مشاهدة تغذيات RSS

طارق شفيق حقي

ليمونة اسمها قلبي

تقييم هذا المقال
ليمونة اسمها قلبي



انقض الألم على قلبي وصار يعصره كما تعصر ليمونة، كلما حاولت النوم أيقظني كابوس سميته كابوس السترة ، وهذه السترة هي سترة أصبحت صغيرة أو أنا أصبحت كبيراً عليها، وأحياناً حين يصبح الإنسان كبيراً فإنه ينسى الصغار حتى يعصر قلبه مثل ليمونة ،وكنت من أول دخول الشتاء قد نويت التصدق بها، وفي كل مرة أقابلها تناديني وتحادثني لكني أقول :لن أنساك المرة القادمة وأتركها حزينة في الخزانة، حتى ثارت علي وانقضت على أحلامي


فقلت لنفسي غداً من كل بد سأعمل على إعطاءها لمحتاج


لكن كابوس السترة لم يفارق ليلتي، وتبين لي أن قول المرة القادمة هومن صياغة فنان مثل إبليس.


فرميت الغطاء وفتحت الخزانة وأمسكت بالسترة وقلت لمن أعطيك في هذا الليل كل الناس نيام فأخذت تبكي.


فقلت لها: أعدك غداً سأجد لك عملاً، فسكتت وقد أصاخت نظرها وكأنها تقول لي لا أمل فيك أيها الكبير.


- فأمسكتها وجذبتها بعصبية وعصرتها تحت ساعدي

وخرجت لفناء المنزل نظرت في السماء كانت متحفاً
للروائع نجوم كبيرة ونجوم صغيرة وسواد عظيم تجهل قصته
، لم أعرف كيف فتحت باب الدار وخرجت للشارع نظرت فرأيت عامل النظافة في حينا يمشي باتجاه الصيدلية وهو يبكي
رجل طويل عريض بشوارب، يبكي في الشارع بعد منتصف الليل ، لم يكن ذلك مثار استغرابي ، إنما كم يوماً صار له يبكي.
رجل النظافة في حينا يبكي، تذكرت أنه مصاب بألم مزمن في المفاصل.
نظرت فيه
كان بدون سترة فعصر ما تبقي في الليمونة
اقتربت منه وأعطيته السترة، شكرني وأقفل عائداً لمنزله وتركني في الشارع أنظر للسواد العظيم وأنا أبكي.


طارق شفيق حقي
------------------------------
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق

Trackbacks