Post a reply to the thread: جوامع الكلم وجميل الحكم
Click here to log in
Please enter the six letters or digits that appear in the image opposite.
You may choose an icon for your message from this list
Will turn www.example.com into [URL]http://www.example.com[/URL].
ذِكْرُ القرآن القراَن هو النُور المبين، والحق المستبين، حبل الله الممدود وعهده المعهود، وظِلهُ العَميم، وصِراطه المستقيم، وحجته الكبرى، ومَحَجته الوسطى، هو الضياءُ الساطعُ، والبرهان القاطع، هو الواضح سبيله، الرّاشد دليلهُ، الذي من استضاء بمصابيحه أبصر ونجا، ومن أعرض عنها زَلَ وهوى، فضائل القراَن لا تستقصى في ألفِ قران، حجةُ الله وعهدهُ، ووعيدُهُ ووعده، يتبيّنُ تبيانه من استغلقت دونه المعضلات، ويستضيء بمصابيحه من غم عليه في المشكلات.
ذكْرُ الآلِ عليهم الصلاةُ والسلامُ وَعلى آلهِ الذين عظمهم توقيراً وطهرهم تطهيراً، وعلى آلهِ الذين هم أعلامُ الإسلام، وأيمان الإيمان، وعلى آلهِ الطيبين الأخيار، الطاهرين الأبرار، وعلى آله الذين أذهب عنهم الأرجاسَ وطهّرهم من الأدْناس، وجعل مودَتهم أجراً له على الناس، وعلى آله الذين هم زِينة الحياةِ وسفينة النّجاةِ، وشجرةِ الرَضوان، وعشيرة الإيمان.
في السلطانيات وما يقع في فنونها غُرَرُ التَّحاميد الحمدُ للَه الذي لا يُستفتَحُ بأفضلِ من اسمه كلام، ولا يُستنجحُ بأحسن من صنعه مَرام، الحمد للَّه الذي افتتح كلامَهُ الكريم، وفرقانه العظيم، الحمد للَه الذي هو شعار أهل الجنة كما قال وآخر دعواهم: أن الحمد للَّه رب العالمين، الحمد للَّه المستحق الحمد حتى لا انقطاع، وموجب الشكر بأقصى ما يُستطاع، الحمد للَهِ مانحِ الأعلاق، وفاتحِ الأغلاقِ، الحمد لله مُعز الحق وناصره، ومُذل الباطل وقاهره، الحمد للَه معز الدّين وَمُدِيلهِ، ومُذل الباطل ومسيلهِ، الحمد للَه في الحُجَج البوالغ، والنعم السوابغ، والنقم الدوامغ، الحمد لله المبين أيده، المتين كيدهُ، جاعل المعاقبة لحربه، والعاقبة لحزبه، الحمدُ للَه الذي لا يدرَكُ بالأبصار، ولا تحثُه الأقدار، ولا تحويه الأقطار، الحمدُ للَه الذي أقل نعمه يستغرق أكثر الشكر، الحمد للَه حمداً يبلغ الحق ويقضيه ويمتري المزيد ويقتضيه.
الصلاة على محمد صلّى اللّه عليه وعلى آله وسلّم وصلى الله على محمد خير من افتتحَتْ بذكر الدعوات، واستنجحت به الطلبات، صلى اللّه على مِفتاح الرحمة، ومصباح الظلمة، وكاشف الغُمة عن الأُمّة، صلى الله على بشير الرحمة والثواب، ونذير الشَطوة محمدٍ الذي أدى الرسالة مُخلصاً، وبلَغ الرسالةَ مُلَخصاً، صلى الله على محمدٍ أتم برَيتهِ خيراً فضلاً، وأطيبهم فرعاً وأصلاً، صلى الله على خيرِ مولودٍ دعا إلى خيرِ معبود، صلى الله على محمدٍ خيرِ نَبيّ ومبعوثٍ، وأفضل وارِثٍ وموروث.
ذِكرُ اللَّه تعالى وجميل صنعه وحسن عاداته عَلام الغيوب، ومن بيده أزِمَة القلوبِ، الخبير بما تُجن الضمائر وتكنُّ السرائر، سميع لراجيه، قريبٌ ممن يُناجيهِ، إن الله تعالى يقضي ما يُريد، وَإن رَغم أنفُ الشيطان المَريد، للَه مَع كل لمحة صُنع حَفيٌ، ولُطفٌ خَفي، صنعُ الله لدينا لطيف، وفضله بنا مُطيف، لا يزال الله يجزينا على أحسن عادَتِه، ويقسم لنا أفضل سَعادَته، نِعَمُ الله على أحسن ما اعتيد من إحسانِهِ العتيد، إن اللّهَ مُنجزُ عِداته وحافظ عاداته ومُهلك عُداته.
