مشاهدة تغذيات RSS

طارق فايز العجاوى

المجتمع المدنى بين المفهوم والماهية والثقافة بقلم الكاتب / طارق فايز ال 1

تقييم هذا المقال
[QUOTE=طارق فايز العجاوى;111715]( المجتمع المدنى ) بين المفهوم والماهية والثقافة - بقلم الكاتب // طارق فايز العجاوى
الواقع ان ظهور مفهوم المجتمع المدنى كما اظهرت الدراسات قد ترعرع ونشاء للمرة الاولى فى الفكر الاغريقى الذى امن بالدور المجتمعى فى المساهمة فى قيادة الدولة الا ان فى العصور المتاخرة تطور وبرز مع نضوج علاقات الانتاج الراسمالية فى اوروبا وتحديدا فى القرن الثامن عشر ومما ساعد على ظهوره فعليا هو انقسام المجتمع الى طبقات ذات مصالح متضاربة متعارضة الا ان الطبقة السائدة قد نجحت فى اظهار وبلورة اليات فعالة لادارة الصراع الاجتماعى واحتوائه بما يكفل تحقيق اهدافها ومصالحها واستقرار المجتمع
وهذا بالمجمل تحقق من خلال وسيلتين
** وسيلة السيطرة المباشرة وذلك عن طريق اجهزة الدولة
** وسيلة السيطرة والهيمنة العقائدية - الايدولوجية - والثقافية وذلك من خلال منظمات اجتماعية غير حكومية تمارس انشطة تطوعية بهدف تحسين اوضاعهم على كافة الصعد من ثقافية واقتصادية واجتماعية الخ
الملفت المصدر التى تبلورت من خلاله الدعوة للمجتمع المدنى الا وهى تلك الهيئات التىقامت بتقديم مساعدات مالية لبعض مراكز البحث التى قامت بدورها بدعم فكرة المجتمع المدنى ونشرها على نطاق واسع وهذه الدعوة لقيت رواجا واسعا فى الوسط الغربى المختلف تماما عن عالمنا العربى بشتى الحقول والمتميز ايضا بموروثه الثقافى المستند دون ادنى شك الى اساس متين لا يمكن زعزعته
والثابت ايضا ان التيار المناصر والمؤيد لفكرة المجتمع المدنى مصدر قناعته ينبع من ان التطور العالمى الذى تلا الثورة الهائلة فى الميدان التكنولوجى وتزايد التوجه نحو الديموقراطية وسقوط نظم الحكم الشمولية فى المعسكر الاشتراكى الاوروبى الذى ادى حكما الى تراجع دور الدولة هذا كله ادى الى قيام تنظيمات غير حكومية هدفها القيام بانشطة تكمل دور الدولة وتساعد ايضا على نشر قيم المبادرة بالاعتماد على النفس او بصورة جماعية بهدف تجاوز مرحلة الاعتماد على الدولة فى شتى الحقول وايضا بهدف القضاء على موروثات ثقافية واوضاع اجتماعية لم تعد قادرة على ملائمة طبيعية ومتطلبات المرحلة فى هذا العصر من التاريخ الانسانى
ويقينى ان الدعوة للمجتمع المدنى كانت اسبق بكثير من سياق العولمة المعهودة لان البعض تصور ان المجتمع المدنى اقتصر على المنظمات غير الحكومية التى ظهرت حديثا فى سياق العولمة وهذه النظرة ينكرها كل ممعن ومنعم للنظر
وخالفوا الحقيقة ايضا بقولهم ان المنظمات غير الحكومية نشطت فى بداية التاسيس وفق اجندة خارجية وبدعم من مؤسسات التمويل الدولية الراسمالية ومنظمات غير حكومية فى الدول الراسمالية ذات التقدم فى المجال التكنولوجى وتجاهلوا هؤلاء قصدا ام جهلا ان المجتمع المدنى يضم العديد من المنظمات الاهلية والجماهيرية وان جذوره واساسه فى العالم العربى يعود الى القرن التاسع عشر الذى شهد تاسيس الجمعيات الاهلية وايضا فى مطلع القرن العشرين الذى شهد نشوء النقابات العمالية وكذلك الجمعيات التعاونية وبعض التنظيمات الاخرى
ومن حيث المبداء فان المجتمع المدنى هو مجمل التنظيمات الاجتماعية التطوعية غير الارثية وغير الحكومية وهى بالتالى نسيج متداخل من العلاقات القائمة على تبادل المصالح والتراضى والتعاقد والتفاهم والحقوق الخ
بقى ان نشير الى نقطة غاية فى الاهمية الا وهى ان مؤسسات المجتمع المدنى تختلف عن مؤسسات الدولة فى انها لا تملك حقوقا قانونية بهدف استخدام العنف تجاه اعضائها وعلى الرغم من ان المجتمع المدنى يعلى من شاءن الفرد ومع ذلك انه ليس مجتمع الفردية بل على العكس هو مجتمع التضامن عبر شبكة واسعة من المؤسسات سواء كانت اقتصادية ام اجتماعية ام ثقافية ام حقوقية الخ
اما بالنسبة لوجهة نظر الطبقات الحاكمة بخصوص المجتمع المدنى فهى تعتبرها وسيلة مهمة هدفها السيطرة على المجتمع من خلال بوابة الهيمنة الايدولوجية الثقافية على اعتبار ان الية القمع المستخدمة من قبل اجهزة الدولة لا تسعفها فى احكام قبضتها على المجتمع
والى الجزء الثانى ان شاء الله دراسة بقلم / طارق فايز العجاوى[/QUOTE]
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق