مشاهدة تغذيات RSS

{نـــوَفْ.."

{.. مدرسة ابن العميد في القرن الرابع ..}

تقييم هذا المقال
[CENTER][B][COLOR=#ff9900][FONT=DecoType Naskh Variants][SIZE=5]مدرسة ابن العميد في القرن الرابع[/SIZE][/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]


[B][COLOR=#0070c0][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]تزعم أبو الفضل محمد بن الحسن بن العميد الوزير البويهي ، المتوفى عام 360هـ ،اتجاهاً جديداً في الكتابة الإنشائية ، وحذا حذوه مجموعة من الكتاب، كان أبرزهم أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي ، المتوفى عام 383هـ ، الكاتب وأبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصابي ، المتوفى عام384هـ ، الكاتب في دواوين آل بويه ، والصاحب بن عباد ، المتوفي 385هـ ، وهو تلميذ ابن العميد أبي الفضل ، والوزير بعد أبي الفتح بن العميد، وقابوس بن شمكير ، الملقب بشمس المعالي ، المتوفى عام 393هـ ، أحد ملوك الديلم على جرجان وطبرستان ، وأبو الفضل أحمد بن الحسين بديع الزمان الهمذاني ، المتوفى عام 398هــ صاحب المقامات ومبتكرها ، وأبو الفرح عبد الواحد بن نصر المخزومي ،المعروف بالببغا ، المتوفى عام398هـ هؤلاء الكتاب وغيرهم ممن سار على النهج نفسه ، قد أرسوا معالم مدرسة جديدة اختلف في خصائصها الفنية عن مدرسة الجاحظ ، حيث كانت تنزع في الكتابة نزعة جديدة هي ناتج طبيعي لنزعة رجالها الذين مالوا في نثرهم الفني إلي الإكثار من السجع والبديع ، بل قصدوا إليهما قصداً في رسائلهم ، ديوانية كانت، أم إخوانية ، وكتاب هذه المدرسة لم يقتصروا على هذين العنصرين ، على الرغم من كونهما ركني الطريقة الجديدة الأساسيين ، بل إنهم أكثروا من الاستشهاد بالشعر والمثل ، وتضمين الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ، والاغراب بإيراد الحوادث التاريخية واستعمال الألفاظ الغريبة، كما سيمر بنا.[/SIZE][/FONT][/COLOR][/B]

[B][COLOR=#0070c0][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]إن اطلاق اسم ابن العميد على هذه المدرسة يسوغه انه أول ( كاتب ...احتكم إلى السجع في كتابته، كما احتكم إلى البديع من جناس وطباق وتصوير)، فقد كان يلتزم هذه الشروط في رسائله ويجعلها من مستلزماتها .[/SIZE][/FONT][/COLOR][/B]
[B][COLOR=#0070c0][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]على إن القارئ لنتاج الجاحظ يلمح وجود سجع وبديع ، ولكنهما لم يقصدا لذاتهما ، بل كان وجودهما بسيطاً ، ولتجميل العبارة وتوضيح المعنى وتقريبه ،وهو غرض أساسي للكتابة الجاحظية ، كما رأينا.[/SIZE][/FONT][/COLOR][/B]
[SIZE=5][B][COLOR=#0070c0][FONT=Traditional Arabic]على أن القارئ لرسالة ابن العميد إلى ابن بلكا ،الذي خرج على السلطان البويهي آنذاك ، يلمح بقية تأثر بأسلوب الجاحظ تطغي عليه النزعة الجديدة نحو السجع والبديع والتزويق والتوشية ، حتى تكاد تخفي هذا الأثر الجاحظي في هذه الرسالة التي قال فيها:" كتابي وأنا مترجح بين طمع فيك ، ويأس منك وإقبال عليك ، وإعراض عنك ، فإنك تدل بسابق حرمة ، وتمت بسالف خدمة ، أيسرهما يوجب رعاية ،ويقتضي محافظة وعناية ،ثم تسعفهما بحادث غلول وخيانة وتتبعهما بآنف خلاف ومعصية، وأدنى ذلك يحبط أعمالك، ويمحق كل ما يرعى لك.[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#0070c0][FONT=Traditional Arabic]لا جرم أني وقفت بين ميل إليك ،وميل عليك . وأقدم رجلًا لصدمك ، و أُوخر أخرى عن قصدك ، وأبسط يداً لاصطلامك واجتياحك ،وأثني ثانية لا ستبقائل واستصلاحك وأتوقف عن امتثال بعض المأمور فيك ، ضناً بالنعمة عندك ، ومنافسة في الصنيعة فهو يرادف الجمل،ويتابع اللفظ بما يقابله ،ويأتي للمعنى الواحد بأكثر من عبارة يسوقها شاهداً عليه،مسترسلًا في الحديث منطلقاً في السرد،وهو بهذا الأسلوب لايعدو طريقة الجاحظ . ولكن الطريقة الجديدة في الرسالة تبدو واضحة في أن ابن العميد(قد عني نوعاً ما من العناية الهندسية والبناء ، والالاقة والرواء.والزخرف والزينة .ومن هذا الجانب عدها بعض الباحثين وشياً خالصاً، وبديعاً وتطريزاً وترصيعاً. ولقد مال ابن العميد في هذه الرسالة إلى الإسهاب ، آخذاً بطريقة الجاحظ ، ولكنه كان يميل في إسهابه إلى التدليل على سعة المعرفة من طريق الترادف والاقتباس والإشارة والتعريض.[/FONT][/COLOR][/B][/SIZE]

