مشاهدة تغذيات RSS

طارق شفيق حقي

الأصول الوثنية للنزاع بين المشرق والغرب

تقييم هذا المقال
الأصول الوثنية للنزاع بين المشرق والغرب


في تركيا الحالية مدنية تدعى " إزنيق " تدعى تاريخياً " نيقيا " ، ولقد تم تشكيل أول مجمع مسكوني عالمي من نوعه في التاريخ ، لفض الخصومات والذي يشبه في عصرنا مجالس حوار الحضارات و حوار الأديان وربما الحوار بين المذاهب الإسلامية
ربما كانت هذه المجامع لتكرس الخلافات وتزيد الانقسامات رغم شعاراتها الرنانة في توحيد المسيحية ونبذ الخلافات ، فلقد سادت الأهواء وكثرت المطامع ، وربما كان للإمبراطوري قسطنطين الدور في ذلك وهو كان يترأس المجمع المسكوني رغم أنه لم يكن معمداً وما زال وثنياً
واسقاطات هذه المجامع المسكونية على واقعنا اليوم تؤكد أن كل المحافل الدولية والمنظمات العالمية بما فيها الإسلامية والتي تدعي أن تعمل لوحدة الشعوب محض كذب وخداع ، بينما هي تعمل لمصلحة الدول العظمى وخاصة الإمبراطورية الأمريكية.
ويجد بنا ذكر القضية المهمة التي جذرت الخلاف وهي عقيدة التوحيد لدى المسيحيين أو التثليث
فقد نشب خلاف حاد بين رجلين من رجال الكنيسة في الأسكندرية وهما آريوس وأثناسيوس حول العلاقة بين " الأب " و " الابن" و روح القدس
فآريوس كان ينادي بعقيدة التوحيد لدى المسيحيين ويقول إن المسيح مخلوق لإله عظيم وحيد متفرد ولا يجوز أن يكون الأب الذي يوجد بالعادة قبل الابن أن يكون له ذات المنزلة مع الابن الذي يكون له منزلة أدنى أو يساويها ، فالمسيح مخلوق لرب عظيم ودون ذلك فإن المسيحيين غير مؤمنين بعقيدة التوحيد ويعبدون أكثر من إله.
فرد عليه أثناسيوس : إن فكرة الثالوث تقضي بأن يكون الابن مساويا للآب ومن نفس العنصر تماماً ودونما خلاف في القوة ، وكان أثناسيوس يخشى من كلام آريوس سيؤدي لإضعاف المسيحية وإلغاء مسوغاتها.


لكن آريوس كان أكثر ثقافة منه وقد أيده المثقفون في المشرق ، أما الغرب الذي كان متخلفاً عن المشرق ثقافياً وحضارياً فقد أيد رأي أثناسيوس حيث كان له أسلوب عاطفي أكثر تأثيراً في العامة.
عبادة الصور :


ولذلك عقد المجمع المسكوني ورغم قوة وحجة آريوس دعم المجمع أثناسيوس وقرر نفي آريوس وملاحقة أتباعه وحرق كتبه

فما أشبه الأمس باليوم ، القوى العظمى تدعم الباطل وتقف ضد الحق، عبر مؤسسات تدعي الإنسانية والأممية وحماية القانون وما كانت إلا لاختراق القانون وباسم القانون

تم تحديثة 14/02/2014 في 11:29 PM بواسطة طارق شفيق حقي

الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق

Trackbacks