العولمة بين القبول والرفض
by
, 10/10/2010 at 07:51 PM (3648 Views)
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B] [U]العولمة بين القبول والرفض [/U] [/B][FONT=Times New Roman][/FONT][SIZE=3][B] بقلم/أ سعيدي الوناس[/B][/SIZE]
[FONT=Simplified Arabic][B] تعد ظاهرة العولمة من ابرز الظواهر المعاصرة التي أولاها الباحثون اهتماما بالغا في مختلف بلدان العالم على اختلاف تنوعها الثقافي وتطورها الحضاري. [/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B] وقد تعددت التعاريف المقدمة للعولمة من طرف الباحثين و المفكرين بحيث لم يجدوا تعريفا جامعا مانعا لها بسبب احتوائها على جوانب متعددة اقتصادية و سياسية و إعلامية وثقافية... لذلك جاءت تعريفهم مختلفة باختلاف توجهاتهم الفكرية و الأيديولوجية، وقد أورد بعض المفكرين صيغا متعددة في تعريفهم للعولمة نذكر منها:[/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B]- الكونية نسبة إلى الكون.[/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B]- الكوكبية نسبة إلى كوكب الأرض .[/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic]-[B] العالمية نسبة إلى العالم[/B] .[/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B]- الكلوية نسبة إلى الكل (أي جميع الناس على الأرض)[/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B] وقد أطلق عليها البعض النظام العالمي الجديد و البعض الآخر سماها بالأمركة...[/B][/FONT]
[B]وعلى العموم فان كلمة" عولمة "في اللغة العربية هي ترجمة للكلمة الفرنسية [FONT=Times New Roman]Mondialisation[/FONT] والتي ترجمت هي بدورها من الكلمة الانجليزية [FONT=Times New Roman] Globalization[/FONT] ،[FONT=Times New Roman] [/FONT]فالعولمة تعني اكتساب الشيء طابع العالمية، وقد برزت في العقد[FONT=Times New Roman] [/FONT][/B]ا[B]لأخير من القرن العشرين،بعد تفكك الاتحاد السوفيتي و انهيار المعسكر الاشتراكي نتيجة انتصار الرأسمالية القائمة على اقتصاد السوق و الليبرالية الداعية إلى الديمقراطية و حقوق الإنسان... [/B]
[FONT=Simplified Arabic][B] وهكذا نشأت العولمة باعتبارها العملية التي من خلالها تصبح شعوب العالم متصلة يبعضها في جميع ميادين الحياة ثقافيا و اقتصاديا وسياسيا و تقنيا...فمن الناحية الثقافية تعني تقنين القيم وفق معايير عالمية وتوحيد أنماط السلوك لدى البشر.[/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B] أما سياسيا فتعني نشر القيم الغربية في مجال السياسية بالدعوة إلى الديمقراطية الغربية باعتبارها نظام حكم قائم على الحرية السياسية والتعددية الحزبية و حق المعارضة و حرية التعبير و حق الاقتراع ....الخ[/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B] أما اقتصاديا فهي ترمي إلى تعميم نظام اقتصاد السوق وتحرير التجارة العالمية من خلال عمليات انتقال السلع و رؤوس الأموال وتقنيات الإنتاج... [/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B] أما تقنيا فتتجلى في الثورة الاتصالية و المعلوماتية المتمثلة في وسائل الاتصال من تلفاز و كمبيوتر و انترنيت وهاتف...الخ مما أدى إلى تقريب المسافات و انتقال الثقافات و احتكاكها حتى أصبح العالم شبه قرية صغيرة... فالعولمة باختصار هي نشر قيم الدول الغربية الرأسمالية المتقدمة في العالم كله ، وجعل العالم كله يسير وفق للنموذج الغربي الرأسمالي الليبرالي في مجالات الاقتصاد و السياسة و الثقافة ...الخ إنها –العولمة- مرحلة متطورة من مراحل التاريخ الإنساني،بل هي عند بعض المفكرين "نهاية التاريخ"[/B][/FONT][URL="http://merbad.net/vb/blog_post.php?do=newblog#_ftn1"][FONT=Times New Roman][B][1][/B][/FONT][/URL][B].[/B]
