مشاهدة تغذيات RSS

{نـــوَفْ.."

< النثر الجاهلي ..

تقييم هذا المقال
[SIZE=5][COLOR=red][FONT=DecoType Naskh]أولاً:[/FONT][/COLOR][COLOR=#00b050][FONT=DecoType Naskh]الخطابة [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]لقد رميت الخطابة الجاهلية – حالها حال الشعر الجاهلي- بالانتحال والصنع واتُّهمت بالافتراء , ورُفِضت نماذجها الرائعة , فلم تقبل على أنها أصل ثَبت وحادث وقع .[/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]وأصحاب هذا الرأي من المستشرقين والعرب يرون أن الخطابة الجاهلية المروية إنما هي صورة مخترعة , ونماذج مبتدعة ضوهيت بها الخطابة الحقيقية في العصر الجاهلي , وليست نماذج أصيلة تمثل العصر الجاهلي وتصوره أتم التصوير .[/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]وقد امتلأت كتب : البيان والتبين , العقد الفريد , الأغاني , إعجاز القرآن , الأمالي , مجمع الأمثال , صبح الأعشى , وغيرها بخطب نُسبت إلى خطباء جاهليين ومنها :[/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]خطبة قُس بن ساعدة الإيادي بسوق عكاظ , التي قال فيها : " أيها الناس : اسمعوا وعُوا , من عاش مات , ومن مات فات , وكل ما هو آتٍ آت , ليل داج , ونهار ساج , وسماء ذات أبراج , ونجوم تَزهَر , وبحار تَزخَر , وجبال مرساة , وأرض مُدحاة , وأنهار مُجرَاة , إن في السماء لخبرا , وإن في الأرض لعبرا , ما بال الناس يذهبون ولا يرجعون , أرضُوا فأقاموا , أم تركوا فناموا ؟ يقسم قس بالله قسمًا لا إثم فيه : إن لله دينًا هو أرضى له , وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه , إنكم لتأتون من الأمر منكرًا " ..[/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]وأيضًا من الخطب خطبة هاشم بن عبد مناف في قريش وخزاعة , وخطبة أكثم بن صيفي ,وخطبة حاجب بن زرارة , والحارث بن عباد , وعلقمة بن علاثة العامري ...الخ [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]أن من يرجع إلى نماذج الخطابة التي ذكرناها يقع دائمًا على أصداف الأساليب الجاهلية , ويحس بتراكيب هذا العصر تسلل في ثنايا التعبير الأدبي الخطابي .[/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]ومن الحقائق التي عرضها مؤرخو الأدب ونقاده في القديم والحديث أن البيئة العربية في العصر الجاهلي كانت تموج بالخطب كما تموج بالمحدثين في شتى الفنون الكلامية وفي كل اتجاه , وأن الفصاحة كانت بارزة عند العرب ,وأن تأثير هذه البلاغة والفصاحة في الخطابة كان أوضح من الحاجة إلى البرهان .[/SIZE][/FONT][/COLOR]



[SIZE=5][COLOR=red][FONT=DecoType Naskh]ثانـيًا :[/FONT][/COLOR][COLOR=#00b050][FONT=DecoType Naskh]الوصايا [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]وهي النمط الثاني من أنماط النثر الجاهلي , والوصايا جمع وصية , ويقال لها الوَصاة , والوِصاية ,والوَصاية , وهي ما أوصَيتَ به , وهي في العصر الجاهلي عبارة عن مجموعة من الحكم المتراصة , التي استفادها صاحبها من تجاربه الطويلة في الحياة , واستقاها من تتابع الزمن والأحداث عليه بحيث صارت مسلمات لا يعارض فيها حين ينطق بها ؛ وإنما يجد آذانًا صاغية وقلوبًا وعاية , إن أرادت الاستفادة بها استفادت , وإن تركتها خابت وخسرت , ثم إليها بعد زمن عادت .[/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]والوصايا إنما تصدر – في الغالب – من خبير مجرب , خبر الحياة والأحياء , وعارك الأحداث وعركته .[/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#00b050][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]وقد أورد السجستاني في كتابه ( المعمرون والوصايا ) طائفة كبيرة من الوصايا منها :[/SIZE][/FONT][/COLOR]
[SIZE=5][COLOR=#00b050][FONT=Symbol]· [/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=DecoType Naskh]وصية عمرو بن الغوث بن طيء ولده , وهم ثُغل , ونبهان , وبنوهم وكان عمرو قد عاش حت كبر ولده , وفيها يقول : " يا بني , إنكم قد حللتم محلا تخرجون منه ولا يُدخَلُ عليكم فيه , فارعوا مرعى الضب الأعور , يرى جحره , ويعرف قدره , ولا تكونوا كالجراد يأكل ما وجد ويأكله ما وجده ؛ وإياكم وابغي , فإن الله إن أراد هلاك النملة جعل لها جناحين ؛ يا بني , لاتستحيوا من منع من لا يستحيي من المسألة , وكلو من الطعام وأطعموه , ولا يستحي أحدكم أن يفعل شيئًا ينتفع به إذا لم يُعرف , فإنه إنما يستحيي حينئذ لغيره , وابدءوا الناس بالشر فإنه أشكر لخيركم وإن كان قليلاً , ولا تمنعكم الكثرة أن تربعوا على أقداركم , والله يحوطكم ".[/FONT][/COLOR][/SIZE]
[COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]وأيضًا من الوصايا وصية قيس بن معد يكرب لولده , ووصية الأحوص الكلبي , ووصية زهير بن جناب ...[/SIZE][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#000099][FONT=DecoType Naskh][SIZE=5]ومن ينظر في معاني هذه الوصايا يراها فطرية تولدت من صميم البيئة الجاهلية تلك البيئة التي عاش الأدب فيها وترعرع فكره في كنفها , هذا فضلاً عن اتسام هذه المعاني بالبساطة والوضوح والبعد عن التعقيد , وهذه البساطة تتسم بالروح الجاهلية تلك الروح التي تقوم أساسًا على صفاء الذهن والبعد عن التكلف , وقد عالج الجاهلي هذه الوصايا معالجة شحذ فيها ذهنه , وكد خاطره .[/SIZE][/FONT][/COLOR]
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق