{نـــوَفْ.."

[SIZE=5][COLOR=red][FONT=DecoType Naskh]ثالثًـا :[/FONT][/COLOR][COLOR=#00b050][FONT=DecoType Naskh]الأمثال [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[COLOR=#00b050][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]تعريف المثل : [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[SIZE=5][COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh]أ‌- [/FONT][/COLOR][COLOR=red][FONT=DecoType Naskh]في اللغة :[/FONT][/COLOR][COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh] "مِثل" كلمة تسوية , يقال هذا مِثله , ومَثَلُه كما يقال : شبهه وشبهه.[/FONT][/COLOR][/SIZE]
[COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]والمِثل: الشبه , والمَثَل والمثيل كالمثل , والجمع أمثال .[/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]والمثل الشيء الذي يضرب لشيء مثله فيجعل مثله .[/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]والمثال وضع شيء ما ليُحتذى به , وتمثل بالشيء ضربه مثلاً .[/SIZE][/FONT][/COLOR]
[SIZE=5][COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh]ب‌- [/FONT][/COLOR][COLOR=red][FONT=DecoType Naskh]في الاصطلاح :[/FONT][/COLOR][COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh] عرف ابن السكِّيت المثل بقوله : " المثل لفظ يخالف لفظ المضروب له , ويوافق معناه معنى ذلك اللفظ , شبهوه بالمثل الذي يعمل عليه غيره ".[/FONT][/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh]أشاد أبو هلال العسكري ببلاغة الأمثال وحسن أسلوبها في قوله : " [/FONT][/COLOR][FONT=DecoType Naskh]ثم إني ما رأيت حاجة الشريف إلى شيء من أدب اللسان بعد سلامته من اللحن كحاجته إلى الشاهد والمثل والشذرة والكلمة السائرة , فإن ذلك يزيد المنطق تفخيمًا , ويكسبه قبولاً ويجعل له قدراً في النفوس ...[COLOR=#000099]"[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]وتأتي أهمية الأمثال وروعتها في أنها خلجات نفس أُذيبت في ألفاظ ومشاعر روح ممزوجة في كلمات , وأنها سالت على الألسن دون تكلُّف , هذا فضلاً على أنها صدى بعيد المدى للأحداث الت قِيلت فيها أو سُجِّلت عليها .[/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]وقد اشتهرت في العصر الجاهلي جماعة بكثرة ما كان يجري على ألسنتها من أمثال وحفظ عنها الكثير , ومن هؤلاء لقمان عاد , الذي تكرر ذكره على ألسنة الشعراء في أشعار كثيرة أورد طرفًا منها الجاحظ , وقال عنه : " وكانت العرب تعظم شأن لقمان بن عاد الأكبر والأصغر لُقيم بن لقمان في النباهة والقدر , وفي العلم والحُكم , وفي اللسان والحلم ".[/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#00b050][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]من الأمثال الواردة في النثر الجاهلي :[/SIZE][/FONT][/COLOR]
[SIZE=5][COLOR=#00b050][FONT=Symbol]· [/FONT][/COLOR][COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh]"[/FONT][/COLOR][COLOR=red][FONT=DecoType Naskh]لو غير ذات سوار لطمتني[/FONT][/COLOR][COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh] " وقد ورد في قصة لحاتم الطائي , رواها الأصمعي وهو مثل يضرب للكريم يظلمه دنيء فلا يقدر على احتمال ظلمه وربما قصد به أني لا أقتصُّ من النساء أنفة منه , والمعنى لو ظلمني من كن كفئًا لي لهان عليّ , ولكن ظلمني من هو دوني .[/FONT][/COLOR][/SIZE]
[COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]وهذا المثل يدل على التمايز الاجتماعي والطبقي المعروف في الجاهلية , فذات السوار هي الحرَّة , فجعل السِّوار علامة الحرية , لأن العرب قلما تُلبس الإماء السوار .[/SIZE][/FONT][/COLOR]
[SIZE=5][COLOR=#00b050][FONT=Symbol]· [/FONT][/COLOR][COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh]" [/FONT][/COLOR][COLOR=red][FONT=DecoType Naskh]أخطب من سحبان وائل[/FONT][/COLOR][COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh] " وهو من باهلة وكان من خطبائها وشعرائها , وفي هذا المثل توكيد على أهمية الخطابة في العصر الجاهلي , وهو ما يتفق مع العادات والتقاليد العربية الجاهلية التي كانت تُعلي من شأن الخطيب وتخشى لسانه فتقبل طائعة أم كارهة على احترامه .[/FONT][/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=#00b050][FONT=Symbol]· [/FONT][/COLOR][COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh]" [/FONT][/COLOR][COLOR=red][FONT=DecoType Naskh]الدهر أبلغ في التنكير[/FONT][/COLOR][COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh] " والمراد أن الدهر يغيِّر ما يأتي عليه .[/FONT][/COLOR][/SIZE]



