• 03/05/2022

    نشر في 03/05/2022 08:25 PM     عدد المشاهدات: 1936 

    نشأة الدين عند هيوم من التعددية إلى التوحيد نقد في تطور الأديان

    د.غيضان السيد علي المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية

    الخوف والقلق هما- فحسب- منبعا التديُّن عند الإنسان».. هذه فكرة جزم بها ديفيد هيوم في معرض تحليله لنشأة الأديان. بيد أنَّها لقيت ردود فاعلة داحضة، كما يرى الدكتور غيضان السيد علي في بحثه هذا. لقد اعتبر هذه الفكرة زعمًا زائفًا إلى حدٍ بعيد؛ حيث كان تفكُّر الإنسان الدائم في خلق السماوات والأرض، ورغبته الجارفة في التعرُّف على سرِّ الكون، أحد البواعث القويَّة التي دفعته إلى الاعتقاد بفكرة الخالق.

    أهميّة هذا البحث تكمن في متاخمته النقدية لرؤية هيوم حول أصل ونشأة الأديان وتطوُّرها وارتقائها؛ ليبيِّن أوجُه القصور والنقص التي شابت معالجاته للقضايا الدينيَّة، موضحًا تناقضاته في هذه القضايا التي انبرى لها مُدَّعيًا استكناه حقيقتها وسبر أغوارها.
    المحرِّر
    تُعدُّ فلسفة ديفيد هيوم (1711-1776) ـ في الغالب ـ نتاجًا طبيعيًّا للفكر الانكليزيِّ السائد في عصره الذي دَأَبَ على تحصيل المعارف بالحسِّ والتجريب، فكانت امتدادًا لفلسفة لوك (John Locke (1632- 1706 الذي رأى أنَّ العقل صفحة بيضاء، والتَّجربة هي التي تخطُّ سطورها عليه، أي أنَّها هي التي تزوِّده بالمعارف والأفكار كافَّة. فقد كان بذلك يعترض على العقلانيِّين القائلين بتوفُّر العقل على أفكار فطريَّة مستقلَّة عن كلِّ تجربة، مؤكِّدًا على أنَّه لا يتوفَّر على شيء بعيدًا عن التجربة، ومن ثمَّ تَصوَّره مجموعة من الإدراكات. كذلك تأثَّر بفلسفة جورج بركلي

    ...