مشاهدة تغذيات RSS

داود سلمان الشويلي

عقبات في طريق النهضة - المشروع النهضوي للامام الشيخ حسين المؤيد- ج2

تقييم هذا المقال
[B]عقبات في طريق النهضة
المشروع النهضوي للامام الشيخ حسين المؤيد
(قراءة في الاسباب)-ج2
داود سلمان الشويلي

6 – صناعة القيادات اللاوطنية:
يقول سماحته : (( هناك عقبة أخرى وليست أخيرة هي أن هناك محاولات وخططا ومؤامرات للقيام بعمليتين مزدوجتين الأولى تظهير وتصعيد وتسويق رموز وشخصيات سواء أكانت سياسية أو فكرية أو اجتماعية أو اقتصادية أو دينية مصطنعة وتافهة ليست لها كفاءة ولا يمكن أن تقدم خدمة لهذه الأمة فهناك محاولات لتسويق مثل هذه المحاور على أنها هي المحاور القيادية التي يجب أن يرتبط بها الناس)).
7 - خنق الطاقات المخلصة التي تريد أن تقدم الأمة:
يقول سماحته عن تلك الطاقات، التي عليها: (( أن تعمل من أجل أن تحتل هذه الأمة دورها الطبيعي وأن تستعيد مكانتها الطبيعية فتخنق مثل هذه الطاقة يعتّـم على مثل هذه الطاقة وبالتالي هناك محاولات للتشويه أيضاً لأن تهميش صاحب الكفاءة أمر صعب جداً لأنه يفرض نفسه بكفاءته)).
إذن، ما الحل؟
***
السؤال السابق طرحناه في نهاية الكتاب الثاني من دراستنا المعنونة (التصحيح والتجديد في الفكر العربي الاسلامي عند المرجع الديني سماحة اية الله الامام الشيخ حسين المؤيد - نحو مشروع وطني وقومي واسلامي معاصر) على المستوى الوطني (العراق ما بعد الاحتلال)، اما هنا فهو مطروح على مستوى الامة ، بوجهيها العربي والاسلامي.
يؤكد سماحته بعد ان طرح مشاريعه النهضوية (7): ((نحن نسعى في مشروعنا النهضوي إلى أن نعيد للأمة ثقتها بنفسها وبهويتها الحضارية والثقافية وأن نفتح أمامها أبواباً للأمل وأن نريها في آخر النفق المظلم، أن نريها بصيص نور يمكن أن يحركها لتخطو خطوات حقيقية نحو النهضة لأن هذه الخطوات هي الهدف الذي نرى أنه قدرها في هذه المرحلة، ونحن لا نريد أن نغرق في أحلام اليقظة لكي نصور للأمة وكأن أمامها مستقبلاً واعداً قريباً فإن كل ذلك الواقع المريض الذي تركته هذه الأمة خلفها تاريخاً في ماضيها البعيد والقريب مضافاً إلى طريق المستقبل الشائك لا يبشر بأفق واعد قريب ولكنه لا يعني أن نسد الأبواب أمام النهضة وإنما لا بد أن نتحرك)).
وكيف نتحرك لتجاوز تلك العقبات؟
يجيب سماحته ، ان التحرك يأتي من خلال :
1 – ان الانتماء الثقافي الواحد هو العنصر الفعال الذي يدعو إلى تماسك الأمة، أي الهوية الثقافية الواحدة للمواطن العربي : ((باعتباره ينتمي إلى شيء أسمه العروبة وينتمي إلى شيء أهم وأعظم وأوسع أسمه الإسلام، هذا الإسلام الذي خلق الأخوة بين الشعوب المتضادة في ثقافاتها, المتضادة في مصالحها التي لم يكن بينها فيما سبق، أي انسجام روحي وأي ارتباط وانتماء معنوي واحد، الإسلام هو الذي أوجد ذلك الرباط الوثيق وهو الذي أوجد هذا الانتماء الواحد، فهناك محاولات لتفتيت الأمة ثقافياً وهذه المحاولات ليست مجرد أفكار وليست مجرد خطط وإنما هي برامج تطبق على أرض الواقع في كثير من بلاد العالم الإسلامي)).
