• لن تسْقطي يا شام ُ رغم َ أنوفهم - أحمد حسن المقدسي

    قصيدة للشاعر الفلسطيني
    أحمد حسن المقدسي
    مالي أراك َ وأنت َ لسْت َ تراني أوَلم ْ يعُد ْ يشْجيك َ سِحْر ُ بَياني؟؟
    إن ْ كنت ُ يوما ً قد نسيتك َ يا صديقي فالذي أنساك َ قد أنساني
    وجع ُ العروبة ِ موْغِل ٌ بدمي يطاردني مِن الشِّريان للشريان
    ***

    من ْ أين تعبر ُ للخلاص ِ سفينتي؟؟
    وسفينتي تمضي بلا رُبان ِ

    أنا غارق ٌ في الحزن ِ حتى "شوشتي"
    تتوالد ُ الأحزان ُ من ْ أحزانيِ

    من ْ ألف ِ عام ٍ والحكاية ُ ذاتها
    ذ ُل ُّ الشعوب ِ.. وسطوة ُ السلطان ِ

    كم صفقة ٍ قد وُقعَت ْ بِدمائنا
    ومن العمولة ِ جهِّزت ْ أكفاني

    هذا العراق ُ أمامنا سَيْل ٌ من
    الأيتام ِ والأقزام ِ والغلمان ِ

    أوَليس َ يكفينا العراق ُ وبؤسه
    لنسلم َ الفيحاء َ1 للزُّعران ِ؟؟

    من ْ باع َ للشيطان ِ نخل َ عراقنا
    هوَ من ْ يبيع ُ الشام َ للجرذان ِ

    لولا الخيانة ُ منْ قبائِل ِ يعرُب ٍ
    ما كانت الغربان ُ في بغدان ِ
    ***

    أنا مِن ْ فم ِ البُسَطاء ِ أملأ ُ ريشتي من ْ كبرياء ِ القدس ِ نزْف ُ جناني
    هام َ الطغاة ُ بشعْب ِ سوريا وهم ببلادهم داسوا على الإنسان ِ
    هذي الضمائر ُ ذاتها تِلك َ التي محَقت ْ شعوب َ الأرض ِ كالديدان ِ
    ذبحوا العروبة َ واسْتباحوا كِبْرَها ونسوا زمان َ الضب ِّ والبعْران ِ
    ***

    حسِبوا الزعامة َ بالدراهم ِ تشترَى
    بالجَهل ِ.. والتعْريص ِ.. والهذيان ِ

    ولو الزعامة ُ بالدراهم ِ تشترَى
    لتسَيدت ْ قطر ٌ على الأكوان ِ

    ولو الشجاعة ُ بالدراهم ِ تشْترى
    ما كان َ قادتنا من الخصْيان ِ

    كم أمة ٍ فنِيت ْ بفِعل ِ جهالة ٍ أو أمة ٍ هلكت ْ بجُبْن ِ جَبان ِ
    تف ٍّ على حرِّية مَسمومة ٍ فوق َ الدماء ِ يجرُّها الحمَدان ِ2

    هيَ عقدة ُ النقص ِ المهين ِ لدولة ٍ
    ليست ْ سوى بئر ٍ من ِ القطران ِ

    حين َ الكلاب ُ تقود ُ قافِلة ً، فإن َّ
    مصيرَها حتما ً إلى التوَهان ِ
    ***

    أنا مَوْجة ٌ مِن ْ ألف ِ عام ٍ وهي َ تبحث ُ في المرافئ ِ عن ْ شطوط ِ أمان ِ
    كانت ْ هنا بالأمس ِ جامعة ٌ لنا والنفط ُ حوّلها " لد ِسْت ِ " قيان ِ
    تقنا لجامعة ٍ تغرِّد ُ لحننا فإذا بها عبْرية ُ الألحان ِ
    وأحالها الدولار ُ قبْو َ عمالة ٍ فالكل ُّ شيطان ٌ على شيطان ِ
    وتوزَّعوا الأدوار َ : هذا بالسلاح ِ وذاك َ بالإفتاء ِ.. والإعلان ِ

