مشاهدة تغذيات RSS

طارق شفيق حقي

هو الذي كان قد سمع الصوت

تقييم هذا المقال
هو الذي كان قد سمع الصوت

من شرفة قلبه سمع في ليله الصامت ...هو الذي كان قد سمع الصوت,

هو الذي كان قد سمع الصوت.

من قمة ليله في شرفته كان يجالس نجوم الكون صفوفاً صفوف ,تتناثر من حوله كحوريات حسان لا يدري ينظر في أي منهن ....هو الذي سمع الصوت فتحركت غابات القصر من حوله وتمادت وجرت الأنهار وانسكبت رقراقة...كان صوتاً جميلاً في لحظة صمته ,غنى أغنية قلبه وارتفع صوته شجياً

إليها في برجها العالي وصل أنصت قلبها ترددت لم تتفاعل قبل أن ينتشل صمته قلبها من مكانه انتشالاً

صاح بها وصاحت به

تواعدا اللقاء

وانسحب كل منهما من حرس القصور ومن سوره وفي عتمة الغابات سارا ثم وصل كل منهما لطرف جزيرة يحجزهما نهر شديد الغزارة هو كان قد قتل أكثر من وحش ضاري في طريقه... هي مدت ضفائرها ونزلت من برجها العالي



نظر فيها ونظرت فيه باستحياء وقلبت نظرها في كل الأعشاب قرب قدميها الصغيرتين

قال لها مدي يدك لجذع الشجرة اليابسة بجانبك, نظرت باستحياء ومدت يدها لجذع الشجرة فاهتزت ونبتت أغصانها وأورقت وأثمرت ثماراً تنقط عسلاً.

... ابتسمت وضحكت.... منذ متى لم يضحك هذا الوجه ربما كان قد نسي الضحك.

قال انظر لغيوم السماء نظرت كان غيوم السماء سوداء فما أن وقع بصرها عليها وكأنها تقول للغيوم .. ما هذا السواد كله لما؟؟....للمطر!!.. هل المطر بحاجة لكل هذا السواد؟؟ هل عطاؤك هكذا أيها الغيم..؟؟ فخف سواد الغيوم خجلاً وانفرجت أسارير وجهه, ثم تبدد مسقطاً رذاذاً خفيفاً جميلاً حرك الكون وظهرت السماء ناصعة صافية.

نظرت فيه متعجبة ثم ابتسمت وضحكت فرحة لما كان , كأنه السحر

عجبت في قلبها لما حدث, ولفها أثر الدهشة وسحرها وعرفت أنه ربما كان ساحراً...

غنى لها أغنية قلبه فاجتمعت طيور المكان واقتربت حيوانات الغابة تجلس أليفة تصيخ للغناء الشجي.

صمت هو فغنت هي أغنية قلبها كانت أغنية حركت الكون برقتها وجمالها تمادت أغصان الشجر وتحركت أوراقه..نظر هو رأى بروج السماء ونجومه تتحرك وتدور بهدوء ما درى هل هو الذي يدور أم السماء..من حرك هذه البروج ..هدأ ماء النهر الغزير الذي كان يغرق ألف رجل وصار يترقرق عذباً فراتاً...ظلت تغني والحيوانات الضارية تسند رأسها إلى يديها والكناري مثنى مثنى وأطرف الأغصان تلتقي بسكر فتحت عينيها حين اقتربت من نهاية الأغنية وأكملت شطراً حزيناً ربما كان يقول أن لا لقاء بيننا فصمتت حركة البروج وهدأت الأغصان وعاد النهر غزيراً شيئاً فشيئاً

حينئذ قالت له علي الذهاب, أغنيتك جاءت في وقت لا فرقة تغني لك ولا جمهور يستمع , قد جاءت في زمن الأبراج العالية, في زمن الحزن ولن يقبل ملك القصور هذه الأغاني لا جدوى من الحلم لا جدوى من العناد لا إرادة لنا



نظر في النهر الغزير وتمنى لو أنه يرمي بجسده في هذا النهر يأخذهما حيث يريد حتى لو كان الموت , لكن إرادته لا تكفي, وصمت مزق صدره .



لكنه نظر كانت قد اختفت قبل نهاية الفكرة قبل أن يقول لها هيا معي , إني أنا...



أعاد مقطع من أغنيته لكنه كان رديئاً أو خافتاً تسحبت الطيور والحيوانات واختفت



كان يريد أن يقول لها هيا معي ألم تعرفي من أنا

كان يريد لكن لم يستطع أن يعرف عن ذاته. فعاد صامتاً ينكر ذاته عاد تلتفه ظلمة الغابة ينظر خلفه يتمنى أن تعود يذرف دمعة تحملها النسمات تتلألأ في ظلمة الليل كلؤلؤ منثور

هي كانت تجلس في برجها صامتة تلف نفسها بقوة كعجوز هرمة مسها البرد والمرض.

كان الليل يعيد صوته ربما هزأ به أو أحس بذلك

قال له الحزن أو هو قال للحزن لم يعرف الصوت في الليل: صديقي عدت إليك أنت صديق الوفي وانحنى الليل ظلاماً لملك القصور الذي لم يعرفه أحد بين الناس. وعادت أغنية الليل الحزين عزفها في زمن لا يسمع فيه أحد عزف القلب. وهو الذي قد سمع الصوت.
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
قصة , قصة

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق

Trackbacks