[SIZE=5][COLOR=red][FONT=DecoType Naskh]رابعًا :[/FONT][/COLOR][COLOR=#00b050][FONT=DecoType Naskh]القصص[/FONT][/COLOR][/SIZE]
[COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]القصص لون آخر من ألوان النثر الجاهلي , ضَرَب بجذوره في أعماق العصر , واستمد عناصره ومكوناته ومادته من البيئة الجاهلية , وعبر بكل وضوح عن جوانب مهمة من حياة الجاهليين وهم يمارسون كغيرهم العيش في حياة لها طبيعتها , وعاداتها وتقاليدها , وقيمها .[/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#00b050][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]أسباب تطور وازدهار القصص في العصر الجاهلي راجع إلى أمرين :[/SIZE][/FONT][/COLOR]
[SIZE=5][COLOR=red][FONT=DecoType Naskh]الأول : [/FONT][/COLOR][COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh]تعدد المصادر والمنابع التي استقى القُصُّاص منها مواد قصصهم مما جعل المجال مفتوحًا للإخبار والإبداع ؛ وذلك لأن الحياة الجاهلية أصبحت حياة مليئة بكثير من الأحداث , سواءً على مستوى الأسرة الواحدة أو على مستوى القبائل وطبيعة العلاقات بينها .[/FONT][/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=red][FONT=DecoType Naskh]الثاني : [/FONT][/COLOR][COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh]حاجة القوم وغاياتهم المتعددة من الإصغاء إلى القصص , والاستماع إليها بتركيز واهتمام , ومنح القصاص الاهتمام والعناية , وذلك كله أثره الواضح في كثرة القصص , ونشاط القصَّاص واهتمامهم بفنهم الذي أتقنوه .[/FONT][/COLOR][/SIZE]
[COLOR=#00b050][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]ومن أشهر القصص :[/SIZE][/FONT][/COLOR]
[FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]ما حكته العرب على لسان الحية أن أخوين كانا في إبل لهما،فأجدبت بلادهما ، وكانا من بالقرب منها وادٍ خصيب ،وفيه حية تحميه من كل أحد ،فقال أحدهما للآخر :يا فلان ، لو أني أتيت هذا الوادي المكلئ.فرعيتُ فيه بلي وأصلحتها،فقال له أخوه : إني أخاف عليك الحية ،ألا ترى أن أحداً لا يهبط ذلك الوادي إلا أهلكته ؟ قال:فو الله لأفعلن ،فهبط الوادي ورعى به إبله زماناً ، ثم إن الحية نهشته فقتلته ،فقال أخوه:والله ما في الحياة بعد أخي خير،فلأطلبن الحية ولأقتلنا أو لأتبعن أخي ،فهبط ذلك الوادي وطلب الحية ليقتلها ،فقالت الحية :ألست ترى أني قتلت أخاك ؟فهل لك في الصلح فأدعك بهذا الوادي تكون فيه أعطيتك كل يوم ديناراً ما بقيت ؟قال:أو فاعلة أنتِ ؟قالت:نعم ،قال:إني أفعل ، فحلف لها وأعطها المواثيق لا يضرها ، وجعلت تعطيه كل يوم ديناراً ،فكثر ماله حتى صار من أحسن الناس حالاً ، ثم إنه تذكر أخاه فقال: كيف ينفعني العيش وأنا أنظر إلى قاتل أخي؟ فعمد إلى فأس فأخذها ،ثم قعد ها فمرت به فتبعها فضربها فأخطأها ،ودخلت الجحر ،ووقعت الفأس بالجبل فوق جحرها فأثرت فيه ،فلما رأت مافعل قطعت عنه الدينار ،فخاف الرجل شرها وندم، فقال لها :هل لكِ في أن نتواثق ونعود إلى ماكنا عليه ؟ فقالت :كيف أعاودك وهذا أثر فأسك! [/SIZE][/FONT]
[COLOR=#00b050][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]الغايات التي من أجلها كثُرت القصص في العصر الجاهلي : [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[SIZE=5][COLOR=red][FONT=Calibri][FONT=Calibri]1-[/FONT] [/FONT][/COLOR][COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh]التعرف على العالم المحيط بهم .[/FONT][/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=red][FONT=Calibri][FONT=Calibri]2-[/FONT] [/FONT][/COLOR][COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh]الوقوف على أنباء الحروب والمعارك .[/FONT][/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=red][FONT=Calibri][FONT=Calibri]3-[/FONT] [/FONT][/COLOR][COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh]التعرف على حياة الملوك والكبراء.[/FONT][/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=red][FONT=Calibri][FONT=Calibri]4-[/FONT] [/FONT][/COLOR][COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh]التعرف على ترك أسلافهم ،وأمجادهم.[/FONT][/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=red][FONT=Calibri][FONT=Calibri]5-[/FONT] [/FONT][/COLOR][COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh]التعرف على موارد الحكم ولأمثال التي ذاعت وشاعت آنذاك.[/FONT][/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=red][FONT=Calibri][FONT=Calibri]6-[/FONT] [/FONT][/COLOR][COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh]التسلي وإزجاء الفراغ ،وقضاء أوقات السمر .[/FONT][/COLOR][/SIZE]
[COLOR=#00b050][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]وأخيرًا فإن وجود طائفة من القصَّاصين منهم النضر بن حارث , وتميم بن أوس الداري , والأسود بن سريع , دليل واضح على وجود القصص الذي كان لهم أثر بارز في نشره وإذاعته بين أفراد المجتمع .[/SIZE][/FONT][/COLOR]


[COLOR=#00b050][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5][COLOR=red]انتهى [/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#00b050][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5][COLOR=red]المرجع :[/COLOR] النثر الجاهلي بين الأصالة والانتحال , [COLOR=red]للدكتور:[/COLOR]عبدالرحمن بن عثمان ..[/SIZE][/FONT][/COLOR]