مشاهدة تغذيات RSS

أبو حسام الهواري

انتصار الزنابير - من ذكريات الطفولة

تقييم هذا المقال
[SIZE="6"][CENTER][COLOR="blue"]انتصار الزنابير[/COLOR][/CENTER][/SIZE]

[url=http://fashion.azyya.com[/url][img]http://up11.up-images.com/up/viewimages/3b6c2aaade.jpg[/img][/url]

[SIZE="5"]اليوم سأخبركم بسر ... نعم سر لم يتجاوز شفتي من قبل ... كان لي عداء مع الزنبور ... عدوي اللدود .... لسعاته الحارة تشعل النيران في أجسادنا الطرية ... كلما رأينا زنبورا طائرا إلا و هربنا و أفرغنا له المكان ... كلما دخل قسم قريتنا إلا و قامت القيامة في القسم إلى أن يغادر الضيف الغير المرغوب فيه أو نغادر نحن .... كان لي ثأر مع الزنابير ... غادرت الأسرة المنزل بسيارة العم القادم من وراء البحار ... و كنا نحن الصغار غير مرغوب في ركوبنا السيارة ... لأننا نترك آثار أيدينا المتسخة على الزجاج و أرجلنا القذرة على مفارشها السفلية ... ذهبت الأسرة لا ندري إلى اين ... المهم فرغ البيت ... و خلا للعدو الجو لتنفيد مكيدته بعش الزنابير ... سأفعل بهم ما فعل نيرو بروما ... طال التفكير و وضعت مخطط الهجوم و عدة الحرب ... و حددت أماكن الهجوم ... الفر و الكر .. كان اليوم حارا ... يوما قائضا من ايام الصيف ... بداية الثمانينيات من القرن الماضي ... و في الحرارة تزداد عدائية الزنابير ... بلونها الأصفر المخطط بالأسود ... تشبه لباس السجناء ... لسعاتها تفجر براكين في الأجساد ... النحلة كلما لسعت إلا و فقدت شوكتها ... و بالتالي تفقد حياتها ... الزنبور كلما لسع إلا و ازداد نشاطا ... قفزت للذهن خطة ماكرة ... سأدبر لها محرقة ... بدأت أتصور موت الزنابير ... و هي تتلوى من حر الموت و أزيدها عذابا بدهسات من رجلي ... ملأت الغلاية و وضعتها على النار ... و بدأت في رحلة بحث عن الاكياس البلاستيكية ... سآتيها بحصان طروادة ... سأغطي كامل جسدي و أصب عليها مقراجا من الماء الساخن ... كانت الزنابير تتخذ من شقوق السطح مسكنا لها ... سأغطي يدي بأكياس بلاستيكية على شكل قفازات ... ورجلي كذلك ... سأضع كيسا بلاستيكيا شفافا على رأسي ... و أكون في حماية من لسعاتها المحرقة ... و أصب عليها غلاية الماء الساخن و أتفرج ... يا لها من سادية أصابت عقلي الصغير ... عند لبس العدة و إدخال جنبات الأكياس البلاستيكية تحت الملابس حملت مقراج الماء الطايب إلى حد الغليان ... بدأ الكيس الذي على رأسي يعرق و يخنق أنفاسي ... لابد من منفد للهواء ... وضعت الغلاية و ثقبت ثقبا صغيرا مقابل فتحتي أنفي ... ثم تابعت طريقي نحو درجات السطح .... وصلت لساحة المعركة ... الوقت حارا و الزنابير تخلد للنوم في غارها إلا للبعض يقوم بجولات استطلاعية .... تحينت الفرصة عندما خلا الجو من طائرات الاستطلاع ... وجهت فم الغلاية نحو عش الزنابير ... و قعت المحرقة !!! مات من مات ... عشرات الزنابير ملقاة على الارض و نجا من نجا ... هاجت الزنابير و بدأت في عدائيتها المعهودة ... هاجمت عدوها بكل ما اوتيت من قوة ... و كان أول مهاجم ... اتجه نحو العملاق الجاتم أمامه كما اتجهت طائرة انتحاريي 11 شتنبر ... نحو نافذة التهوية مباشرة ... أصبح الآن و في لمح البصر داخل كيس الرأس ... اتجه مباشرة لما بين الحاجبين و وضع شوكته اللاسعة و أفرغ سمه .... ألقيت الغلاية و أطلقت ساقيَّ للريح ... سحبت الكيس من على رأسي و أنا أهرش مكان اللسعة بقوة و ألعن ... بعد دقائق بدأت العيوت تزداد سمنة و تضيق ..." شينوي " ... و انتصرت الزنابر .. . رجعت العائلة سائلة عني و أنا مختبئ في أحد الغرف ... ما الذي أصابك يا فلان ؟؟؟؟؟؟؟... لا شيء اعتدت علي الزنابر !!!!... لم أكن قد قرأت بعدُ حديث (لا يحرق بالنار إلا رب النار) و ما حل المساء حتى أصبح وجهي مزينا بحبتي طماطم حمراء
[/SIZE]
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق