• احتفالاً بدحر الأمريكان في العراق : الشهيد البطل صلاح قنيري يرثي نفسه


    بسم الله الرحمن الرحيم

    \"ولا تحسبن الذين قتلوا أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون\" صدق الله العظيم


    مشروع شهيد مذ ولد، فكان اسمه منتصر للرد على اجتياح لبنان وعدم القبول بالهزيمة وكان حلمه الاستشهاد في فلسطين وطنه الأصلي ولعدم مقدرته للدخول إليها كان حلم الاستشهاد يراوده منذ بدأت ملامح العدوان الأمريكي على العراق فذهب مبكرا جدا للعراق قبل أن يدنس الأمريكي وأذنابه أرض العراق الطاهرة.

    هو منتصر صلاح الدين قنيري، ابن قرية كفر لام في حيفا فلسطين، ولد وعاش في حلب واستشهد بالعراق. يتفوق بكل شيء يقوم به حتى الاستشهاد، فهو الطالب المتفوق في مراحل الدراسة المختلفة، حتى أنه في الشهادة الإعدادية كان ينقصه عن المجموع العام خمس علامات فقط،
    ولا عجب فهو من عائلة متفوقة دراسياً ومناضلة بل هو الشاعر الملتزم فقد رسم بكلماته طريقة استشهاده(أموت حيا بلا قبر بلا كفن).

    كان يدرس الهندسة الكهربائية في سنتها الثانية وكذلك حصل على منحة دراسية للطب بإحدى الدول الإسلامية، عندما وصلت طلائع العلوج إلى الخليج، فاختار ترك دراسته لأن هناك شأن أهم.

    عليه واجب استقبال هؤلاء الأوغاد، ورغم شدة و قسوة سقوط بغداد، إلا إن حلمه كان حوريات الجنة ولقاء وجه ربه وأبى إلا متابعة مقاومته حتى
    أكرمه الله بالشهادة في الشهر الماضي 10-12-2003، عندما اقتحم بسيارته المفخخة مع استشهادي آخر مقراً لتجمع القوات الأمريكية في الرمادي،
    أسفرت حسب المصادر الأمريكية عن إصابة ستين جريحا.وعددا غير محدد من القتلى.


    وقد أصدر الاتحاد العام لطلبة فلسطين ملصقاً، نعى الاستشهادي البطل منتصر صلاح الدين قنيري.

    ************************************************** **

    الشهيد الذي استشهد قبل أن يستشهد
    أنه يموت حيا
    **************
    لا أدري لماذا وكيف تسللت قشعريرة إلى جسدي وانأ أقرا الكلمات الأولى من القصيدة التي ستظل شاهدا حيا على عبقرية وعمق تفكير الشهيد هنا سيعرف كل متأمل لعمق اللحظات التي كان يعيشها الشهيد من الكلمات التي تركها قبل أن يستشهد كم كانت تختلج فيه فوارق الحياة والموت الدقيقة ,لقد رأى موته قبل موته لقد رأى أرتال الشهدا والأرض التي تحييه بل الكون كله وأراه
    ينطق بلسان الأمة (و إني لست أتلاشى)

    فلسفة عظيمة تتسرب من كلماته نعرفها كلنا لكن

    لا نحس بها وهذه القصيدة فرصة لكي تعيش أيها

    المواطن العربي لحظات مع روح الشهيد و أنت

    تبحر مع كلماته وتعيدها وتعيدها.....


    ستبتعد عن قواعد الكتابة لتدخل في ما هو أعلى

    من الكتابة ستعيش مع كلمات قادمة من العالم الآخر إنها القصيدة الناسخة


    ونرفق قصيدة رثاء للشهيد بقلم : شادي دياب

    هنيئا لك أيها الشهيد هنيئا لأهلك و لذويك و إلى

    أم الشهيد أينما كانت أهدي في نهاية الموضوع

    شيئا لا يذكر و لا يرد البرد.


    ************************************************** *******


    ****أموت حياً****

    الإستشهادي منتصر صلاح قنيري


    أموت حياً

    بلا قبرٍ … بلا كفن


    وأنسج من غبار الأرض

    أغطيةً

    ترد البرد عن أمي …


    عن الأطفال في وطني …

    وأخبز من طحين الموت


    أرغفةً …


    تسدُّ الجوع في جسدي

    وفي روحي … تجوعني

    إلى ثأرٍ تجرع حنظل المحن

    إلى نصر جنته فيالق الأسرى

    و أرتال من الشهدا

    فأعظم ذاك من ثمنٍ

    وسال دمي

    تراه دمي

    يحاصر منْ يحاصرني

    تراه دمي

    يلغمني عبوات

    يفجرني

    وأقتلهم

    فإنَّ العينَ بالعينِ

    وإنَّ السنَّ بالسنِّ

    وتأتي الأرض … تحييني

    ومن عدمٍ … لتخلقني

    وعاد دمي … يلغمني

    يفجرني

    فيا يا أعداءنا انصرفوا

    فإني لست توقفني

    مجازركم

    ودبابات شارون …

    وإني لست أتلاشى

    ولو بتآكل الزمن …

    … أنا حيفا …

    … أنا يافا …

    وإني زهرة المدن

    أنا العربي

    وقد أقسمت في سري

    وفي علني …

    بأن أقضي …

    لكي نحيا … وكي نحيا

    جموع الشعب في وطني




    \"الشهيد منتصر صلاح الدين قنيري\"
    6/2002







    (كل الشكر إلى كل من ساهم في وصول هذه الملحمة إلى أسواق المربد شاكرين ثقتهم بنا-إدارة موقع أسواق المربد)
    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : قصيدتان من الشارع العربي( الناسخ والمنسوخ) كتبت بواسطة طارق شفيق حقي مشاهدة المشاركة الأصلية
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.