مشاهدة تغذيات RSS

طارق شفيق حقي

من أوراق الغريب

تقييم هذا المقال
................من أوراق الغريب...............
.................................................. ..................
على مفترق الحب والألم انتشلت من وعر الطريق أوراقا للغريب وكانت ناصعة السواد. أنقلها نقلا غير أمين .
.................................................. ..................
في معترك الغار كان يحرق أجزاء من كينونة الكون,أحرق الغار يجوبه كقط شرس يزأر زئيراً, يجوب المدى ويحسبه الجاهلون هسيساَ لليل الكالح.



لكنه كان كالقبطان العجوز الذي لم يدرك أنه ما جاب من البحر إلا نصفه, وكأنه رجل بعين واحدة أو طير بجناح واحد, همدَ كما تهمدُ الوحوش غصباً إذ أنهكتها جولة البحث, ونام كطفل صغير على خد أمه في ذلك الغار.


ينام وحيدا قرير العين , إليه تسافر كل عطور الحدائق ويتناهى لسمعه شدو كل البلابل , هدهدة كل الأمهات كانت له, وحنان الكون خلق لأجله, نور وجهه يفضح كل ظلام الليل وجهله, نام قرير العين وقد هده التعب.. تعب التأمل النازف, التأمل المحترق.


والكون الجريح يستبيح المآقي أنهرا ضلت سُبلَ البحار وكانت كأم ثكلى تظن أن رحمها ما ولد وليداً أبداً , ينام قرير القلب , ونبض روحه أقوى من طبول الحروب., يشن حربا كل يوم بل كل ساعة على الظلام , ويقتل بعضه بألف سيف وألف رمح وألف شك .., فنتفجر أحزانا وآلام تكون لليل مداداً , ينام قرير الجرح ويحلم أنه سينتصر لكن الليل طويل والعمر مديد وربما الزاد قليل.



يقترب أول شعاع للشمس خجولا يخشى خدش جبينه , وتعقبه ومضات ترسلها الشمس واثقة الهدف فتدفق دافئة على وجهه , تهيئ الجسد البارد لدخول الروح الساخنة, وتبدأ الروح تسري في أطراف الجسد الميت,

فتدفأ أجزائه الباردة وتتدفق الأنهار المتجمدة فترتعش الحقول, وتصافح روح الغريب أشعة الشمس ويعاود الإغماض لولا أن ذاكرته قد بدأت تعود إليه يقف بباب الغار: سلام أيتها الأرض . فتهمس: بل الحرب .

وقف هادئا قويا كان فارع الطول قوي بنيان الجسد والعقل , مفتول العضلات والنظرات , جميل الوجه لولا غبار الغار وبرده, بأي سلاح ستقاتل اليوم وأي حرب ستخوض: يقول لذاته: إن أصعب معارك الدهر ما كان غائب البدء غامض العدو, شم رائحة الكون الوليد توا , وعانقته الرياح سريعا, وهمست في أذنه بلغة لم يفهمها لكنه أنصت جيدا, ربما قالت له ها قد بدأت معركة لم تالف مثلها أبدا.

.................................................. ................
............ بدأ المعركة: العطش والعطف .............
15/11/
2004



الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
قصة

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق

Trackbacks