على لسان الحيوان
by
, 30/10/2020 at 11:27 PM (13739 Views)
أحد المثقفين السوريين من كتّاب أدب الأطفال ما إن وصل للسويد مهاجراً وتعلم لغتهم
فتعجب من ندرة قصص الأطفال على ألسن الحيوانات
فسأل أحد المثقفين عن سر ذلك فقال له الرجل السويدي بأنهم لا يحتاجون لهذا الأسلوب فأوربا تتمتع بالحرية والأدباء يصرحون عن ما بداخلهم بكل حرية.
فأردف المثقف العربي مزدرياً واقعه نادماً على ما قضاه من ضياع للوقت في أساليب الشرق : بأننا العرب لا زلنا عند كليلة ودمنة.
والعجيب أن المثقف العربي بمجرد الوصول لأوربا فهو جاهز للانصياع لأفكارهم وأطروحاتهم وقولبة عقله وقلبه وفق هواهم.
من قال بأن كتاب كليلة ودمنة يندرج تحت أدب الطفل ؟
ومن قال بأن الكلام بلسان الحيوانات يندرج تحت أسلوب التهرب السياسي خشية البطش.
ألم يحادث أبو فراس الحمداني الحمامة ويتكلم بمشاعرها فهل كان ذلك أسلوباً سياسياً أم أنه أنسنة للطير واسقاط مشاعره على هديلها ؟
بالأصل كتاب كليلة ودمنة سفر سياسي وهذه القصص التي فيه والتي بعضها كان على لسان الحيوانات أسمعها الحكيم بيدبا للملك دبشليم فأين التهرب السياسي ؟ وما كان النصح على ألسن الطيور والحيوانات إلا لاعتقادهم بتناسخ الأرواح.