مشاهدة تغذيات RSS

سيدة الدفء

كيفَ أنتِ...

تقييم هذا المقال
[B][SIZE=4]تسألني كيف أنتِ؟؟ وتمضي... تشعلني وتختفي... تغرقني ثم تنسحب... فتعود في موسم آخر لتسألني مرةً أخرى.. كيف أنتِ؟!

هل تريد أن تعرف كيف أنا!! ها أنذا.. وها هي حالتي.. أنا يا سيدي ما فعلتَهُ بي.. هل تريد أن تعرفَ كيف أنـا؟! أم كيف أكون؟! تماماً كالخريف أنا.. باردةُ الأطرافِ.. مرتعشةُ الشفاه.. لو تدري ما أنا حين أنغلقُ على ذكراكَ.. منطويةً أُصبح.. عشوائية الأطوار.. أتخبّطُ على الورق في محاولة لأن أجدَ نفسي... أحاول أن أعتاد على النهاية...

كيف أنتِ؟! يا له من سؤالٍ مجنون.. تشبهني إلى حد التطابق حين تسألنيه!! ولكن أين أنت مني اليوم.. في أي خانةٍ تضعني؟! أنا موجودةٌ حيثُ وجدتني يوماً.. ولكن دونك.. أنا الآن حيثُ بدأنا يوماً سويةً... أحتاجُ لمعجزةٍ خارقةٍ كي أفكرَ في أن أعيشَ من جديد...
عناوينُ عريضةٌ.. أتصفحها كل يومٍ في ذاكرتي.. وتفاصيلٌ شاقّة تستوقفني هنيهةً فترضخُ لها دموعي...

كيفَ أنتِ؟!... تسألني وكأننا لم نتحادثُ يوماً.. وكأن موعداً عجيباً لم يجمعْنا.. سؤالك ينحدرُ متلعثماً يعرفُ أني ألبس التعاسةَ ثوباً فضفاضاً يتسعُ لأكثرَ من جسدي...
ماذا تُراكَ فعلتَ بي!! حتى أوصلتني الى مرحلةٍ لا أستطيع فيها أن أُمليَ عليكَ إجابةً كاملةً على سؤال من كلمتين من بضعةِ حروف نازفة!! لماذا تتربصُ بي أسئلتُك كيفما ألتفِتُ؟ ألـمْ
ترحل!! ألـمْ تغادرني!!

أنا التي تحاشيتُ أن أسمح لجرحي بالإنكسار.. ما بي لا أقوى على تجاهل سؤالك الآن؟ لماذا تحاصرني بأسئلتِك كلما نسيتُك؟! لماذا تعود كلما أفرغتُ جوفي منك؟!....
أتسمّرُ أمامَ سؤالك.. وكأنك أمامي.. وكأني فيك.. أهرب من عينيك إلى عينيك.. أبحثُ في وجهك عن حماقاتي معك.. ما أشقاني حين أحسُّ بوقعِ أنفاسكَ تهتكُ سمعي وأنت بعيدٌ عني...

كيفَ أنتِ؟!! أنتَ كيف تراني!!
ربما أنا أعجوبةٌ ثامنة تفوقت على السبع الأخريات.. وربما أنا لا شيء.. بعد أن جرّدْتني كل ما أفقدُ وأفتقد...
نعم.. معك حقٌّ أن تسألني مثل هذا السؤال.. فقد سلكتُ بعدكَ طريقاً آخر غيرَك.. مبتعدةً عن كل دربٍ بهِ لكَ بصمة يمكن أن ألتقيها.. فتقتلني مرة أخرى على مرأي من المارّة... اتّبعتُ ملامحَ جديدةً لوجهي.. غريبة عليك بالفعل.. فأنت فقدت قدرتك على قراءتي.. إن كنت ملكْتَها ذات يومٍ أصلاً...

ولكن يتبعني وهجُ طغيانك ليناقشني فيما آلت إليه حالتي بعدك.. ليعرفَ كيف أنا... وهل سأُخفي حالي عنك!! إن لم أخبرك أني ضحيةٌ أخيرةٌ من ضحاياكَ؛ فستكتشفُ يوماً وحدكَ أنّي أصبحتُ جثةً خالدةً في عالم الوهمِ وحوافّ الحقيقة.. هذا العالم الذي لا يتّسعُ إلا لجثةٍ واحدة غير واضحة المعالم.. فيأتي سؤالك الأكثرُ استفزازاً لي.. وكأني تلميذةٌ لا أعرف الكثير عن نفسي.. أو عتمةٌ استحقت سواد ليلك لتصمت إلى الأبد...

