مشاهدة تغذيات RSS

طارق شفيق حقي

((ترجمان الأشواق))

تقييم هذا المقال
ترجمان الأشواق



حين تضطرب أنوار الروح في قفص الجسد ويعلو شهيق الإنسان, وتتسربل جزئيات المادة بفيض الأنوار وتحسّ أن قوة عارمة تنتابك.... أن جناحين خفيفين ينبتان لك, ويمسي شعور جميع عصافير الأرض مألوفاً لديك.



تيارات الهواء الصاعد تحملك بيسر فتفرح لصعودك الأجواء, خفيفاً أطير وأعلو روائح الهواء الرطب الخفيف تصدمني فأشعر بانتفائي.



يخف التيار فاهبط لثقلي قليلاً رويداً رويداً.

يتملكني شعور ما فوق الشعور , لا أشعر بفرحة فانا أعيش ما فوق الفرحة..ما زلت أعيش أطوار الاندهاش والولادة والترقب.
فيوض من شوق تعتمر هذا القلب الذي كنت أحلق فيه مكتشفاً مجهوله تحملني أشواق لا أعرف مهباً لها, وأمسى الشوق يمزق الأجواء فيّ ويفيض يفيض وحين أبحث

في كنه القلب أشعر بشعور ريشة في مهب الريح لا تعرف قبلة للريح, وما عليها سوى أن تسلم كيانها وتعيش تقلبات الجهات ملغية كل إرادة أو رغبة , وتغرق في بحور الحرية وتخضع لجزر التسيّر لتعيش مد التخيّر حيث الهواء والفضاء.


أخرج من قلبي أشعر بأنه يكاد يتفتت. فيوض من إفرازات مبهمة تسيل منه, تقلب كياني تمزقني....ساقني شوقي لأستعين بمجمع الحكماء وطرقت بابهم أستفسر عن

منبع الشوق الذي لا أعرف ترجمه له....فقال لي حكيم شاب حاول جاهداً ترجمة

شوقي بأنه شوق قديم منبعه ابتعادك عن أهلك وصحبك فأنت مسافر مغترب عنهم وان الأوان لتزورهم. وقال لي أخر أكبر سناً انه شوق لحرية افتقدتها في لهاث انشغالاتك

اليومية وتعبت من أعمالك وأن لك أن تستريح قليلاً , وقال أخر انه شوق لأمنيات تفكر بها وما استطعت تحقيقها, وهي الآن تخفق في وجدانك وقال أخر انه شوق لحب

ماض...... وأردف بل شوق إلى الحب الذي لم تذقه ولم تتعرف عليه وتتمنى أن تصادفه يطرق بابك بقوة ويظهر لك من المجهول..

واخذوا يترجمون الشوق , كلما نطق واحد أقول صدقت هو ذا الأمر الذي لا أستطيع إدراكه وكدت أقتنع بكلامهم لحاجتي لحل الأمر...لكني عرفت أنهم لا يفقهون ترجمة


الشوق الذي أعيش وحين ذكرته في قلبي أخذني تيار صاعد وحملني بخفة فصعدت وتصاغرت وتصاغرت الأشياء من تحتي فأصبحت في الفضاء
انه الشوق الأعظم
إني مشتاق

مشتاق
مشتاق.
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
قصة

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق

Trackbacks