    ذهب َ العميل ُ يجر ُّ تابعَه ليشْري3
    بالتآمر ِ جوْقة َ الغرْبان ِ

    وجثا ليستجدي الدَّعي ُّ حمائم َ
    الناتو ترُش ُّ الشام َ بالرّيْحان ِ

    فيعود عاهرة ُ الزمان ِ بخيبة ٍ
    وقد ِ استقر َّ بحلقِه ِ نعلان
    انا شامِت ٌ عدَد َ الذين استشهدوا
    بقنابل ِ الفسفور ِ في أوطاني

    انا شامت ٌ عدَد َ الذين تيتموا
    بخِيانة ِ العملاء ِ والغلمان ِ

    عاشت ْ يد ٌ رُفِعَت ْ لتحمي الناس َ من ْ بَطش ِ الغريب ِ وفزْعة ِ الإخوان ِ
    عاشت ْ يد ٌ رُفعت ْ لتنقذ َ بيتنا من ْ وصفة ِ التدمير ِ والخسْران ِ

    لو كان َ قلب ُ الشام ِ صهيوني ْ الهوى
    ما حاصرَتها طغمة ُ العربان ِ

    لو ْ قاسيون ُ الشام ِ عبري ُّ الهوى
    والله ِ ما اعترَضوا ببنت ِ لسان ِ

    ولصار َ ذبح ُ " الثائرينَ " فريضة ً
    ولأشعلوا النيْران َ.. بالنيران ِ
    ***

    يا صاحِبي، هذا مزاد ٌ مقرِف ٌ من ْ باعة ِ الإفتاء ِ والقرآن ِ
    باعوا العمائم َ والمصاحِف َ واللحى وتفرَّغوا لعبادة ِ الأوْثان ِ
    فالقدس ُ ما عادت ْ قضيتهم ولا عادت ْ بقايا القدس ِ في الحسْبان ِ

    انا رافض ٌ هذا التآمر َ إذ ْ أرى
    " شيْلوْك َ " أصبح َ تاجر َ الأديان ِ

    لن تسْقطي يا شام ُ رغم َ أنوفهم
    فالفجْر ُ آت ٍ.. والتآمُر ُ فان ِ

    سيَطير ُ عرْعور ٌ.. وفرفور ٌ..
    وممعوط ٌ.. وغليون ٌ كقبض ِ دخان ِ

    ستظل ُّ سوريَّا برغم ِ جراحها
    بستان َ أحلام ٍ.. وأفق َ أمان ِ

    فالشام ُ أكبر ُ من ْ تآمرهم، وهل
    تخشى الليوث ُ مواكب َ الفئران ِ؟؟

    والشام ُ أغلى من ْ شوارب َ لم تكن ْ
    إلا مطايا الغزو ِ والعدوان ِ

    لن ينحني سيْف ُ الشآم ِ أمام َ لحْد ٍ4
    قادِم ٍ في جزمَة ِ العثماني

    فالشام ُ قلعَة ُ أمة ٍ، وقليل ُ
    عقل ٍ من ْ يُناطِح ُ قلعة َ الصُّوان ِ
    ***

    يا صاحبي، أنا رافض ٌ ذبح َ الشآم ِ لكِذبة ٍ تدعى : شهود َ عيان ِ

    هوامش
    1- الفيحاء : هو احد اسماء دمشق
    2- الحمَدان : صيغة مثنى، والمقصود بها حمد بن خليفة (امير قطر) وحمد بن جاسم رئيس وزرائه
    3- إشارة الى ذهاب حمد بن جاسم الى الامم المتحدة مستجديا ً التدخل العسكري في سوريا - وتابعه: هو امين عام الجامعة العربية نبيل العربي
    4- لحْد هو انطوان لحد عميل اسرائيل السابق في جنوب لبنان
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.