الا ان سماحته يعرف جيدا ما قام به الاستعمار من تقطيع لاوصال العالم العربي والعالم الاسلامي ، واوجد الدولة القطرية التي كثيرا ما حاربها القوميون ، كالبعثيين مثلا ، ووصلوا الى استنتاج مهم هو ذاته الاستنتاج الذي قال به سماحته : ((ولهذا نحن نقول إذا كانت الدولة القطرية أمراً واقعاً يصعب أو يستحيل تجاوزه في الأفق المنظور فيجب استثمار الوجوه الإيجابية التي تفتح الجسور وتجعل الجسور مفتوحة بين هذه الشعوب التي قطعت بسكين الاستعمار، قطع هذا الجسد الواحد من خلال الحدود الجغرافية ومن خلال الدول القطرية، نستطيع أن نتجاوز هذه الإشكالية مع وجود هذه الحدود فتنفتح شعوب العالم الإسلامي على بعضها البعض من خلال وحدة الانتماء ومن خلال الهوية الثقافية الواحدة، فالهوية الثقافية والانتماء الثقافي والمعنوي هو أيضاً أمر واقع يريد لنا الأعداء أن نتجاوزه ولكن يجب أن لا نتجاوزه بل يجب أن نؤكد عليه ويجب أن تبقى كل الجسور ثقافياً مفتوحة بين شعوب العالم الإسلامي بل ندعو إلى ما هو أكثر من ذلك بأن توضع برامج على المدى القريب والبعيد لإيجاد نوع من التماسك الاجتماعي بين هذه الشعوب لتتحول إلى أُسر متشابكة)).
لا لان سماحة الامام يستهدي بالافكار القومية /البعثية ذاتها ، وانما لان الواقع العربي الذي دفع بالفكر القومي / البعثي الى الخروج بتلك النتيجة ، هو ذاته الواقع العربي الذي نعيشه الان بعد اكثر من خمسين سنة من ظهور القوميين على الساحة العربية.
2 - السوق الإسلامية العربية المشتركة.
3 - برلمان عربي واحد.
ولكي نصل الى تنفيذ تلك الحلول ، علينا ان ننظر في مجموعة قضايا لا بد أن يهتم بها مفكرونا وسياسيونا في العالم العربي الإسلامي – كما يقول سماحته - منها :
آ- معالجة الفقر.
ب- تحقيق العدالة الاجتماعية.
ج- تصعيد نسبة التعليم والثقافة في الأمة.
د- تحقيق المشاركة السياسية.
هـ- مواصلة خط التنمية.
و- إيجاد الاستقرار السياسي والاجتماعي.
ز- الاهتمام بمسألة حقوق الإنسان.
ح- التأكيد على الوحدة.
‏الجمعة‏، 13‏ آب‏، 2010
***
الهوامش:
1 - الحديث عن الامة العربية هو ذاته الحديث عن الامة الاسلامية والعكس صحيح في فكر سماحة الامام الشيخ المؤيد.
2 - لا ننكر انه في الاعوام الاخيرة من عمر هذه الخلافة قد اصبحت مفتتة بين قوميات وكيانات غير العرب.
3 – المقولة للمرحوم الاستاذ ميشيل عفلق.
4 - لا يفهم من استخدام مصطلح العامل الخارجي على انه يعني الغرب والمسيحية واليهودية فقط ، وانما يعني ايضا انبثاقه من الداخل ، من شعوب وقوميات وديانات تحولت الى الاسلام الا انها ما زالت تعيش دينها السابق وقوميتها بشوفينية تبغض العرب والعروبة والقومية العربية التي استطاع الاسلام من خلالهم اسقاط كياناتهم السابقة فظلوا يتحينون الفرص للايقاع بالاسلام والعروبة، كالشعوبية ، والزندقة على سبيل المثال.
5 – كثيرة هي محاولات الكتابة باللهجة العامية بدلا عن الفصحى ، وليس اخرها محاولة الشاعراللبناني سعيد عقل.
6 – ان التعدد الفقهي ليس معناه خلاف فقهي .
7 – مثل:
- المشروع النهضوي على المستوى العربي – إلاسلامي.
- مشروع الميثاق الوطني العراقي.
- مشروع الفقه التقريبي بين المذاهب الإسلامية.[/B]
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق