ أجوع لعينيك.. للخصلات تنام على ساعدي لرفرفة الهدب.. للعطر من شفتيك يضوعْ وأطبق جفنْي أخبئ بينهما صورة الواعدِ وأحلم أني أعيش برحلة حب.. على شرفات الربيعْ أضم شذاه وعبق المروج واجمع فُلاً.. وأقطف طوقاً من الياسمين أطوّق جيداً أحب إلي من الياسمين ومن كل ما ضم هذا الربيع من الزهر والآس والأقحوان إذا عدتِ.. عاد الشذى والندى والحنان ليغمر بيتي.. وينصبُّ شلال حب دفين *** رحلت؟.. هذا البيت موحش حزين وغرفتي.. مهجورة ينام فيها العنكبوت وينسج الخيوط من سأمْ يشدني.. يخنقني بخيطه الواهي العدمْ فأرتمي على فراشي كومة من الرماد وكومة أخرى على الصحون من سجائري تنام أحس أن خطوة الدقائق الهزيله تدبُّ في مهامه السكونْ موغلة.. كأنها قرونْ أطلُّ من نافذتي للشارع الحزينْ أحس آلاف السنينْ. تفصلني عنك وعن شذاك.. عن مشارف العيون أُحسُّ هذا البحر يا حبيبتي البعيده يغمرني بالشوق للدقائق السعيده لنظرة عاتبة حنونْ أحس يا جميلة العيونْ وحدي هنا أعيش من آلاف آلاف السنينْ *** إذا رحت للبحر أغسل عني بقايا السامْ وأنفض عني غبار الألمْ.. إذا رحتُ في لجة البحر فوق شراع وأبحرتُ في اللانهاية كالسندباد وحيداً.. بلا لفتة من عيونْ بلا همسة... تسكب الأنس.. تزرع قلب السكونْ وتغمر بالدفء هذا الصقيعْ.. أحسُّ اختناقي... أحسُّ بشيء يجر خطاي بلا لهفة للرجوعْ وبيتي يسربله الصمت... تحنو عليه الظلال يحنُّ إلى الثرثرات ولغو المساء إلى سحبة من حذاء... يوقع لحن التعانق فوق البلاط.. يضيق... فأهرب منه أحس اختناقي أهيم وراء السراب... وأحلم بالدفء.. في ظل عينين حالمتين ترفُّ بهديهما أغنيات الربيعْ... فينهار كل الصقيع... *** يضمني المساء... وألف لهفة تحز في الضلوعْ كأنني أهيم في شوارعٍ بلا حدود أسير في متاهة بلا هدفْ.. أحس بالقرفْ.. وأنطوي على سرير الندب الأحزان وغرفتي.. تضيق بالأشباح والغيلان وبابها يئن بالصرير.. على مواء قطة جائعة... عيونها شررْ.. يحرق أضلع الظلام.. تموت شمعتي.. تذوب.. وساعتي.. مشنوقة على الجدار.. تجرر الخطوات في بلادة إلى النهار تدق كالمطارق الثقيله.. رأسي.. فأهوي في قرارة الرقاد كأنني.. بلا وساد.. منشورة في مجلة الأديب اللبنانية العدد 11 نوفمبر 1973 السنة 32
ديوان الشاعر محمود محمد كلزي الشاعر الرقيق المهندس محمود محمد كلزيقامة شعرية رفيعة من مدينة اعزاز - سورياتعرفت إليه عن طريق الشاعر الدكتور عادل المصري في نادي التمثيل الأدبي وكان يديره ولازال الأستاذ الفاضل محمود فاخوري أضع بين يديكم بعضاً من أعمال الشعرية من ديوان من ذاكرة وطن من منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق - 2003
ديوان الشاعر محمود محمد كلزي
Forum Rules