مشاهدة تغذيات RSS

قصائد الشاعر التونسي سامي الذيبي

مازلتُ قربكَ في الضّياعْ

تقييم هذا المقال
[SIZE="3"][B]
مازلتُ قربكَ في الضّياعْ



في يومكَ المشتاق للدّمِِ،رحلةٌ في الذّكريات ِ
تعُدّ من رحلوا بلا معنى
وأنتَ سليلُ-أعرفُ منتهاكَ –رحيلِهم
فغيابهم كالنّوقِ ،تسير في طُرُق معبّدةٍ بعزلتنا
ودائمة الحضور كشعبنا
منشورةٌ أجسادهم يتهلّلون، يكبّرون-برغم بحّتهم وآلام النّزيفْ
(هم أدركوا)
" أصواتهم تعبت من الصّدأ الممزّق في الحناجرْ..."
هم فصيلٌ آخر للميّتينْ
كانوا بلا عنى الحياة يُسيّجون رؤاهُمُ المتواضعهْ
لا يحلمون بقصّة للحبّ تنأى كالخرافةِ
(يعرفون بأنّهم زمن الخرافات الحديثة والحداثهْ)
لا يفرحونَ بأيّ مولودٍ جديدٍ
(هم يقيسون النّهارات التي سيموتها / سيعيشها متريْ حديدٍ)
-كالمحايد للحياة يعيشها-







تَعَبُ المسافر لحْظَةَ ودَّعَ الأشعار،
ودّعَ أمّةً تحيا بيحيى
ودّع الأحلام في خجل وقد بكت المشاعرْ...
كانَ – صامدةٌ جروحهُ- يختفي فيها
كشرنقةٍ تحيكُ جمالها العاري
ولا يأتي الرّبيعُ
وكانَ متّقدًا هدوؤه – خطأ لعلّ- كعشبةٍ
كانت نمت وتوسّدت عبثا هدوءها المقابرْ...
كنتُ أستُر ذكرياتي كلّما مرّت بنا آياتهُم والمنشدونَ
وكنتُ أشهدُ أنّنا موتى ،وأشهَدُ
كيفَ أنّ إلهنا يحيا ..زمانا لا يموتْ
الذّكرياتُ إذنْ تليقُ بعابرٍ حرٍّ
سيعبُرُ هذه الصّدماتِ،..
زورقُنا صغيرْ
والعائدونَ من الحروب إلى السّلامِ
برايَةٍ ثكلى ممزّقَةٍ
وطائرةٍ تفتّشُ عن وطَنْ




كفتاة ملهى عمرها يلهو
وأيّ هويّة ستمدّها
كانت ترى ما لا تحبُّ
وتمدّ للأسرى لبسمتها ،دمًا
هيَ تذكر الأسباب والزمن المغايرْ..
ثمّ تضحكُ ملء شهوتها
كأرضٍ أمطرتْ قهرا
فأنبتت الخناجرْ....
ثمّ تبكي مرَّ غصّتها
كنهرٍ قدّمَ الأسماكَ مهرًا للغزاةِ
كذكرياتي لا تكفّ عن النّزولِ
ولا تحيدُ عن السكوتْ
كبريقِ عينيهِ
هادئًا ،متثاقلاً ببراءة الشّيب الوقورِ
أراهُ يدفئُ ليلنا في بُردة الأشواقِ
يطرُقُ حزننا
(أعني يكسّر صمتنا)











ماءً يسيلُ
ينظّفُ الأكوابَ نادلنا
ومقهى الرّوحِ تنسجها الأساورْ..
شامخًا في ذكرياتي ،كــانَ
كنتُ أسمعُ وقْعَ خطوتهمْ
كما مطر خفيفْ /
فجْرًا، وكانوا يزرعونَ صباحهم
ويعلّقونَ عليه معنى للصّباحْ
ليسوا كذاكرتي
فكانوا ينجبونَ صباحهم
وأكفّنا دوْمًا تصفّقُ للجراحْ
(مسكينة هذي الأكفّ يلفّها جسدُ القواصِرْ...)













كاليتامى نحنُ
سيرتنا بطولاتُ القدامى
كيفَ يكتُبُ سيرَة الإنسانِ جيليَ عاريًا
أقلامنا صرخت بما يكفي
يتامى نحنُ لا نستشْرفُ الآتي
فيكفي ما نرى
كي لا نصاب بأيّ إحباطٍ
ونكذبُ حين نضحكُ من ممثّلةٍ تقدّمُ دورَ محبطةٍ،وضائعةٍ
كشارع قريةٍ خالٍ من الأضواء والأطفال واللّعب الصغيرةِ،ذكرياتي











كلّما فتّشتَ فيها عن طفولتنا فقَطْ
رفضَتْ حديثكَ يا أنا / فآصبرْ
تمزّقت المنابرْ
لستَ وحدكَ في الصّراعْ
مازلتُ فربكَ ،آملاً أمتدّ في كلّ البقاعْ
فاصبرْ أخي
مازلتُ قربَكَ
صوتُ أمّكَ ،صوتُ اخوتكَ الجياعْ
واصبرْ أخي
مازلتُ
قربكَ
في
الضّياع
[/B][/SIZE]
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق