مشاهدة تغذيات RSS

المتسلق على جدار الأمل

قصة بعنوان "زيــارة مـيــــــــــــت"

تقييم هذا المقال
[SIZE=3][COLOR=blue] استيقظ الآن .
ـ من أنت ؟
ـ ألا تعرفنى .
ـ صديق قديم .
فتح عينيه فى سرعة . كان بين النوم واليقظة . بحث عمن يحادثه . لم يكن هناك أدنى أثر . لا أحد على الإطلاق . استعاذ بالله وعاود نوم باستمتاع شديد . مضت ساعة أخرى قبل أن يسمع من يهتف به : هيا أفق الآن . نهض فى فزع . أضاء النور . لم يخامره أدنى شك فى أن ثمة أحد معه فى حجرته . تحت السرير . فوق الدولاب . لا أحد . كان جسده يتصبب عرقاً . ما هذا ؟ هل كان يحلم ؟ تلجلج عقله وتوقف عن طرح الاحتمالات . زاغ بصره بين أركان الحجرة الضيقة . تهاوى فوق أقرب مقعد فلم تعد قدماه قادرتان على حمله . أشعل سيجارة وراح ينفث دخانها فى توتر . كانت الأحلام قد فارقته منذ سنوات بعيدة . كان مهندساً ناجحاً بشهادة جميع رؤسائه . أستطاع أن يكسب ثقتهم بعد أشهر قليلة من العمل . مستقبله يبدو باهراً . الساعة تستقر فوق الثامنة بعد منتصف الليل . جذب الهاتف وأدار القرص طالباً أمه . لابد أنها ستظن به الجنون . أتاه صوتها ناعساً . أطمأن لسماعه . حاول البحث عن مبرر لهذه المكالمة . لم يجد . أغلق الهاتف فى سرعة . تناول جرعه ماء فى هدوء . أطفأ النور ودخل فراشه . حاول أن يُطمئن نفسه أغمض عينيه فى قوة فعمله فى الثامنة . مضت ساعة أخرى . أتاه الصوت غاضباً هذه المرة .
ــ لا يمكنك النوم كل هذا الوقت .
هب فى رعب . دارت عيناه فى ذعر . لا أحد على الإطلاق أى مزحة سخيفة هذه ؟ لابد أن أحدهم يحاول العبث معه . كان النوم قد رحل عنه تماماً . فتح النافذة واستنشق بعض نسمات الصباح الرقيقة . كان الصمت يكتنف الطريق . الظلام يبتلع الوجود . والشارع خالى إلا من صفير الريح . عاد له بعض الهدوء . شعر بالبرد . قفل النافذة وعاد إلى الداخل . فتح التلفاز . كانت معظم القنوات مغلقة . أعد لنفسه قدحاً من الشاى . تصفح أحدى المجلات المصورة . كانت عيناه عاجزتان عن الثبات فوق الكلمات فاكتفى باستعراض الصور . أخذ يرتشف الشاى ببطء . دارت الأفكار فى عقله . أستيقظ فى السابعة . فتح عينيه . كان ظهره يؤلمه وعنقه أيضاً . لابد أنه قضى عده ساعات فوق الكرسى . تمطى عده مرات بصمت . ارتدى ملابسه بسرعة. قاد سيارته بعصبية . حاول أن يبدو طبيعياً . أدار موجات الراديو إلى حيث تنطلق موسيقى هادئة . مضى يومه شارد الذهن . عاد فى الخامسة . كان الإرهاق يسيطر عليه . أخد حماماً دافئاً . وتناول بعض الطعام بشرود . الشقة كلها غارقة فى فوضى عارمة . لابد أنه نسى الاتصال بالخادمة التى تمر من حين لآخر لتنظيف الشقة . نظم بعض المقاعد بشكل طولى ، وألقى بجسده فوقها . كانت كل عضلات جسده تصرخ طلباً للراحة . أستغرق فى نوم عميق . عاد الصوت يخاطبه .
ــ هيا أستيقظ .
ــ ماذا تريد ؟
ــ أريدك أن تأتى معى .
ــ إلى حيث الحقيقة .
ــ ألم تمت منذ عام ؟
ــ نعم . وأريدك معى .
ــ لا أريد أن أموت .
ــ نحن الأحياء وأنتم الموتى . ترى بنسك عندما تأتى معى .
ــ لا أريد أن أموت .
ــ أنا من يقرر هنا . هيا أفتح خزانتك ، وأحمل مسدسك ، وأطلق النار على رأسك هكذا ببساطة .
عندما فتحت الخادمة الباب تناهى إلى أذنيها صوت أطلاق رصاص من مكان غامض .
وليد عثمان
تحياتي للجميع

[/COLOR][/SIZE]
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق