قرات لك: 2
by
, 23/01/2013 at 02:57 PM (4024 Views)
قرأت لك:
داود سلمان الشويلي
د. صادق جلال العظم
تعود رفقتي للمفكر العربي الكبير د.صادق جلال العظم الى فترة النصف الاول من سبعينات القرن الماضي ، حيث قرأت فيما قرأت مجموعة كتب وهي عبارة عن ردود على كتاب نشره عام 1969 بعنوان " نقد الفكر الديني" ، وبحثت عن ذلك الكتاب فلم اجده في مكتبات بغداد بسبب منعه من التداول.
وفي يوم ما كنت مع الزميلين ضياء الراوي " الفنان الكبير فيما بعد والناشر المستديم لاخبار الفن على الفيس بوك " والصديق " الياس الماس" – لا اعرف عنه شيئا حيث انقطعت اخباره بعد تلك الفترة – وجاء حديثنا بذكر الدكتور فسألت عن كتابه فقال لى ضياء : ان في مكتبة عمه " الضابط في الجيش العراقي " نسخة من الكتاب وسياتي بها ، وهكذا حصلت على نسختي من هذا الكتاب ولم اعده اليه حيث طبقت المقولة التي تقول " غبي من يعير كتاب وغبي من يعيده " وانا اعلم ان صديقي العزيز ضياء لم يكن غبيا الا انه وجد ان الكتاب معي انفع مما لو ظل في مكتبة عمه ، ثم سوينا المسألة بيننا فيما بعد سلميا.
والكتاب عبارة عن محموعة مقالات ينتقد فيها المؤلف نقدا علميا بعض الظواهر الغيبية التي يؤمن بها المجتمع العربي من مثل:
- ظهور العذراء على كنيسة مصرية.
- مأساة ابليس عندما طلب منه الله ان يسجد لادم، وحيرته بين ان يسجد لادم وهو مخلوق وبين ان لا يسجد له، فلم ينفذ امر الله، فاختار عدم السجود .
والكثير من المسائل التي ناقشها الكاتب.
وقد حوكم الكاتب في لبنان عن هذا الكتاب بتهمة التجديف بالدين وازدرائه ،وبرأته المحكمة.
بعدها توالت كتابات المفكر العظم مثل كتاب " في الحب والحب العذري " الذي ناقش فيه قضية الحب العذري في المجتمع العربي عند اساطينه العرب كقيس وليلى وجميل بثينة وغيرهما ليصل الى نتيجة مفادها ان المحبين اؤلائك لا يمكن لحبهم ان يدوم الا بالابتعاد عن المحبوب، وهم كذلك نرجسيين وشهوانيين.
ثم اصدر كتابه " ذهنية التحريم " الذي ناقش فيه مسالة الاستشراق عند د. ادورد سعيد ،و قضية سلمان رشدي وروايته " ايات شيطانية ".
اما كتابه " ما بعد ذهنية التحريم " – 1970 - فقد ناقش المفكر رواية سلمان رشدي " ايات شيطانية " باسهاب ، وقد رد على من انتقده .
ثم جاء كتابه " دفاعا عن المادية و التاريخ " الذي دافع فيه عن المادية تلك من خلال ثلاث محاور فلسفية.
ويظل د. صادق جلال العظم واحد من المفكرين القلائل الذين طرحوا الايمان عند عموم ابناء المجتمع وناقشها نقاشا علميا اخرجها من كونها عقائد ايمانية حقة وردها الى ان تكون عقائد ما انزل الله بها من سلطان.
-----------------------------