مشاهدة تغذيات RSS

داود سلمان الشويلي

الحياة والموت

تقييم هذا المقال
الحياة والموت
داود سلمان الشويلي
لااريد ان اقلب عليكم اعزائي القراء المواجع ، لكنني اقول : لاسباب كثيرة اصبت بالجلطة الدماغية التي افقدتني نصف جسدي الايمن فتركته شبه مشلولا ، وكذلك صعوبة في النطق ، وتوالت الجلطات حتى اصبت في رمضان هذا العام ياخرى افقدتني اعصابي فلم تقوى قدماي على حمل جسدي فاستخدمت العربة المدولبة في تنقلاتي ، واكتشف الاطباء ورما في مثانتي ، طلب مني الطبيب ان اجري عملية ناظور واخذ عينة من ذلك الورم وزراعتها لمعرفة ان كان الورم خبيثا او محمودا ، وذهبت الى المستشفى ودخلت صالة العمليات وقبل اجراء العملية اخبرني الطبيب انه يعتذر من اجراء العملية لان طبيب التخدير الخاص بالحالات الصحية التي تشبه حالتي نقل الى مدينة اخرى ويجب انتظار بديله.
وهكذا بقيت انتظر ذلك الطبيب وعلى ظهر كفي "كانونة" لزرق الابر التي اخذ منها كل يوم اثنتين، فهل ياتي الطبيب هذا لتحديد الورم، قبل ان يزورني " ملك الموت " ... ام .....
***
هل اخاف الموت؟
بعد الاحتلال الامريكي لبلدي ، فقد جميع العراقيين الامل في العيش بسلام ،واصبحوا احياء اموات ، لا امل لهم ، ولا غاية سامية ،ولا هدف ، كل همهم ان يعودوا بسلام الى اهلهم عند مغيب الشمس او قبل ذلك ، قبل ان تقتلهم عبوة ناسفة او سيارة مفخخة او حزام ناسف.
وانا واحد من هؤلاء ، فقدت كل امل لي ، انتظر الموت على الفراش وليس بعبوة او سيارة او حزام ناسف لانني مقعد في البيت .
فهل اخاف الموت؟
***
هل اخاف الموت؟
الموت حق ...وحقيقته متأتية من كونه نهاية كل شيء .
فمنذ ملايين السنين وكل الاشياء – الانسان والحيوان والنبات – نهايتها الموت ، تعددت صور الموت لكنه ظل واحدا ، فقدان الاحساس بكل شيء.
فأصحاب الروح قالوا تزول مادية الجسد وتبقى الروح تسبح في ملكوت سماوي ... تفلسف الفلاسفة في كنهه.
وقال اصحاب المادة :عند موتها – اي المادة - يزول كل شيء.
وقلت انا لا احد خرج من القبر ليخبرنا الحقيقة ، ويبقى الموت هو الحقيقة.
هل اخاف الموت؟
***
هل اخاف الموت؟
اخافه بحالة مرافقته لمرض مؤلم ،يقض مضجعي ، ويقلب حياتي الى جحيم لا يطاق.
اخافه في صرخات زوجتي وابنتي ونساء العائلة قبل ان تخرج الروح من الجسد لتذهب الى مكان لا نعرف عنه شيئا ، اختلفت الاديان السماوية والوضعية والمذاهب كافة فيه .
وغير ذلك فانا لا اخافه ولا اخشاه.
فاهلا به في أي وقت وفي أي مكان يشاء.
واخيرا اقول : ان كان الورم حميدا يمكن السيطرة عليه او كان خبيثا فقد عشت عمرا اراني ابناء العراق يقتلون يوميا بالمجان.
‏الخميس‏، 13‏ أيلول‏، 2012
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

  1. الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    سلام الله على قلبك أستاذ دواد الشويلي والحمد لله دائماً على كل شىء ، الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، إن مقولة لم يعد أحد ليخبرنا هي مقولة مادية يائسة لأن الإيمان لا يسير على ذات السكة التي يسير عليها الفكر المادي ، أما تضارب القناعات فذلك شأن آخر وإن كان في الموت خوف فهو يحل كل الألغاز ويظهر للناس ما كانوا فيه يختلفون، لكن هذا الاختلاف لم يكن أمرا سهلا علينا أن ندرك أن الأمريكان الأبالسة قد دخلوا إلى بلادنا من ثقوب الهشاشة الفكرية، إن ألم المفكرين والمبديعن مضاعف لأنها مسؤوليتهم بشكل أو آخر، بعيدا عن ذلك فأنا أرجو لك السلامة والصحة لأن ما ذكرت فيه كما من الحزن يقض القلب وقد كنا نتزاور في المربد وكان لنا منعتقاً لكنك تبقى تحمل روحاً متفائلة وحرفك النابض دليل على ذلك ، تقبل تحياتي
  2. الصورة الرمزية داود سلمان الشويلي
    الاخ طارق المحترم
    شكرت لكلماتك ولمواساتك لي
    اما عن قولي ان لا احد عاد من القبر ليخبرنا الحقيقة فهي مقولة صحيحة مائة في المائة وليست
    مادية وليس فيها يئس او تشاؤم لانها ابقت الباب مفتوحا للتأويلات اما الايمان او عدمه فهي مسالة اخرى
    شكرا جزيلا
كتابة تعليق كتابة تعليق