مشاهدة تغذيات RSS

طارق شفيق حقي

الغيمة المضطربة

تقييم هذا المقال
الغيمة المضطربة

طارق شفيق حقي


أمام الهاتف العمومي ومن بين كل الناس كانت ترقب دورها من بعيد بهدوء ...

وعلى عكس الناس لا يظهر على وجهها البسيط ما يعتمل به صدرها .. إن أخذ أحد دورها تكتفي بالنظر إليه , الجو كان ساكنا" .. لسعة من البرد تمر أحيانا" الغيوم في السماء تضطرب دون أن تلوح بالمطر .. كان كل من يتحدث بالهاتف يريد نقودا" .. حاجيات .. طعاما" .. هذا يغازل فتاة .. وذاك يحادث صديقاً , وكان دوري الأخير .. جاء شاب مستعجل وكأنه يريد خطف السماعة بفظاظة ولولا أنه قال مبررا" إني مستعجل , سأتكلم بإيجاز .. لما سمحت له وتحدث وأطال .. نظرت في السماء ,كيف لهذه الغيوم إن تنهمر بوجود هذه الأفعال .. أما هي فكانت صامتة لا تعترض .. وتحدث آخر وهي صامتة يلتف الوشاح حول رأسها .. كان بودي أن أعطيها دوري لولا أنه الأخير فقد شعرت بتعبها أنا المتأفف التعب .. وحين جاء دورها وبعد أن سلمت قالت: كيف حالكم ؟ هل تعشيتم ؟ كيف حال أبي ؟ غطوه جيدا" كي لا يبرد لقد تأخرت بالاتصال لأن دروسي كانت متأخرة .. نعم أنهيت دوامي .. وبكل حنان حييتهم..إني قادمة وأعطتني السماعة تاركة دفء يدها عليها وتركت ما تبقى من نقود ومشت .. نظرت إليها وهي ذاهبة استرجع حديثها خلال اقل من دقيقة ثم أعدت الاتصال بآخر رقم في الذاكرة آلو : كان طفلا" صغيرا" بريئا" ,قلت له من حادثتكم قبل قليل يا صغيري فقال لي : إنها أختي ، وأين والدك ,قال إنه مريض , وأين أمك ؟ قال :إنها ميتة ,كم عدد أخوتك ؟ قال :ستة . أغلقت السماعة أبحث عن الفتاة التي اختفت وكان الغيث قد بدأ ينهمر غزيرا" جدا" لحظتها .
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق

Trackbacks