الهيثم بن عدي الطائي عن الشعبي قال لقيني شريح فقال لي يا شعبي عليك بنساء بني تميم فإني رأيت لهن عقولا فقلت وما رأيت من عقولهن قال أقبلت من جنازة ظهرا فمررت بدورهن وإذا أنا بعجوز على باب دار وإلى جانبها جارية كأحسن ما رأيت من الجواري فعدلت إليها واستسقيت وما بي عطش فقالت لي أي الشراب أحب إليك قلت ما تيسر قالت ويحك يا جارية ائتيه بلبن فإني أظن الرجل غريبا فقلت للعجوز ومن تكون هذه الجارية منك قالت هي زينب بنت جرير إحدى نساء بني حنظلة قلت هي فارغة أم مشغولة قالت بل فارغة قلت أتزوجينيها قالت إن كنت كفأ ( ولم تقل كفوا ) وهي لغة بني تميم فتركتها ومضيت إلى منزلي لأقيل فيه فامتنعت مني القائلة فلما صليت الظهر أخذت بيد إخواني من العرب الأشراف علقمة والأسود والمسيب ومضيت أريد عمها فاستقبلنا وقال ما شأنك أبا أمية قلت زينب ابنة أخيك قال ما بها عنك رغبة فزوجنيها فلما صارت في حبالي ندمت وقلت أي شيء صنعت بنساء بني تميم وذكرت غلظ قلوبهن فقلت أطلقها ثم قلت لا ولكن أدخل بها فإن رأيت ما أحب وإلا كان ذلك فلو شهدتني يا شعبي وقد أقبلت نساؤها بهدينها حتى أدخلت علي فقلت إن من السنة إذا دخلت المرأة على زوجها أن يقوم ويصلي ركعتين ويسأل الله تعالى من خيرها ويتعوذ من شرها فتوضأت فإذا هي تتوضأ بوضوئي وصليت فإذا هي تصلي بصلاتي فلما قضيت صلاتي أتتني جواريها فأخذن ثيابي وألبسني ملحفة قد صبغت بالزعفران فلما خلا البيت دنوت منها فمددت يدي إلى ناصيتها فقالت على رسلك أبا أمية ثم قالت الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلي على محمد وآله أما بعد فإني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك فبين لي ما تحب فآتيه وما تكره فأجتنبه فإنه قد كان لك منكح في قومك ولي في قومي مثل ذلك ولكن إذا قضى الله أمرا كان مفعولا وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله تعالى به إما إمساك بمعروف أو تسريح باحسان أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولك ولجميع المسلمين قال فأحوجتني والله يا شعبي إلى الخطبة في ذلك الموضع فقلت الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلي على محمد وآله أما بعد فإنك قلت كلاما إن ثبت عليه يكن ذلك حظا لي وإن تدعيه يكن حجة عليك أحب كذا وأكره كذا وما رأيت من حسنة فابثثيها وما رأيت من سيئة فاستريها فقالت كيف محبتك لزيارة الأهل ؟ قلت ما أحب أن يملني أصهاري قالت فمن تحب من جيرانك يدخل دارك آذن له ومن تكرهه أكرهه قلت بنو فلان قوم صالحون وبنو فلان قوم سوء قال فبت معها يا شعبي بأنعم ليلة ومكثت معي حولا لا أرى منها إلا ما أحب فلما كان رأس الحول جئت من مجلس القضاء وإذا أنا بعجوز في الدار تأمر وتنهي قلت من هذه ؟ قالوا فلانة أم حليلتك قلت مرحبا وأهلا وسهلا فلما جلست أقبلت العجوز فقالت السلام عليك يا أبا أمية فقلت وعليك السلام ومرحبا بك وأهلا قالت كيف رأيت زوجتك قلت خير زوجة وأوفق قرينة لقد أدبت فأحسنت الأدب وريضت فأحسنت الرياضة فجزاكي الله خيرا فقالت أبا أمية إن المرأة لا يرى أسوأ حالا منها في حالتين قلت وما هما ؟ قالت إذا ولدت غلاما أو حظيت عند زوجها فإن رابك مريب فعليك بالسوط فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم أشر من الروعاء المدللة فقلت والله لقد أدبت فأحسنت الأدب وريضت فأحسنت الرياضة قالت كيف تحب أن يزورك أصهارك ؟ قلت ما شاءوا فكانت تأتيني في رأس كل حول فتوصيني بتلك الوصية فمكثت معي يا شعبي عشرين سنة لم أعب عليها شيئا وكان لي جار من كندة يفزع امرأته ويضربها فقلت في ذلك ( رأيت رجالا يضربون نساءهم ... فشلت يميني يوم تضرب زينب ) ( أأضربها من غير ذنب أتت به ... فما العدل مني ضرب من ليس يذنب ) ( فزينب شمس والنساء كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهن كوكب )
