• رَقيم ُ الكــَهـْـف - الشاعر عبد الأمير الشـّيباني

    رَقيم ُ الكــَهـْـف


    للشاعر عبدالأمير الشـّيباني

    مـُدْ ْ كـُنـْت ُفـِيـهـْمْ أ َغــُضُ الـطـرْفَ.. إنْ عـَـكـَفــُوا
    مـا عـادَ سـِـرا ً.. رَقـِـيمُ الـكـَهـْـف ِ.. قــَدْ عـُر ِفـوا

    إنــِّي لـِـــــــر ِقــَةِ قــَـلـبي.. كـلـَّـمـا هــُـلـِعــُـــــــوا
    أحْـني عـــَراجيـن َ أضلاعــي .. ليــَـكـتـَهــِـفوا

    وَ كـُـلـَّـمـا عـَسَّ لـَيـْــــل ٌحـَـوّ لـَـهـُمْ.. بــِـد ُجــَـــىًّ
    أفــَـاضَ قــَـلـْبي لــَهـُـمْ.. نــُورا ً لـِـيـَـغـْــتــَر ِفــُـوا

    فــَـأ نـْـكـَـــؤوا.. فـي شــُــــغـا ف ٍ كـُـلـّـُه ُ ألــَـــــم ٌ
    حـَـتى تــَــــد َفــَـقَ يــَنـْـبـُوع ٌ بـــِــــه ِ الـشـَـغــَـفُ

    كـَـأ نـَّـه ُ.. قــَــــلـْبُ طــفــْـل ٍ شـَـفــَّـه ُ لـَــــــــبـَـن ٌ
    يـَـحـْـبـو إلـيـهــِـم ْ.. وَ فــِـيـه ِ الــو ِدُ واللَـَطــَـــف ُ

    نــَبـْـضـي.. فــُـرُات ٌ بــِــماء ٍسـائــِـغ ٍ عـَـــــذ ِب ٍ
    فيه ِ تــَوضـَّأ َ نـور ُ الفــَّجر ِ.. فاغـْـتــَرفـوا

    قــَـلـبيْ.. من َالحــُزن ِ.. كــَـنز ٌ فيه اِدّ ُخـِـــرَت ْ
    نــَفا ئــِس ُ العــز ِّ .. لا تــَنضـَــبْ وإن ْ ســَرَفـــوا

    وكــُلــَّــما ..ألــَقـــت ْ عــَينـــاي َ فــي غــَســَق ٍ
    أطفأ ْت ُ قــِنديل َ دَمــْـعي .. قا ئــِــلا ً كــُشــِفــــــوا

    رُوحي .. حــَمامــَة ُ غــار ٍ .. آية ٌصَـد َقــَـت ْ
    وحينمـا حــلــَّـقــَت ْ .. من ْ خــَوفــِهم ْ هـَتـَفــــــوا

    وَقــَفــْت ُ كا لنـَّخــْـل ِ في كــِبـَر ٍ.. أ ُهيب ُ لـَهمْ
    ومــِن ْ نــُضود ِ جــَني ِّ التــَّمـــــر ِ يــَقــتــَطــِــفوا

    تــطــَيــَّروا .. كـُلــَّما ريـــــــح ٌ تــَهــِف ّ ُبــِهــــا
    راحــَتْ تــَمـــُر ّ ُعــَلى أضـغا ثــِهــِم طــِـيَـف ُ

    حَـتى استـقـَمْت ُ بــِظهري .. ما انحـَنيت ُ لهــا
    غــَدقيْ لـهـُمْ.. بـَـلــَح ٌ .. إن ْ هــُـــزَّت ِالســَّــعـف ُ

    شـاخـَـت ْعـُروقي .. بعـُمق ِ الأرض ِما انـْطـَفأت ْ
    ظـَمئي .. رُضابُ ســَراب ٍ .. كــان َ يـَرتـَشــِـــف ُ

    نــَعـْش ٌ من الخـَّوف ِ .. طول َ الدَّهر ِأحملـُهمْ
    مـا كـَـلّ َ كـَـفــَّيْ .. ولا أنـّـَت ْ لـي َ الكــَـتـِـف ُ


    تــَعـَـكـّـَـز وا بــِرُفـاتي .. ما انـْـثــَـنى قــَـدَمـي
    بــيـَدي الـكـِتاب ُ .. بـِعزم ٍ صـَــــادق ٍ .. أقــِـــف ُ

    إنــّي اصــطــَفيتُ.. من َالأخــلاق ِ أكرَمـَهــــا
    كأ نــََّـها.. وكأ نــّـي ْ الســَّيــف ُ والشــَّـــــــــرَف ُ

    لي أن ْ أقول َ .. كأ ُفق ِ البَـحر ِ قد ْ طــُمـِرَتْ
    بــِهِ اللآلئ ُ .. ما يــَقــَذفْ بــــــه ِ الصــَّـــــد َف ُ

    ويــَهمــِس ُ القــَـلب ُ خوفـا ً فـي سـَريــرَ تـِه ِ
    فأ ُوهـِم ُ القــَلب َ .. إن َّ القــَوم َ مــا انعــَطــَفــوا

    أذ ود ُ عن ْ عــِفــَّة ِ الصــَّحراء ِ.. أرشـِدُهــا
    طــُرقا ً من الهــَدي ِّ .. والصــَّـحراء ُ تـنحـَــرف ُ

    واغسِل ُ الذ َّنب َ في وَدْق ٍ.. يـَـزم ّ ُ لـَهُم ْ
    فــَيـَنـْطـِق ُ البــِئـْرُ..لا يــَغفر ْ..لما اقــتــَرَفوا

    انصَفـتـُهـُمْ. . قــُلت ُ إن َّالعــَفو َ من ْ شيـميْ
    لــَكنــَّهـُم ْ.. بــِِحــِـراب ِ الغــَـــدر ِ.. انتــَصــَــــفوا

    فــَطـَعنـَـتي .. تملأ ُ الدُّنيا بــِصـَرخــَـتـــــها
    لو أنــَّــــها .. بــِجــِبال ِ الأرض ِ تــَــــــرتــَعــِـف ُ

    إنــِّي نــَزَفـْـتُ لـَـهـُـمْ.. والـكـِبرياءُ د َمــــي
    فـاسْـتـَـكـْـبـَروا ومـَضـَوا.. ما إنْ مـَضوا نـَـزَفوا

    مـا زالَ دَار ُ أبــي جــَهـــل ٍ .. ونــَدوَ تــُـهُ
    يــَـتواعــَــد ون َ علــى غــــي ٍّ .. ويأ تــَلــِفـــــــوا

    مازالــَـت ْ اللات ُ فيهــِم ْ.. والنــُحور ُ لـَها
    مـِن ْ كل ِّ أندَلــُــس ٍ .. مـِن ْ دمــِّــها اجترفـــــــوا

    مازال َ زوج ُ أبي لـَهـَب ٍ.. ومــا مــَسـَدَت ْ
    في جيدِها.. منْ حــِبال ِ النــَّار ِ.. تــَلـتـَهـف ُ

    مازال َ حــِلف ُ قــُريش ٍ.. رُقعة ٌ نـُخــِرَتْ
    فــَـتـَـقطـَع ُ الوَصل َ .. من ْ أرحامــِها النــِطــَـف ُ


    حيِّوا .. حـُيَـــي َّ نـَضيــر ٍ .. حـِلفـُه ُ قــَدَر ٌ
    حـَـتى نــَرى المـَوت َ .. في أبوابــِنا يــَـقــِـــف ُ

    في غـُرّ َة ٍ .. منْ شــُهور ِالحُرم ِ وَيحـَـكـُمو
    هـذا هو َ العـارُ.. ما يــأ تي بـِه ِ الصـَّـلـَـف ُ

    أكـُلـَّمـــــا أزَفــَـــــــت ْ للدَّهــــر ِ كــــــارثة ٌ
    جــُند ُ المـَغول ِ .. من َ الـصـَّحراء ِ قد ْ زَحـَـفوا

    ما عاد َ سـِرَّا ً.. ليـُخفى أمـر ُ مـَنْ عـَكـفـوا
    في باطــِن ِ الغـار ِ .. أحجار ٌ لـهــا اعتـَكـفـــوا

    كـَذِبـــا ً تـَشـَبَّهتـُمـو .. فـي فـتـيـــة ٍ دَرأت ْ
    عنْ نـَفــســِها فــِتــَنـَـا ً.. فا لعـَصــر ُ مـُختـلـف ُ

    وكــَلـَّما عـَصـَفـَــت ْ.. ريـــح ٌ بناز ِلــــــة ٍ
    تــَزمـَّلوا .. بــِظــلام ِ الكـَهـــــــف ِ والتحـَـفـــوا

    زاغوا بأبصار ِهم ْ.. في خــَزرة ٍ .. فزعاً
    عـن ْ أي ِّ بـــــارقة ٍ.. خـَوفــــــا ً سـَينكـَشـِفـــوا

    هـلْ عارض ٌمُـمطـِرٌ في كــل ِناصيـة ٍ
    أم ْ ريـح ُمـن ْصرصـر ٍتعـتي بمن حقـَــفوا

    شــَرف ٌ رَفيع ٌ لــَكمْ .. مـِن ْ جـانبـيه ِ دَم ٌ
    نـَهر ٌ أ ُريــق َ .. أيبقى يـَنــــــزف ُ الشــَّـــرَف ُ

    قــُمْ يا بــِلا ل ُ.. وكبــّرْ..في مـَساجــِدِهـم ْ
    فالقــَـتل ُ في أرْضـِـنا .. والكــَهف ُ يــرتـَجفُ
    ُ............... ..............
    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : رَقيم ُ الكــَهـْـف ... للشاعرعبدالأمير الشـّيباني كتبت بواسطة عبدالأمير علوان مشاهدة المشاركة الأصلية
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.