مشاهدة تغذيات RSS

طارق شفيق حقي

مقبرة الألف امرأة

تقييم هذا المقال
مقبرة الألف امرأة


كان الغريب يستعد لدفن امرأة جديدة حيث نصحه الحكيم أن يعجل بالدفن فإكرام الميت دفنه.
هو كان كتلة من مشاعر متأججة كيف لك أن تحمل جسدا ً بين يديك ولا يحرك ذلك فيك شيئا .
كيف يكون فكرك قد تعلق بها ,ثم مشاعرك تأججت وتأخذك دوامة التفكير , أنزل الجثة في القبر كانت ليلة عاصفة برقت السماء وأرعدت كعادتها حين يريد الغريب حفر قبر جديد , لم تكن قو ة العاصفة لتؤثر على ما تحرك من مشاعره . كانت الغيوم تتجمع سوداء قاتمة لكن لم تكن أشد قتامة من حزنه.
مد يده إلى شعرها وقرأ عليها ما تيسر ثم وارها الثرى سريعا لم يكن يحب هذه اللحظات ,

حين انقشعت الغيوم لاحظ بجانية مقبرة كانت مقبرة الرجل الواحد حيث جلست ورقاء .

ورقاء هل ما زلت هنا ويحك نادى الغريب كان كل ما دفن امرأة شاهد ورقاء.
رغم حزنه ضحك
كانت ورقاء امرأة جميلة دفنت رجلا ذات يوم وبقيت بجانب قبره كانت ما تزال تحيك ثوبا تقول أنه سيمنع البرد عنها , لكنها كلما وصلت لنهايته وقبل الغرزة الأخيرة كانت تنقضه من بعد قوة أنكاثا تخاف أن لا ينجح الثوب وكل ما سئلت كانت تقول لا أعرف ماذا أريد لعلي أنسج أفضل منه, وبقيت ككل مثيلاتها من النساء ينسجن ثوبا الدفء ثم في اللحظة الأخيرة ينقضنه
أنكاثا أنكاثا ؟!ثم تعود تبكي , وتستذكر حب حبيبها ... آه كم أحبني.. أنه الحب الأوحد

ورقاء صاح بها الغريب أما مللت أنظري إلى النهر الذي انسكب بجانبك كفاك بكاءً ودعك من هذا القبر سيأتيك من يحبك ويتزوجك.
ترد ورقاء: ربما يأتيني من يتزوجني وربما أنجب أطفالاً أقوياء , لكن لن أحب مثل ما أحببت , قد مضى الحب وانقضى فأنا لا أحب إلا مرة واحدة .
ورقاء كانت تذكر بكل صراحة ما جال بذهنها والغريب ما زال في مرضه القديم أخذته شفقة بها , وقال ورقاء ما رأيك أن أتزوجك . دهشت ورقاء ثم تلعثمت وما درت بأي شيء تجيب وظنت أن مسا أصابه .


لكن لدي شرط قال الغريب سنجري تجربة وان نجحت ستكونين زوجة لي وسنجوب البلاد

قالت ورقاء : ما هي هذه التجربة
قال الغريب : سأزرعك في الأرض فان تحولت إلى شجرة مثمرة سأتزوجك.
قالت ورقاء : قبلت لكن أين ستزرعني .
قال هلم معي وأخذها إلى التراب العجيب وأشعل نارا قوية ثم حفر الأرض وقال لها ضعي قدميك هنا ثم ردم التراب فوق قدميها وسقاها من ماء عناقيد العنب و انسحب إلى الخلف ينتظر النتيجة , جلس ينتظر تفاعلا بين الماء والتراب و الحسناء ورقاء ,....... وبدأ التراب يشرب كل قطرات الماء المركز وبدأت ورقاء تتفاعل معها لكنها لم تتحول إلى شجرة يحبها الغريب بل تحولت إلى فراشات غبية طارت وحامت واقتربت من النار صاح الغريب ورقاء ورقاء واحترقت الفراشات بالنار وتلاشت , وعاد الغريب أشد حزنا من ذي قبل يفكر كيف وأين يدفن ورقاء.
فما كان منه إلا أن غرف من نهر دموعها ونثره فوق قبور الألف امرأة عرفانا منه لورقاء وغادر مقبرة الألف امرأة يأمل أن لا يعود إليها أبدا .

