مشاهدة تغذيات RSS

طارق شفيق حقي

هل كنت أنا الجاني

تقييم هذا المقال
هل كنت أنا الجاني


أتعرفين أجمل أمر في برج إيفل .

قالت: ما.



قلت : أنك واقفة أمامه.

قالت: بل لأني معك.



كنا ننظر بسكون وشغف لبرج إيفل ... كنا نتكلم بصوت منخفض نوعاً ما

قالت : أشعر بقوة الله حين أنظر للأشياء العالية.

قلبتها في ذهني : القوة ؟!

قالت:حبيبي أحس بقوة الله.

صمتُ وأنا أقلب النظر في البرج المرتفع يكاد يصل عنان السماء.

قلت حبيبتي هو الجلال الذي تشعرين وأفضت في القول....

قالت لا أدري ربما, ذات الشعور أشعر به حين...حين أكون معك.



نظرت فيها كانت تنظر في شعر رأسي كأنها تنظر لرأس البرج.



قلت في نفسي هل هو شعور الأنثى .....

صعد بنا مصعد برج إيفل ببطء شديد.

حين صعدنا لقمة البرج كان المنظر مدهشاً باريس تلتمع برقة وجمال, يزيدها البرد ألقاً.

كانت كعالم السحر

نظرت قلت أتعرفين أي أمر جميل بباريس



قالت :ما.

قلت :أنك تنظرين إليها.

.

.

ابتسمت عيناها مضيفة سكوناً للحظات التي تمر لا ندري بها

أنفها قد أحمر من شدة البرد, لكن المنظر كان بديعاً ,كنت أشعر بالدفء. باريس برقتها تلمع لا نعرف أين نصوب أبصارنا... كلما ظننت أنك أمسكت مصدر الجمال هرب منك حين تنظر لغيره.

قلت انظري حبيبتي هناك.... وأشرت ..وتأملي بنظرك دون التدقيق ثم حاول أن تصمتين برهة وتحبسين نفسك , ستظهر لك مناظر جديدة وسترى عيناك ما لم تكن ترى من قبل ... وسيتغير الشعور المألوف لذات المنطقة

بعد برهة نظرت فيها قلت أشعرت بالجمال هزت برأسها.

نظرت فيها قلت كلما نظرت فيك كان هذا السحر يتجدد في عينيك , لا أعرف له سراً,كلما قلت أني وصلت إليه تغير وظهر بمظهر جديد يسحرني .

قالت: أحبك.

أردت التتمة



قالت لا ترهق الحب فلسفة يا حبيبي.

قلت قد آن أوان الرحيل

لم تتكلم ولم أجب.

كان صمتها سؤالاً وكان ردي واضحاً

كانت تلاحقني بصمتها وكنت أهرب بحزمي.

كانت تقدم دائماً حبيبي على أي جملة

قالتها أخيراً كبقشيش ترضية .





نزل فينا المصعد بسرعة



وتفرقنا

كل في طريقه مشى ينظر لحظة لخلفه يتمنى أن ينظر الأخر إليه, حين يراه يغذ السير يتابع الهروب, ربما كانت دمعاتها تنهمل متطايرة مع نسيم باريس البارد .

بعد أن تباعدت الخطى كان البرج أصبح أصغر وكان جمال باريس قد اختفى

لكن الحزن قد ازداد.

ربما كانت باريس أضيق أن تجمعنا, وربما كانت هي الفلسفة التي فرقتنا وربما كان الفراق واجباً لا أدري هل كنت أنا الجاني.
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
قصة

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق

Trackbacks