مشاهدة تغذيات RSS

مروان قدري عثمان مكانسي

فارس شرود

تقييم هذا المقال
[CENTER][font= DecoType Naskh]
[SIZE="5"][COLOR="black"][SIZE="6"][COLOR="red"]فارس شرود[/COLOR][/SIZE]

منذ زمن بعيد وأنا ألحظه ، لم أتعمَّد يوماً مراقبته ، فليس هذا من طبعي ، لكنه يعترض طريقي في الصباح والمساء ، ولا بد من ملاحظة ما يقوم به من أعمال خارقة تلفت أنظار المارين به ، وكيف لا ألحظه ونحن مرابطان في ميدان واحد ؟
الساحة مليئة بالفرسان ، صحيح أنهم متفاوتون في قواهم وإمكاناتهم ، لكن الكل يسعى لأن يبذل أقصى ما بوسعه ، إذ الحلبة التي نحن فيها تقصي كل متخاذل أو متهاون .
أما فارسنا الشرود فقد كرٍّس كل ما أوتي من مواهب خاصة ، في تدريب نفسه على تجاوز أصعب الأعمال وأشق المهمات حتى بلغ في ذلك شأواً عظيماً لا يمكن لأحد منا مجاراته أو منافسته أو اللحاق به ، وبذلك استحق بجدارة لقب الفارس الأول .
وإن شئتَ ـ عزيزي القارئ ـ أن أنقل إليك بعضاً من صفحات مجده وسؤدده ، فأنا رهن إشارتك وطوع أوامرك ورمز بنانك ، ولكن حذارِ من اقتفائه ومحاكاته ، لأني مشفق عليك كل الشفقة ، وأربأ بك أن تسير مسلكه وتنهج منهجه ..
فارسنا الشرود معجم متنقل ، وسِفرٌ ضخم ، وموسوعةٌ عالمية ، ومرجعٌ هامٌ في العلوم والمعارف ، وكلُ ما عداه مخلوقات ضئيلة أمام أمواجه الهادرة ، وآرائه الصائبة ، ومقترحاته الثاقبة ، وحلوله الناجعة ، وأحكامه الناجحة ..
قلت : هو معجم وسِفر ومرجع و.. أجل ، هو ذاك ، فلن تجد أحداً من فرساننا إلا ولديه عنه أرشيف كامل متكامل ولا غضاضة من أن تكون غالبيته من نسج خياله المتَّقد ، وفراسته الفذَّة ، وحواسه السادسة والسابعة و...وكأنَّ صاحبنا وُلد في ردهات وزارة الداخلية ، أو ممرات مكاتب السجلات المدنية .
لله درُّه من فارس ماجد ، يستطيع وبسرعة البرق في كبد السماء مصاحبة رؤسائه واستحواذ ثقتهم ورضاهم ، والعجيب في الأمر أنه يملك ذكاء نادراً بحيث يتأقلم مع كل واحد منهم ولو اختلفت آراؤهم ومذاهبهم و وجهاتهم .. فكلهم في نظره مصيبون وعلى حق دامغ وناطقون بما يختلج في صدره منذ أن وجدت الخليقة ..
لكن فارسنا يغضب جداً إذا رأى واحداً من ( القطيع ) يوشك أن ينال بصيصاً من اهتمامات الرؤساء ، فهذا يقلقه ويقضُّ مضجعه ، وينكِّد عليه .. فيسرع متطوعاً إلى سادته ويبذل لهم نصائحه الدمثة المشفقة ، ويعرض عليهم الملفَّ الأسود للفريسة التي جاوزت حدود ها وتجرَّأت على اقتحام سور التميز دون استئذان من سعادته .
وهبْ أنَّ الفريسة صمدتْ وقاومتْ وأثبتتْ أنَّ لها مخالب تدافع بها عن نفسها .. فهل يستسلم فارسنا الشرود ، ويرضى بالأمر الواقع ؟
بالطبع لا ، فليس من شيم الأبطال الفرار من ساحة المعركة ، فإذا لم تنفع خطة الهجوم كِفاحاً ، فإن هناك خططاً كثيرة لكل أنواع المواجهات لا يعجز عنها أمثال صاحبنا ، فقد يكون صاحب اليوم عدوَّ غدٍ أو العكس .
فهل رأيت عزيزي القارئ فارساً كالذي ذكرت ؟
وهل تعرف أحداً يمتلك هذه الصفات الإبداعية ؟
وهل تحب أن يكون لك صديق يتحلى بصفات فارسنا الشرود ؟[/COLOR][/SIZE]
[/font][/CENTER]
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق