مشاهدة تغذيات RSS

طارق شفيق حقي

الضلال القديم

تقييم هذا المقال

الضلال القديم

من أوراق الغريب

حين غابت الشمس عنه وهي تمننه بدفئها قال لها بعد إن نظرساخراً وقد تذكر كل الأشعار التي غزلها مع خيوطها... غيّبي عني ما استطعت فإن أجمل أطوار الشمس المغيب إنك مهما تغيبين عني فلن تستطيعين إلا الشروق

غيبي فإن لي ليلاً يأويني .

بعد حزن انسكب كشلال غزير.. تنهد الغريب : ما أجمل الانكسار إذما كان نهضة عز ونقاء

غيبي عني ما استطعت فإن لي صبراً صبوراً ولهذا الليل ألق ينبع في قلبي فأرقبه بعد غيابك وفي الغياب تظهر أمور خافية في ضوء الشمس... ها قد بدأت تتذكر صديقك القديم الحزن

أين غبت عني أيها الحزن.. صديقي شاركني طريقي .. لكن الحزن كان قد هجره .

حزن الغريب لفقدانه حزنه القديم .. وتناديه الشمس محترقة لا زلت في ضلالك القديم....

إنه الضلال القديم ضلال يعقوب

وأمشي على هدى الضياع وأجلس عند صخرة العزم.. عزم على البقاء وحيداً في هذا الليل البارد

تنظر جانبك ترى صديقة جديدة وهي الوحدة أهلا بك رفيقة درب ليلٍ طويلٍ

حين تكون وحيداً تنفتح أسارير روحك ...لا تبكي صديقي بل تباكى .. من يشعر بك الآن ... يقودك حزنك القديم لقلبك أما هذا الحزن الجديد تراه يقودك إلى قلب الكون الكبير



من يشعر بك

تنسحب الوحدة من جانبك بهدوء شديد تنظر ما تراها تيقن الآن أنك لست وحيداً هناك من يحس بك



جال في طيف الغريب الغم كنغم يتراءى في أطيافه الهم فاغتنمه كراع يهش على أغنامه بعصا الحرص يريد معرفة نهاية هذا النغم

حين أمسكت الحرص عصا لي أهش بها على مشاغلي زاد همي وغمي وما أدركت أن مشاغل الدنيا قطيع لا حصر له ولا انضباط لغنمها

ألقيت العصا فإذ بها أفعى تسعى وما أدركت أن الحرص على الدنيا كأفعى وإن الحريص على الدنيا لفي تعب, وما تعرف متى تلسعك اللسعة الأخيرة

ولما ألقيت العصا من يدي سمعت لها صوتاً كان الدنيا بأسرها قد سقطت وما عاد الأفق بعيداً وأمسى البعيد قريباً والقريب بعيداً

رأيت نفسك في الأفق ذاك مالم تحسب له حساباً

ذاك ما لم يتراءى لك وأنت البعيد

كيف لك أن ترى البعيد وأنت بعيد



ناده الصوت

ارمى عصاك ترى البعيد قريب



2004

تم تحديثة 25/10/2014 في 09:54 PM بواسطة طارق شفيق حقي

الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
قصة

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق

Trackbacks