لما خطب عمرو بن حجر الكندي إلى عوف بن محلم الشيباني ابنته أم إياس وأجابه إلى ذلك أقبلت عليها أمها ليلة دخولها بها توصيها فكان مما أوصتها به أن قالت أي بنية إنك مفارقة بيتك الذي منه خرجت وعشك الذي منه درجت إلى رجل لم تعرفيه وقرين لم تألفيه فكوني له أمة ليكون لك عبدا واحفظي له خصالا عشرا يكن لك ذخرا فأما الأولى والثانية فالرضا بالقناعة وحسن السمع له والطاعة وأما الثالثة والرابعة فالتفقد لمواقع عينيه وأنفه فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم أنفه منك إلا أطيب الريح وأما الخامسة والسادسة فالتفقد لوقت طعامه ومنامه فإن شدة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة وأما السابعة والثامنة فالاحراز لماله والارعاء على حشمه وعياله وأما التاسعة والعاشرة فلا تعصي له أمرا ولا تفشي له سرا فإنك إن خالفت أمره أو غرت صدره وإن أفشيت سره لم تأمني غدره وإياك والفرح بين يديه إذا كان مهتما والكآبة لديه إذا كان فرحا فقبلت وصية أمها فأنجبت وولدت له الحرث بن عمرو جد أمرئ القيس الملك الشاعر
وروي أنه لما حضر أبو طالب نكاح رسول الله على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ومعه بنو هاشم ورؤساء مضر خطب فقال الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وعنصر مضر وجعلنا حضنة بيته وسواس حرمه وجعل لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا وجعلنا الحكام على الناس ثم إن محمد بن عبد الله ابن أخي من لا يوزن به رجل من قريش إلا رجح به برا وفضلا وكرما ومجدا ونبلا فإن كان في المال قل فالمال ظل زائل ورزق حائل وقد خطب خديجة بنت خويلد وبذل لها من الصداق ما عاجله وآجله من مالي كذا وكذا وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل
حكي أن نوح بن مريم قاضي مرو أراد أن يزوج ابنته فاستشار جار له مجوسيا فقال سبحان الله يستفتونك وأنت تستفتيني قال لا بد أن تشير علي قال إن رئيسنا كسرى كان يختار المال ورئيس الروم قيصر كان يختار الحسب والنسب ورئيسكم محمد كان يختار الدين فانظر أنت بأيهم تقتدي وقال رجل للحسن إن لي ابنة فمن ترى أن أزوجها له قال زوجها ممن يتقي الله عز وجل فإن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلم ها وقيل لرجل من الحكماء فلان يخطب فلانة أموسر من عقل ودين فقالوا نعم قال فزوجوه إياها ويستحب أن يختار البكر لقوله " عليكم بالأبكار فإنهن أطيب فواها وأنتق أرحاما
الفن السادس كان وكان وله وزن واحد وقافية واحدة ولكن الشطر الأول من البيت أطول من الثاني فمنه هذه الوعظيات ( يا قاسي القلب مالك ... تستمع وما عندك خبر ) ( ومن حرارة وعظي ... قد لانت الأحجار ) ( أفنيت مالك وحالك ... في كل ما لا ينفعك ) ( ليتك على ذي الحالة ... تقلع عن الأصرار ) ( تحضر ولكن قلبك ... غايب وذهنك مشتغل ) ( فكيف يا متخلف ... تحسب من الحضار ) ( ويحك تنبه يا فتى ... وافهم مقالي واستمع ) ( ففي المجالس محاسن ... تحجب عن الأبصار ) ( يحصى دقائق فعلك ... وغمز لحظك يعلمه ) ( وكيف تعزب عنه ... غوامض الأسرار ) ( تلوت قولي ونصحي ... لمن تدبر واستمع ) ( ما في النصحية فضيحة ... كلا ولا انكار ) وقال أيضا
ولنذكر إن شاء الله تعالى بقية الفنون السبعة على وجه الاختصار والفنون السبعة المذكورة عند الناس هي الشعر القريض والموشح والدوبيت والزجل والمواليا والكان وكان والقوما ومنهم من جعل الحماق من السبعة وفي ذلك اختلاف وعند جمع المحققين أن هذه الفنون السبعة منها ثلاثة معربة أبدالا يغتفر اللحن فيها وهي الشعر القريض والموشح والدوبيت ومنها ثلاثة ملحونة أبدا وهي الزجل والكان وكان والقوما ومنها واحد وهو البرزخ بينهما يحتمل الاعراب واللحن وهو المواليا وقيل لا يكون البيت منه بعض ألفاظه معربة وبعضها ملحونة فإن هذا من أقبح العيوب التي لا تجوز وإنما يكون المعرب منه نوعان بمفرده ويكون الملحون فيه ملحونا لا يدخله الاعراب وقد أوضح قاعدة الجميع وأمثلتها صفي الدين أبو المحاسن الحلي في ديوانه وسماه ( بالعاطل الحالي والمرخص الغالي ) ولو بسطت المقال لاتسع المجال وكثر المقال ولكن الاختصار يذهب الأوجال والحمد لله رب العالمين على كل حال
( للورد فضل على زهر الربيع سوى ... أن البنفسج أزكى منه في المهج ) ( كأنه وعيون الناس ترمقه ... آثار قرض يد في خد ذي غنج )
Forum Rules