مشاهدة تغذيات RSS

طارق شفيق حقي

أزواج وماسنجر

تقييم هذا المقال
أزواج وماسنجر



على السرير كانت دلال تنظر بوجه زوجها النائم مسندة يدها إلى رأسها , كانت تتأمله بوجوم , وهو كان مستلق على ظهره يلفظ أنفاساً حارة كأنفاس مجمر نار.....


جالت عيناها بكل وحهه ووقفت عند أنفه وتقول في ذاتها: لأول مرة أعرف أن أنف أمير كبير إلى هذه الدرجة كان أنفه كبيراً وحاداًً بشكل يوحي إلى كبرياء شامخ قالت في ذاتها أموراً كثيرة ثم أدارت ظهرها له ونامت
بانزعاج شامخ أيضاً. قبل أن تنام كانت تجول بعينيها بفضاء الغرفة أصبحت تراها أضيق كأنها تحبس أنفاسها




كيف لم أتبه لكبر أنفه كنت اراه صغيراً قبل الزواح كم هي الحياة رتيبة ومملة.....
بعد الزواج أمور كثيرة تتغير فأمور كانت صغيرة تصبح كبيرة وأمور كبيرة تصبح صغيرة وصغيرة جداً
لم تكن تلك الحكمة التي نبعت من رأسها لتريحها , فرمت الغطاء وذهبت إلى الحاسب ودخلت إلى الإنترنت
وبدأت ترسل ألاف الكلمات ........
حين عاد أمير من عمله في اليوم التالي كانت تجلس أمام الحاسب منهمكة وحين اقترب منها قالت سريعاً: الغداء على الطاولة انتظرتك طويلاً قبل أن أكل لوحدي


لم يكترث للطعام رغم أنه لم يفطر قال : كيف حالك حبيبتي

قالت بعد مضي ثواني: الحمد لله وكأنها تريده أن ينصرف ...لكنه اقترب منها ثم أمسك الكاميرا فوق الشاشة وأنزلها للأسفل لاحت منه التفاتة إلى الشاشة كانت قد أخفت صفحة الماسنجر وإذ بها تومض ذلك يعني أن هناك من يرسل لها رسالة جديدة قال بعد أن نظر فيها : قد قلت لك احذري من الانترنت ربما يخترقون جهازك ويأخذون صوراً لك.
ردت بغضب دون أن تنظر إليه : أو تحسبني جاهلة أعرف كل هذه الأمور لقد شغلت الجدار الناري وبرامج الحماية.
انصرف عنها إلى التلفاز وفتح قناة الأخبار ثم قناة اجتماعية كان هناك برنامج عن الأسرة نادها دلال تعالي شاهدي معي هذا البرنامج إنه مفيد جداً.
كرر كلامه مرة أخرى قبل أن يأتيه ردها قالت : سألحق بك دقائق قليلة ومرت الدقائق والساعات وهي في مكانها......


في المساء كان في العمل لم يكن يذهب إلى العمل مساءً صار يذهب

دخل إلى الانترنت وفتح الماسنجر كانت اسم زوجته موجوداً كانت تأخذ اسم زهرة الكاميليا
أرسل لها رسالة فورية تأخرت حتى ردت عليه : أهلا أمير كيف حالك .
كيف حالك ماذا تعملين
قالت : أنهيت عمل البيت قلت أحمل درساً لعمر خالد من موقعه ولذلك أتأخر عليك في الرد
كانت زوجته دلال تظهر في قائمة الأسماء وقد شغلت الكاميرا تعجب كثيراً وخاف أكثر
فتح مربع الكاميرا كي يراها كانت الكاميرا مصوبة نحن أصابعها على المحارف استطاع أن يرى يدها
وهي تكتب بسرعة التقط رغم سرعتها العبارة التالية : حسام لا تغش..

وحين لم تصله العبارة كانت قد دفع الشاشة تهوي أرضاً وخرج يهيم على وجهه
حين عاد إلى المنزل كانت دلال نائمة نظر فيها ثم انصرف إلى
جهاز الحاسب شغله لم يعرف كيف صار يعبث في صفحات المنتديات
لفت عنايته خبر فضيحة إحدى البنات على الماسنجر
فتح الصفحة ويا للهول جمد وكادت عروقه تنفجر شاهد صورة فتاة لم يظهر وجهها وهي بلباس النوم


فما كان منه إلا أن قلب طاولة الجهاز ......... الظاهر أن حسام كان يغش ؟؟!!

في اليوم التالي حين سأله القاضي ما هو سبب الطلاق قال: إنه الماسنجر.
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
قصة

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق

Trackbacks