مشاهدة تغذيات RSS

طارق شفيق حقي

التميّز الاجتماعي المرض الفتاك

تقييم هذا المقال
التميّز الاجتماعي المرض الفتاك
٢٠١٤
==================
اعتبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

التطاول في البنيان علامة من علامات يوم القيامة

والتطاول في البنيان، ليس بناء الأبراج العالية فحسب كما يظن البعض

بل التطاول في البنيان بين الناس للتميّز الاجتماعي

ولقد شهدنا من خرب بنايته ليعمر أطول منها

و لقد بنى حاكم دبي ناطحة سحاب وتطاول فيها على ناطحة السحاب التي بناها

أمير في السعودية

ومؤخراً رد عليه الوليد بن طلال وسيبدأ ببناء أعلى ناطحة سحاب تصل ل واحد كلمتر

,عموما يعد كتاب غنس أكبر مؤشر على التطاول الاجتماعي والتميّز الفارغ

فهو يحوي أطول وأكبر وأضخم وأعلى تفاهات في هذا العالم

وحين تصل الحضارة الإنسانية للتفاخر بالشكل دون الجوهر

فذلك علامة عل نضوب معينها ودليل على فنائها

لقد كسر العقل البشري التميّز الاجتماعي بأكثر من وسيلة

فكان الزهاد يتقصدون وضع الرقع في لباسهم ولقد كانوا من أذكى المصلحين

الاجتماعيين الذين ننكر فعلهم ولا نتقبله ولا نعرف مقاصدهم

ولعل قصة فتح بيت المقدس على يد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وتفاصيل حادثة

تسليم مفاتيح بيت المقدس تعد أعظم قصة لتحطيم التمييز الاجتماعي المرضي

والقصة تذكر أن عمر بن الخطاب وصل للمكان الجيش المحيط بالقدس، وإذ بمنخفض

ملئ بالماء والطين فشمر عمر عن ركتبيه وخاض في الوحل

وحين شاهد أبو عبيدة ما ناب ساقي أمير المؤمنين من الوحل قال له عن طيب نية،

والحرص على أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه:" يا أمير المؤمنين لو أمرت بركوب،

فإنهم ينظرون إلينا".

غضب عمر بعد مقولة أبي عبيدة هذه غضبته التاريخية الشهيرة، وصاح بوجه هذا

القائد الذي هزم الدولة البيزنطية، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، صاح به قائلاً

مقولته التاريخية الشهيرة:

" والله لو غيرك قالها يا أبا عبيدة لجعلته عبرة لآل محمد صلى الله عليه وسلم!!! لقد

كنا أذلة فأعزنا الله بالإسلام، فإذا ابتغينا عزاً بغير الإسلام أذلنا الله".

وحين وصل عمر بن الخطاب لاستلام مفاتيح القدس نزل رئيس الأساقفة " صفر

يانوس"، البطريرك، وبيده مفاتيح القدس، وبعد أن سلّم عليه، قال له: إن صفات من

يتسلم مفاتيح إيلياء (بيت المقدس) ثلاثة، وهي مكتوبة في كتابنا - يقصد شروح

الإنجيل- :

أولها: يأتي ماشياً وخادمه راكب.

ثانيها: يأتي ورجلاه ممرغتان في الوحل.

وثالثها: لو سمحت أن أعدّ الرقع التي في ثوبك.

فعدّها، فإذا هي سبع عشرة رقعة! فقال: وهذه هي الصفة الثالثة

فهل تعرفون لماذا لا تقوم حضارة المسلمين والعرب اليوم

إن المسلم لقد وصل لدرجة من الكذب حتى إنه يكذب على نفسه وعلى الله قبل أن يكذب على الآخرين

إنه ليثبت أنه مسلم يضع شارة على جبينه كتب عليه
:" لا إله إلا الله محمد رسول الله"

أو ربما يضع شريطة خضراء كتب عليها :" لبيك يا حسين "

وكلا الفريقين يقتتلان ويسفكان دماء بعضهما البعض.

بشريطة توضع على الجبين نتميز على بقية المسلمين ونثبت أننا مسلمون بحق

بشريطة معفرة بالغبار نتميّز اجتماعياً، ونثبت لله إننا مسلمون بالفعل.
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
منوع

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق

Trackbacks