لئن سبَّحت صُمُّ الجبـال مجيبةً//
لداود أو لان الحديـد المصفح
فإن الصخور الصمَّ لانت بكفه//
وإن الحصــا في كفه ليُسَبِّح
وإن كان موسى أنبع الماء بالعصا//
فمن كفه قد أصبح المـاء يَطفح
وإن كانت الريح الرُّخاءُ مطيعةً//
سليمان لا تألـو تروح وتسرح
فإن الصبـا كانت لنصر نبينا//
ورعبُ على شهر به الخصم يكلح
وإن أوتي الملكَ العظيم وسخِّرت//
لـه الجن تسعى في رضاه وتكدح
فإن مفاتيح الكنــوز بأسرها//
أتته فرَدَّ الـــزاهد المترجِّح
وإن كـان إبراهيم أُعطي خُلةً//
وموسى بتكليم على الطور يُمنح
فهـذا حبيب بل خليل مكلَّم//
وخصِّص بالرؤيا وبالحق أشرح
وخصص بالحوض الرَّواء وباللِّوا//
ويشفع للعـاصين والنار تَلْفح
وبالمقعد الأعلى المقرَّب نــاله//
عطـــاءً لعينيه أَقرُّ وأفرح
وبالرتبة العليـا الوسيلة دونها//
مراتب أرباب المواهب تَلمح
ولَهْوَ إلى الجنات أولُ داخلٍ//
لــه بـابها قبل الخلائق يُفْتَح