مشاهدة تغذيات RSS

طارق شفيق حقي

روائي

تقييم هذا المقال
روائي



من أنت.
قال : أنا روائي.
قلت : كم رواية كتبت.
قال : رواية واحدة.
قلت: وماذا تحكي.
قال: لم أكتبها بعد.
قلت : لم.
قال : لم أجد لها عنواناً بعد.
قلت: كان يجب أن تكتب الرواية ثم تفكر بالعنوان.
قال : لا أخطأت , من لم يعرف ماذا يكتب فحري به أن يكتب رواية الصمت.
قلت : أيعني أنه لا أفكار ولا أحداث بذهنك لحد الآن.
قال : نعم.
قلت : بالله عليك كيف تقول أنك روائي .
قال : ما إن أجد العنوان ستخلق الأحداث , انظر مثلاً
لو اخترت لروايتي عنوان الفقر , سأحكي لك عن أبي هلال الذي ولد ومات فقيراً شقياً معدماً ,سأحكي لك عن عائلته التي ترعرعت على نهر الفقر الجارف , وسأحكي لك عن هجرة ابنه هلال إلى أوربا وضياعه هناك, سأحكي لك قصة ابنه الأوسط الذي سجنه لأنه سارق , وسأحكي لك قصة ابنته التي هربت مع شاب ثم عادت يزينها العار.
قلت : جميل رواية مليئة بالأحداث اكتبها.
قال : وماذا ينفع الناس سرد أحداث يرونها كل يوم أمامهم.
قلت : كلامك فيه وجهة نظر.
قال : لو وضعت للرواية عنوان الظلم.
سأحكي لك عن أبو ظلام وكيف يسرق قوت أبو هلال , ويلفق التهم للناس , سأحكي لك كيف وعد ولده فتاة بالزواج وهرب معها ثم طردها بعد أيام... ماذا سأحكي لك وماذا يفيد الناس من هذه الروايات.
أطرقت حينها صامتاً.
قلت أي عنوان إذن تبحث عنه, نظر فيني ملياً وكأني اقتربت من سره.
قال : أخبرك.
قلت : نعم.
توثب وقال مخفضاً صوته : لقد وجدت عنوان الرواية لكني أقول للناس أني لم أجده بعد.
قلت ولم
قال لأني لم أستطع كتابة أحداث العنوان.
قلت له : أتعرف.
قال : ماذا.
قلت : أخاف أن لا تكون روائياً.
أراد أن يقول لولا أن سمعنا صوت المفتاح يدور في قفل الباب ثم صاح أحدهم : أيها الأوغاد ألم أقل الجميع نيام.

3/2007
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
قصة

التعليقات

  1. الصورة الرمزية محمد يوب
    [SIZE=5]حوار فني جميل فيه تسلسل منطقي محفز على المزيد من القراءة و مما زاد القصة جمالا القفلة الممتعة المضحكة [/SIZE]
كتابة تعليق كتابة تعليق

Trackbacks