مشاهدة تغذيات RSS

طارق شفيق حقي

موعد مع الأجنبية

تقييم هذا المقال
موعد مع الأجنبية

رغبة

شيء ما ينبت في الصدر...شريط ملون يلمع أمام طفل أو قطعة سكر.
شيء من هذا وذاك يعرض في ذاكرتي بتحضيرات لزيارة قلعة حلب....وضمن تلك الرغبات الداخلية تفاجئني رغبة أو حلم صغير بلقاء سيدة أجنبية...سيدة مثقفة أحادثها بلغتها ونعقد حديثاً مطولاً عن حضارتي العربية الإسلامية ...لا أعرف إن كانت تلك الرغبة حلماً رومانسياً أو تأثراً بكتابات عمر أبو ريشة حين التقى تلك الإسبانية...هو شعور وشوق للقاء الأجنبية التي لا تعرف عني أكثر مما أعرف عن نفسي.

عقد العزم

وأسير أسير في حارات حلب القديمة تحتك عواطفي بهذه الجدران القديمة وفجأة تطل علي القلعة فأبهر كأني التقيت ببحر من عواطف .
أيا قلعة أسرتني وأثارتني مرات ومرات.. من غرفتي في المدينة الجامعية أرقبك كل يوم وها أنا احتضنك فأين أنت أيتها لأجنبية
حمائم جميلة تحوم حولها .. حتى الحيوانات الصغيرة لها شكل أخر قربها.
قطة صغيرة تحاول صعود القلعة التي تتربع فوق تلة عالية أتحاول هذه القطة إعادة الذاكرة وما ينفع القطط إعادة الذاكرة.

اللقاء

تتفحص عيناي تفاصيل القلعة بناءها حجارتها هيبتها ،وتعبر في داخلي الذكريات وما التقيت بتلك الأجنبية....... تمر وفود ووفود لكن أشكالهم لا تروقني وقد حجب عنهم نور الله ...حيوية رائعة حول القلعة يرتفع الأذان أسمعه يرتفع بصوت جديد يهزني المشهد والصورة الجديدة ,ولكن هناك شيء مفقود..أين أنت أين أنت... أنسى حينها كل شيء وأقول تراه نزار وأبو ريشة ابتكراها . أغوص أغوص, وكأني أرى الناس يدخلون القلعة أرى قادة التاريخ.... أراها صامدة تقارع المعتدين ،وذهب المعتدين وبقت القلعة وبدأت روحي تحكي لي وتحكي ولا أعرف من أين جاءتني هذه الأفكار والأخيلة ألاف الأخيلة والمشاهد صور بهية وحوار رائع من ماض عريق وأنا المذهول لما تحكي لي هذه الروح ..حلّ الظلام وأنيرت القلعة الآن غاصت معالم المدينة في الظلام وظهرت القلعة المنيرة وحدها تتربع عالية كريمة واستيقظت لحظتها من نوم طويل يختلط المنام بالحقيقة وعرفت أن تلك الأجنبية ما كانت أجنبية إنما أنا الذي كنت...؟!

لا أعرف روحي ولا أعرف تاريخي.



حلب 2003
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
قصة

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق

Trackbacks