.

3/7/2005

تم تحديثة 24/01/2018 في 10:44 PM بواسطة طارق شفيق حقي

الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
قصة

التعليقات

  1. الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تحولات ورقاء

    تحولات ورقاء


    عاد الغريب يعتريه حزن البلاد كلها يشعر باللوم الشديد , لم يخطر بباله أن تتحول ورقاء لفراشات تتطير نحو النار, في أخر تجربة قام بها تحولت تلك المرأة إلى زهور يانعة بالرغم من جمالها لكنها كان يعشق الشجرة أكثر , لم يحزن على المرأة التي تحولت إلى صخرة صماء أو تلك التي تحولت إلى طير طار في السماء بعيدا أو التي تحولت إلى عطر فاح بالوادي لكن حزنه على ورقاء جعل ناراً تسري في عروقه استحال فكره كرة نار وأصبحت الحكمة لديه ضربا من الجنون والعبث, فقد توازنه وأحس أنه يمشي فوق الأرض , في طريق عودته إلى القلعة كانت طيور تطير فوقه وأزهار تلاحقه وعطر زكم انفه وصخور تتدحرج من جانبه ركض هاربا كانت كل القبور تلاحقه وما إن دخل قلعته حتى شاهد الحكيم على باب القلعة .
    إنهم إنهم يلاحقونني قال الغريب للحكيم
    من هم قال الحكيم .

    إلا تشم رائحة هذا العطر انظر انظر وأشار بيده إلى الخلف لكن الحكيم لم يتحرك ودخل إلى القلع مباشرة , نظر الغريب إلى الخلف لكنه لم يشاهد أي شيء , سال عرقه واضطرابه على كامل جسده , ثم دخل القلعة
    - ما بك أيها الغريب

    - لقد ماتت ورقاء أيها الحكيم... ماتت وتحولت إلى فراشات واحترقت بالنار
    - وأنت أين كنت .
    - لقد حاولت أن أمنعها عن النار لم أقدر لم أقدر كانت الفراشات تقترب هائمة إلى النار دفعت واحدة فارتمت أرضا بلا حراك خشيت أن أقضى على الباقيات , لكنها ظلت تحوم حول النار حتى احترقت كلها.كنت كالمجنون أقاتل الهواء وأطوح بيدي .
    - ولماذا لم .......كان الحكيم يتابع... – صاح الغريب لماذا لماذا ... لماذا هذه التجربة أصلا ً لم أعد أريد شجرة ولا ثماراً كف عني نصائحك.
    - قال الحكيم: هوذا الطريق أيها الغريب محفوف بالهزائم محفوف بالأوجاع لكنك لا بد أن تصل إلى هدفك , لو أنك دفعت الفراشات أرضا أرضاً كانت ستتحول مرة أخرى إلى ورقاء لن تموت تحت الأرجل
    لكنها العاطفة قد أعمتك ,الرأفة في غير مكانها ,صاح الغريب بغضب:
    وما يدريني أيها الحكيم وما يدريني أنها ستتحول وتنهض مرة أخرى لماذا لم تقل لي لماذا لم ترشدني.
    - لماذا لم تخبرني أنك ستجري تجربة هناك في المقبرة, كنت أحسب أن لا مكان للحب بين القبور لكنك اندفعت وراء نزوة عابرة ,ويحك أيها الغريب يجب أن لا يربكك عطشك, يجب أن يزيدك قوة.. ويحك.
    - صمت الغريب ....لازال يتذكر مشهد احتراق الفراشات يبكي في ذاته .. أيها الحكيم ... لماذا كان يجب أن تكون النار حاضرة , ربما لم تكن الفراشات ستحترق.
    - ضحك الحكيم حتى قهقه يا صغيري لو لم تكن النار موجودة كانت ستتحول ورقاء إلى شجرة بل كل النساء كن شجرات لكنها هي الشروط عزيزي, لا تعترض على ذلك كن حذرا .
    - لن اعترض لكن الم تكن هناك طريقة تحول ورقاء إلى شجرة بوجود النار .
    - استغرب الحكيم من السؤال لم يكن يدري إجابة له ولم يكن يستطيع الاعتراض عليه فانسحب من المكان تاركا الذهول يخيم على المكان صمت صارخ عم القلعة .
    وكأنه كان هناك من يستمع إلى الغريب و حكيمه وتسللت إلى المكان هسهسة بعيدة كانت أشبع بدندنة مألوفة هوذا... هوذا صوت ورقاء تغني الأغنية ذاتها في مقبرة الرجل الواحد تذكرها فهو يعرفها جيدا كان يستمع إليها كل ما ذهب للمقبرة .
    - صاح ماذا تقول أيها الحكيم بقبر واحد لورقاء قبر واحد جاءه صوت الحكيم متخامداً إياك أن تعود للمقبرة إياك .
    - عادت الدندنة قوية وقد نسجت عليها كلمات جديدة على لحن ورقاء كانت تقول :
    أنت زرعتني أنت
    أنت قتلتني أنت