[CENTER][B][COLOR=#ff9900][FONT=DecoType Naskh Variants][SIZE=5]الخصائص الفنية لمدرسة ابن العميد[/SIZE][/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]

[B][COLOR=#0070c0][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]إن كتاب هذه المدرسة، مع ما امتازوا به خصائص معروفة ومذكورة في الكثير من تواريخ الأدب التي كتبت في النثر الفني في القرن الرابع ، لم يوجدوا الأشياء الفنية التي استعملوها في كتاباتهم _كما سنرى _ فجميع العناصر الفنية [/SIZE][/FONT][/COLOR][/B]
[B][COLOR=#0070c0][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]لهذا المدرسة قد عرفت سلفاً ،( فليس في القرن الرابع خصائص جديدة كل الجدّة، ولكن فيه خصائص كانت تلمح عند كتاب القرن الأول والثاني والثالث ، ثم ظهرت واضحة قوية ) على أقلام كتاب هذا القرن الذين أبرزوا هذه الخصائص واستعملوها بكثرة حتى عُرفوا بها، وأصبحت من السمات التي يتميزون بها، ولايعني هذا القول أن رجال هذه المدرسة لم يتميزوا بشيء ، بل أن طريقة استعمالهم لتلك المقومات كانت فيها جدة وأسلوب خاص ، على أن من الباحثين من يعتقد بأن الكتاب في العصر العباسي ، ومن ضمنهم كتاب هذه المدرسة ،( متبعون غير مبتدعين ومقلدون غير مبتكرين ، والقرآن هو أستاذهم وإمامهم الذي عنه أخذوا، وعليه تخرجوا ،شاؤوا أم أبوا) إن هذا الاعتقاد ، وان كان يحمل بعض الصحة ، يلغي دور الكتاب أنفسهم ، وقدراتهم الذاتية ، وفي ذلك إغفال لطبيعة العمل الأدبي الذي يرتكز على القابلية الخاصة للأديب أولاً وعلى عوامل الثقافة والدربة ثانياً ، والقرآن الكريم يمثل حفظه أو قراءته أحد شروط ثقافة الكاتب ،آنذاك .[/SIZE][/FONT][/COLOR][/B]
[B][COLOR=#0070c0][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]لعل السجع من أكثر الخصائص الفنية بروزاً عند كتاب هذه المدرسة ، فقد استخدموه في رسائلهم الديوانية والإخوانية ، والسجع ، بوصفه استعمالاً صوتيا ً للفظ ، يعني بتوافق فواصل الجمل بانتهائها بحرف في مقطعين وأكثر تمثل إيقاعات متساوقة ومتناغمة ، من مميزات بلاغة العرب الفطرية , وهو المعروف منذ الجاهلية ،حيث استعمله الخطباء في خطبهم ، ولا سيما تلك التي كانت ذات موضوع ديني ، ثم استعمل في القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف في العصر الإسلامي . كذلك نجد في العصر الأموي الرسائل موشحه به وبالإيقاع والتنغيم الصوتي ، وغير ذلك من المحسنات والفنون البلاغية والصوتية التي نلحظها في النثر العباسي ، حيث كانت الصنعة وشيوعها عند الكتاب انعكاساً لطبيعة الحياة في هذا العصر ، وعلى هذا فلا معنى لقول أحد المستشرقين ( بدأ استعمال السجع للأغراض الدنيوية منذ القرن الرابع الهجري ) ولقد استعمل السجع في القرون السابقة للقرن الرابع الهجري استعمالاً غير متكلف وغير مقصود ، حيث كان المعنى يسوق إليه ، ولكن ،كما رأينا ، جاء ابن العميد فجعل السجع مقصوداً لذاته ، وحذا حذوه من عاصره من الكتاب أو أعقبوه ، ونسجوا على منواله في ذالك ، حتى أن الصاحب بن عباد ، بلغ به عشقه للسجع ما جعل أبأحيان التوحيدي يقول فيه:( انه لو رأى سجعة تنحل بها عروة الملك ويضطرب بها حبل الدولة ويحتاج من أجلها إلى غرم ثقيل ،وكلفة صعبة، وتجشم أمور وركوب أهوال ، لكان يخف عليه أن لا يفرج عنها ويخليها ،بل يأتي بها ويستعملها ، ولا يعبأ بجميع ما وصفت من عاقبتها ) فمعنى الرغم مما في هذا القول من مبالغة ساخرة ،إلا أن القارئ لرسائل الصاحب يكتشف انه بميل إلى السجع ميلًا شديداً ومما يجدر ذكره في هذا الصدد أن ابن الأثير قد أنتقد طريقة ابن عباد في السجع ،وكذلك طريقة الصابي وابن العميد وأشار إلى أن معانيهم كانت تبعاً لأسجاعهم ، مما يدلنا على مبلغ ما وصل إليه استخدام السجع عند هؤلاء الكتاب .[/SIZE][/FONT][/COLOR][/B]


[CENTER][SIZE=4][COLOR=#31849b][FONT=Microsoft Sans Serif]المرجع :[/FONT][/COLOR][COLOR=#ff9900][FONT=Microsoft Sans Serif]النثر الفني عندأبي حيان التوحيدي[/FONT][/COLOR][COLOR=#c00000][FONT=Microsoft Sans Serif] , [/FONT][/COLOR][COLOR=#31849b][FONT=Microsoft Sans Serif]للمؤلف :[/FONT][/COLOR][COLOR=#ff9900][FONT=Microsoft Sans Serif]فائز طه عمر[/FONT][/COLOR][/SIZE][/CENTER]
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق