زهد وقبح
بواسطة
, 03/03/2010 عند 02:29 PM (3435 المشاهدات)
زهد وقبح
يا بني لا تجعل زهدك قناعاً للقبح , قالها ثم توارى عني
كم تمنيت يوماً أن ألقاه لفترة أطول , كم كان جميلاً لو جلست معه أحكي له قصة الزهد وقصة القبح... وحين تحس أن زهدك أمسى ستاراً جباناً يستر قبحك تعرف أنك بدأت تزهد .
كم قناعاً ستلبس يا ترى
قابع في حضن المعرفة لا أعلم شيئاً ... محض إرادة غائرة عجوز نصفه في القبر, يا ويلاه لو تكون قتيل الحسرة كل مرة أقول فيها سألتقيه هذا الغريب لكنه يختفي عني , يقول كلمتين ثم ينصرف , وأنا فيني بوح شتاء ودروب طويلة
ومضيت لا أدري متسعاً للفكرة ومتسعاً للأمل
في حضن الوقت أكسر كل عقارب الساعات وأخلط ماء اللحظات بحيرتي, أفكر كم لو كنت جباناً لهربت , ورضيت بالتعب... لكنه هو التعب والعدم معاً
كم هو الشعور بالعدم صارخ
وقفت لا أدري علني هزأت بذاتي , دمار هائل يحل بي
في اللحظة التي أحسست فيها بحرارة يد الغريب كانت القلعة خلفي تنهار, كل قلاعي قد انهارت وهو انصرف بعيداً
في المرة الماضية كان يقول لي يا ولدي لا تبكي فما البكاء بمجدي , جمع قطراتك للسيل ... عل السيل يغسلك
لكنه لم يغسلني لقد دمرني
أنا ملك القلعة أنام وحيداً في العراء في البرد القارص
حين دخلت بلاط قلعتي كان الحشم من حولي وحركة القلعة كخلية نحل , ألاف الحراس يجوبون القلعة باب القلعة يعلو ثلاثين ذراعاً والجدران سماكة خمسة أذرع , لو أنك مشيت فيها من أولها لأخرها لاحتجت ساعات
يصل القسم الشمالي بالجنوبي جسر يمر فوق بحيرة كبيرة تحيطها غابات كثيفة ويعلو فوق القلعة أبراج علو كل برج سبعين ذراعاً
ترى من رأس كل برج بحر من الأبحر , في البرج الأيمن وكنت أسميه برج الوحدة كنت أسرج ليلي وأمضي أسابيع هناك كنت أصعد ألف درجة حتى أصل أخره وفي أخره كنت أسعد الناس وحيداً أطلع على كل القلعة تحركني ألف فكرة وتأخذني كل فكرة ألف عام
في البرج الأيسر وكنت أسميه برج الحيرة كان للأسف مكان خلوتي بعد برج الوحدة ...للقلعة عشرات الأبراج
كنت سعيداً في قلعتي... لكنها الأيام واليوم أقف على ركام القلعة أجد الجثث تحت الأنقاض وأعيد مشهد تداعي الأبراج وانهدام الجسر وغيض البحيرة واحتراق الغابات وتهدم القلعة عن بكرة أبيها
كل ذلك من كلمتك أيها الغريب "يا بني لا تجعل زهدك قناعاً لقبحك"
نظرت خلفي للدمار و قلت وها قد زهدت حق الزهد أيها الغريب فما أقبحه من زهد