    أنت زرعتني أنت
    أنت حرقتني أنت
    مرت لحظات اعترك الغريب وجدران القلعة حتى كادت أن تطبق على أنفاسه فخرج من القلعة عاد الغناء , زفر الغريب وأخذ بالبكاء بكاء مرير ثم بالعويل لكن شدة بكائه لم تمنع الأغنية من الوصول إلى أذنيه وقلبه : أنت قتلتني أنت حرقتني
    كان يطوح بيديه في الهواء كأنه يبعد طيور الظلام عنه.
    مشى هائما يبحث عن وجه ورقاء في كل شجرة في كل صخرة في كل وردة
    ظل يمشي حتى وصل إلى مقبرة الألف امرأة
    هناك كان الصوت أقوى .. رددت كل القبور وراء ورقاء :
    أنت قتلتني أنت
    أنت حرقتني أنت

    كفى صاح الغريب ..أنا لم أحرقك .... لم أحرقك

    عاد الصوت شامتا:
    أنت قتلتني أنت
    أنت حرقتني أنت
    أنت من أعجب بشكل بالنار وغرك حسيسها ولونها ما دريت أنها الاحتراق
    بل لم تحس إلا حين صرت رماداً أسودا ً كنت تتلذذين بهواك.
    خرس الصوت حينها
    جلس الغريب منهكاً على حافة المقبرة نكس رأسه وغرق في حزنه, كانت شلالا يغدق فوق رأسه وينابيع ماء أسود تفيض من تحته وظل ساعات وساعات ................ بعد تلك الفترة رفع رأسه حاول أن ينهض لم يقدر
    سحب رجله لم تتحرك قيد أنملة كأنها معلقة بألف يد
    اجمع كل قواه وصرخ يا الهي نهض, كانت أطرافه قد قيدت بألف سلسلة وسلسلة .. وقد امتدت من كل قبر سلسة حديدية كبلته, جمع كل قواه وهو القوي لكن سلسلة لم تنقطع كان كالنمر الهائج يزمجر
    ها هو الغريب قد كبل بألف سلسلة بعيدا عن قلعته وجنوده والحكيم
    وعادت دندنات ورقاء ترد خلفها كل نساء المقبرة الألف :
    أنت قتلتني أنت
    أنت حرقتني أنت

    .
  2. الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    كان الغريب يغوص عميقاً عميقاً كان يحاول أن لا يجرح امرأة لكنها الحقيقة صرخت بوجهه كانت الحقيقة أنصع من الشمس كانت اكبر من رقته : فصاح : أيتها النساء

    أيتها النساء يا نساء القبور انعموا بالموت فالموت راحة لكم... لازالت الشفقة على القوارير قوية كما كانت رغم سطوع الشمس.
    لم تكن واحدة منهن ترفع رأسها لترى الشمس المحرقة كانت تغرق في بحر العواطف التي ستنضب وستتركها في صحراء محرقة , صحراء لن تجد فيها معينا
    وستنفد مئونة الذكريات ستنفد , بل ستسمم جسدهن وستحال الذكريات شبحاً يلاحقهن
    انعموا بالموت يا نسوة القبور صاح, والسلاسل مازلت تكبله تزداد قوة
    ماد بجسده وكأنه يسخر من هذه السلاسل وقهقه: فكوا وثاقي أيتها النساء برضاكن قبل أن أبددها رغماً عنكن , ماد مرة أخرى كنمر شرس وألف سلسلة وسلسة تلتف حوله
    تهامست النساء وعلت تمتمات , نهضت كل النساء من قبورهن, ألف امرأة.