[FONT=Simplified Arabic][B] والسؤال الذي يتبادر إلى أذهاننا و نحن نخوض في هذا الموضوع هو: هل العولمة نعمة أو نقمة على المجتمعات النامية؟ [/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B] لقد تباينت آراء المفكرين واختلفت مواقفهم تجاه هذه القضية فهناك الموقف المؤيد للعولمة و المدافع عنها إذ يعتبرها احد عوامل التنمية و شرط من شروط الدخول إلى الحداثة،و في المقابل نجد موقف معارض تماما للأول،إذ يرى في العولمة خطرا على البلدان النامية إذ لا يرى فيها إلا استعمارا مقنعا تهدف من خلاله الدول المتقدمة فرض سيطرتها على الدول النامية و سلب خيراتها، وبين هذا الموقف وذاك نجد تيارا ثالثا يتبنى موقفا وسطا محايدا ،إذ يحاول تبيان ايجابيات العولمة وسلبياتها بروح نقدية موضوعية إذ يرى أنها ليست كلها خيرا ولا هي كلها شرا.[/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B] لقد تبنى العديد من المفكرين موقفا نقديا ونظرة متشائمة تجاه العولمة نظرا لما لها من آثار سلبية على الدول النامية و المجتمعات المتخلفة...على مختلف الأصعدة سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا و اجتماعيا فمن الناحية السياسية ترمي العولمة إلى إزالة الدول وتحاول إن تنقص من دور الدولة القومية في تسيير شؤونها و تقرير مصيرها، إذ أصبحت الدول العظمى تتدخل في صنع القرار السياسي للدول النامية باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان وهذا ما يؤدي إلى فقدان الدولة الوطنية لسيادتها إذ أصبحت المؤسسات العالمية تتحكم في الدول المتخلفة وذلك بإزالة الفكرة القومية لدى الشعوب و الأمم وهذا ما يهدد سيادتها على حدودها السياسية .[/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B] أما من الناحية الثقافية فالعولمة تؤدي إلى تحطيم مقومات المجتمع الأصلية، من مبادئ وقيم دينية وأخلاقية وتعمل على فقدان الهوية وطمس الشخصية وإعادة صهرها وتشكيلها في إطار شخصية عالمية. إن العولمة فيما يرى الدكتور يوسف القرضاوي في كتابه "خطابنا الإسلامي في عصر العولمة""هي فرض هيمنة سياسية واقتصادية وثقافية و اجتماعية من الولايات المتحدة الأمريكية على العالم الثالث وبالخصوص العالم الإسلامي... [/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B] فالولايات المتحدة بتفوقها العلمي التكنولوجي وقدرتها العسكرية الهائلة وإمكاناتها الاقتصادية الجبارة ونظرتها الاستعلائية التي ترى فيها نفسها أنها سيدة العالم تريد أن تسوق البشر بعصاها.[/B][/FONT][URL="http://merbad.net/vb/blog_post.php?do=newblog#_ftn2"][FONT=Times New Roman][B][2][/B][/FONT][/URL][B](2) [/B]
[B] ومن الناحية الاجتماعية[/B] [B]فالعولمة أدت بالبلدان الصناعية إلى انتهاج سياسة واحدة منها:تخفيض الإنفاق الحكومي والأجور والمساعدات الاجتماعية ،وهذا الوضع أدى إلى الاستنكار والإحباط والمظاهرات من طرف الطبقة الشغيلة[/B][URL="http://merbad.net/vb/blog_post.php?do=newblog#_ftn3"][FONT=Times New Roman][B][3][/B][/FONT][/URL][B] (3)[/B]
[B] وفي الدول المتخلفة فالوضع اشد ،فالبطالة والفقر وانخفاض الأجور وتدنى القدرة الشرائية للمواطنين وشعور الفرد بالإحباط واليأس كلها عوامل زادت من تفكيك للبنى الاجتماعية للمجتمعات النامية هذا مع التذكير بأن العولمة كثيرا ما أدت بالعديد من المجتمعات المتخلفة إلى إثارة النزعات الطائفية والعرقية والمذهبية كذريعة لنشر أفكارهم حول الديمقراطية وحقوق الإنسان بمبررات الشرعية الدولية. [/B]
