مشاهدة تغذيات RSS

طارق شفيق حقي

مدينة السعادة

تقييم هذا المقال
مدينة السعادة

قال سامي لوالده وهما على طاولة الإفطار: أريد عينين من وراء رأسي كي أرى أخي كنان وهو يلعب.

قال الأب : إذن لنذهب إلى مدينة السعادة ونرى هل فكرة العينين صائبة.

وأخرج من جيبه قطعة خشبية عجيبة ثم أحرقها فظهر دخان كثيف ، وحين اختفى وجد سامي نفسه أمام البناية التاسعة في الحي الرابع من مدينة السعادة، ثم سمع صوتاً يناديه كان من الطابق الثامن: سامي تعال اصعد إلى هنا

كان شاباً وسمياً هو الذي يناديه ، صعد سامي إليه حيث منزله وحين دخل وألقى السلام على الشاب الذي كان اسمه سريع.
قال له سامي : ماذا تفعل إلى هذا الوقت في المنزل ، لماذا لم تذهب إلى المدرسة؟!


قال سريع: كل يوم أتأخر على المدرسة لذلك لم أعد أذهب إليها.
قال سامي : لماذا ؟!

قال سريع : لأني أتأخر في لبس جواربي.

استغرب سامي من ذلك وقال لكن لبس الجورب لا يأخذ وقتاً طويلاً يا سريع.

نظر سريع فيه ثم قال انظر إلى أرجلي .

نظر سامي فشاهد خمسين رجلاً بعضها بجوارب وبعضها بدون جوارب والأرجل التي بدون جوارب بعضها بأظافر وبعضها بدون أظافر وبعضها نظيف وبعضها متسخ.

قال له سامي : ما كل هذه الأرجل ، لم أنتبه إليها.

ثم اقترب موعد الغداء فقال سريع لسامي تعال لنُعد الطعام ، وكان سريع يتحرك بسرعة كبيرة في المنزل وخلال دقائق أعد الطعام ، فقال له ما رأيك أن ندعو جارنا كريم ، وافق سامي.

وبسرعة ذهب سريع وعاد مع جاره كريم.

نظر سامي فوراً إلى أرجله فشاهد فقط اثنتين، وقال الحمد لله إنه مثلي.


ابتسم كريم وجلس بجانبهما على الطاولة.

ثم قال سريع : تفضلوا الطعام لذيذ.

فخلع كريم سترته وظهرت لهم ثلاثين يداً فأكل الطعام كله بسرعة ولم يأكل سامي لقمة واحدة، ثم شكرهم وذهب سريعاً.

في المساء جاء جارهم ليسلم على سامي وكان اسمه مختار ، ثم أصابه النعاس ونام على الأريكة، ولم يستطع سامي النوم لأن مختار كان يشخر بصوت عال حيث أنه يملك خمسة أنوف
فكان يصدر أصواتاً تعادل خمسة أشخاص

فقال سامي أريد العودة إلى البيت ولا أريد أن يكون لي عينين خلف رأسي إن مدينتي هي مدينة السعادة الحقيقية ، فظهر ضباب كثيف وحين اختفى شاهد سامي نفسه بجانب والده وحمد الله على أنه خلقه في أحسن تقويم وفي كل يوم كان يتحسس رأسه من الخلف يتأمل أن لا تظهر له عينان جديدتان.

طارق شفيق حقي
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
قصة

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق

Trackbacks