مشاهدة تغذيات RSS

طارق شفيق حقي

بذور الورد

تقييم هذا المقال

بذور الورد

بانحناءته الظريفة وكلماته المنمقة ونظراته وإيحاءاته , تقدم نحوي ممسكاً بوردة حمراء نظرت فيه , كانت كلماته تبهرني وأوشك أن أذوب في دوامة الأحاسيس اللذيذة التي أفقد نفسي فيها , شكل الوردة ولونها يغريني , لكن شيئا ما يمتلك إرادتي فأمسك بالوردة وأرميها جانباً وينصرف الشاب خجلاً .. وأنسى الشاب وأنسى الموقف وأنسى نفسي و احساساتها لكني لا أنسى الوردة وهي تقبع في الركن الركين تأخذ همي فأراها تذبل سريعاً وتجف وتذود الرياح أوراقها , فأعرف زيف عواطفه وأشعر بحزن يلتفني ولا أجد تفسير له في كل معاجم الأرض .
لكن الموقف هذه المرة اختلف واقبل هذا الشاب الوسيم واقترب مني , بحركاته أشعر صدقاً مطمئناً , وبكلماته أشعر معان طافية , لا أرى برقاً خلباً في عينيه إنما نظرات




مستقيمة تحمل رجاء لكن حزني حذرني , نظرت إلى يديه أبحث عن الوردة الحمراء التي أعرف مصيرها مد يده
وفاجئني ما كان يحمل وردة . فتح يده وإذ ببذور صغيرة نظرت متعجبة , لا أدري شعوراً أو فكراً يمس أو يعرف قد انتابني , لكن شيئاً ما امتلك إرادتي دعمه العجب وعدم الفهم فضربت يده فتطايرت بذور الورد وافترشت المكان من حولي وانصرف الشاب حزيناً , وأوقعني ضحية الأفكار والهواجس هذه المرة وشعرت أن شيئاً ما قد نما في قلبي هذه المرة أبصرت المكن من حولي , كانت البذور قد نمت وبدأت تكبر مع مشاعري وأحاطتني براعم خضراء وشعرت حينها كم كانت تعني هذه البذور لذلك الشاب , كم كان يفكر بي وكما كان يعيش لحظات صادقة أراها الآن تفتحت من حولي وأشعر به يقلم ويشذب كل شجيرة ويسقيها وينزع قديم ورقها , وجاف وردها ويجمع بذورها ويتقدم إلي وأنا فعلت ما فعلت . أين أنت أيها الشاب وفجأة اهتزت الورود وظهر الشاب من بين الشجيرات ففرحت وتفتحت كل الورود لحظتها وعبقت بأجمل الروائح اللطيفة ونمت الشجيرات من حولنا وتكاثرت ولفتنا بآيات الجمال فاختفينا في جو من عطر وزهر وسعادة .
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق

Trackbacks