[FONT=Simplified Arabic][B]لا شك أن العولمة تحمل في طياتها الكثير من السلبيات،لكن يجب الاعتراف أن للعولمة ايجابيات على عدة أصعدة وابرز ايجابياتها نكتشفه في بعدها التقني،فالثورة المعلوماتية التي أحرز عليها الإنسان،المتمثلة في تطور وسائل الاتصال قربت المسافات وساعدت على تبادل الأفكار و الثقافات،إذ أصبح التدفق الحر للأفكار و المعلومات والقيم يقدم لكل فرد بدون استثناء عن طريق مختلف وسائل الاتصال. وهكذا تجاوز الفرد الإعلام الوطني الضيق لينفتح على ما يجري في العالم بدون قيود .[/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B] ومن الناحية السياسية تتمثل ايجابيات العولمة في محاولة نشر قيم الديمقراطية و حقوق الإنسان ومناهضة جميع أشكال الأنظمة السياسية الشمولية والديكتاتورية وفسح المجال للمشاركة السياسية الشعبية من خلال التعددية السياسية و الحزبية والفكرية وتبنى الحكم الراشد القائم على سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان وتحقيق السلام والحد من الحروب عن طريق تعاون الدولي.[/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B] وعلى المستوى الاقتصادي فالعولمة تؤدي إلى تشجيع المبادلات الاقتصادية التي تتم على نطاق عالمي،مما يؤدي إلى تنشيط الاستثمارات في الدول النامية،كما تهدف إلى تحقيق التنمية و الرفاهية من خلال التعاون القائم على المصالح المشتركة عن طريق تحرير التجارة العالمية وإلغاء القيود الجمركية وتفعيل الشركات المتعددة الجنسيات وتطوير وسائل الإنتاج ووفرته كما ونوعا...الخ [/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B] والسؤال الذي يبقي يثير التساؤل هو أي موقف على صواب؟هل نحن مضطرون إلى الأخذ بالعولمة وتبني قيمها من اجل مسايرة الركب الحضاري،أم يجب رفضها والتصدي لها بسبب ما تلحقه من ضرر على قيمنا الدينية وثوابتنا الوطنية؟ [/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B] هناك فريقا ثالثا يتخذ موقفا وسطا ورأيا تجاه هذه الإشكالية فالعولمة بالنسبة لهذا الرأي أمرا واقعا يفرض نفسه لها ايجابيات كما لها سلبيات ومن الضروري أن نتعامل مع هذه الظاهرة الغربية بحكمة وتبصر،فلابد أن نأخذ بما جاءت به العولمة من علوم وتقنيات ومعارف في شتى المجالات حتى نتمكن من مواكبة متطلبات الحياة العصرية،لكن دون أن يكون ذلك على حساب القيم الأصيلة للدولة القومية. [/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic] [B]وفي الختام يمكن القول باختصار أن العولمة سلاح ذو حدين لها ايجابيات ولها سلبيات والأمة التي تأخذ بمعايير عقلانية تستفيد منها دون أن تلحق ضررا بقيمها تكون أكثر قوة من غيرها،فلكي تستمر أمة من الأمم لابد عليها الانفتاح على العولمة والنهل مما تجيده من علوم ومعارف وتقنيات وفي نفس الوقت عليها أن تحافظ على مقومات الهوية الدينية و الأخلاقية و الوطنية .[/B][/FONT][FONT=Times New Roman][SIZE=3] [/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=3][/SIZE][/FONT][URL="http://merbad.net/vb/blog_post.php?do=newblog#_ftnref1"][FONT=Times New Roman][FONT=Times New Roman][1][/FONT][/FONT][/URL][FONT=Traditional Arabic] [/FONT][SIZE=2][FONT=Times New Roman]- [/FONT][/SIZE] [B]انظر فرنسيس فوكوباما، نهاية التاريخ و خاتم البشر، ترجمة حسين احمد أمين،مركز الأهرام للترجمة و النشر ط1 1993 – ص 130[/B]
[URL="http://merbad.net/vb/blog_post.php?do=newblog#_ftnref2"][FONT=Times New Roman][FONT=Times New Roman][2][/FONT][/FONT][/URL] -[B] د/يوسف القرضاوي،خطابنا الإسلامي في عصر العولمة،دار الشروق ط1 – القاهرة 2004، ص123[/B]
[URL="http://merbad.net/vb/blog_post.php?do=newblog#_ftnref3"][FONT=Times New Roman][FONT=Times New Roman][3][/FONT][/FONT][/URL] - [B]هانس بيترماتن،هارالد شومان،فخ العولمة،ترجمة عدنان عباس علي،مراجعة وتقديم د/رمزي زكي مجلة عالم المعرفة ،الكويت1998،ص28[/B]
[/SIZE][/FONT]