    صرخت واحدة بوجه أنت خائن أنت معتوه..صاحت أخرى أنت جبان ..وأخرى : أنت درويش لست برجل ....وأخرى: أنت ضعيف ........ أنت دفعتنا للموت للفشل وشدت السلاسل بقوة حول جسد الغريب كادت تطقطق عظامه تفصد جسده عرقاً صاح الغريب من الألم , لكنك حين تحس بضعفك يكون ذلك سر قوتك رمى الغريب بشفقته جانبا وقال : وهو ينظر بالعين التي لم تكن لترفع لتنظر بعينه
    ألست زهرة.... نعم قالت النساء وهن ينظرن إليها
    هل أحكي لكم قصة زهرة

    زهرة الفتاة الرقيقة النسمة العذبة
    زهرة التي كانت تخجل منها الأزهار أمسك الغريب بطرف يده بسلسة زهرة.... أتذكرين يا زهرة حين مرّ الغريب بواديك وادي زهرة
    أتذكرين حين مشيت باستحياء وقلت لي هلا استسقيت لي

    ثم حين بدأت أستسقي لك كانت تراوديني فكرة جميلة أنك ستذهبين لأبيك وتقولين إنّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ كنت أحلم لكنك أخذت تتغنجين وتتدللين , رغم ذلك طلبت منك تجربة التحول إلى شجرة شجرة وما أحيلى الشجرة , أتعرفون إلى ماذا تحولت زهرة لقد تحولت إلى أفعى رقطاء ولدغتني وانصرفت إنها زهرة فتاة الوادي التي تمشي على استحياء وتطلب الاستسقاء,
    أنت أحمق لست برجل أنت درويش أنت معتوه قال زهرة
    لقد طلبت مني زهرة زهرة الوادي أن أبيت معها , في ظلمة الوادي صاح الغريب أيتها الحقيقة وكأن سحرا قد تسلل للمكان: جاء صوت زهرة العذب الصوت الناعم وسمعت كل نساء المقبرة : ابق معي أيها الغريب ليلة واحدة , يقول لها الغريب بل العمر كله أين أبيك, وتقول هي الوادي ويقول أين أبيك ..... الوادي فصفعها بقوة قالت انك درويش لست برجل وكأنها تحاول أن تهينه وتجرح كرامته كرجل نعم قال الغريب إنا درويش ولست برجل أمام الرذيلة وانصرف فما كان من الأفعى إلا أن لدغته في ذاكرته , وسرى السم قويا يؤذيه فمرض وتاه في غابات الجنون.
    زهرة سحقا لك وسحب السلسلة بقوة فتفككت كل أجزئها وأرسلت الحقيقة سهماً إلى صدر زهرة فأحرقت ومليء صراخها كل الأجراء

    حينها صمتت كل نساء المقبرة.... نظر الغريب بعين كل امرأة
    وهمس من تريد أن تحاكمني أيضا , من تريد أن نذكر للحقيقة قصتها
    وصرخ ويحكن ... ويحكن ... ويحكن....كان الغريب يصرخ بألم كان حلم الشجرة يعصر قلبه ,
    أنت ألست شمس التي ........ألم تكوني.... صاحت شمس لا ..لا ثم اختفت في قبرها وانفلتت سلسة أخرى
    وأنت ألست دلال ... دلال التي... لا صاحت دلال واختفت عائدة إلى قبرها و أنت وأنت وأنت واختفت النساء الواحدة تلو الأخرى عائدات إلى قبورهن وانفلتت السلاسل كل السلاسل .. كانت للنشوة طعما في شفتيه لكنها لم تمحو مرارة الحلم المنكسر , نظر الغريب نظرة أخيرة إلى المقبرة وهم بالنهوض كان قد كبر خمساً من السنوات في هذه الساعات.

