مشاهدة تغذيات RSS

طارق شفيق حقي

حيرة:

تقييم هذا المقال

حيرة:
أحار في النفس حين النفس تمتلكني, وأجهد نفسي, حيث أن القوة تملك النفس حين النفس تمتلك.

ـ أحس بثقل في صدره, تدفقت العواطف وهاجت في خلده, وأمس ما خفي منه كتلة عالية الحرارة ثم توحدت في لحظة الانفعال, فأمس جسده الداخلي قطعة واحدة وأحس بالخارج من جسده كأنه قطعة متصلة لا أجزاء فيها.

خ ر ج .. رأى كوناً عجيباً كمعرض لأغلى وأجمل التحف , تلتمع النجمات في نفسه فيرى ذلك في السماء فوقه يمسك نفسه عن التفكير , لكن الانعتاق الكلي محدود , تهب نسمة , يحس بالبرد , تنقطع لحظة تأمله , لكن قوة روحه لم تنكفئ يعود للإيحاء , ينسى جسده , ينسى نفسه , عيناه معلقتان , يرى وكأنه لا يرى بعينية حب إلى المجهول يدفعه , من حوله أشياء موجودة يحس بها , يعمق النظر , لا يرى وما ينبغي له أن يرى , يحس بأحد بإحساسه لكن إلى حد يصدم نظره الذي مده حدود الواقع , يبحر بقوله لا يجد حداً , يغمض عينيه يكاد ينسحب إلى الماضي من حاضره , يفتحهما ويعود , قواه شديدة , في الخارج جمد المكان الأشجار والنباتات ساكنة جداً , النسيم , لمعة النجوم , يجول بعينية من أرجاء الكون إلى أرجاء الأرض , ينسى نفسه , يختفي , تتعلق عيناه بانفراج في سواد السماء أشبه بنهر من نور مجال عمق السماء بلا نهاية , يخف جسده , يحس بأنه يتطاول , يحس بأن جسده أصبح طويلاً طويلاً جداً إنه فوق الغمام .. أعلى بقليل هو الأفق الأعلى .. كانت الحقيقة تقترب من حدقتيه , هاج فؤاده وهبت رياح شديدة , أحس بقشعريرة في جسده , زفر زفرتين حارتين , وعاد سكون الكون دمعتين حارتين وأحس بروحه أصبحت في عنقه .. دمعتين, ونقطت السماء.. شهق, تقدم إلى قلب الطبيعة وراح يبكي وانهمرت دموع الغيوم شديدة ورعد الرعد ممتزجاً بصوته, وزفراته رعد أم الرعد صوته... ورأى ما رأى ( ما كذب الفؤاد ما رأى ) .

غسلته الأمطار , فعاد كيوم ولدته أمه , أوراق الأشجار الصفراء تتساقط من حواليه , هدأ احتياجه مجلياً روحه , وانزاح ذلك الثقل وتمكن لأول مرة من استنشاق نفس يشبع عطشه إلى شهقة تريح جسده وعرف حينها أن الذنوب تتراكم في القصبة الهوائية وفي مداخل القلب فيحس بضيق النفس وبثقل في عروقه .

ـ عاد وصاحبنا إلى المنزل ونظره معلق بلمعان النجوم في السماء ولمعان الأوراق على الأشجار ولمعان الأعشاب بالأرض كل شيء يلمع وأشياء أخرى تلمع في روحه.
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
قصة

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق

Trackbacks