برغم أن الصمت لُغتي.. والدمعُ لهجتي إلا أني لن أصمت هنا.. وسأجيبُ على السؤال الذي لا أعرف هل تطرحهُ أم يطرحك!! تريد أن تعرف كيف أنا أم تريد أن تطمئن إلى أني الآن ما فعلتَه بي؟! إذن اطمئن.. حان لك أن تصمت إلى الأبد.. فمنذ أن أنهيتُ قصتي معك.. بتُّ مدينة فاضلةً ساكنةً معراةً من الضوء والضوضاء.. أصبح الظلامُ أثمنُ ما أستحقُّ وأجدرُ من أعشق..
أزحفُ ببطئٍ لأبتعدَ عن تقاطعي معك.. أسيرُ ليلي الطويل بتمهلٍ وحيادية حتى لا أجرّدكَ مني.. لأني أقسم أنك تتنفس إلى الأن ذكرايَ.. وتستقصي في كل أشياءك رائحة عطري.. وجسدي...

أكرهُ أن أراكَ تطفئُ بيدك شعلة أناقتك منشغلاً بمطاردتي.. إنك فعلاً في وضع غير لائق.. لا أطيقه بتاتاً.. ولن أعتبره إلا استعداداً لأن تحزم دفعةً جديدةً من انهياراتك..

نحن لا نملك الخيار دائماً في حريّة اختيار ما نريد.. ولكن الآن أنا أملك كل الحق وكامل الحرية في أن أجيب على سؤالٍ طعنت به نفسك.. وإجابتي ليست إلا مساحةً صغيرةً من البياض المبهم الذي تصطفُّ فيه سطور ثكلى تعانق رقّةَ إحساسك وشهوة أنفاسك... تخبرك بكل شيءٍ.. توصلك لكل ما تريد.. إلا حتـفـي!!.... فأنا لم أنتهِ بعد.. فاطمئن...

هل بدأت تعرف الآن كيف أنــــا!!!
أنا كما قال القائل:....
وقالوا كيف أنت؟ فقلتُ خيرٌ تقضى حاجةٌ وتفوتُ حاجُ
اذا ازدحمت همومُ القلبِ قلنا عسى يومٌ يكون لها انفراجُ
نديمي هرّتي وسرور قلبي دفاترُ لي ومعشوقي السراجُ

أنا الآن على حالٍ يعجبني.. تلهثُ خلفه لتلحقَ به.. ولا أملك إلا أن أُشفقَ عليك.. مبتسمةً بحزن.. لأن الإبتسامة الحقيقية نَدَرَ من أصبح يتقنها.. أنا على حالٍ يخوّلني لأن أُحِسَّ بمقدار تعلقك بي.. لتملأ بذكرايَ ثقوبَ حتفك.. ولتصنع منها حلقةً فُقِدت من حياتك...

رغمَ أني غائبةٌ عنك إلا أني حاضرةٌ فيك.. فيما أنت خلفي أو ربما حولي.. ولا أراك.. ها هي قصص الرغبة المجنونة.. إما مؤلمة.. أو مذهلة، أما قصتي معك.. أو قصتك معي جاءت حائرةً.. خائبةً.. لن ننتظر فيها شيئاً جديداً.. حتى وإن تأتي بعد مدةٍ قاتلةٍ لتسألني كيف أنتِ....
لا أملك جواباً شافياً.. أكثر من أن أخبرك: أنا من أحببتك يوماً وأحببتني لأسباب لا نعرفها.. ثم لأسبابٍ لا نعرفها أيضاً اختار كل منا قدراً تجاهَلَنا نحن الإثنين.. وغيّر مسار حياتنا.. ولكن تركك قابعاً مكانك.. فيما أنا أنطلقُ مبتعدة...

لم أعد أملكُ متسعاً من الكلمات حتى أجيبك على ذلك السؤال المجنون.. فحينما أكون أنا الصفحة الأولى في ذاكرتك.. لك أن تكمل باقي الصفحات على طريقتك.. لك أن تُـزوّر أحداثي وتجعل لها وقعاً مميزاً يُرضي غرورك.. ولكنك لن تجرؤ.. لأنك لن تستطيع.. فخذ مني هذا السؤال الآن... كيف أنتَ؟؟.........
[/SIZE]
[/B]

[LEFT][SIZE=4]شهيقي.. ثمّ اعتصارٌ لجسدي.. فزفيرٌ لقلمي [/SIZE][/LEFT]
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق