مشاهدة تغذيات RSS

طارق شفيق حقي

الاتصال المنسي

تقييم هذا المقال
الاتصال المنسي


**************

نسيان يعشش في النسيان , إني منسي في صمت حراك هذا الكون العظيم هكذا كنت أسارر ذاتي , نسيان مبعثه قلة اكتراث كعفن ممتد في أرجائي وانسي كل أموري وأنسى ما أريده وما أبغيه وما ابحث عنه وما يشغلني وما أهواه وما اطلبه .


شعور امتلك كل أجزائي .. وحدة تسللت إلى قلبي وشوق غامض الهوية , اقتربت من الهاتف وقربته مني , وشعرت بحاجة لأجراء اتصال مع احدهم شعرت أن علي محادثة صديق ما أني نسيت الاتصال به.... وكان الاتصال يلوح فيَّ بكل المعاني وكل الأجوبة المفقودة كان يلوح كبحر يسكت شوقي.



وبدأت أبحث في الذاكرة القريبة عن هوية هذا الذي اكلمه ...أمي سأتصل بها كانت الساعة متأخرة . آه أمي نائمة الآن...أختي أيضا نائمة...أخي ليس في المنزل.. أهو صديق عزيز وبدأت أسردهم الواحد تلو الأخر واشعر بالفراغ وعدم الرغبة الاتصال بهم ....من ها أي أريد أن أكلمه... زاد شوقي وفي أثناء تقليبي لأوراق ذاكرتي تذكرت ما لم أتذكره كيف نست وحيك كيف تنسى يا لهذه الذاكرة لقد طلبت من عامل المقسم أن يوصلك به فقال لك أغلق الهاتف و ارفعها بعد دقيقة وها قد مرت ساعات بل أيام لعلهم حولوا الخط لكنه ......


وأنا الذي طلبت محادثته أشكو بثي وحزني وها أنسى نفسي وأنسى همي وأنسى حزني ويح نفسي ويا همي ويا كدري ويحنا نحن معشر البشر
يركض احدنا للطبيب ويلح أكثر فأكثر يطلب أخذ الدور يطلب الدخول وحين يآتيه الدور يكون منشغلا عن ذاته وعن الطبيب


هو بالتاكدي قد نصرف حين لم يجدني على الخط , يالهذا الضياع كنت أحادث الهاتف وقد ضممته بين يدي وإذ زاد قنوطي أكثر لكن شيئا ما جعلني ارفع السماعة كنت انتظر أنين الهاتف الاعتيادي يأن منا معشر البشر


لكني لم أسمع أنينا وكان احدهم ...وكأن احدهم على الطرف الأخر ..ألو

ويا لفرحتي و يالسعدي انه انه على الخط وأنا الذي ظننت أنه قد أشاح عني
بعد كل هذه النسيان وأنا الذي نسيته وهو ما نساني وأنا الذي تجاهلته وهو ما تجاهلني فقلت له : أما زلت على الخط


وكأنه أجابني أنا دائما على الخط فقط عليك رفع سماعة القلب ففرحت وعرفت شوقي أنه شوق للاتصال به .
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
قصة

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق

Trackbacks