    مرت خمس ساعات كل ساعة بسنة ونكص عائدا إلى قلعته
    لكنه لم يستطع التحرك قيد انملة كانت سلسلة تشده بقوة , سلسة واحدة كانت سلسة ورقاء
    التي مازالت تنظر فيه ذات النظرة لم يغير فيها كلامه ولا صراخه ولا حقيقته نظرت فيه وهمست:
    أنت قتلتني أنت

    يتبع
    20/7/2005
  3. الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    ورقاء كف عني

    سأكف عنك أيها الغريب , لكنك وصمتت
    ورقاء كان حزنك كبيرا على القلب , لكنه الانهزام الكبير




    بالرغم من قوة ورقاء لكنها كانت تعد نفسها لمسامحة الغريب بل لمسامحة نفسها, كانت تشعر بحزنه حين كان يقص قصص النساء لم تكن دوامة تشابه القصص وحتمية النهاية تؤثر على عزمها لم تكن كغيرها من النساء أو من صنف ما شاهد الغريب ,

    حين كان الغريب يغزو أخر غزواته ضد نساء القبور كانت ورقاء تعيش كل كلمة يقصها كانت تعيش تلك اللحظات وتكبر فيه قوته



    ومع كل كلمة كانت تذرف دمعة وسالت دموعها حتى غدت نهرا يتدفق
    وغاصت قدماها في الطين حين كان الغريب يصيح ويحكن ويحكن كان بكاؤها يزيد كانت تتألم وكأن هذه الكلمات تنغرز بقلبها ,
    في هذه اللحظات كانت ورقاء تعيش كل قصة وكأنها حاضرة أمامها


    رأت زهرة الوادي بكل أوصافها وشعرت بنبض قلبها ,حين كانت تشرب من المشرب بجانب الغريب كان النسيم يحرك مشاعرها أيما تحريك اقترب الغريب من شجرة ولامس وريقاتها كانت يده تحس بنبض الشجرة كم كانت تود لو يمسك الغريب يدها بدل أن يمسك أوراق الشجرة وبدأت النار تشتعل جميلة صغيرة تدغدغ المشاعر



    لم تكن تعلم زهرة أنها ستصبح نارا عظيمة متقدة ترسل حرارة عالية يغيب لها اللب وينذوي , ورقاء علمت نهاية النار فكانت تصيح بقلبها زهرة زهرة ........الآن باتت النار بشكلها الجميل تخيف ورقاء , وشعرت ورقاء بحلاوة تسري في عروقها لم تكن لتحس بها قبلا
    الغريب كان قد أمسى كليلاً , أدار ظهر يهم بالرحيل وقد انفكت عنه أخر سلسلة سلسلة ورقاء , ويمم وجهه صوب القلعة واستجمع قواه



    ها قد أنهيت ملحمة المقبرة مقبرة الألف امرأة حينها شعر أن نسيماً خفيفاً يلوح بقرب خده لكنه تابع سيره, وكان تعبه يعمي الحواس عاد النسيم يدغدغ مشاعره فاقشعر جسده وانتفض , جمد ونظر جانباً كانت أوراق رائعة الخضرة تعبث بشعره وتصل لخده , نظر خلفه وكأن شلالاً من الماء ينسال على

    صدره شاهد شجرة رائعة الوصف جميلة المحيا مورقة الإطلالة بهية الرؤية يانعة خلابة بديعة باسقة ,
    كانت أغصانها تلوح وتموج بأوراقها كضحكات فتاة نزلت لتوها من القلب , وهاجت ضاحكة بكل

    وريقاتها كأنها تقول ها أنا الشجرة ها أنا الشجرة , شهق الغريب وانبهر ولو كنت قد سألته لقال لم أذق ألماً من قبل, ظل برهة يتأمل هذا الجمال متعجباً ونور شفيف يحيط بالمكان ولم يشعر إلا و قدماه تحثانه على الركض فركض بقوة واحتضن جذع الشجرة وسحب نفسا قويا عميقاً لم يكن ليشبعه لطهره , كان خفيفاً عطراً نقياً بارداً ظل الغريب فرح بالشجرة حتى ما شعر إلا وهو يجلس تحت ظلها ونام كطفل صغير .





    ونام الغريب كطفل صغير صغير لم يكن يدري أنها استراحة المقاتل

    وستشد المعارك الجديدة الرحال إليه
    .
كتابة تعليق كتابة تعليق

Trackbacks